عباس يطرق باباً لانخراط السلطة في «اليوم التالي» لغزة

مصدر فلسطيني: حضور أبو مازن لفعاليات شرم الشيخ رسالة لمن يتجاهل دور رام الله

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما في قمة شرم الشيخ للسلام (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما في قمة شرم الشيخ للسلام (رويترز)
TT

عباس يطرق باباً لانخراط السلطة في «اليوم التالي» لغزة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما في قمة شرم الشيخ للسلام (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما في قمة شرم الشيخ للسلام (رويترز)

بثَّ حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس «قمة شرم الشيخ للسلام»، الاثنين، «رسالة واضحة حول دور السلطة الفلسطينية في اليوم التالي في قطاع غزة بعد الحرب»، حتى لو لم يكن ذلك فورياً ومباشراً.

وشارك عباس في القمة، فيما غاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك حركة «حماس»، وعلى الرغم من أن الخطة التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في القطاع لا تتعامل مع السلطة باعتبارها صاحبة الولاية السياسية والقانونية على القطاع.

وقال مصدر في السلطة لـ«الشرق الأوسط»، إن «حضور عباس شكل أقوى رسالة لإسرائيل، وللأطراف التي تحاول تجاهل دور السلطة ممثلة للشرعية الوحيدة المخولة للحديث عن الفلسطينيين ودولتهم وأرضهم ومستقبلهم».

ورأى المصدر أن «وجوده (عباس) أمر طبيعي ومنطقي، ويُشكّل اعترافاً بشرعيته من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والآخرين».

ولم تكن مشاركة الرئيس الفلسطيني ضمن قائمة المدعوين واضحة، إذ إن خطة ترمب لا تشرك السلطة الفلسطينية مباشرة في ترتيبات اليوم التالي، لكن الكثير من النقاشات خلف الكواليس، وإصراراً عربياً وغربياً على دور للسلطة في غزة، عززت فكرة حضوره.

وأعلنت الرئاسة المصرية، مساء الأحد، حضور عباس، الذي وصل إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، بعد أن أقلته طائرات أردنية من مقره في رام الله، فيما كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحط في إسرائيل.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما على هامش قمة شرم الشيخ للسلام (الرئاسة المصرية)

وعملياً، وافقت السلطة على مرحلة انتقالية بشرط أن يكون ذلك «مقدمة لتوليها زمام الأمور في القطاع».

وقدرت مصادر فلسطينية أن وجود عباس في شرم الشيخ سيساعد على «انخراط أوسع للسلطة في ترتيبات المرحلة الانتقالية».

وقالت المصادر إن «السلطة كانت منخرطةً في مناقشات اليوم التالي عبر مشاورات مستمرة مع الفريق العربي ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ودول غربية مثل فرنسا».

وأعطت السلطة موافقة على ترتيبات مرحلية في غزة على ألا تتحول إلى «وصاية دولية».

والتقى نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، في الأردن، الأحد، لمناقشة اليوم التالي ودور السلطة فيه.

وبلير مرشح لتولي دور بارز في إدارة شؤون غزة بعد الحرب، بموجب خطة ترمب الذي قال إنه يريد أن يتأكد من أن الجميع سيرحب به.

وأكد الشيخ بعد لقاء بلير الاستعداد للعمل مع الرئيس ترمب، ومع بلير والشركاء المعنيين، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى والذهاب للتعافي وإعادة الإعمار.

وتتحدث خطة ترمب عن مسار نحو حقّ الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وإقامة دولتهم، وتعهدت بأن الولايات المتحدة ستُطلق حواراً بين إسرائيل والفلسطينيين للتوصل إلى أفق سياسي يضمن التعايش السلمي والمزدهر بين الطرفين.

وقال مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نريد دولة فلسطينية ونعمل على ذلك، ومن أجل الوصول إلى هذه. طرقنا كل الأبواب وما زلنا، وكنا منفتحين على خطة ترمب رغم التحفظات ودعمناها، ونأمل أن تصل بنا إلى مسار سياسي ملزم لإسرائيل. العقبة التي تعطل كل شيء هي إسرائيل».

