حذَّر علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، من تغيير مسار برنامج إيران النووي إذا تعرضت لهجوم من الولايات المتحدة.
وقال المرشد علي خامنئي، الاثنين، إن الولايات المتحدة ستتلقى «صفعة قوية» إذا تصرفت بناءً على تهديدات الرئيس دونالد ترمب بقصف إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع واشنطن.
وقال لاريجاني في حديث للتلفزيون الرسمي إن «فتوى المرشد تحرّم السلاح النووي، لكن إذا أخطأت أميركا، قد يضطر الشعب الإيراني إلى المطالبة بتصنيعه».
وأضاف لاريجاني إن «عقلاءهم (الأميركيين) أنفسهم أدركوا أنه إذا هاجموا إيران، فسيدفعونها نحو السلاح النووي».
وسلمت إيران، الاثنين، تحذيراً يتعلق بتهديدات ترمب إلى السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأمريكية وتعمل وسيطاً بين واشنطن وطهران، وعبَّرت طهران في هذا التحذير عن تصميمها على الرد «بحزم وبشكل فوري» على أي تهديد.
وكانت طهران قد تلقت رسالة من الرئيس ترمب مطلع الشهر الحالي، أمهل فيها إيران شهرين لاتخاذ قرار بشأن الدخول في مفاوضات جديدة حول برنامجها النووي، أو مواجهة تحرّك عسكري محتمل.
وقال خامنئي في خطبة عيد الفطر: «في حال اعتدى الأعداء على إيران، فإنهم سيتلقون ضربة شديدة وقوية». وحذَّر الولايات المتحدة وإسرائيل من التفكير في «إثارة الفتنة داخل البلاد مثلما فعلتا في السنوات القليلة الماضية، فإن الشعب الإيراني سيتعامل معهما بنفسه».
وقال لاريجاني إن «الأميركيين لم يوضحوا موقفهم بوضوح في رسالتهم»، وأضاف مخاطباً الولايات المتحدة: «ماذا تريدون من إيران؟ وماذا ستقدمون بالمقابل؟».
وقلَّل لاريجاني من تأثير الخيار العسكري على برنامج بلاده النووي. وقال: «حتى لو هاجمت الولايات المتحدة منشآتنا، فلن تتمكن من تأخير تقدمنا النووي لأكثر من عام أو عامين؛ لأننا اتخذنا التدابير اللازمة لهذا الأمر».
ورأى أن «سلوك ترمب أصبح قضية عالمية، ونعتقد أنه قد يسعى إلى تصرف غير محسوب، رغم أن هذا الاحتمال ضعيف، لكن قواتنا العسكرية في حالة تأهب».
وقال لاريجاني: «لدينا تحليلات خارجية تشير إلى وجود مخططات لخلق الفوضى داخل إيران، بالتزامن مع تحركات من الخارج».
وأضاف: «من المستحيل أن تدفع أي جهة الشعب الإيراني للتخلي عن ثورته».
كما اتهم الولايات المتحدة بممارسة الضغوط على الدول الغربية لمنعها من إقامة علاقات مع طهران. وصرح في هذا الصدد: «معظم الدول الغربية ترغب في إقامة علاقات مستقلة مع إيران، لكنها لا تتخذ موقفاً حاسماً بسبب ضغوط واشنطن».
ودافع لاريجاني في جزء من تصريحاته عن تدخل إيران في سوريا قبل سقوط نظام بشار الأسد. وقال: «الإعلام الغربي يسلّط الضوء على تكاليف إيران في سوريا، لكن الواقع أن هذا التدخل كان ضرورة أمنية وطنية. واجهت إيران وروسيا والعراق وسوريا تهديداً مشتركاً، وكان من المنطقي التعاون لمكافحة الإرهاب».
وأضاف: «ما النتيجة؟ تمكنّا من ردع العدو قبل أن يصل إلى حدودنا، وعززنا أمن المنطقة، وأثبتنا أن الاستثمار في الأمن الوطني كان قراراً صائباً».