مصادر تركية: دبلوماسية «الباب الخلفي» تجهز للقاء إردوغان والأسد

مخاوف اندلاع حرب إقليمية تضع أنقرة ودمشق أمام ضرورة التطبيع

المفاوضات مستمرة من أجل عقد لقاء بين إردوغان والأسد (أرشيفية)
المفاوضات مستمرة من أجل عقد لقاء بين إردوغان والأسد (أرشيفية)
TT

مصادر تركية: دبلوماسية «الباب الخلفي» تجهز للقاء إردوغان والأسد

المفاوضات مستمرة من أجل عقد لقاء بين إردوغان والأسد (أرشيفية)
المفاوضات مستمرة من أجل عقد لقاء بين إردوغان والأسد (أرشيفية)

كشفت مصادر تركية عن اتباع دبلوماسية «الباب الخلفي» لعقد اللقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد.

وعلى الرغم من الصعوبات، التي يبدو أنها تعترض عقد لقاء إردوغان والأسد وفي مقدمتها الشروط المتبادلة بين أنقرة ودمشق وعلى رأسها الخلاف حول سحب تركيا قواتها من شمال سوريا، أكدت المصادر أن اللقاء يعد أهم خطوة لتطبيع العلاقات، بحسب ما نقل الكاتب بصحيفة «حرييت» المقرب من دوائر السلطة في تركيا، عبد القادر سيلفي، الجمعة.

وقالت المصادر إنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد أو الاتفاق على مكان اللقاء، لكن الاتصالات مستمرة على خط أنقرة - موسكو - دمشق.

القوات التركية في شمال سوريا تشكل نقطة خلاف بين دمشق وأنقرة (أرشيفية)

 

تضارب حول الشروط

وعدّ وزير الدفاع التركي يشار غولر، في مقابلة تلفزيونية، الخميس، أن وضع دمشق شروطاً، مثل الانسحاب العسكري من شمال سوريا، للبدء بالمحادثات هو بمثابة «رفض للاستقرار والسلام».

وقال غولر إن الرئيس إردوغان أكد أنه يمكن البدء بمحادثات سلام مع الحكومة في سوريا، مضيفاً: «قد نعقد اجتماعات على مستوى الوزراء، ويجب على حكومة الرئيس بشار الأسد القبول بدستور شامل وإجراء انتخابات حرة، وستكون تركيا مستعدة للعمل مع من يصل إلى السلطة بعد الانتخابات».

وسبق أن أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن الحوار مع المسؤولين السوريين مستمر حول مكان وموعد اللقاء بين إردوغان والأسد، مشيراً إلى أنه قد يُعقد في دولة ثالثة حال الاتفاق عليه.

وقال فيدان إن الجانب السوري مستعد لعقد اجتماع دون أي شروط مسبقة، قائلاً: «ما رأيته في اتصالاتي مع الطرف الآخر هو أنهم منفتحون على التفاوض، لا توجد شروط مسبقة تم إبلاغنا بها حتى الآن، وعلى سبيل المثال، عندما يقال يجب على الجيش التركي أن ينسحب، أقول لهذا السبب هناك حاجة إلى المفاوضات».

وزير الخارجية التركي أكد أن المسؤولين السوريين تحدثوا حول مفاوضات بلا شروط مسبقة (الخارجية التركية)

ضرورة التطبيع

وقال الكاتب عبد القادر سيلفي، في مقاله بـ«حرييت»، الجمعة، إنه مع «خطر اتساع حرب غزة إلى مناطق أخرى بالمنطقة، أصبح تطبيع العلاقات التركية - السورية مهماً؛ لأن أي أزمة في المثلث الإسرائيلي - اللبناني - الإيراني ستؤثر على البلدين أكثر من غيرهما».

واستبعد سيلفي احتمال الحرب بين إسرائيل وإيران، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي وقع في فخ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في حرب أوكرانيا، لكن يبدو أن عقل الدولة الإيرانية لن يقع في فخ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، «وهذا أمر مهم ومفيد لمنطقتنا، وعلينا أن ندعم إيران في هذه القضية».

وأضاف: «رغم ذلك، إذا نجح المخطط الأميركي - الإسرائيلي في نقل الحرب إلى لبنان، فإن أجراس الإنذار تدق بالنسبة لسوريا، ومثل هذا التطور الخطير سيؤثر على تركيا أيضاً بعمق».

