«الحرس الثوري» يعلن وفاة قيادي من جهاز استخباراته

محقق ويحمل رتبة عميد

رضا سراج القيادي في جهاز استخبارات «الحرس الثوري» (تسنيم)
رضا سراج القيادي في جهاز استخبارات «الحرس الثوري» (تسنيم)
TT

«الحرس الثوري» يعلن وفاة قيادي من جهاز استخباراته

رضا سراج القيادي في جهاز استخبارات «الحرس الثوري» (تسنيم)
رضا سراج القيادي في جهاز استخبارات «الحرس الثوري» (تسنيم)

أعلن إعلام «الحرس الثوري» الإيراني وفاة رضا سراج، نائب أمين عام مجلس الأمن القومي، الرئيس السابق للدائرة الأجنبية في جهاز استخبارات «الحرس الثوري» وأحد أشهر المحققين الإيرانيين، إثر ما وُصفت بـ«ظروف صحية».

وذكرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن سراج تُوفي، صباح السبت، بعد فترة من إصابته بأورام في المخ.

وأشارت الوكالة إلى خضوعه للعلاج في المستشفى خلال الأسابيع الأخيرة.

وتولى سراج مناصب قيادية في «الحرس الثوري»، بما في ذلك قيادة «الباسيج الطلابي».

وأدرجته الولايات المتحدة على قائمة العقوبات، في مطلع يونيو (حزيران) 2023، ضمن حزمة عقوبات استهدفت قيادات على صلة بـ«فيلق القدس» ذراع العمليات الخارجية لـ«الحرس الثوري»، على خلفية اتهامهم بالوقوف وراء مؤامرات اغتيال مسؤولين أميركيين سابقين.

ونعى قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، سراج ووصفه بـ«العميد»، في إشارة نادرة إلى الرتبة العسكرية للقيادي الذي ارتبط اسمه بالتحقيق مع الناشطين السياسيين الذين اعتُقلوا بتهم أمنية من قبل جهاز استخبارات «الحرس الثوري».

وقال سلامي، في بيانه، إن سراج قام بأدوار مهمة في «تحليل القضايا الاستراتيجية، ووسائل الإعلام والحرب الناعمة، ومسؤولية الاتصالات والإعلام في الأمانة العامة لمجلس الأمن القومي».

وأضاف سلامي: «لعب سراج دوراً مهماً في مواجهة الفتن وجهاد التبيين، والتنوير في مواجهة الانحراف عن مسار الثورة، ضد جبهة الهيمنة وتيار الفتنة والانحراف».

وتشير تسمية «الفتنة» إلى أنصار الزعيمين الإصلاحيَّين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، اللذين قادا احتجاجات الحركة الخضراء في أعقاب رفضهما نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009.

أما تسمية «التيار المنحرف»، فقد أُطلقت في الأغلب على مسؤولين مقربين من الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، كما تُستخدَم التسمية أيضاً لوصف الإصلاحيين الذين يطالبون بالعودة إلى نهج المرشد الإيراني الأول.

بدوره، أصدر المتحدث باسم الخارجية، ناصر كنعاني، بيان نعي، وصف سراج بـ«خبير القضايا الاستراتيجية».


مقالات ذات صلة

اتساع رقعة الاستياء السوري من وجود إيران وميليشياتها

المشرق العربي حجم النيران التي اندلعت  في أعقاب الغارة الإسرائيلية على مستودع صواريخ لـ«حزب الله» في اللاذقية (المرصد السوري)

اتساع رقعة الاستياء السوري من وجود إيران وميليشياتها

يتصاعد الاستياء الشعبي السوري من الوجود الإيراني، وتتسع رقعته مع اتساع رقعة التوغل والقصف الإسرائيلي الذي طال فجر الخميس اللاذقية للمرة الثانية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية وقفة تضامنية مع فرنسيين تحتجزهم إيران 28 يناير 2024 (أ.ب)

فرنسا تدين احتجاز إيران لثلاثة من مواطنيها في «ظروف غير مقبولة»

أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن إدانتها لاحتجاز إيران 3 مواطنين فرنسيين، مشيرةً إلى أن الظروف التي يحتجزون فيها «غير مقبولة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية سلامي يلقي خطاباً خلال تشییع نیلفروشان في أصفهان الخميس (تسنيم)

«الحرس الثوري» يحذر إسرائيل من ضرب أهداف إيرانية

حذر قائد «الحرس الثوري» الإيراني، حسين سلامي، يوم الخميس، إسرائيل من أنها ستواجه رداً «موجعاً» إذا ما أقدمت على مهاجمة أي أهداف إيرانية في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
المشرق العربي جندي في الجيش السوري عند نقطة تفتيش بمعبر القنيطرة بين مرتفعات الجولان يوم 26 مارس 2019 (أرشيفية - رويترز)

موسكو تدفع لاجتماع «أستانا» حول سوريا قبل نهاية العام

أوامر صارمة من دمشق بالاتفاق مع الروس يقيد نشاطات «الأصدقاء» في سوريا، ومسؤول روسي يدعو لاجتماع «أستانا»، قبل نهاية هذه السنة.

شؤون إقليمية قاآني والقيادي في «الحرس الثوري» حسين علايي يرددان هتافات في تشييع قاآني (أ.ف.ب) play-circle 00:39

طهران تشيّع نيلفروشان... وقاآني يظهر «بعد طول غياب»

حشد «الحرس الثوري» أنصارَه لتشييع القيادي عباس نيلفروشان، الذي قُتل في لبنان، بحضور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وقادة القوات المسلحة، على رأسهم إسماعيل قاآني.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)

اتفاق تركي - ألماني على تعزيز التعاون حول الهجرة وصناعات الدفاع

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والمستشار الألماني أولاف شولتس خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول السبت (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والمستشار الألماني أولاف شولتس خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول السبت (الرئاسة التركية)
TT

اتفاق تركي - ألماني على تعزيز التعاون حول الهجرة وصناعات الدفاع

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والمستشار الألماني أولاف شولتس خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول السبت (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والمستشار الألماني أولاف شولتس خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول السبت (الرئاسة التركية)

اتّفقت تركيا وألمانيا على تطوير التعاون فيما بينهما في قضايا الهجرة والتجارة والصناعات الدفاعية ومكافحة الإرهاب، بينما أبديتا تبايناً في المواقف بشأن التطورات في الشرق الأوسط والتصعيد الإسرائيلي في المنطقة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس، في ختام مباحثاتهما في إسطنبول، السبت: «قررنا معاً مواصلة معركتنا المشتركة ضد المنظمات الإرهابية، وسنواصل الحرب ضد الإرهاب المتمثل في منظمتي (حزب العمال الكردستاني) و(فتح الله غولن)، اللتين تشكلان تهديداً للأمن العام في ألمانيا، وشاركنا توقعاتنا بشأن اتخاذ خطوات ملموسة مع السيد شولتس».

قضايا ثنائية ودولية

وتطرّق القائدان إلى انتشار معاداة الإسلام، وقال إردوغان: «تم إدراج الجالية التركية في ألمانيا على جدول أعمال اجتماعاتنا، ومن المؤسف أن العداء تجاه الإسلام لا يزال منتشراً على نطاق واسع، وخصوصاً في أوروبا». وتابع أنه ناقش مع شولتس، إلى جانب العلاقات الثنائية، عدداً من القضايا مثل الحرب في أوكرانيا والتطورات في الشرق الأوسط، وكذلك الهجرة والاتحاد الأوروبي.

مصافحة بين إردوغان وشولتس قبل بدء المحادثات (الرئاسة التركية)

وأشار إلى أن التجارة مع ألمانيا وصلت إلى 50 مليار دولار، معبّراً عن رغبة تركيا في تطوير التعاون مع برلين في منتجات الصناعة الدفاعية. وأوضح الرئيس التركي: «نحتفل هذا العام بالذكرى المئوية لاتفاقية الصداقة بين بلدينا، لدينا علاقات مكثفة مع حليفتنا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ألمانيا، في كل مجال ممكن بين قوتين عظميين، ونرغب في تحسين تعاوننا من خلال ترك بعض المشكلات التي شهدناها في الماضي، في سياق توريد منتجات الصناعة الدفاعية، وراءنا».

