العراق وتركيا يوقعان مذكرة «بالأحرف الأولى» لمحاربة «العمال»

تحويل معسكر «بعشيقة» لمركز تدريب... وبحث إلغاء تأشيرة الدخول

وزيرا الدفاع العراقي والتركي يوقّعان مذكرة تفاهم لإنهاء خطر «العمال الكردستاني» (إكس)
وزيرا الدفاع العراقي والتركي يوقّعان مذكرة تفاهم لإنهاء خطر «العمال الكردستاني» (إكس)
TT

العراق وتركيا يوقعان مذكرة «بالأحرف الأولى» لمحاربة «العمال»

وزيرا الدفاع العراقي والتركي يوقّعان مذكرة تفاهم لإنهاء خطر «العمال الكردستاني» (إكس)
وزيرا الدفاع العراقي والتركي يوقّعان مذكرة تفاهم لإنهاء خطر «العمال الكردستاني» (إكس)

أكدت تركيا والعراق رغبتهما في تعزيز علاقاتهما في مختلف المجالات، وفي مقدمتها التنسيق الأمني ومكافحة التنظيمات الإرهابية، بعدما وقّعا مذكرة تفاهم عسكرية لإنهاء التهديد الذي يشكله حزب «العمال الكردستاني».

وناقش البلدان التوصل إلى اتفاق لإعفاء مواطني البلدين من تأشيرة الدخول، ووقّع وزيرا الدفاع التركي والعراقي بالأحرف الأولى على مذكرة تفاهم أمنية وعسكرية للتعاون ضد التهديدات، وبخاصة تهديدات حزب العمال الكردستاني المحظور، تشكل إطاراً غير مسبوق للتعامل مع القضايا الأمنية والتنسيق في مكافحة الإرهاب.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن التنسيق الأمني في مجال مكافحة الإرهاب في البلدين بات أكثر قوة، وتم توقيع مذكرة تفاهم من جانب وزيري الدفاع التركي والعراقي، بها مواد نؤمن بتطبيقها، وستؤدي إلى نتائج إيجابية للدولتين، فيما يتعلق بوقف نشاط جميع التنظيمات الإرهابية.

تعزيز العلاقات

وأضاف فيدان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين، عقب الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة، والاجتماع الرابع للآلية الأمنية رفيعة المستوى بين تركيا والعراق، إن المنطقة تمر بتطورات خطيرة، في ظل الحرب الإسرائيلية في غزة، وإن كلاً من تركيا والعرق تدركان خطوة الموقف، وتتفقان بشأن ضرورة وقف إطلاق النار.

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال المؤتمر الصحافي مع فيدان (الخارجية التركية)

بدوره، قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إن الاجتماعين في أنقرة تناولا تفعيل الاتفاقيات الـ27 التي وقّعت خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان إلى العراق في 22 أبريل (نيسان) الماضي، في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقة والمياه والثقافة والسياحة والصحة والنقل والزراعة والتعليم والشباب والرياضة والضمان الاجتماعي.

وأضاف أنه تم تشكيل لجان في جميع هذه المجالات، وستبدأ عملها بعد الانتهاء من دراسة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، مشيراً إلى أنه تم تناول التنسيق بين البلدين لمواجهة الجريمة المنظمة والهجرة وتهريب المخدرات والتجارة غير القانونية، إلى جانب المنظمات العابرة للحدود بالطبع.

وعبّر حسين عن سعادته ببدء بحث اتفاقية سمات الدخول لإعفاء مواطني البلدين من تأشيرة الدخول، وهو ما سيؤدي إلى تفعيل النشاط الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياحي وعمل الشركات التركية في العراق.

التعاون ضد «العمال»

وقال الوزير العراقي إن مذكرة التفاهم، التي وقّعت بالأحرف الأولى من جانب وزيري دفاع البلدين في المجال الأمني والعسكري، هي الأولى من نوعها، رغم وجود محضر اجتماع موقع في الثمانينات، لكن هذه المذكرة ستزيد من التنسيق بين البلدين لإنهاء التهديدات التي أصبحت تشكل خطراً على العراق وديمقراطيته أيضاً، مشيراً إلى أن مثل هذه المذكرة تتماشى مع الدستور العراقي.

جانب من مباحثات فيدان وحسين في أنقرة الخميس (الخارجية التركية)

وأضاف: «توصلنا إلى تفاهم أيضاً فيما يتعلق بمعسكري بعشيقة الذي توجد به قوات عسكرية تركية، وتم الاتفاق على تحويله إلى معسكر تدريب يتبع الجيش العراقي»، مشيداً بالاتفاق على هذه الخطوة.

وتابع وزير الخارجية العراقي أنه تم التطرق إلى وجود عناصر حزب العمال الكردستاني، سواء في جبل قنديل أو مخيم مخمور أو سنجار، والمدن الأخرى، وخطورة وجود هذه العناصر وخلقها المشاكل في كردستان والمدن العراقية والأخرى.