وأضاف: «الرئيس عباس ذهب إلى شرم الشيخ من أجل ذلك. الوصول إلى في النهاية إلى دولة فلسطينية مسؤولة عن الضفة وقطاع غزة والقدس الشرقية».

والتقى عباس، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في شرم الشيخ، وقال ماكرون إن بلاده سيكون لها «دور خاص» في إدارة غزة في المستقبل «إلى جانب السلطة الفلسطينية»، ولكن أيضاً على أن تقوم بالإصلاحات (المطلوبة) لليوم التالي.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد لقائهما على هامش قمة شرم الشيخ للسلام (أ.ف.ب)

واعتبر ماكرون مشاركة عباس في قمة شرم الشيخ «إشارة جيدة جداً... واعتراف بدور السلطة الفلسطينية كمؤسسة شرعية».

وناقش عباس مع ماكرون اتفاق وقف إطلاق النار واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها كاملة عليه، ومنع ضم الضفة ووقف الاستيطان، واستعادة الأموال الفلسطينية التي تحتجزها إسرائيل لتمكين الحكومة الفلسطينية من القيام بواجباتها تجاه مواطنيها.


مقالات ذات صلة

وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

العالم العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة (إ.ب.أ)

وزيرَا خارجية مصر وتركيا يؤكدان أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره التركي هاكان فيدان في أنقرة تطورات الأوضاع بقطاع غزة، وشددا على أهمية تثبيت اتفاق السلام.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
خاص رجل فلسطيني يتحدث إلى صبي يجلس على صاروخ غير منفجر في حي الرمال بمدينة غزة يوم الأربعاء (أ.ف.ب) play-circle

خاص تعثر المرحلة الثانية يضع غزة أمام شبح «استئناف الحرب»

لا يزال التعثر سائداً بشأن الانتقال للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، ما يعزز المخاوف من استئناف الحرب.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا فلسطينيون في خيامهم  في مدينة غزة(رويترز)

الاتحاد الأوروبي وكندا يحثان كل الأطراف على تنفيذ جميع مراحل اتفاق غزة

حث الاتحاد الأوروبي وكندا، اليوم الأربعاء، كل الأطراف على الالتزام الكامل بتنفيذ جميع مراحل اتفاق إنهاء الحرب في غزة، والإحجام عن أي خطوات قد تُعرضه للخطر.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية مبانٍ مدمَّرة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة (رويترز)

إسرائيل دمَّرت أكثر من 1500 مبنى في غزة منذ وقف النار

دمَّرت إسرائيل أكثر من 1500 مبنى في مناطق من غزة بقيت تحت سيطرتها، منذ بدء وقف إطلاق النار مع حركة «حماس» في 10 أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية شاحنات تحمل مساعدات تنتظر على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم الحدودي إلى جنوب غزة (أرشيفية - رويترز)

إسرائيل تعلن فتح معبر زيكيم في شمال غزة لإدخال شاحنات مساعدات للقطاع

قالت الحكومة الإسرائيلية إنها فتحت معبر زيكيم في شمال قطاع غزة، الأربعاء، لإدخال شاحنات مساعدات إلى القطاع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الجيش الإسرائيلي يحصد عنف المستوطنين الذي زرعه في الضفة الغربية

جندي إسرائيلي قرب مستوطنين في أحد شوارع الضفة الغربية (أرشيفية - وكالة «وفا»)
جندي إسرائيلي قرب مستوطنين في أحد شوارع الضفة الغربية (أرشيفية - وكالة «وفا»)
TT

الجيش الإسرائيلي يحصد عنف المستوطنين الذي زرعه في الضفة الغربية

جندي إسرائيلي قرب مستوطنين في أحد شوارع الضفة الغربية (أرشيفية - وكالة «وفا»)
جندي إسرائيلي قرب مستوطنين في أحد شوارع الضفة الغربية (أرشيفية - وكالة «وفا»)

في الوقت الذي يتباكى فيه الجيش الإسرائيلي على انفلات مجموعات «شباب التلال» الاستيطانية في الضفة الغربية، وقيام أفرادها بتنفيذ اعتداءات فتاكة حتى على جنود الجيش نفسه، دلت المعطيات الرسمية على أن هذا التذمر ينطوي على كثير من التلون والخداع.

