تعهَّد رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بإلحاق أكبر هزيمة في التاريخ بالرئيس رجب طيب إردوغان، في الانتخابات المقبلة بتركيا، في حين واصلت الحكومة سلسلة اعتقالات لرؤساء البلديات المنتمين للمعارضة بتُهم مختلفة. وقال إمام أوغلو إن «إردوغان سيتعرض لأكبر هزيمة في التاريخ... أتطلع إلى أن أقول لهم: وداعاً وأرسلهم إلى بيوتهم».
جاء ذلك خلال مؤتمرٍ عَقَده حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، الخميس، لإعلان إطلاق الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة، تحت شعار «تعال، اختر، اذهب إلى التاريخ».
وعد بهزيمة إردوغان
وسيكون إمام أوغلو هو المرشح الوحيد في الانتخابات التمهيدية، بعدما قرر رئيس بلدية أنقرة، منصور ياواش، عدم خوضها.
وقال إمام أوغلو، في كلمةٍ ألقاها، عقب إعلان ترشيحه للانتخابات التمهيدية التي سيُصوّت فيها مليون و600 ألف عضو في الحزب: «منافِسونا (إردوغان وحكومته) في حالة ذعر شديد؛ لأنهم، حتى الآن، كانوا يظنون أنهم لا بديل لهم، وأنهم قادرون حتى على تحييد خصومه، وظنوا أن قوتهم لا حدود لها، وأن حزب الشعب الجمهوري لن يتمكن من تحقيق الوحدة، وسوف يغرق في صراعاته الداخلية ويترك لهم الساحة السياسية».
وأضاف: «عندما رأوا أن هذه العملية التي سنحدد من خلالها مرشحاً ستكون بمثابة ثورة ديمقراطية من أجل تركيا الديمقراطية، أصبحوا قلِقين وخائفين جداً لأننا سنحدد مرشحاً».
ولفت إمام أوغلو إلى أن إردوغان يحاول تصميم السياسة، وقال إننا سنواجه أكبر هزيمة في التاريخ، لكنني أقول له: «ستتعرضون للهزيمة العظمى»، مضيفاً: «نحن نؤمن بسيادة القانون، وسنواصل النضال على هذا الطريق، لدينا مسؤوليات كبيرة وعميقة جداً، ومع إعادة تأسيس العالم سنقرر جميعاً معاً المكان الذي ستحتله تركيا في هذا العالم الجديد».
وفي إشارة إلى الدعاوى القضائية ضده، قال إمام أوغلو: «إنهم يريدون فرض حظر سياسي عليَّ، ويريدون الطعن في المؤتمر العام للحزب الذي عُقد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وتعيين وصيّ على الحزب، لقد عميت عيونهم لدرجة أنهم نسوا أن هذه الأمة لم تستسلم قط، ولم تُضحِّ قط بخياراتها وتفضيلاتها أو تنحنِ للطغاة، ولم تسمح مطلقاً بسلب حريتها وقدرتها على الاختيار».
صدام بين أوزال وإردوغان
وفي كلمته في افتتاح المؤتمر، ردَّ رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، على تصريح لإردوغان خاطَبَه فيه بقوله: «كن حذراً»، وقال أوزال: «لا يمكنك أن تُخيفني أو أي عضو في حزب الشعب الجمهوري... هيا، دعونا نواجه الأمر».
كان إردوغان قد قال، خلال اجتماع للمجلس التنفيذي لحزب العدالة والتنمية الحاكم بتشكيله الجديد، الأربعاء، مخاطباً أوزال: «السيد أوزال، بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة التركية، فإنني أخاطبك وأقول لك: انتبه لخطواتك، وإذا لم تنتبه لخطواتك، فنحن نعرف كيف نجعلك تفعل ذلك».
جاء ذلك بعدما علَّق أوزال، خلال كلمته في اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه، الثلاثاء، على أزمة فصل 5 ملازمين، واثنين من قادتهم؛ بسبب أداء قَسَم الولاء لمؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتوك، في حفل تخرُّج الدفعات الجديدة من الكليات العسكرية، خلال أغسطس (آب) الماضي، قائلاً إن رئيس مجلس التأديب الأعلى بالقوات المسلحة، الفريق توفيق ألجان، استقال من منصبه نتيجة الضغوط التي مُورست عليه لفصل الضباط.