وقال: «هذا الوجود خطر على المسيرة الديمقراطية في العراق وعلى المجتمع العراقي، لذا اتخذت الحكومة العراقية مجموعة إجراءات، أولها قرار مجلس الأمن الوطني تصنيف حزب العمال الكردستاني ضمن قائمة الأحزاب المحظورة، وأصبح حزباً محظوراً من النواحي السياسية والأمنية والقانونية، وقررت المحكمة الاتحادية حظر نشاط 3 منظمات تابعة للحزب».

وأوضح أن هذه إشارات واضحة لهذه التنظيمات بأن العمل على أرض العراق غير مقبول، ليس من جانب الحكومة أو الأحزاب العراقية فقط، بل من جانب المجتمع العراقي أيضاً.

وأشار إلى أنه تم التطرق خلال مباحثاته مع نظيره التركي إلى الوضع في غزة، قائلاً إن الواقع يشير إلى أن إسرائيل مستمرة في ممارساتها، وتطيل أمد الحرب، وتواصل قتل الناس، وسنواصل التنسيق مع تركيا، سواء الثنائي أو الإقليمي أو على الصعيد الدولي في هذا الشأن.

مجموعة التخطيط المشتركة

تم تشكيل «مجموعة التخطيط المشتركة» خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى العراق. وركّز الاجتماعان اللذان عُقدا بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع، ورئيسي جهازي المخابرات، وممثلي وزارتي الداخلية بالبلدين، إلى جانب رئيس «هيئة الحشد الشعبي»، ونائب مدير وكالة المخابرات، ووزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان العراق، على سبل تنفيذ 27 اتفاقية، وقّعت خلال زيارة إردوغان، وتقييم مبادرات مشتركة جديدة. وعقد في أنقرة، الأربعاء، الاجتماع التحضيري لمجموعة التخطيط المشتركة التركية العراقية، برئاسة نائب وزير الخارجية نوح يلماظ، ونظيره العراقي محمد حسين بحر العلوم.

وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان، إنه تم خلال الاجتماع مناقشة سير تنفيذ الاتفاقيات الموقعة لإضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات بين البلدين، وأنشطة اللجان الدائمة المشتركة ومجالات التعاون ذات الأولوية.

وزير الدفاع التركي يشار غولر (أرشيفية)

تطورات إيجابية

وفي تصريحات قبل اجتماع الآلية الأمنية، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر، في مقابلة تلفزيونية، الخميس، بشأن التقدم الذي تم إحرازه في إنشاء مركز عمليات مشترك مع العراق ضد حزب العمال الكردستاني، إن «كل شيء يتطور بشكل إيجابي كما هو مخطط له».

ونوّه غولر بقرار الحكومة العراقية حظر 3 منظمات أسّسها حزب العمال الكردستاني، ومصادرة أصولها، وقال: «أصدقاؤنا العراقيون جاءوا إلى أنقرة لعقد اجتماع اليوم (الخميس)، أنا ووزير خارجيتنا ورئيس المخابرات سنناقش معهم تعميق العلاقات، وسنواصل بذل قصارى جهدنا».

ورداً على سؤال عما إذا كان يرى دلائل على أن حكومة إقليم كردستان العراق تبتعد عن حزب العمال الكردستاني، قال غولر: «للأسف، يواصل الاتحاد الوطني الكردستاني تطوير علاقاته مع (المنظمة الإرهابية) وفقاً للمعلومات المتوفرة لدينا، إن حكومتنا منزعجة أيضاً من هذا الأمر، فرئيسنا ووزير خارجيتنا وأنا على الرغم من أننا تحدثنا عن هذه القضية مرات، فإن الشخص المعني في الاتحاد الوطني الكردستاني (بافل طالباني) يواصل أنشطته بشأن هذه القضية».

وأضاف غولر أن الخطوات التي اتخذتها تركيا والعراق في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب تمثل «نقطة تحول»، مضيفاً أن العمل الفني الخاص بإنشاء مركز عمليات مشترك ضد «العمال الكردستاني» مستمر.