ولفت سيلفي إلى تصريحات المستشار السابق بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، دوغلاس ماكغريغور، قبل أيام، بشأن إعداد الولايات المتحدة لمهاجمة تركيا، عبر تزويد «حزب العمال الكردستاني - وحدات حماية الشعب الكردية» بالأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي.

وقال: «من المفهوم أن الدولة العميقة في أميركا تستعد لحرب طويلة الأمد تعمل على دمج تركيا فيها»، مستنداً إلى تصريحات العسكري الأميركي السابق، التي قال فيها إن «الحرب بين تركيا وإسرائيل على الأبواب، وإن إردوغان يحاول إبعاد بلاده عن الحرب، لكن أميركا تجهز (حزب العمال الكردستاني) لمهاجمة تركيا».

وأضاف: «دائماً أؤكد على هذا، هذه الخطة ليست وليدة اليوم، لقد قاموا بإعداد (حزب العمال الكردستاني) منذ حرب الخليج الأولى، إنهم يضعون هذه الخطة للمستقبل، ويعملون على إقامة إسرائيل ثانية على حدود تركيا الجنوبية، ويجهزون (حزب العمال الكردستاني) لهذا الغرض، لقد تركوا إدارة منطقة في الأراضي السورية للحزب، ويجلبون آلاف شاحنات الأسلحة لهذا الغرض، وقاموا بنصب أنظمة دفاع جوي في المناطق التي ينشط فيها الحزب كجزء من خطة استطلاعية».

قوات أميركية ترافقها عناصر من «قسد» (أرشيفية)

 

هاجس الحرب الإقليمية

وذهب الكاتب التركي إلى أنه لولا ضغوط أنقرة لكان تم إجراء الانتخابات في شمال شرقي سوريا، في المناطق التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، أو بالأحرى «حزب العمال الكردستاني»، وإنشاء إدارة مستقلة.

وأضاف: «لقد تراجعوا عن هذه الخطط، لكنهم لم يستسلموا، أميركا تصمم المنطقة عبر الحروب والأزمات، وإذا تحول الصراع بين إسرائيل وإيران و(حزب الله) إلى حرب إقليمية، فمن الممكن أن يخلقوا وضعاً فعلياً ويجبروا (حزب العمال الكردستاني) على مهاجمة تركيا عندما تحين الفرصة وتصبح الظروف مهيأة».

وحذر من أن هذا ليس خيالاً، بل تهديد وشيك لكل من تركيا وسوريا، وإذا اندلعت حرب إقليمية فسوف تفقد دمشق ثلثي مساحة البلاد، وستواجه تركيا صعوبة في التعامل مع هذا الأمر.


مقالات ذات صلة

«ترمب ينتقم»... ضرب 70 هدفاً لـ«داعش» في سوريا

المشرق العربي جنود أميركيون يجهزون مقاتلة "إف 15إي" بالذخائر قبيل انطلاقها لضرب أهداف ل"داعش" في سوريا الجمعة (أ.ف.ب)

«ترمب ينتقم»... ضرب 70 هدفاً لـ«داعش» في سوريا

نفّذ الرئيس دونالد ترمب تهديدَه بالانتقام من تنظيم «داعش» على خلفية مقتل 3 أميركيين، هم جنديان ومترجم، بهجوم قام به متطرفٌ في تدمر بالبادية السورية، السبت.

سعاد جروس (دمشق) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي توغل للقوات الإسرائيلية في بلدة صيدا بريف القنيطرة جنوب سوريا (أرشيفية - سانا)

الجيش الإسرائيلي يعلن القبض على مشتبه بانتمائه لـ«داعش» في سوريا

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه ألقى القبض على مشتبه بانتمائه لتنظيم «داعش» في جنوب سوريا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
خاص طائرة «إف-15» في قاعدة بالولايات المتحدة قبل الانطلاق للمشاركة في الضربات الأميركية على مواقع «داعش» بسوريا الجمعة (سلاح الجو الأميركي - أ.ف.ب)

خاص جبل العمور والوادي الأحمر وجبل البشري... خريطة الضربات ضد «داعش» في سوريا

قالت مصادر مقربة من وزارة الدفاع في دمشق إن عملية قوات التحالف ضد تنظيم «داعش» في البادية السورية، قد تكون عملية «مفتوحة» تمتد لأيام.

سعاد جروس (دمشق)
خاص الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً نائب رئيس الحكومة طارق متري (رئاسة الجمهورية)

خاص نائب رئيس الحكومة اللبنانية: مسار المفاوضات السياسية مع إسرائيل لم ينطلق

نفى نائب رئيس الحكومة اللبنانية طارق متري أن يكون مسار المفاوضات السياسية مع إسرائيل قد انطلق، مع تعيين مفاوضين مدنيين من قبل الطرفين.

