عباس مستغلاً «التسونامي» الأوروبي ضد إسرائيل: أناشد العالم وقف الحربhttps://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5145746-%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%8B-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D8%B6%D8%AF-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A3%D9%86%D8%A7%D8%B4%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8
عباس مستغلاً «التسونامي» الأوروبي ضد إسرائيل: أناشد العالم وقف الحرب
قال إنه يتطلع إلى المؤتمر الدولي للسلام في نيويورك لتنفيذ حل الدولتين
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (د.ب.أ)
رام الله:«الشرق الأوسط»
TT
رام الله:«الشرق الأوسط»
TT
عباس مستغلاً «التسونامي» الأوروبي ضد إسرائيل: أناشد العالم وقف الحرب
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (د.ب.أ)
أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نداءً عاجلاً لقادة دول العالم، لوقف الحرب في قطاع غزة، واتخاذ إجراءات لكسر حصاره، وإدخال المساعدات إليه.
وجاء بيان عباس بعد «تسونامي» سياسي أوروبي، خلال اليومين الماضيين، ضد توسيع إسرائيل لحربها في غزة، قادته بريطانيا وفرنسا وكندا ودول في الاتحاد الأوروبي.
وقال عباس في مناشدة أطلقها (الأربعاء): «أناشد قادة دول العالم اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لكسر الحصار على شعبنا في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية براً وبحراً وجواً، والعمل على الوقف الفوري والدائم لهذا العدوان وإطلاق سراح جميع المحتجزين والأسرى».
طفل فلسطيني يحمي رأسه من الشمس بوعاء يأمل أن يحصل فيه على طعام من تكية في مخيم النصيرات بقطاع غزة (أ.ف.ب)
وبعدما دعا عباس إلى «الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة» شدَّد على «تولي دولة فلسطين مسؤوليتها كاملة، فلم يعد من الممكن الصمت عن جرائم الإبادة الجماعية، والتدمير، والتجويع من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ضد شعبنا الأعزل».
حل الدولتين
ورأى عباس أن تنفيذ المهمة التي دعا إليها «لا تعلو عليها مهمة أخرى في هذه اللحظة التاريخية، باعتبار ذلك سيشكل لحظة أساسية من أجل تنفيذ حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، عبر إنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية».
وأعاد عباس التأكيد على أنه يتطلع إلى المؤتمر الدولي للسلام في نيويورك الشهر المقبل، والذي تقوده السعودية وفرنسا لتنفيذ حل الدولتين، وفق الشرعية الدولية، وحشد الجهود للمزيد من الاعترافات الدولية والعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وكانت بريطانيا، أعلنت الثلاثاء فرض عقوبات ضد مستوطنين، وتعليق بيع أسلحة ومفاوضات للتجارة الحرة، وبالتزامن أعلنت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أنها طلبت مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل.
الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس خلال اجتماع وزراء الخارجية والدفاع الأوروبيين في بروكسل الثلاثاء (إ.ب.أ)
ورحَّب عباس بالمواقف التي صدرت عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، ودول الاتحاد الأوروبي، وبالبيان المشترك للدول المانحة، وبيان اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بهذا الخصوص، ورفضهم جميعاً سياسة الحصار والتجويع والتهجير والاستيلاء على الأرض.
قالت مصادر مطَّلعة إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجَّه قيادة حركة «فتح» بالتواصل المباشر والحثيث مع حركة «حماس» بغية انضمامها إلى النظام السياسي الفلسطيني.
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الولايات المتحدة ودولاً أوروبية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفق ما نقلت عنه الرئاسة المصرية خلال لقائه الرئيس السيسي.
إيزدي يتوسط محمد باقر رئيس الأركان الذي قتل الأسبوع الماضي، ووفد "حماس" برئاسة رئيس الحركة السابق، إسماعيل هنية قبل مقتله في طهران العام الماضي (دفاع برس)
إيزدي يتوسط محمد باقر رئيس الأركان الذي قتل الأسبوع الماضي، ووفد "حماس" برئاسة رئيس الحركة السابق، إسماعيل هنية قبل مقتله في طهران العام الماضي (دفاع برس)
تسعى إسرائيل إلى تحقيق أهداف متعددة باعتمادها سياسة القتل المستهدف (الاغتيالات) في إيران، حيث تبدأ بإضعاف النظام وحشره في الزاوية قدر المستطاع، وصولاً إلى ضرب وكلائه في المنطقة، وما بينهما أهداف أخرى منتَظَرة.
ومع اغتيال إسرائيل عدداً من قادة «الحرس الثوري» والعلماء الإيرانيين في «ليلة الاغتيالات»، كما يسميها الإعلام العبري، بينهم قائد فرع فلسطين في «الحرس الثوري»، سعيد إيزدي، تتكشف أكثر أهداف إسرائيل من وراء هذه الاغتيالات.
وقال البروفسور عوزي رابي، مدير مركز «موشيه ديان» في جامعة تل أبيب للدراسات الأفريقية والشرق أوسطية، إن «الضربات الجراحية الإسرائيلية»، إضافة إلى أنها تكشف عن ضعف النظام، فهي تخلق واقعاً جديداً يجبر المرشد الإيراني خامنئي على الاختيار بين إنقاذ الأسلحة النووية أو إنقاذ النظام.