مقالات ذات صلة

وزير تركي: خطط «طريق التنمية» العراقي اكتملت

المشرق العربي لقطة من الجو لأحد أرصفة ميناء «الفاو الكبير» جنوب العراق (واع)

وزير تركي: خطط «طريق التنمية» العراقي اكتملت

توقع مسؤول تركي البدء بتنفيذ «طريق التنمية» العراقي العام المقبل، فيما أكد الانتهاء من خطط المشروع.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية باباجان ودادو أوغلو لم يتمكنا من الاتفاق على دمج حزبيهما بسبب تمسك الأخير بالترشح للرئاسة (أرشيفية)

باباجان ينهى مفاوضات الاندماج مع داود أوغلو لتمسكه بالترشح للرئاسة التركية

فشلت مفاوضات الاندماج بين حزبي «الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان، و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو، بسبب تمسك الأخير بإعلانه مرشحا للرئاسة التركية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أعلام تركيا وحلف شمال الأطلسي والسويد في يوم اجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون عشية قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس بليتوانيا في 10 يوليو 2023 (رويترز)

تركيا والسويد تعقدان أول محادثات أمنية منذ انضمام استوكهولم لحلف الأطلسي

تعتزم تركيا والسويد عقد أول اجتماع، غداً؛ لمناقشة اتفاقية أمنية تم التوصل إليها سابقاً لضمان موافقة أنقرة على طلب استوكهولم للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (حسابه في إكس)

تركيا: حزب إسلامي يفجر جدلاً حاداً بمطالبته بتغيير مادة أساسية في الدستور

فجرت مطالبة حزب إسلامي متحالف مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بإلغاء المادة الرابعة من الدستور الحالي من مشروع الدستور الجديد المقترح جدلاً حاداً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
المشرق العربي المسيّرة القتالية التركية المتطورة «أكينجي»... (موقع شركة بايكار)

إصابة مسؤول كبير في «العمال الكردستاني» بضربة تركية في شمال العراق

قال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق إن ضربة نفذتها تركيا بطائرة مسيّرة قتلت عضواً في «حزب العمال الكردستاني» وأصابت اثنين، في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

فيدان: ليس أمام إيران و«حزب الله» سوى الرد على إسرائيل

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (وزارة الخارجية التركية)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (وزارة الخارجية التركية)
TT

فيدان: ليس أمام إيران و«حزب الله» سوى الرد على إسرائيل

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (وزارة الخارجية التركية)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (وزارة الخارجية التركية)

رأى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن إسرائيل تسعى إلى توسيع نطاق الحرب على لبنان، بعد حوادث تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية لـ«حزب الله»، وأن إيران و«حزب الله» لن يصمتا على استفزازاتها.

وقال فيدان، في مقابلة مع وكالة «الأناضول» التركية الرسمية الخميس، إن «التصعيد في المنطقة مثير للقلق، وقد وصلنا إلى نقطة (أنه) ليس أمام إيران و(حزب الله) والعناصر المقربة منهما سوى الرد على الاستفزازات الإسرائيلية».

وأضاف فيدان أن «العمليات الإسرائيلية الاستفزازية تصاعدت بشكل كبير، ولا يوجد احتمال لعدم رد إيران و(حزب الله) على إسرائيل»، مشدداً على الحاجة إلى «قوة يمكنها إيقاف إسرائيل».

وتابع: «هناك حقيقة تتعلق بالاستراتيجية الإسرائيلية، وهي أن إسرائيل سوف ترى أولاً خططها فيما يتعلق بغزة، ثم تنقل هذا الأمر إلى لبنان، والآن، بالطبع، نرى أنها بدأت التصعيد نحو لبنان، مع التفجيرات التي شهدها اليومان الماضيان».

ولفت الوزير التركي إلى أن العمليات التي قامت بها إسرائيل في لبنان، في اليومين الأخيرين، توصف في الأدبيات الاستخبارية بـ«عمليات الفرصة»، ومن الواضح أن إسرائيل تعلم، مسبقاً، بمشتريات «حزب الله»، من خلال التقنيين ومصادر استخبارية بشرية، ومن ثم تخترقها عبر شركات واجهة أو وسائل أخرى، مضيفاً: «هذا لم يكن مفهوماً جديداً؛ هناك فرق تعمل، وهذه عملية واسعة النطاق أثرت على آلاف الأشخاص».

وذكر فيدان أنه اتصل هاتفياً برئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، بعد الهجمات، في اليوم الأول، وعبَّر له عن استعداد تركيا لتقديم جميع أنواع الدعم الطبي.

وأعرب فيدان عن اعتقاده بأن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المدعومة من الغرب، للاستيلاء على جميع الأراضي الفلسطينية، مستمرة، مضيفاً أن «الحكومة المتطرفة في إسرائيل تنتهج استراتيجية القضاء على جميع التهديدات، ونفّذت استراتيجية تدريجية في غزة، وتنفذ ذلك الآن في لبنان، وتفعل ذلك بدعم من أميركا، وهناك حاجة إلى قوة لوقف هذا».

وقال فيدان: «هذا الجنون لا يضر بالفلسطينيين فحسب، بل بالإسرائيليين أيضاً؛ سيبقون تحت ردود الفعل لسنوات، وهذا سيبقيهم في حالة من انعدام الأمن طوال السنوات العشر أو المائة المقبلة. والإسرائيليون العقلاء يرون ذلك».