وذكر أنه يعلم ما فعله قائدا القوات البرية؛ سلجوق بيرقدار أوغلو، والبحرية أرجومنت تاتلي أوغلو، ويقول لهما ما قاله لوزير الدفاع السابق خلوصي أكار: «أنت الرجل الذي لم يَنَل دعوات رفاقه، بل لعناتهم».
وعن تحذير إردوغان إياه، قال أوزال: «أسأله: ماذا ستفعل؟ هل سترسل دبابات أمام الحزب؟ هل ستهاجمنا بالمدافع والبنادق؟ أم ستطلق العنان للمافيا التي تربطك بها علاقات، ضدنا؟».
كان إردوغان قد ذكر أنه سيَعقد اجتماعاً على مستوى القيادة، وسيُقيم دعاوى قضائية ضد أوزال، بما في ذلك المطالبة بالتعويض المعنوي.
وقالت وزارة الدفاع التركية، الخميس، إنها ستستخدم جميع حقوقها القانونية فيما يتعلق بالادعاءات المتعلقة بفصل 5 ضباط من القوات المسلحة التركية، والتي وردت على لسان أوزال.
اعتقالات جديدة
في غضون ذلك، اعتقلت الشرطة رئيس بلدية بيكوز، التابعة لمدينة إسطنبول، علاء الدين كوسلار، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، و20 آخرين بتهمة التلاعب في عطاءات. وأمر المدعي العام لمدينة إسطنبول باعتقال كوسلار، و3 آخرين بتهمة التلاعب في عطاءات، و17 آخرين بتهمة «تأسيس تنظيم والانضمام له ودعمه بدافع إجرامي».
وفتح المدعي العام، الثلاثاء، تحقيقاً في إقامة بلدية بيكوز 3 حفلات موسيقية، العام الماضي؛ بسبب مخالفات، وجرى اعتقال القائم على الشؤون الثقافية والاجتماعية في البلدية، على ذمة التحقيق.
وجاء اعتقال كوسلار بوصفه أحدث حلقة في سلسلة اعتقالات وتحقيقات تُجريها السلطات منذ شهور مع سياسيين معارضين ورؤساء بلديات وصحافيين، شملت عزل 11 رئيس بلدية من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، المؤيِّد للأكراد، بتُهم تتعلق بدعم الإرهاب، و4 من حزب الشعب الجمهوري؛ اثنان بتُهم تتعلق بالإرهاب، وآخران بتُهم الفساد والتلاعب في العطاءات.
وتقول المعارضة ومنتقدو الحكومة إن الحملة تهدف إلى تكميم أفواه المعارضة، وإضعاف فرص منافِسي الرئيس رجب طيب إردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفي مقدمتهم أكرم إمام أوغلو، الذي يُعد أبرز منافسيه، والذي يواجه 6 قضايا وتحقيقات مختلفة قد تقود إلى عزله وحظر نشاطه السياسي، عبر الملاحَقات القضائية الموجهة سياسياً.
وترفض الحكومة، بدورها، هذه الاتهامات، وتؤكد أن القضاء يتحرك بشكل مستقل.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال، عبر حسابه في «إكس»، تعليقاً على اعتقال رئيس بلدية بيكوز، إن «الحملة القمعية دليل على قلق الحكومة من خسارة الانتخابات المقبلة بعد أن مُنيت بهزائم في غالبية المدن الكبرى بالانتخابات المحلية، في 31 مارس (آذار) 2024».
31 Mart yerel seçimlerinin ardından seçilmiş belediye başkanlarına yönelik başlatılan operasyonlar, milletin gözünden düşerek 20 yıl sonra elindeki yerel iktidarı kaybeden bir siyasi parti ve onun yöneticilerinin 22 yıllık merkezi iktidarlarını da ilk seçimde kaybedeceklerini...
— Özgür Özel (@eczozgurozel) February 27, 2025
وأضاف: «اعتقالات الفجر ليست أكثر من محاولة لتحدي أصوات الناخبين واختيارات الشعب عبر القضاء، الذي حوّلتموه (الحكومة) إلى أداة للانتقام». وأكد أن «نظام الخوف» الذي أسسته الحكومة لن يستنزف حزبه.