وقال إردوغان إنه انطلاقاً من الدور الرئيسي الذي تلعبه ألمانيا في الاتحاد الأوروبي، «نقلت لصديقي العزيز (شولتس) وجهات نظرنا وتوقعاتنا فيما يتعلق بعلاقاتنا مع الاتحاد، وشددت على الخطوات التي يتعين على الاتحاد الأوروبي اتخاذها، وخصوصاً تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي وتحرير التأشيرات، وأن هذا يصب في مصلحتنا جميعاً».

بدوره، شكر شولتس تركيا على تعاونها في مجال الهجرة، وقال إنه من الضروري إعادة اللاجئين الذين ارتكبوا جرائم إلى بلدانهم.

إردوغان استقبل شولتس بالمقر الرئاسي في دولمه بهشه في إسطنبول السبت (الرئاسة التركية)

وأضاف أن تركيا تبذل جهوداً كبيرة فيما يتعلق بالهجرة واللاجئين، و«سنواصل دعمها فيما يتعلق بعواقب الحرب في سوريا. ويقدم الاتحاد الأوروبي مساعدة مالية لتركيا لدعمها في مسألة اللاجئين، وسيستمر هذا الدعم».

وعن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، قال شولتس إننا نريد أن تتطور العلاقات بين الجانبين. وتابع: «لقد رأينا جميعاً الهجوم الروسي على أوكرانيا كونه انتهاكاً للقانون الدولي، لكن ماذا يمكننا أن نفعل لمنع هذه الحرب من الاستمرار إلى الأبد؟ إن روسيا تعرض أمن أوروبا كلها للخطر».

قضية الهجرة واللاجئين

وبحث إردوغان وشولتس الحرب المستمرة في الشرق الأوسط، والمأساة الإنسانية في غزة. وقال إردوغان: «علينا أن نبذل قصارى جهدنا لضمان وقف دائم لإطلاق النار على الفور وممارسة الضغط اللازم على إسرائيل». وأضاف أن «ثمة نهج واضح في عقلية إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وهو توسيع الحرب الدائرة حالياً، لا إبقاؤها ضمن نطاق معين. من الضروري أن نبذل، كمجتمع دولي، قصارى جهدنا لضمان وقف دائم لإطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية، وممارسة الضغط اللازم على إسرائيل. وطالما استمرت المجازر في فلسطين ولبنان، فمن المستحيل أن تجد منطقتنا أو خارجها السلام».

جانب من المؤتمر الصحافي لإردوغان وشولتس في إسطنبول السبت (الرئاسة التركية)

وتابع إردوغان: «قُتل حتى الآن أكثر من 50 ألف شخص في المنطقة، ونتوقع من جميع الأطراف السياسية الفاعلة ذات الضمير والبصيرة أن تأخذ زمام المبادرة، وأن تضع حداً لسياسات إسرائيل العدوانية».

من جانبه، قال شولتس إن الأزمة في الشرق الأوسط تشغل الجميع، وإن «خفض التصعيد ووقف إطلاق النار ضروريان لمنع انتشار هذا الصراع، وهناك أفكار من مصر وقطر حول هذا الموضوع، ويجب أن نصل إلى تطبيق حل الدولتين». وأضاف شولتس أن لدينا وجهات نظر مختلفة مع تركيا بشأن إسرائيل، ونحن نعدُّ أن هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كان «جريمة فظيعة»، وأن لكل شخص الحق في الدفاع عن نفسه.

وتسببت كلمات شولتس في رد فعل غاضب من جانب إردوغان، الذي قال إن «هناك مجزرة قتل فيها 50 ألف شخص، منهم أطفال ونساء وشيوخ، وتحركت جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية، وانضمت تركيا إليها، هل يمكن أن تقول: لقد أبليت بلاءً حسناً وضربتهم جيداً بمقاتلات (إف-35)؟ سنواصل موقفنا الضميري من الآن فصاعداً».