«بنك أهداف» واسع... أين يمكن أن ترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟

TT

«بنك أهداف» واسع... أين يمكن أن ترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟

المرشد الإيراني علي خامنئي يتحدث إلى قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده في نوفمبر الماضي (موقع المرشد)
المرشد الإيراني علي خامنئي يتحدث إلى قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده في نوفمبر الماضي (موقع المرشد)

تسود المنطقة حالة من الترقب، غداة الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل بأكثر من 150 صاروخاً باليستياً. ويتصدر النقاشات تساؤل عن نطاق الرد وقائمة الأهداف المحتملة التي يمكن أن تضربها تل أبيب. وفي ما يلي حصر بأبرز الخيارات المحتملة لإسرائيل:

انخرطت إسرائيل وإيران في حرب ظل لعقود من الزمن. وحتى أبريل (نيسان) الماضي، اختار الطرفان دائماً مهاجمة أحدهما الآخر عبر وسائل غير مباشرة، إذ تهاجم إسرائيل الأصول الإيرانية في الخارج، وتدعم إيران أذرعها لتهديد الأهداف الإسرائيلية.

لكن بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الأول على إسرائيل في أبريل الماضي، وهجوم ليل أمس (الثلاثاء) الذي فاقه حجماً ونطاقاً، تغيرت المعادلة. وليس لدى إسرائيل نقص في الأهداف المحتملة لضربها داخل إيران، خصوصاً تلك المرتبطة بـ«الحرس الثوري».

أولاً: المنشآت النووية

يُعتقد أن إسرائيل كبحت طموحات إيران النووية من قبل من خلال ملاحقة الكثير من المنشآت والعلماء، ومن المحتمل أن يكون لديها معلومات استخباراتية قوية حول برنامج الأسلحة النووية في طهران. وأيضاً يُعتقد أن إيران زادت إجمالي مخزونها من الوقود النووي عالي التخصيب لمعدل يسمح بإنتاج نحو ثلاثة أسلحة نووية.

كان البرنامج النووي الإيراني دائماً على رادار إسرائيل التي حاولت حشد دعم أميركي في سنوات رئاسة دونالد ترمب لتوجيه ضربة إليه. لذلك، قد يكون ذلك هدفاً محتملاً، رغم المخاطر التي يحملها هذا التصعيد الكبير في طياته.

ثانياً: كبار القادة

يمكن لإسرائيل أيضاً مهاجمة واغتيال كبار ضباط «الحرس الثوري»، وهو ما فعلته من قبل. وبعد اغتيال زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، وقبله قائد حركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران، يبدو أن إسرائيل زحزحت خطوطها الحمر في ما يخص مستوى الاغتيالات.

ثالثاً: مصانع إنتاج الأسلحة

قد يكون استهداف مصانع الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار التي تعد الذخيرة الأساسية لإيران وحلفائها وخطوط الإمداد، أحد أبرز أهداف الرد، لتضييق الخناق على القدرات الإيرانية في المستقبل. ومن المرجح أن يتطلب تدمير منشأة لإنتاج الأسلحة شن غارة جوية كبيرة باستخدام طائرات مقاتلة أو صواريخ «كروز» بعيدة المدى.

طائرات مُسيَّرة وزوارق سريعة في قاعدة لـ«الحرس الثوري» في ميناء قبالة مضيق هرمز (الرئاسة الإيرانية)

رابعاً: منشآت إنتاج النفط

ذكرت تقارير إسرائيلية وأميركية في الساعات الماضية المنشآت النفطية كهدف تخطط إسرائيل لضربه في إيران رداً على الهجوم. ويمكن لإسرائيل أيضاً أن تستهدف مصافي النفط التي تدعم عائدات إنتاجها الاقتصاد الإيراني رغم العقوبات الدولية الكثيرة. ويمكن أن يأتي ذلك من خلال الطائرات أو الصواريخ طويلة المدى أو التخريب على الأرض.

وفي حين أن هذا خيار، إلا أنه قد لا يكون الأكثر استراتيجية؛ لأنه ليس الطريقة الأكثر مباشرة لإسرائيل لإضعاف القدرات العسكرية الإيرانية. ومن المرجح أيضاً أن يؤدي ذلك إلى تقلبات في أسعار النفط العالمية على الرغم من أن الكثير من الوقود الإيراني يخضع للعقوبات، وهو خيار غير محبذ لأميركا التي تمر بسنة انتخابية وتتعافى من التبعات الاقتصادية لجائحة «كورونا».

منصة إنتاج نفط إيرانية (أرشيفية - رويترز)

خامساً: أهداف خارج إيران

الخيار الآخر الذي يمكن أن تتخذه إسرائيل هو ضرب أهداف إيرانية في الخارج، أو ملاحقة مجموعات وكيلة مختلفة تدعمها إيران، مثل الميليشيات في العراق وسوريا واليمن، إضافة إلى الحرب الدائرة مع «حزب الله» في لبنان. لكن هذا سيكون على الأرجح هدفاً ثانوياً، مع التركيز على الرد داخل إيران بسبب حجم هجوم الثلاثاء.