وأضاف في مقال نشرته «القناة 12»: «إن إقصاء شخصيات بارزة من الصناعة النووية والنظام العسكري، والضربات الدقيقة لمواقع رئيسية نووية، والتعطيل الكبير للبنية التحتية الحيوية، كل هذه الإجراءات تُشكّل خطوة شاملة تُرسل رسالة واضحة إلى الشعب الإيراني والعالم أجمع: لقد تم اختراق الحدود، حرفياً، وهو وضع يخلق واقعاً جديداً (...) إسرائيل لا تعمل فقط على تعطيل المسارات النووية، بل أيضاً على تقويض شعور النظام بالحصانة، مما يُشكل تحدياً استراتيجياً غير مسبوق للحكومة في طهران».
ولا يرى رابي أن إسقاط النظام سهل، ولا يعتقد أن إسرائيل وحدها قادرة على ذلك، لكنه يعتقد أن الأقرب هو تخلي إيران عن البرنامج النووي.
وأضاف: «تواجه قيادة الجمهورية الإسلامية الآن قراراً مأساوياً: الطاقة النووية هي المحرك، لكن البقاء ضرورة. يدرك خامنئي وشعبه أن إيران قادرة على تحمل الضرر الذي قد يلحق بالمنشآت النووية، أو تأخير المشروع، أو حتى التعرض العلني، لكنهم لا يستطيعون تحمل الانهيار الداخلي. إذا اضطروا إلى اتخاذ قرار، فقد يختارون تأجيل التقدم النووي تكتيكياً، أو على الأقل طمس معالمه العامة، حفاظاً على وجود النظام».
اغتيال إيزدي وتداعياته الأمنية
لوحة إعلانية تحمل صوراً لقادة فى «الحرس الثوري» قتلوا خلال القصف الإسرائيلي معلقة على جسر على طريق سريع في طهران (إ.ب.أ)
وإذا كانت الضربات تهدف إلى إجبار إيران على التراجع عن النووي، فهذا واحد من بين أهداف أخرى. وخرج وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، للتحدث عن أهمية اغتيال سعيد إيزدي، وأفردت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساحات واسعة لتغطية الخبر.
وقال كاتس إن إيزدي، الذي قُتل خلال غارة على شقة في مدينة قم، وسط إيران، جنوب العاصمة طهران، هو أكبر مسؤول في «الحرس الثوري»، وكان يموّل ويسلح حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» لتنفيذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقاد خطة تدمير إسرائيل عبر «غارة برية من عدة مواقع في وقت واحد».
وأكد زامير الأمر قائلاً إن إيزدي قاد محور إيران و«حماس»، وكان القضاء عليه أحد الإنجازات المحورية في الحرب الحالية، وعلى التهديدات المتعددة. وأضاف أن الاغتيال «يجعل الشرق الأوسط بأكمله أكثر أماناً، لأن إيزدي كان أحد الشركاء السريين في تخطيط وتنفيذ مجزرة السابع من أكتوبر، ويداه ملطختان بدماء آلاف الإسرائيليين. وكان قائد محور إيران - (حماس)، والمقرب من يحيى السنوار ومحمد ضيف. هذا إنجاز استخباراتي عظيم لشعبة الاستخبارات وسلاح الجو».
وثائق جديدة تكشف حجم نفوذ إيزدي
قوات تابعة لـ«فيلق القدس» (أرشيفية)
والاحتفاء باغتيال إيزدي جاء بوصفه جهة التواصل مع «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، وهو مسؤول عن تهريب الأسلحة ونقل الأموال، وحتى تدريب عناصر في المنظمات المسلحة في قطاع غزة والضفة الغربية. وذكرت مصادر إسرائيلية أن إيزدي ساهم بشكل كبير في تحقيق رؤية «وحدة الساحات» ضد إسرائيل.
وخلال الحرب في غزة، كان إيزدي مسؤولاً أيضاً عن تشغيل قوات «حماس» في لبنان، وعمل على الحفاظ على حكم «حماس» في قطاع غزة. ووفقاً للجيش الإسرائيلي، كان الخبير الإيراني الرئيسي في القضية الفلسطينية. وبحسب مركز «مئير عميت» لمعلومات الاستخبارات والإرهاب، فقد كشفت الوثائق التي تم ضبطها خلال المناورة البرية في قطاع غزة عن الدور الحاسم الذي لعبه إيزدي في بناء «محور المقاومة».
وتظهر «الوثائق» أن إيزدي نجح على مر السنين في أن يصبح شخصية محورية في صنع القرار بـ«حماس». وبحسب مركز المعلومات، فإن إيزدي رسّخ نفوذه على منظمات محور المقاومة الخاضعة لمسؤوليته. وقد ساهم وأثر في مجالات عديدة، منها الدعاية والحملة الإعلامية، وكان منخرطاً في المشكلات الأساسية التي نشأت على مر السنين مع بناء المحور، بما في ذلك الصراعات داخل «حماس» بين مؤيدي التقارب مع إيران ومعارضي النفوذ الإيراني المتزايد بقيادة خالد مشعل.
وكتب المراسل العسكري والأمني آفي أشكنازي في «معاريف» أن اغتيال إيزدي لا يشكل ضربة مباشرة لإيران، ولكن أيضاً لوكلائها في قطاع غزة ولبنان. وقد تؤثر هذه الخطوة على القتال في غزة والمفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن. ونقل أشكنازي عن مسؤول كبير في الجيش: «عندما تسأل أي ضابط استخبارات من هو الأسوأ، إيزدي أم رئيس الأركان الإيراني؟ سيقولون جميعاً إن إيزدي هو أسوأ رجل بالنسبة لإسرائيل». وعلّق إشكنازي: «لا يُعدّ اغتياله مجرد ضغط على إيران، بل هو في المقام الأول عاملٌ يُلحق ضرراً بالغاً بـ(حماس)».