والجيش ومن ورائه المخابرات وسائر الأجهزة الأمنية يتحملون مسؤولية مباشرة عن هذه الاعتداءات، فقد سكتوا عن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، وحموا المستوطنين وهم ينفذون هذه الاعتداءات، وغضوا الطرف عن عملية تشكيل ميليشيات مسلحة لهم، طالما أنها تعمل ضد الفلسطينيين.

وفقط عندما اقتربت النار من جنوده بدأ الجيش يتحرك؛ فعملياً بات يحصد ما زرعه في السنين الماضية.

وقالت حركة «سلام الآن» الإسرائيلية إنها تخشى أن تكون شكوى قادة الجيش ضد المستوطنين محاولةً لصرف الأنظار عن نشاط الجيش الإسرائيلي نفسه ضد الفلسطينيين، فهذا الجيش مارس عملية استفراد بالضفة الغربية خلال الحرب على غزة، وقتل 1066 فلسطينياً وأصاب نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف فلسطيني بينهم 1600 طفل، وفقاً مصادر طبية فلسطينية.

ميليشيات تحت نظر الجيش

وبالمقابل فإن المستوطنين أقاموا ميليشيات مسلحة، تحت نظر الجيش، ولم يلجمهم. بل كان يحميهم أثناء تنفيذ الاعتداءات على الفلسطينيين. وعندما تجنّد 1200 مواطن يهودي من قوى السلام الإسرائيلية للتضامن مع الفلسطينيين، وقطفوا معهم الزيتون، اعتدى المستوطنون عليهم حتى سالت الدماء من وجوههم، وقام عدد من الجنود بالتشفي منهم قائلين: «أنتم عملاء للفلسطينيين وتستحقون أكثر من ذلك».

نشطاء يواجهون مستوطنين قرب قرية بيت جالا بالضفة الغربية... أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

وكانت مصادر عسكرية قد حذرت من اعتداءات المستوطنين فقط بعد أن قاموا بالاعتداء على جنود الجيش الإسرائيلي، وكاد أحدهم يقتل برصاص مستوطن.

وقال قائد المنطقة الوسطى في الجيش، آفي بلوت، لهيئة البث الإسرائيلية إن «الواقع الذي يمارس فيه الشباب الفوضويون العنف ضد الأبرياء، وضد قوات الأمن هو واقع لا يطاق وخطير للغاية، ويجب التعامل معه بحزم».

وأفاد مسؤولون عسكريون إسرائيليون بأن موجة عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، بلغت مستوى خطيراً دفع قادة الألوية إلى مطالبة رئيس الأركان، إيال زامير، بإعادة أوامر الاعتقال الإداري التي ألغاها وزير الدفاع، يسرائيل كاتس قبل بضعة شهور.

أعمال سادية

ويصف الجيش الإسرائيلي، حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، بعض أعمال المتطرفين اليهود بأنها «سادية» ويحذر من فقدان السيطرة بينما تبدو الشرطة وجهاز الأمن العام «الشاباك» مترديَين أو متهاونَين في مواجهة المعتدين.

وذكرت الصحيفة أن أوساطاً سياسية تعزو تصعيد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين إلى «الغضب من إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين في صفقة تبادل، وتهييج مجموعات استيطانية احتجاجاً على إخلاء بؤر استيطانية غير قانونية».

وتقول إنه، ونتيجة لتصاعد عنف مجموعات المستوطنين، كلف الجيش الإسرائيلي وحدات خاصة لإحكام السيطرة على «نقاط ساخنة» وحول جرافات وآليات سبق استخدامها في غزة إلى مهام هدم البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية.