مقالات ذات صلة

ماذا كشف سقوط الأسد عن تجارة «الكبتاغون» في سوريا؟

المشرق العربي أقراص من «الكبتاغون» مبعثرة بعد العثور عليها قرب العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي (رويترز) play-circle 02:40

ماذا كشف سقوط الأسد عن تجارة «الكبتاغون» في سوريا؟

منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد تم الكشف عن منشآت تصنيع مخدر «الكبتاغون» على نطاق واسع في جميع أنحاء سوريا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي فرق «الخوذ البيضاء» عثرت على نحو 20 جثة ورفات مجهولة الهوية بمخزن للأدوية في منطقة السيدة زينب بدمشق (أ.ف.ب)

العثور على جثث مجهولة الهوية في منطقة السيدة زينب بدمشق

أعلن عضو مجلس إدارة في الدفاع المدني السوري، عمار السلمو، اليوم الأربعاء، أن فرق «الخوذ البيضاء» عثرت على نحو 20 جثة ورفات مجهولة الهوية في دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جلسة سابقة للبرلمان السويسري في العاصمة برن (أ.ف.ب)

البرلمان السويسري يحظر «حزب الله»

صوّت البرلمان السويسري، اليوم الثلاثاء، لصالح حظر «حزب الله» في خطوة يندر أن تقوم بها الدولة المحايدة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
تحليل إخباري رجل يحمل راية «حزب الله» على مبانٍ مدمرة في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ب)

تحليل إخباري الحرب الإسرائيلية وسقوط الأسد أفقدا «حزب الله» معادلة التحكّم بالاستحقاق

فرضت الحرب الإسرائيلية على لبنان وسقوط الأسد واقعهما على استحقاق انتخابات الرئاسة اللبنانية وأفقدا «حزب الله» وحلفاء النظام السوري قدرة التحكّم بانتخاب الرئيس.

يوسف دياب
المشرق العربي شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

الدمار والتعويضات يخلقان نقمة في بيئة «حزب الله»

خلقت أزمة الدمار الكبير في جنوب لبنان والالتباس حول تعويض المتضررين نقمة بدأت تخرج إلى العلن في بيئة «حزب الله». وظهرت ملامح تململ في رفض البعض العودة إلى الضاح

كارولين عاكوم (بيروت)

«الخارجية الإيرانية» تحتج على اعتقال أميركا اثنين من مواطنيها

العلمان الإيراني والأميركي (رويترز)
العلمان الإيراني والأميركي (رويترز)
TT

«الخارجية الإيرانية» تحتج على اعتقال أميركا اثنين من مواطنيها

العلمان الإيراني والأميركي (رويترز)
العلمان الإيراني والأميركي (رويترز)

ذكرت وسائل إعلام إيرانية، اليوم (السبت)، أن طهران استدعت السفير السويسري لديها، الذي يمثل المصالح الأميركية في البلاد، ودبلوماسياً إيطالياً كبيراً، على خلفية اعتقال الولايات المتحدة اثنين من المواطنين الإيرانيين، الأسبوع الماضي، وفقاً لوكالة «رويترز».

ووجَّه الادعاء الأميركي للرجلين، يوم الاثنين الماضي، تهمة تصدير تكنولوجيا حساسة بشكل غير قانوني إلى إيران. وقال الادعاء إن تلك التكنولوجيا استُخدمت في هجوم بطائرة مسيّرة في الأردن في يناير (كانون الثاني) الماضي؛ مما أدى إلى مقتل 3 عسكريين أميركيين.

واتهمت الولايات المتحدة مسلحين تدعمهم إيران بتنفيذ الهجوم. ونفت إيران، في ذلك الوقت، تورطها.

وقال ممثلو الادعاء الاتحاديون في بوسطن إن الرجلين هما محمد عابديني المؤسِّس المشارِك لشركة مقرها إيران، ومهدي صادقي الموظف في شركة «أنالوج ديفايسز» لتصنيع أشباه الموصلات ومقرها ماساتشوستس.

وأُلقي القبض على عابديني في إيطاليا بناء على طلب من الحكومة الأميركية، ولديه إقامة في سويسرا. أما صادقي المولود في إيران والحاصل على الجنسية الأميركية، فيعيش في ناتيك بولاية ماساتشوستس.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن وزارة الخارجية قولها: «نعدّ اعتقالهما انتهاكاً للقانون الدولي»، مضيفة أنه طُلب من السفير السويسري، والقائم بالأعمال الإيطالي نقل احتجاج إيران على ما حدث.