كشفت دراسة سويدية حديثة عن نتائج إيجابية يحققها علاج للضعف الجنسي، في تحسين مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
وتحسنت مستويات السكري في الدم لدى مجموعة صغيرة من المرضى بشكل ملحوظ عند علاجهم بجرعة عالية من دواء «تادالافيل»، وهو إحدى المواد الصيدلانية الفعالة المعروفة باسم مثبطات (PDE5)، وهي مجموعة تشمل أيضا عقار الفياغرا، ويُستخدم لعلاج ضعف الانتصاب.
وعلى عكس مثبطات (PDE5) الثلاثة الأخرى التي تمت الموافقة عليها في السويد، فإن «تادالافيل» طويل المفعول، ويمكن وصفه كجرعة يومية.
وضمت الدراسة التي نُشِرت في العدد الأخير من دورية «إي كلينيكال ميدسين»، 18 مشاركاً (12 رجلاً و6 نساء بعد سن اليأس)، وتم تقسيمهم لمجموعتين؛ مجموعة تناولت جرعة يومية عالية (20 ملغ) من المادة الفعالة «تادالافيل» لمدة ستة أسابيع، والأخرى تناولت دواءً وهمياً، وبعد 8 أسابيع من الراحة، تم إعطاؤهم جميعاً دواء «تادالافيل» لمدة ستة أسابيع.
وجد الباحثون من جامعة جوتنبرج السويدية، أن «تادالافيل» تسبب في تحسن واضح في التحكم بالتمثيل الغذائي، بناء على قياسات الهيموغلوبين (HbA1c) في عينات الدم، وفي المتوسط، انخفض مستواه بمقدار 2.50 ملليمول/ مول.
ويقول بير أندرس جانسون، أستاذ في جامعة جوتنبرج، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره، أمس (السبت)، الموقع الإلكتروني للجامعة: «هذا تحسن واضح للغاية في مستويات السكر على المدى الطويل، وهو ما لم يكن من الممكن أن نحلم به بعد 6 أسابيع فقط من العلاج التكميلي لمرضى السكري من النوع 2».
ويزيد «تادالافيل» من تدفق الدم في العضلات والهيكل العظمي والقلب والأنسجة الدهنية، وتُظهر هذه الدراسة أيضاً زيادة تدفق الدم وتأثيراً إيجابياً في الكبد، حيث انخفض مؤشر ثابت للكبد الدهني أثناء العلاج بالعقاقير، مقارنة بالدواء الوهمي.
وتبدو النتائج مذهلة، لكن هناك حاجة إلى اختبارها في دراسة أكبر وعلى مدى فترة أطول، كما يقول خالد عواد، استشاري الباطنة بوزارة الصحة المصرية لـ«الشرق الأوسط».
ويضيف أن «الدراسة التي كشفت عن فوائد الدواء يكون هدفها الأساسي تأكيد سلامته، ولكن تأكيد فعاليته يجب أن تكون من خلال دراسة أكبر تتم في عدد كبير من الدول».
ويتوقع عواد «اعتماداً سريعاً لهذا الدواء كعلاج، إذا كشفت الدراسات اللاحقة عن فوائده، لأنه دواء مُستخدَم بالفعل في أمراض أخرى».