لقطة عامة لإحدى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية (أرشيفية - رويترز)

وحسب قادة عسكريين، فإنه تم الدفع بفرق وقائية وتوسعت مهام فرق قوات الاحتياط لتأمين القرى الفلسطينية والممرات الفاصلة، في وقت يشعر فيه الجنود بأنهم يؤدون مهام كانت مفترضة للشرطة الإسرائيلية.

من جهة أخرى، حذر ضباط الجيش من أن أعمال العنف التي تواجههم أحياناً ليست فقط من مستوطنين محليين، بل تشمل أحياناً دعماً أو توجيهاً من سياسيين ووزراء، ما يعيق تطبيق القانون ويضع الجنود في مواجهة مع مسؤولين حكوميين يدافعون عن المستوطنين.

ويشير العسكريون إلى تقاعس الشرطة الإسرائيلية وعدم اقتحامها لمواقع العنف بالسرعة أو القوة الكافية، ما يفاقم فوضى تطبيق القانون. وهم قلقون من خطر اتساع ظاهرة العنف.

مناخ مشجع للمتطرفين

وحذر ضباط بالجيش من أن استمرار هذا المناخ السياسي والأمني الذي يشجع المستوطنين المتطرفين، سيؤدي إلى تعقيد مهمة قوات الأمن وإضعاف القدرة على حفظ النظام، وربما يعيد إشعال دوائر عنف أوسع في الضفة إذا لم تتخذ خطوات حاسمة ومتناغمة بين الجيش والشرطة والسلطات المدنية.

دانت بعض الشخصيات الإسرائيلية تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، ودعت إلى اتخاذ إجراءات حازمة لوقفها.

ويأتي ذلك بينما يدفع وزراء ونواب من أحزاب حكومة بنيامين نتنياهو السلطات إلى غضّ الطرف عن اعتداءات هؤلاء المستوطنين المتطرفين.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يلتقي مستوطنين في الضفة الغربية (آي 24 نيوز العبري)

وشهدت الضفة الغربية، مساء أمس الثلاثاء، أحدث هذه الهجمات، إذ شنّ مستوطنون اعتداءات واسعة قرب بلدة بيت ليد، شرق طولكرم، استهدفت منشآت صناعية وزراعية، وأدت إلى اندلاع حرائق وإصابة عدد من الفلسطينيين.

وقال الرئيس الأسبق لأركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، لإذاعة الجيش، إن «شبان التلال الذين يهاجمون جنود الجيش الإسرائيلي ويحرقون المركبات إرهابيون، ويجب معاملتهم بقسوة»، كما دان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في تدوينة على منصة «إكس»، الهجمات التي نفذها مستوطنون في شمال الضفة الغربية، واصفاً إياها بأنها «صادمة وخطيرة». وأضاف: «هذا العنف ضد المدنيين وجنود الجيش الإسرائيلي يتجاوز الخط الأحمر، وعلى جميع مسؤولي الدولة التحرك بحزم للقضاء على هذه الظاهرة».


تركيا: إمام أوغلو يطالب ببث محاكمته على الهواء مباشرة

تجمع لأنصار حزب الشعب الجمهوري في منطقة عمرانية في إسطنبول 5 نوفمبر للمطالبة بإطلاق سراح أكرم إمام أوغلو (حزب الشعب الجمهوري - إكس)
تجمع لأنصار حزب الشعب الجمهوري في منطقة عمرانية في إسطنبول 5 نوفمبر للمطالبة بإطلاق سراح أكرم إمام أوغلو (حزب الشعب الجمهوري - إكس)
TT

تركيا: إمام أوغلو يطالب ببث محاكمته على الهواء مباشرة

تجمع لأنصار حزب الشعب الجمهوري في منطقة عمرانية في إسطنبول 5 نوفمبر للمطالبة بإطلاق سراح أكرم إمام أوغلو (حزب الشعب الجمهوري - إكس)
تجمع لأنصار حزب الشعب الجمهوري في منطقة عمرانية في إسطنبول 5 نوفمبر للمطالبة بإطلاق سراح أكرم إمام أوغلو (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

طالب رئيس بلدية إسطنبول المعارض المحتجز أكرم إمام أوغلو ببث محاكمته في الاتهامات الموجهة إليه ضمن تحقيقات شبهات الفساد في البلدية على الهواء مباشرة عبر تلفزيون الدولة الرسمي (تي آر تي).

