الموازنة بين تناول الألياف وتقليل الغازات المعوية

ألياف غذائية
ألياف غذائية
TT

الموازنة بين تناول الألياف وتقليل الغازات المعوية

ألياف غذائية
ألياف غذائية

س: أحاول اتّباع نظام غذائي صحي به الكثير من الحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه. لكن هذا يسبب لي الكثير من انتفاخ البطن. هل هناك أي اقتراحات؟

ج: يعد الانتفاخ (الغازات المعوية) أمراً طبيعياً. وهو نتاج ثانوي لتناول الكثير من الأطعمة التي نعدها مصادر صحية للفيتامينات والمعادن والألياف. لكني أتفهم تماماً رغبتك في السيطرة عليه.

يتكون معظم الغازات المعوية من أبخرة عديمة الرائحة. تأتي الرائحة الكريهة من آثار الغازات المحتوية على الكبريت التي تُنتجها البكتيريا التي تعيش في الأمعاء الغليظة (القولون). تعمل هذه الكائنات الدقيقة على تفكيك الأطعمة، لا سيما الكربوهيدرات، التي لا تهضمها الإنزيمات في الأمعاء الدقيقة بالكامل.

يعد «الرافينوز raffinose» أحد المكونات الرئيسية المنتِجة للغاز، وهو السكر الموجود في الخضراوات مثل الكرنب والهليون والبروكلي. كما أنه يوجد في بعض الحبوب الكاملة.

قد يسبّب بعض النشويات أيضاً مشكلة. ويشتمل ذلك على البطاطا والذرة والقمح. كما يشمل أيضاً الألياف القابلة للذوبان الموجودة في نخالة الشوفان والبازلاء والفاصوليا والفاكهة.

إنه أمر مثير للاهتمام، ولكن الأرز لا يسهم في إنتاج الغازات.

كما لا يتمكن بعض الأشخاص من هضم اللاكتوز، وهو السكر الطبيعي الموجود في منتجات الألبان. لذلك قد يصابون بالغازات عند تناول الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز.

لا يتحمل بعض الأشخاص تناول الفركتوز، الموجود في الفواكه والخضراوات والكثير من المشروبات التجارية. ومن الأسباب المحتملة الأخرى بدائل السكر التي تُستخدم كثيراً اليوم في الأطعمة والمشروبات الخالية من السكر.

لن تتمكن من إيقاف الغازات المعوية. لكن يمكنك الإقلال منها. احتفظ بمفكرة عن الأطعمة التي تتناولها. ثم تخلص منها واحداً تلو الآخر لمعرفة أيٍّ منها قد يكون السبب في أعراضك. وبهذه الطريقة، قد لا تحتاج إلى التوقف عن تناول جميع أطعمتك الصحية الغنية بالألياف.

يساعد الكثير من الأدوية المتاحة من دون وصفة طبية على تخفيف الانتفاخ. المنتجات التي تحتوي على سيميثيكون simethicone (مالوكس Maalox، وميلانتا غاز Mylanta Gas، وغاز - إكس Gas - X، على سبيل المثال لا الحصر) تفكك فقاعات الغاز في القولون. يحتوي «بيانو» Beano على ألفا غالاكتوزيداز alpha - galactosidase، وهو إنزيم يساعد على استقلاب بعض الكربوهيدرات المعقدة. قد يُقلل «تحت - ساليسيلات البزموت» Bismuth subsalicylate (دواء مُضاد للحموضة يُباع بالاسم التجاري ببتو بزمول Pepto - Bismol، وما يعادله من الأدوية الجنيسة العامة) من الرائحة الكريهة للغازات المعوية.

* خدمة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.