بولا أسطيح (بيروت)
شؤون إقليمية تركيا تطالب «قسد» بالاندماج في الجيش السوري أفراداً وليس وحدة منفصلة (أ.ف.ب)

تركيا تُطالب «قسد» بخريطة طريق لتنفيذ اتفاق الاندماج في الجيش السوري

طالبت تركيا «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بالتخلّي عن خطابها «الانفصالي»، والتخلُّص من «الإرهابيين» بصفوفها، والاندماج في الجيش السوري، والخضوع لسلطة مركزية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إيران تنفذ الحكم بإعدام طالب بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل»

لافتة ضد الإعدام في إيران خلال احتجاج عقب وفاة مهسا أميني... الصورة في برلين يوم 10 ديسمبر 2022 (رويترز)
لافتة ضد الإعدام في إيران خلال احتجاج عقب وفاة مهسا أميني... الصورة في برلين يوم 10 ديسمبر 2022 (رويترز)
TT

إيران تنفذ الحكم بإعدام طالب بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل»

لافتة ضد الإعدام في إيران خلال احتجاج عقب وفاة مهسا أميني... الصورة في برلين يوم 10 ديسمبر 2022 (رويترز)
لافتة ضد الإعدام في إيران خلال احتجاج عقب وفاة مهسا أميني... الصورة في برلين يوم 10 ديسمبر 2022 (رويترز)

أعلنت السلطة القضائية الإيرانية تنفيذ حكم الإعدام بحق عقيل كشاورز، طالب «الهندسة المعمارية» في جامعة شاهرود، بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل».

وأجرت عائلة كشاورز آخر زيارة له يوم الجمعة 19 ديسمبر (كانون الأول) في سجن أرومية.

وذكرت وكالة أنباء «ميزان»، التابعة للسلطة القضائية، أن الإعدام نُفذ، صباح السبت 20 ديسمبر، «بعد تأييد الحكم الصادر عن المحكمة العليا واستكمال الإجراءات القانونية».

وقبل ساعات من تنفيذ الإعدام، أفادت بعض وسائل الإعلام الطلابية والحقوقية بتصاعد المخاوف من تنفيذ حكم الإعدام بحق كشاورز.

ونقلت شبكة حقوق الإنسان في كردستان أن عائلة كشاورز استُدعيت يوم الخميس 18 ديسمبر من أصفهان «لإجراء الزيارة الأخيرة».

وحسب المصدر، حضرت العائلة عصر الخميس أمام سجن أرومية، إلا أنها أُبلغت بأن ابنها نُقل إلى طهران. وأضاف أن العائلة تمكنت أخيراً من إجراء الزيارة الأخيرة ظهر الجمعة 19 ديسمبر، مشيراً إلى أن «الزيارة كانت حضورية، وقد أُغمي على والدته بسبب الضغوط العصبية».

وكان كشاورز قد اعتُقل في شهر يونيو (حزيران) الماضي، بالتزامن مع حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل، وصدر بحقه حكم بالإعدام من قِبل السلطة القضائية الإيرانية بتهمة «التجسس لصالح إسرائيل».

وفي المقابل، أعلنت وكالة «ميزان» أن تاريخ اعتقال كشاورز يعود إلى شهر مايو (أيار) الماضي، دون تحديد اليوم، وذكرت أنه اعتُقل على يد عناصر دورية الحماية التابعة للجيش الإيراني.

وكانت شبكة حقوق الإنسان في كردستان قد أفادت سابقاً بأن الجهة التي اعتقلت كشاورز هي منظمة استخبارات «الحرس الثوري».

ووصفت وكالة «ميزان» كشاورز بأنه «عميل للموساد (الإسرائيلي)»، واتهمته بـ«التجسس والتواصل والتعاون الاستخباراتي» مع إسرائيل، و«تصوير مواقع عسكرية وأمنية».

وأضافت الوكالة التابعة للسلطة القضائية الإيرانية أن «أفراد عائلته لديهم ميول مؤيدة للنظام الملكي، وأن عمه لديه سوابق عضوية أو تعاطف» مع منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة.

كما ذكرت «ميزان» أن «كشاورز قام في عام 2022 عبر تطبيق (تلغرام) بالتواصل والتعاون مع إحدى المجموعات التابعة لمنظمة (مجاهدي خلق)، وقام بإرسال صور وكتابة شعارات وفق توجيهات مديري تلك المجموعات».

صورة أرشيفية نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة قاتل رجل دين أدين بالإعدام

استجواب وتعذيب

كانت شبكة حقوق الإنسان في كردستان قد أفادت سابقاً بأن كشاورز، وهو طالب عمارة في جامعة شاهرود ومن أهالي أصفهان، تعرّض بعد اعتقاله «لمدة أسبوع» للاستجواب والتعذيب في مركز احتجاز تابع لاستخبارات الحرس الثوري في أرومية «بهدف انتزاع اعتراف قسري بالتجسس لصالح إسرائيل».

وحسب هذا التقرير، فقد نُقل لاحقاً إلى سجن «إيفين» في طهران، وكان موجوداً هناك أثناء قصف السجن من قِبل إسرائيل، خلال الحرب، ثم جرى نقله إلى مركز احتجاز آخر.

وأضافت المنظمة الحقوقية أن كشاورز «نُقل بعد انتهاء مرحلة التحقيق إلى السجن المركزي في أرومية، وصدر بحقه في أواخر الصيف حكم بالإعدام من قِبل الفرع الأول لمحكمة الثورة في أرومية، برئاسة القاضي سجاد دوستي، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل».

وأشار التقرير إلى أنه «بسبب تهديدات المحققين الأمنيين، امتنع هو وعائلته عن الإعلان عن هذه القضية».

وأثار إعلان خبر إعدام كشاورز موجة واسعة من الانتقادات والإدانات من قِبل مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.

وكتبت منظمة «هنغاو» المعنية بحقوق الإنسان في إيران، يوم الجمعة 19 ديسمبر، أنه «منذ بداية عام 2025 وحتى الآن، تم إعدام 17 شخصاً في إيران بتهمة التعاون مع إسرائيل، 15 منهم أُعدموا بعد اندلاع الحرب في يونيو الماضي».

وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات الإيرانية أنه بعد حرب الـ12 يوماً، جرى اعتقال أكثر من 700 شخص بتهمة التجسس أو التعاون مع إسرائيل.

وحسب تقارير حقوقية، يوجد حالياً، إلى جانب سجناء الجرائم العامة، نحو 70 سجيناً بتهم سياسية في السجون الإيرانية يواجهون خطر تأييد أو تنفيذ أحكام الإعدام، كما يواجه أكثر من 100 شخص آخرين، بتهم مشابهة، خطر صدور حكم الإعدام بحقهم.


تركيا: سنفعل ما يلزم لحماية المنشآت الاستراتيجية بالبحر الأسود دون استشارة أحد

السلطات التركية فرضت طوقاً أمنياً في موقع سقوط المسيرة الروسية في كوجا إيلي في شمال غربي البلاد في 19 ديسمبر (أ.ف.ب)
السلطات التركية فرضت طوقاً أمنياً في موقع سقوط المسيرة الروسية في كوجا إيلي في شمال غربي البلاد في 19 ديسمبر (أ.ف.ب)
TT

تركيا: سنفعل ما يلزم لحماية المنشآت الاستراتيجية بالبحر الأسود دون استشارة أحد

السلطات التركية فرضت طوقاً أمنياً في موقع سقوط المسيرة الروسية في كوجا إيلي في شمال غربي البلاد في 19 ديسمبر (أ.ف.ب)
السلطات التركية فرضت طوقاً أمنياً في موقع سقوط المسيرة الروسية في كوجا إيلي في شمال غربي البلاد في 19 ديسمبر (أ.ف.ب)

أعلنت تركيا اتخاذ تدابير لحماية المنشآت ذات الأهمية الاستراتيجية في البحر الأسود دون التشاور مع أحد، وذلك وسط ارتفاع حدة التوتر في المنطقة على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، الذي انعكس في هجمات على سفن تركية، وإسقاط مسيّرات دخلت مجالها الجوي في الأيام الأخيرة.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر،: «نتخذ التدابير اللازمة لحماية منشآتنا الحيوية السطحية وتحت الماء في البحر الأسود. سفن الحفر التابعة لنا ذات أهمية بالغة، وضعنا ونفذنا تدابير ضد الطائرات المسيّرة التي تنحرف عن مسارها أو تخرج على السيطرة، وضد التهديدات التي قد تأتي من تحت الماء».

وأكد غولر، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية، السبت، لتقييم عمل وزارة الدفاع خلال عام 2025، أن تركيا «ستفعل ما يلزم دون استشارة أحد»، لافتاً إلى أن الطائرات المسيّرة والمركبات المائية غير المأهولة تُستخدم بكثافة من قبل كلا الجانبين في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وأن هذا الوضع يُشكل خطراً كبيراً على السفن التجارية والطائرات المدنية في المنطقة.

إجراءات احترازية

وذكر أنهم اتخذوا على الفور إجراءات احترازية لحركة الطيران عقب إسقاط طائرات «إف-16» التركية طائرة مسيرة «مجهولة حتى الآن» خرجت عن السيطرة في منطقة البحر الأسود في 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

غولر متحدثاً خلال لقائه مع الصحافيين الأتراك السبت (الدفاع التركية)

ولفت غولر إلى أن الطائرة كان يصعب رصدها بسبب الأحوال الجوية، وعلى الرغم من ذلك فقد نجحت الطائرات التركية في تتبعها، وأصابتها بصاروخ جو - جو في الموقع الأنسب والأكثر أماناً بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان، وأنه بسبب إصابتها بصاروخ دُمرت بالكامل، ولا تزال جهود البحث عن حطامها جارية، وسيتم إطلاع الجمهور على التفاصيل بعد الانتهاء من فحص الحطام.

وتسبب هذا الحادث في جدل كبير وتساؤلات من جانب المعارضة التركية حول تفعيل نظام الرادارات في البلاد وما إذا كان كافياً لرصد المسيّرات، لافتة إلى أن الطائرة أسقطت بالقرب من قرية «كاراجا أسان، «على مسافة خطوات من منشآت شركة «روكيتسان» للصناعات العسكرية الواقعة خارج العاصمة أنقرة مباشرة، وفق ما أعلن نائب حزب «الشعب الجمهوري» عن مدينة إسطنبول الدبلوماسي السابق، نامق تان، الذي تم تحويل مسار طائرته عندما كان متجهاً من إسطنبول إلى أنقرة بالتزامن مع حادث الطائرة المسيّرة.

ودافع المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية زكي أكتور، خلال إفادة للوزارة الخميس، عن نظام الدفاع الجوي، مؤكداً أنه لم يكن مسؤولاً عن الحادث، وأن الطائرة المسيّرة كان من الصعب رصدها من حيث الارتفاع والسرعة والحجم، داعياً أوكرانيا وروسيا إلى توخي مزيد من الحذر.

حوادث متصاعدة

وفي حادث هو الثاني من نوعه في أقل من أسبوع، أعلنت تركيا، الجمعة، تحطم طائرة مسيرة روسية الصنع من طراز «أورالان-10″ سقطت بمنطقة ريفية بالقرب من مدينة إزميت التابعة لولاية كوجا إيلي، شمال غربي البلاد، على مسافة نحو 30 كيلومتراً جنوب البحر الأسود.

وأفادت وزارة الداخلية التركية التي أعلنت عن فتح تحقيق في هذا الخصوص أنّه يُعتقد أن المسيّرة تُستخدم لأغراض الاستطلاع والمراقبة وفقاً للنتائج الأولية. تقع تركيا على الضفة الجنوبية من البحر الأسود قبالة سواحل أوكرانيا وروسيا، وهما في حالة حرب. والاثنين، أسقطت الدفاعات التركية مسيّرة «خارجة عن السيطرة» آتية من البحر الأسود في المجال الجوّي التركي، من دون أن تحدّد السلطات مصدرها أو موقع اعتراضها. وأفاد عدّة مراقبين بأن العملية نُفّذت فوق الأراضي التركية وليس البحر الأسود. وبعد هذه الحادثة، دعت وزارة الدفاع التركية، الخميس، أوكرانيا وروسيا إلى «توخّي مزيد من الحذر».

مواطنون أتراك يلتقطون صوراً لمسيّرة روسية سقطت في شمال غربي تركيا في 19 ديسمبر (أ.ف.ب)

ودخلت تركيا على خط الصراع، بعد تعرض ناقلتي نفط تابعتين لـ«أسطول الظل » الروسي كانتا تبحران في مياهها الإقليمية في البحر الأسود في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لهجمات بالمسيّرات من جانب أوكرانيا.

واستدعت «الخارجية التركية» في 4 ديسمبر السفير الأوكراني والقائم بالأعمال الروسي، لتحذيرهما من التصعيد في منطقة البحر الأسود. وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن «الأحداث تشير إلى تصعيد مقلق في البحر الأسود، لا يمكننا التغاضي عن هذه الهجمات التي تهدد الملاحة والحياة والسلامة البيئية، لا سيما في منطقتنا الاقتصادية الخالصة».

تصاعد النيران والدخان الكثيف من ناقلة النفط «كايروس» التي هاجمتها أوكرانيا في المياة الاقتصادية لتركيا بالبحر الأسود في 28 نوفمبر الماضي (رويترز)

وأعقب ذلك تعرض سفينة تجارية تركية لأضرار في غارة جوية روسية بالقرب من مدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية، في 12 ديسمبر بعد ساعات فقط من لقاء بين إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش «منتدى السلام والثقة الدولي» في عشق آباد.

تحذيرات ودعوات للسلام

وقال إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في طريق عودته من تركمانستان عقب المشاركة في المنتدى، إنه «لا ينبغي النظر إلى البحر الأسود بوصفه ساحة حرب، مثل هذا الوضع لن يضر سوى روسيا وأوكرانيا، ولن يفيدهما بأي شكل من الأشكال، الجميع بحاجة إلى ملاحة آمنة في البحر الأسود، ويجب ضمان ذلك». وغداة إسقاط الطائرة المسيرة المجهولة، حذر إردوغان، في 16 ديسمبر، مجدداً، من الهجمات في البحر الأسود، لكنه لم يتطرق إلى حادث الطائرة.

جانب من مباحثات إردوغان وبوتين في عشق آباد في 12 ديسمبر (الرئاسة التركية)

وتوقع مراقبون ألا تؤدي هذه التطورات، على الرغم من كونها مؤشراً سلبياً على التصعيد في منطقة البحر الأسود، إلى توتر في العلاقات بين تركيا وكل من أوكرانيا وروسيا، لافتين إلى أن العلاقات التركية الروسية مرت باختبار أصعب، عندما أسقطت روسيا طائرة عسكرية تركية على الحدود مع سوريا عام 2014، وتمكنت أنقرة وموسكو من تجاوز الحادث دون تأثير سلبي على العلاقات التي واصلت تطورها بشكل ثابت.

وتواصل تركيا، التي استضافت 3 جولات من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول بين شهرَي مايو (أيار) ويوليو (تموز) الماضيين، لم تسفر عن نتائج ملموسة باستثناء تبادل للأسرى، مساعيها من أجل استئناف المفاوضات بغية التوصُّل إلى وقف لإطلاق النار، وتحقيق السلام الشامل.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن الأحداث الأخيرة في المنطقة الاقتصادية الخالصة (الهجمات الأوكرانية على سفن تابعة لأسطول الظل الروسي) وإسقاط الطائرة المسيرة في 15 ديسمبر يظهران أنه حتى لو قللنا الفوضى الأمنية في البحر الأسود، فإن بيئة مستقرة وآمنة تتطلب إرساء سلام دائم».


تقرير: نتنياهو يعتزم إطلاع ترمب على ضربات جديدة محتملة على إيران

قمة مرتقبة بين ترمب ونتنياهو آخر الشهر تناقش خطة السلام في غزة (أ.ف.ب)
قمة مرتقبة بين ترمب ونتنياهو آخر الشهر تناقش خطة السلام في غزة (أ.ف.ب)
TT

تقرير: نتنياهو يعتزم إطلاع ترمب على ضربات جديدة محتملة على إيران

قمة مرتقبة بين ترمب ونتنياهو آخر الشهر تناقش خطة السلام في غزة (أ.ف.ب)
قمة مرتقبة بين ترمب ونتنياهو آخر الشهر تناقش خطة السلام في غزة (أ.ف.ب)

ذكرت شبكة «​إن بي سي نيوز»، اليوم السبت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيستمع إلى إفادة من ‌رئيس ‌الوزراء ‌الإسرائيلي ⁠بنيامين ​نتنياهو ‌تشير إلى أن أي توسع في برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني يشكل تهديداً ربما يستدعي ⁠تحركاً سريعاً.

جانب من لقاء ترمب ونتنياهو بالبيت الأبيض يوليو 2025 (أ.ف.ب)

وأوضح تقرير ‌الشبكة أن ‍المسؤولين ‍الإسرائيليين قلقون من ‍قيام إيران بإعادة تشغيل مواقع تخصيب اليورانيوم التي قصفتها ​الولايات المتحدة في يونيو (حزيران)، وأنهم ⁠يستعدون لإطلاع ترمب على خيارات استهداف برنامج الصواريخ مجدداً.