وقال إمام أوغلو إن لائحة الاتهام التي أعلنها المدعي العام لإسطنبول أكين غورليك، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، بُنيت على أكاذيب ملفقة. وأضاف: «لائحة الاتهام التي كتبتها هي أكاذيب لفّقتها بتهديد الناس واحتجازهم رهائن والضغط عليهم لتشويه سمعتي».

وتابع إمام أوغلو، عبر حساب «مكتب المرشح الرئاسي» على «إكس» الذي يستخدمه عقب حظر حسابه الشخصي بقرار قضائي: «قلت بثوا جلسات المحاكمة على الهواء مباشرة عبر تلفزيون الدولة (تي آر تي) ليرى الجميع أكاذيبكم وافتراءاتكم».

ورأى أن حزب الشعب الجمهوري كان مستهدفاً كما ظهر من لائحة الاتهام الموجهة ضده.

حملة سياسية

بدوره، قال رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، عقب زيارته إمام أوغلو في سجن سيليفري، المحتجز به منذ اعتقاله في 19 مارس (آذار) الماضي في إطار تحقيقات حول شبهات فساد ورشوة وتلاعب بالمناقصات في بلدية إسطنبول الأربعاء: «لقد ظلوا 237 يوماً لا يعرفون ماذا يكتبون في لائحة الاتهام، ثم تمخضت عقولهم عن لائحة من 3 آلاف و900 صفحة بُنيت على إفادات لشهود سريين، يقولون فيها سمعت، أو يبدو ذلك، أو بلغني هذا، دون تقديم دليل ملموس أو ذكر قرش واحد تم إنفاقه في أوجه الفساد على الرغم من إعلان وسائل الإعلام القريبة من الحكومة أن حجم الفساد في بلدية إسطنبول بلغ 560 مليار ليرة تركية».

أوزيل متحدثاً للصحافيين عقب زيارة إمام أوغلو في سجن سيليفري 12 نوفمبر (حساب حزب الشعب الجمهوري في إكس)

وطالب أوزيل بإطلاق سراح إمام أوغلو وباقي المحتجزين وإعادتهم إلى عملهم، وإجراء المحاكمة على الهواء مباشرة، كما طالب بذلك منذ اليوم الأول، قائلاً إن هذه اللائحة هي تتويج لمحاولة الانقلاب المدني القضائي على حزب الشعب الجمهوري.

وأضاف: «أقول للرئيس رجب طيب إردوغان لا تخف لن يهرب مرشحنا الرئاسي (إمام أوغلو) إذا أخرجتموه من السجن، أنت لا تخاف من أن يهرب، بل تخاف من أن يهزمك في الانتخابات».

ووجَّه المدعي العام لإسطنبول 142 اتهاماً لإمام أوغلو، الذي وصفه في لائحة الاتهام بـ«زعيم منظمة إمام أوغلو الإجرامية» وطالب بسجنه لمدة 2430 سنة؛ لاتهامه بالفساد وتقديم رشى والتلاعب في مناقصات، وتزوير الانتخابات وتسريب معلومات ملايين الناخبين.

آلاف الأتراك تجمعوا أمام مجمع محاكم تشاغلايان بإسطنبول 26 أكتوبر الماضي دعماً لإمام أوغلو خلال الإدلاء بإفادته في اتهامه بالتجسس (إ.ب.أ)

كما ذكر المدعي العام أنه سيرسل إخطاراً إلى محكمة النقض للمطالبة بإقامة دعوى أمام المحكمة الدستورية لإغلاق حزب «الشعب الجمهوري» لمخالفته أحكام المادتين 68 و69 من الدستور، وممارسة أنشطة تجارية بالمخالفة للقانون.

