الجيش و«الحرس» الإيرانيان يتعهدان بردّ انتقامي «حاسم» على إسرائيل

طهران «لم تتخذ قراراً» بشأن تغيير عدد قواتها في سوريا

قائد «الحرس الثوري» يلقي كلمة في تدشين مناورات «نصر الله» الأمنية اليوم (فارس)
قائد «الحرس الثوري» يلقي كلمة في تدشين مناورات «نصر الله» الأمنية اليوم (فارس)
TT

الجيش و«الحرس» الإيرانيان يتعهدان بردّ انتقامي «حاسم» على إسرائيل

قائد «الحرس الثوري» يلقي كلمة في تدشين مناورات «نصر الله» الأمنية اليوم (فارس)
قائد «الحرس الثوري» يلقي كلمة في تدشين مناورات «نصر الله» الأمنية اليوم (فارس)

تعهدت إيران على لسان أرفع قادتها العسكريين أنها ستوجه رداً «ساحقاً ومؤكداً» انتقاماً من ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية حساسة، في أنحاء البلاد، وذلك بعدما تراجعت حدة التهديدات المتبادلة بين العدوتين، مع إجراء الانتخابات الأميركية التي فاز بها دونالد ترمب.

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قائد حسين سلامي، خلال تدشين مناورات «نصر الله» الأمنية، شرق طهران، قوله إن «قصة المواجهة اليوم بين فلسطين ولبنان وإيران واليمن والعراق (...) ضد عالم الشرك وظاهرة الصهيونية المشؤومة وحلفائها وأتباعهم الغربيين هي مواجهة حقيقية».

وأضاف سلامي: «رغم جميع الجراح التي ألحقها العدو بجبهة الجهاد (المقاومة)، فإنهم موحدون ومصممون على الوقوف في الميدان، ويوماً بعد يوم يوجهون ضربات قاسية للعدو». وأضاف، في نفس السياق: «مجاهدو المقاومة ينتقمون للضربات التي وجّهها العدو للقادة والشباب في هذه الجبهة».

وكان إسلامي يلقي كلمة خلال تدشين مناورات أمنية، في مطار «سبهر» العسكري، شرق العاصمة طهران، حيث تنتشر قواعد عسكرية حساسة تابعة للجيش و«الحرس الثوري» الإيراني.

في السياق نفسه، قال قائد الجيش الإيراني، عبد الرحيم موسوي، إن إيران «ستوجه بالتأكيد رداً ساحقاً على الكيان الصهيوني».

ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن موسوي قوله إن «توقيت وطريقة الرد على الكيان الصهيوني سيحددهما الجانب الإيراني، وعندما يحين الوقت المناسب لن نتردد في الرد، وسيكون ردّنا بالتأكيد ساحقاً».

من جانبه، قال علي أصغر خاجي، كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني، لوكالة «ريانافوستى» للأنباء: «إيران لم تتخذ قراراً بشأن تغيير عدد قواتها الاستشارية في سوريا بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط»، وتطلق إيران تسمية «القوات الاستشارية» على قوات «فيلق القدس» الذراع الخارجية في «الحرس الثوري».

وبعد محادثات مع مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، قال خاجي، الذي يزور موسكو: «طهران ستستخدم حقّها القانوني للدفاع عن نفسها ضد الكيان الصهيوني في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة».

وضربت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع عسكرية في إيران في 26 أكتوبر (تشرين الأول) رداً على هجوم صاروخي إيراني كبير استهدف إسرائيل مطلع الشهر ذاته. وأعلنت إيران أنها أطلقت 200 صاروخ على إسرائيل في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) رداً على اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، إلى جانب قيادي في «الحرس الثوري» في غارة إسرائيلية جنوب بيروت، ومدير المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، في عملية في طهران، نسبت إلى إسرائيل.

وتبادل العدوان اللدودان ضربات مباشرة لأول مرة في أبريل (نيسان) الماضي، من دون أن تؤدي إلى دخولهما في حرب مباشرة.

وأثار تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل مخاوف من انخراطهما في حرب مباشرة، بعد أعوام من العمليات الخفية وضربات غير مباشرة في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط.

ومنذ الضربات التي وقعت الشهر الماضي، حذّرت إسرائيل إيران من أي ردّ آخر، لكن المرشد الإيراني علي خامنئي تَعهّد بتوجيه «رد قاسٍ».

وهدّد مسؤولون إيرانيون بشنّ عملية انتقامية. وزادت مؤشرات الهجوم قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وفي 3 نوفمبر، أعلنت الولايات المتحدة نشر قدرات عسكرية جديدة في الشرق الأوسط، ستصل «خلال الأشهر المقبلة» في خطوة تأتي «دفاعاً عن إسرائيل»، ولتحذير إيران، وفق بيان أصدره «البنتاغون».

وتشمل هذه القدرات العسكرية الجديدة وسائل دفاع ضد الصواريخ الباليستية، وطائرات مقاتلة، وقاذفات قنابل «بي 52»، وأنواعاً أخرى من الطائرات العسكرية.

وتراجعت حدة التهديدات بعد الانتخابات الأميركية، وفوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية. وعادت التهديدات المتبادلة تدريجياً من الجانبين منذ مطلع هذا الأسبوع.

وكان مسؤولون في حكومة الرئيس المدعوم من الإصلاحيين، مسعود بزشكيان، قد وجّهوا رسائل إلى ترمب تطالبه بتنفيذ وعوده الانتخابية بشأن وقف الحروب ومنع اندلاع أي حروب جديدة.

وقال نائب قائد عمليات هيئة الأركان الإيرانية، محمد جعفر أسدي، إن إيران ستردّ على الهجوم الإسرائيلي في الوقت الذي يحدده المرشد علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في إيران.

وقال أسدي، في حديث للتلفزيون الرسمي، مساء الأحد، إن عملية «الوعد الصادق 3» ستكون مختلفة تماماً عن عملية «الوعد الصادق 2».

وأوضح أسدي، الذي كان قائداً لقوات «الحرس الثوري» في سوريا، أن «الشعب الإيراني يرفض أن يُسمح لإسرائيل بالضربة الأخيرة».

ووجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، في رسالة مباشرة للإيرانيين، أن نظام المرشد الإيراني علي خامنئي «يخشى الشعب الإيراني أكثر من خشيته من إسرائيل».

وناقش نتنياهو «التهديدات الإيرانية» في عدة مكالمات هاتفية مع حليفه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد فوزه بالانتخابات.

وقال نتنياهو، في بيان، الأحد: «تحدثت في الأيام الأخيرة 3 مرات مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب... نحن نرى بأمّ أعيننا التهديد الإيراني بكل مكوناته، والخطر الذي يشكّله». والاثنين، هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، قائلاً إن «إيران أصبحت أكثر عرضة من أي وقت مضى لهجوم على منشآتها النووية». وأشار كاتس إلى إن «هناك توافقاً واسع النطاق على ضرورة إحباط البرنامج النووي الإيراني» دون أن يقدم تفاصيل.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في مؤتمر صحافي في القدس، الاثنين، إن «ترمب أوضح أنه يدرك خطورة طموحات إيران النووية»، مضيفاً أن «القضية الأكثر أهميةً لمستقبل المنطقة هي منع إيران من الحصول على سلاح نووي».


مقالات ذات صلة

واشنطن تستهدف شركة سورية بعقوبات بتهمة تمويل «الحرس الثوري» والحوثيين

المشرق العربي وزارة الخزانة الأميركية بالعاصمة الأميركية واشنطن يوم 30 أغسطس 2020 (رويترز)

واشنطن تستهدف شركة سورية بعقوبات بتهمة تمويل «الحرس الثوري» والحوثيين

فرضت واشنطن، الخميس، عقوبات على شركات وسفن وأفراد ذوي صلة بشركة «القاطرجي» السورية، التي تقول أميركا إنها تموّل «فيلق القدس» الإيراني وجماعة الحوثي اليمنية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الأعرجي مع قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي (صفحة الأعرجي على إكس)

مستشار الأمن القومي العراقي يكرر رفض بلده استهداف دول الجوار عبر أراضيه وأجوائه

أعاد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، الثلاثاء، التذكير بموقف بلده الثابت برفض استخدام أراضيه وأجوائه لاستهداف دول الجوار.

فاضل النشمي (بغداد)
أوروبا صورة غير مؤرخة لدانيال عابد خليفة قدمتها شرطة لندن (أ.ب)

جندي بريطاني سابق متهم بالتجسس لإيران يقر بذنب الهروب من السجن

اعترف جندي بريطاني متهم بتسريب معلومات حساسة إلى الحرس الثوري الإيراني، اليوم (الاثنين)، بأنه مذنب بالهروب من السجن أثناء انتظار محاكمته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية تشييع العميد حميد مازندراني في زاهدان الأسبوع الماضي (أرنا)

مقتل 5 من عناصر «الحرس الثوري» في بلوشستان المضطربة

قتل خمسة عناصر على الأقل من قوات الأمن الإيرانية، الأحد، في مواجهات مع مسلحين في محافظة بلوشستان المضطربة جنوب شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية تُظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو نشرته حسابات تابعة لـ«الحرس الثوري» إطلاق قمر اصطناعي إيراني سبتمبر الماضي (أ.ب)

تقارير إيرانية عن تجربة «صاروخ عابر للقارات»

تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن تجربة «صاروخ باليستي عابر للقارات» مساء الجمعة وأطلق من منشأة «شاهرود» الصاروخية التي ضربتها إسرائيل الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

أجانب ساعدوا فلسطينيين في «قطف الزيتون»... فاتهمتهم إسرائيل بـ«الإرهاب»

متطوع أجنبي يساعد المزارعين الفلسطينيين الشهر الماضي في قطف الزيتون بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
متطوع أجنبي يساعد المزارعين الفلسطينيين الشهر الماضي في قطف الزيتون بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

أجانب ساعدوا فلسطينيين في «قطف الزيتون»... فاتهمتهم إسرائيل بـ«الإرهاب»

متطوع أجنبي يساعد المزارعين الفلسطينيين الشهر الماضي في قطف الزيتون بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
متطوع أجنبي يساعد المزارعين الفلسطينيين الشهر الماضي في قطف الزيتون بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

كشفت مصادر في الشرطة الإسرائيلية عن استدعاء أكثر من 30 ناشطاً أجنبياً، يتضامنون مع الشعب الفلسطيني ويساعدونه على مواجهة كثير من التحديات، مثل قطف الزيتون، حيث تم اعتقالهم لعدة ساعات وتحذيرهم بالطرد من البلاد إذا لم يوقفوا نشاطهم. ووفقاً لجمعيات حقوق الإنسان، قد تم طرد 16 منهم في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعد أن أبلغوا بأنه مشتبه أنهم يناصرون حركة «حماس» ويساعدون «الإرهاب».

وقالت المحامية ميخال فومرنتس، التي مثّلت عدداً من النشطاء الذين طردوا، إن هناك ارتفاعاً غير مسبوق في عدد حالات الاعتقال لنشطاء أجانب بذرائع باطلة، في محاولة لاستخدام الضغط عليهم من أجل المغادرة.

وأضافت: «الوضع غير مفاجئ، على خلفية طبيعة متخذي القرارات في الحكومة، لكنه يثير الغضب ومقلق ويقوم على اعتبارات غريبة».

وأضافت: «ارتفاع عدد حالات الطرد ليس صدفة، بل هو نتيجة علنية لسياسة وممارسات وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير، التي يتم تطبيقها على الأرض من خلال التعاون بين الجيش والشرطة وسلطة السكان والهجرة. وكجزء من هذه السياسة، أمر بن غفير في الأشهر الأخيرة بأن يتم التحقيق مع النشطاء الأجانب من الآن فصاعداً في مركز شرطة (شاي)»، وهي الوحدة المسؤولة عن الجرائم الخطيرة في لواء الشرطة المسؤول عن منطقة الضفة الغربية.

في موازاة ذلك، تقوم اللجنة الفرعية لشؤون «يهودا والسامرة» في الكنيست، برئاسة عضو الكنيست تسفي سوخوت، بالضغط في هذا الشأن.

استدعاءات واعتقالات

وفي الأشهر الأخيرة، أجرت اللجنة 5 نقاشات على الأقل في هذا الموضوع، وتم استدعاء ممثلين عن الجيش والشرطة إليها أيضاً. وبحسب عضو الكنيست سوخوت، فإنه في إطار هذه النقاشات أبلغ ممثلو الجيش بأنه تم إصدار تعليمات للجنود بتصوير النشطاء وجوازات السفر وإرسالها إلى الشرطة.

متطوعون فلسطينيون وأجانب يأخذون استراحة خلال موسم قطف الزيتون في قرية قصرة جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

وأفادت صحيفة «هآرتس» بأن تعاون الجيش في هذه الجهود السياسية أمر حاسم، حيث إنهم ينفذون الاعتقال في الميدان. وتظهر الوثيقة التي وصلت إلى الصحيفة أن الجيش لا يتردد في التعاون من أجل تطبيق حلم بن غفير وسوخوت.

وقد جاء في الوثيقة، التي هي رسالة أرسلها قائد المنطقة الوسطى آفي بلوك إلى ائتلاف منظمات يسارية باسم «منتدى المشاركين في قطف الزيتون»، بشكل صريح، أن «قيادة المنطقة الوسطى ستطبق منع دخول النشطاء الأجانب الذين يذهبون إلى حقول قطف الزيتون بهدف خلق الاحتكاك».

ورداً على سؤال لـ«هآرتس»، نفى المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي وجود أي تعليمات للجنود من أجل اعتقال النشطاء الأجانب.

لكن الصحيفة فنّدت أقوال الجيش، وأكدت أن معظم من تم إبعادهم تم التحقيق معهم للاشتباه بتنفيذ مخالفات صغيرة، مثل إزعاج شرطي أو جندي أثناء أداء مهمته، وخرق منطقة عسكرية مغلقة. ولكن هناك أشخاصاً تم التحقيق معهم أيضاً بسبب اشتباه أكثر خطورة، مثل دعم منظمات إرهابية أو مخالفة التحريض.

وبعد التحقيق مع عدد من المعتقلين، وصلوا إلى جلسة استماع في سلطة السكان والهجرة، وتم طردهم بعد ذلك، لأنه تم التحقيق معهم بسبب اشتباه جنائي، وبذريعة أنهم خرقوا شروط تأشيرة دخولهم. وهناك آخرون لم يتم طردهم بشكل رسمي، لكن الشرطة أجبرتهم على المغادرة بالفعل عن طريق الاحتفاظ بجواز السفر إلى حين إحضار تذكرة سفر.

جنود إسرائيليون يأمرون فلسطينيين ومتطوعين أجانب بمغادرة أحد حقول الزيتون في نابلس (أ.ف.ب)

وفي حالات أخرى وضعوا لهم إنذاراً: «إما الاعتقال أو المغادرة على الفور». بهذا الشكل أو غيره، في البيان الذي أصدرته الشرطة عن الاعتقالات، حرصت على تسميتهم بـ«فوضويين»، ونسب الفضل لسياسة الوزير بن غفير.

متهم بـ«تأييد حماس»

ويروي جاكسون شور، وهو ناشط أميركي في مجال حقوق الإنسان (22 سنة) في الضفة الغربية تم اعتقاله قبل شهر، أنه خرج ذات صباح مع نشطاء أجانب آخرين لمساعدة الفلسطينيين في قطف الزيتون قرب قرية قصرى في منطقة نابلس. عندها نادى الجنود عليه فجأة: «قالوا لي مرحباً وطلبوا جواز سفري».

يتذكر جاكسون: «أعطيتهم جواز السفر، وسألت إذا كانت توجد مشكلة. الجنود قالوا لي إنه محظور أن أكون هناك. كان هذا أمراً سريالياً».

وقد وصف ما حدث في ذلك اليوم، الذي شمل التحقيق معه في مركز الشرطة وإلقاء الاتهامات عليه بأنه «يؤيد حماس»، وتعرضه للإهانة من رجال الشرطة، حيث أجريت له جلسة استماع في سلطة الهجرة والسكان. وبعد انتهاء هذه الملحمة الطويلة، تم إلغاء تأشيرة دخوله إلى البلاد، هو وناشط آخر اعتقل معه. هكذا، فإن الأجنبيين اللذين وصلا إلى إسرائيل بهدف التطوع لمساعدة الفلسطينيين وجدا أنفسهما مبعدين من الدولة بتهمة دعم الإرهاب.

جنود إسرائيليون يراقبون قطف الزيتون في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

وقال شور إن أساس نشاطه في الضفة منذ وصل إليها في شهر أغسطس (آب) الماضي هو الوجود في التجمعات الفلسطينية بهدف الدفاع عنها من الجيش أو المستوطنين. وحسب قوله، خلال 3 ساعات تم توقيفه في المكان، في حين أن نشطاء من اليمين وثّقوا عملية التوقيف، وقالوا للأجانب إنه محظور عليهم التصوير، وقالوا إنهم سيقومون «بطردهم» من إسرائيل. أحدهم كان بنياهو بن شبات من جمعية «إذا شئتم». في نهاية المطاف، وصل رجال الشرطة وقاموا بتكبيل الناشطين. شور قال إنه قيل له إن «أمر منطقة عسكرية مغلقة» يسري على هذا المكان. في هذه المرحلة، نقل إلى مركز الشرطة، وهناك تم أخذ هاتفه، وتم إبلاغه بأنه معتقل للاشتباه بإزعاج جندي، وخرق أمر منطقة عسكرية مغلقة وتأييد منظمة إرهابية.

هجمات المستوطنين

يذكر أن النشطاء في الضفة يأتون من عدة دول، من بينها أميركا، وبلجيكا، وبريطانيا. بعضهم عن طريق منشورات في الشبكات الاجتماعية، وبعضهم عن طريق أصدقاء. بالإجمال، عددهم قليل نسبياً، وهو يقدر بالعشرات في كل سنة، لكنه يزداد قبل موسم قطف الزيتون الذي يعدّ موسماً متفجراً.

وهم يأتون بدعوة من منظمة «فزعة» الفلسطينية، التي تربط بين النشطاء الأجانب والتجمعات الفلسطينية المهددة. آخرون يرتبطون بمنظمة «آي إس إم» (حركة التضامن الدولية)، المخضرمة والمعروفة، إذ قُتلت رتشيل كوري، وهي إحدى الناشطات فيها، بسبب جرافة للجيش الإسرائيلي في غزة عام 2003.

جنود إسرائيليون يفرقون مزارعين فلسطينيين يحاولون قطف الزيتون في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

ناشطة أخرى في المنظمة، أميركية - تركية، اسمها عائشة نور عزكي، قتلت في سبتمبر (أيلول) بالنار الحي للجيش الإسرائيلي في قرية بيتا. وقالت فيفي تشن، وهي من سكان نيوجيرسي، جاءت إلى الضفة الغربية في شهر يوليو (تموز)، إنها شاهدت هجومين للمستوطنين، «كنت مصدومة لأنهم (المستوطنين) كانوا من الشباب والفتيان الذين هاجموا بكل القوة النساء اللواتي في جيل أمهاتهم».

وقالت الناشطة لو غريفن، وهي أميركية – سورية (22 سنة)، إنه في 4 سبتمبر الماضي بعد أسبوعين من قدومها إلى الضفة، تمت مهاجمتها بشكل عنيف من قبل مستوطنين أثناء مرافقتها راعياً في قرية قصرى، قالت: «بدأوا برشق الحجارة علينا. ركضت، لكن حجراً أصاب رأسي وفتحه». وحسب قولها، فإنها عندما سقطت استمر المستوطنون برشق الحجارة حتى رشّوا عليها وعلى آخرين غاز الفلفل.