وعدّ أوزيل أن ذكر المدعي العام عبارة أن «المنظمة الإجرامية في بلدية إسطنبول تطورت كأذرع الأخطبوط» خلال هذه العملية، يوضح من يقف وراء محاولة إبعاد إمام أوغلو عن الساحة، في إشارة إلى تصريحات إردوغان المتكررة، التي قال فيها إن هناك شبكة فساد تغلغلت في إسطنبول وتمددت كأذرع الأخطبوط.

وقال المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري دنيز يوجال، في مؤتمر صحافي، الأربعاء، إن عبارة «أذرع الأخطبوط» وما شابهها من عبارات تُثبت أن لائحة الاتهام «وثيقة سياسية تستهدف الهوية المؤسسية لحزب الشعب الجمهوري وكيانه القانوني».

وتنفي الحكومة أي تدخل لها في الحملة القضائية التي تستهدف حزب الشعب الجمهوري وبلدياته، وتؤكد أن القضاء يعمل سلطةً مستقلةً.

إردوغان متحدثاً خلال فعالية لحزب العدالة والتنمية 12 نوفمبر (الرئاسة التركية)

ولم يُدلِ الرئيس رجب طيب إردوغان بأيّ تصريحٍ مُباشرٍ بشأن لائحة الاتهام، لكنه واصل انتقاد بلديات المعارضة بشدة، قائلاً في خطاب تزامن مع نشر اللائحة: «في المدن التي تحكمها المعارضة أصبح الإهمال وانعدام الرؤية مصير مدننا».

المعارضة تنتقد

وانتقدت أحزاب المعارضة لائحة الاتهام والإشارة إلى الإخطار بطلب إغلاق حزب الشعب الجمهوري، وقال رئيس حزب «الجيد»، موساوات درويش أوغلو: «لقد خرج حزب الشعب الجمهوري لتوه من أزمة قضية بطلان مؤتمره العام في 2023، ومن الطبيعي أن يتم جره إلى أزمة جديدة اليوم».

داود أوغلو متحدثاً في البرلمان التركية (حزب المستقبل - إكس)

وانتقد رئيس حزب «المستقبل» رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو المدعي العام لإسطنبول قائلاً: «هل تسخرون من عقول هذه الأمة، من خلال الإعلان عن إخطار لرفع دعوى لإغلاق حزب الشعب الجمهوري، ثم قولكم: (لم نكن نريد الإغلاق؟)، هذا أمر غير مقبول».

في السياق، أكد ولفت خبير القانون الدستوري، الدكتور كوركوت كاناد أوغلو، إلى وجود غموض بشأن بيان المدعي العام لإسطنبول بشأن الإخطار الذي سيقدمه إلى مكتب المدعي العام لمحكمة النقض، حيث لم يذكر أنه قدم أي طلب محدد لإغلاق حزب الشعب الجمهوري، فضلاً عن أن الجهة الوحيدة المخولة الأمر هي مكتب المدعي العام لمحكمة النقض التي تراقب أعمال مختلف الأحزاب وتقرر رفع قضايا الإغلاق.


أميركا تصدر عقوبات مرتبطة بإيران تشمل 32 فرداً وكياناً

وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
TT

أميركا تصدر عقوبات مرتبطة بإيران تشمل 32 فرداً وكياناً

وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)
وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)

فرضت الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء)، عقوبات على أفراد وكيانات في عدة دول مرتبطة بدعمهم إنتاج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الإيرانية، في أحدث محاولة للضغط على طهران.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء، إن عقوبات اليوم تستهدف ما مجموعه 32 فرداً وكياناً، في إيران والإمارات وتركيا والصين وهونغ كونغ والهند وألمانيا وأوكرانيا، مشيرة إلى أنهم يديرون شبكات مشتريات متعددة.

وقالت الوزارة، في بيانها: «تشكل هذه الشبكات تهديداً للأفراد من الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، وللشحن التجاري في البحر الأحمر».

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل طهران باستخدام برنامجها النووي ستاراً لإخفاء جهود تطوير القدرة على إنتاج أسلحة. وتقول إيران إن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط.