مخابرات تركيا تضبط خلية سيبرانية باعت معلومات لتنظيمات إرهابية

إصابة 5 أشخاص في هجوم نفذه صبي ملثم في حديقة مسجد

عناصر من الشرطة التركية تقتاد منفذ هجوم حديقة مسجد إسكي شهير إلى التحقيقات (إكس)
عناصر من الشرطة التركية تقتاد منفذ هجوم حديقة مسجد إسكي شهير إلى التحقيقات (إكس)
TT

مخابرات تركيا تضبط خلية سيبرانية باعت معلومات لتنظيمات إرهابية

عناصر من الشرطة التركية تقتاد منفذ هجوم حديقة مسجد إسكي شهير إلى التحقيقات (إكس)
عناصر من الشرطة التركية تقتاد منفذ هجوم حديقة مسجد إسكي شهير إلى التحقيقات (إكس)

أعلنت المخابرات التركية عن تفكيك خلية تجسس سيبراني مؤلفة من 11 شخصاً استولت على بيانات شخصية لآلاف الأشخاص في تركيا وكثير من دول العالم، والقبض على أعضائها.

وقالت مصادر أمنية تركية لوكالة «الأناضول» الرسمية، الثلاثاء، إنه في نطاق تحقيق يجريه مكتب المدعي العام في العاصمة أنقرة، نفّذت القيادة العامة لقوات الدرك والمركز الوطني للاستجابة للحوادث السيبرانية، عملية مشتركة ضد شبكة تجسس إلكتروني.

وأضافت المصادر أنه خلال العملية التي جرت بتنسيق من جهاز المخابرات التركي، جرى القبض على 11 عضواً بالخلية، ووفق معلومات حصلت عليها المخابرات، تبين أن شبكة التجسس لها امتدادات أجنبية، وشاركت بيانات شخصية استولت عليها مع كل من يطلبها بما في ذلك التنظيمات الإرهابية.

وذكرت أنه تبين أيضاً أن شبكة التجسس التي كانت المخابرات التركية تتعقبها مدة طويلة، قدمت معلومات مهمة، خصوصاً للتنظيمات الإرهابية، مشيرة إلى أنه جرى توقيف أعضاء الخلية، وحجب كثير من المواقع الإلكترونية التي كانت تستخدمها في نقل المعلومات.

ولفتت المصادر إلى أن المخابرات التركية ستواصل توسيع عملياتها ضد شبكات التجسس السيبراني من أجل حماية البيانات الشخصية التي تعد بالغة الأهمية، وأن العمليات ضد شبكة التجسس لن تقتصر على تركيا، بل ستمتد إلى الشبكات في الخارج بناءً على التحقيقات الجارية.

وأكدت المصادر أن جهاز المخابرات التركية سيستمر بحزم في تنفيذ الإجراءات الرادعة والوقائية ضد جميع أنواع الأنشطة التي تهدد الأمن القومي للبلاد.

لحظة القبض على منفذ هجوم مسجد إسكي شهير (إكس)

من ناحية أخرى، ألقت قوات الأمن القبض على صبي ملثم، يبلغ من العمر 18 عاماً، بعد أن أصاب 5 أشخاص طعناً في حديقة للشاي في أحد المساجد في مقاطعة تبه باشي في ولاية إسكي شهير في وسط الأناضول، وقام ببث الهجوم عبر البث المباشر.

وظهر المهاجم، الذي عرفته الشرطة بـ«أردا ك.» في مقطع فيديو وهو يضع خوذة على رأسه وغطاءً للوجه، ويرتدي سترة واقية من الرصاص تحمل شعار «الشمس السوداء» الذي استخدمه النازيون، ويضع بلطة على خصره، عندما طعن 5 أشخاص بالسكين في حديقة المسجد، منهم اثنان في حالة حرجة.

عناصر من الشرطة التركية تقتاد منفذ هجوم حديقة مسجد إسكي شهير إلى التحقيقات (إكس)

وألقت الشرطة القبض على «أردا ك.»، الذي يُزعم أنه ارتكب الحادث «تحت تأثير لعبة كومبيوتر كان يلعبها»، وقام ببث الهجوم مباشرة على حساباته في منصات التواصل الاجتماعي، مع وضع رموز نازية.

وظهر المهاجم في البث وهو يندفع عبر الحديقة بينما يفر الناس عند اقترابه.

وقال وزير الداخلية، علي يرلي كايا، إن الشرطة اعتقلت المشتبه به في الواقعة التي وصفها بأنها «هجوم عشوائي»، بينما قال وزير العدل، يلماظ تونتش، عبر «إكس» إن مدَّعين عموميين يحققون في الواقعة.


مقالات ذات صلة

انتهاء جولة ثانية من المحادثات بين إثيوبيا والصومال في أنقرة دون اتفاق

أفريقيا جندي صومالي خلال مظاهرة احتجاجية في مقديشو بالصومال الأربعاء 3 يناير 2024 (أ.ب)

انتهاء جولة ثانية من المحادثات بين إثيوبيا والصومال في أنقرة دون اتفاق

انتهت جولة ثانية من محادثات بوساطة تركية بين الصومال وإثيوبيا بشأن اتفاق ميناء وقَّعته أديس أبابا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية دون التوصل إلى اتفاق.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية لقاء أكشنار المفاجئ مع إردوغان في 5 يونيو الماضي فجر أزمة مع حليفها السابق كليتشدار أوغلو (الرئاسة التركية)

صدام حاد بين أكشنار وكليتشدار أوغلو على خلفية زيارتها لإردوغان

طغت على السطح السياسي في تركيا معارك بين الحلفاء السابقين في المعارضة دارت حول اتهامات بـ"الخيانة" لرئيسة حزب "الجيد" السابقة ميرال أكشنار.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
يوميات الشرق اللوح (وزارة الثقافة والسياحة التركية)

العثور على إيصال تسوّق قديم يعود تاريخه إلى آلاف السنين

عثر علماء في تركيا على لوح يعود تاريخه إلى القرن الـ15 فيه تفاصيل عملية شراء كبيرة للأثاث، وذلك خلال تنفيذ أعمال ترميم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زار أديس أبابا والتقى آبي أحمد الأسبوع الماضي للإعداد للجولة الثانية من المفاوضات مع الصومال (الخارجية التركية)

تركيا تسعى لإنهاء نزاع الصومال وإثيوبيا على ساحل «أرض الصومال»

بحث اجتماع ثلاثي تركي - صومالي - إثيوبي في إمكانات التوصل إلى حل وسط بين مقديشو وأديس أبابا للنزاع الذي اندلع عقب توقيع الأخيرة اتفاقية مع منطقة «أرض الصومال».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مشاركته في قمة «الناتو» الـ75 في واشنطن الشهر الماضي (الرئاسة التركية)

تركيا لا ترى تعارضاً بين الالتزام بـ«ناتو» والتوجه شرقاً

أكدت تركيا التزامها الكامل بمسؤولياتها تجاه حلف شمال الأطلسي (ناتو) على الرغم من محاولتها لأن تكون جزءاً من منظمات ومجموعات يعتقد أنها تبعدها عن الغرب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مسؤولون إيرانيون: وقف إطلاق النار في غزة قد يؤخر الرد على إسرائيل

لوحة إعلانية عليها صورة رئيس حركة «حماس» الجديد يحيى السنوار على مبنى في شارع بطهران (رويترز)
لوحة إعلانية عليها صورة رئيس حركة «حماس» الجديد يحيى السنوار على مبنى في شارع بطهران (رويترز)
TT

مسؤولون إيرانيون: وقف إطلاق النار في غزة قد يؤخر الرد على إسرائيل

لوحة إعلانية عليها صورة رئيس حركة «حماس» الجديد يحيى السنوار على مبنى في شارع بطهران (رويترز)
لوحة إعلانية عليها صورة رئيس حركة «حماس» الجديد يحيى السنوار على مبنى في شارع بطهران (رويترز)

قال 3 من كبار المسؤولين الإيرانيين إن السبيل الوحيد الذي قد يرجئ رد إيران مباشرة على إسرائيل بسبب اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» على أراضيها هو التوصل في المحادثات المأمولة، هذا الأسبوع، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وتتوعد إيران بأن يكون ردها قاسياً على مقتل هنية الذي وقع في أثناء زيارته لطهران، أواخر الشهر الماضي، واتهمت إسرائيل بالمسؤولية عنه. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف مسؤوليتها، بينما نشرت البحرية الأميركية سفناً حربية وغواصة في الشرق الأوسط دعماً للدفاعات الإسرائيلية.

وقال أحد المصادر، وهو مسؤول أمني كبير في إيران، إن بلاده وحلفاء لها مثل «حزب الله» اللبناني، سيشنون هجوماً مباشراً إذا فشلت محادثات غزة، أو إذا شعرت بأن إسرائيل تماطل في المفاوضات.

ولم تتضمن أقوال المصادر معلومات عن المدة التي تعطيها إيران لإحراز تقدُّم في المحادثات قبل أن ترد.

وقالت المصادر، شريطة عدم الكشف عن هويتها نظراً لحساسية الأمر، إنه مع ازدياد خطر نشوب حرب أوسع في الشرق الأوسط بعد مقتل هنية والقيادي في «حزب الله» فؤاد شكر، انخرطت إيران في حوار مكثف مع الدول الغربية والولايات المتحدة في الأيام الماضية حول سبل الرد على إسرائيل وحجمه.

وقد نشرت البحرية الأميركية سفناً حربية وغواصة إلى الشرق الأوسط لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية.

وأكد السفير الأميركي لدى تركيا، الثلاثاء، أن واشنطن تطلب من الحلفاء المساعدة في إقناع إيران بخفض التوترات. وفي السياق نفسه، تحدثت 3 مصادر حكومية في المنطقة عن إجراء محادثات مع طهران لتجنب التصعيد قبيل محادثات وقف إطلاق النار في غزة والتي من المقرر أن تبدأ، يوم الخميس، في مصر أو قطر.

والجمعة، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، في بيان: «نأمل أن يكون ردنا في الوقت المناسب، وأن يتم بطريقة لا تضر بأي وقف محتمل لإطلاق النار». وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، الثلاثاء، إن الدعوات الموجهة إلى طهران لضبط النفس فيما يتعلق بالرد على إسرائيل «تفتقر للمنطق السياسي، وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي».

وبحسب رويترز لم ترد وزارة الخارجية الإيرانية أو «الحرس الثوري» على طلباتها للتعليق، كما لم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الخارجية الأميركية.

لوحة إعلانية لإسماعيل هنية في أحد شوارع طهران بإيران في 13 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين، الاثنين: «يمكن أن يحدث شيء في وقت مبكر من هذا الأسبوع من قبل إيران وحلفائها... هذا تقييم أميركي وإسرائيلي».

وأضاف كيربي: «إذا حدث شيء هذا الأسبوع، فقد يكون لتوقيته تأثير بالتأكيد على هذه المحادثات التي نريد إجراءها، يوم الخميس».

وشككت «حماس» نهاية الأسبوع الحالي، فيما إذا كانت المحادثات ستمضي قدماً. وعقدت إسرائيل و«حماس» جولات عدة من المحادثات في الأشهر الأخيرة دون التوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار.

في إسرائيل، يعتقد العديد من المراقبين أن الرد الإيراني بات وشيكاً، بعدما قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن إيران ستعاقب إسرائيل «بقسوة» على الضربة في طهران.

وتحدد السياسة الإقليمية لإيران من قِبل «الحرس الثوري» الإيراني الذي يجيب فقط لخامنئي، السلطة العليا في البلاد.

وأكد الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشکیان، مراراً على موقف إيران المناهض لإسرائيل، ودعمها حركات «المقاومة» في المنطقة منذ توليه مهامه، الشهر الماضي.

وقال مائير ليتفاك، الباحث في مركز التحالف لدراسات إيران في جامعة تل أبيب، إنه يعتقد أن إيران ستضع احتياجاتها قبل مساعدة حليفتها «حماس»، وإنها تريد أيضاً تجنُّب حرب شاملة. وقال ليتفا: «لم تضع إيران أبداً استراتيجيتها وسياساتها رهن احتياجات حلفائها أو وكلائها... الهجوم محتمل، ولا مفر منه تقريباً، لكنني لا أعرف نطاقه أو توقيته».

وقال المحلل الإصلاحي سعيد ليلاز المقرب من حكومة بزشكيان إن قادة الجمهورية الإسلامية حريصون الآن على السعي نحو وقف إطلاق النار في غزة، «للحصول على مكاسب (سياسية)، وتجنُّب إندلاع حرب شاملة، وتعزيز موقعها في المنطقة».

وأضاف ليلاز أنه لم يسبق لإيران المشاركة في عملية السلام في غزة، لكنها في الوقت الراهن مستعدة للعب «دور محوري».

وقال مصدران إيرانيان إن إيران تدرس إرسال ممثل عنها إلى محادثات وقف إطلاق النار، فيما ستكون المرة الأولى منذ بدء الحرب في غزة.

ولن يحضر الممثل الاجتماعات بشكل مباشر لكنه سيشارك في المحادثات التي تُجرى خلف الكواليس «للحفاظ على قنوات الاتصال الدبلوماسي» مع الولايات المتحدة في أثناء استمرار عملية المفاوضات.

ولم يرد مسؤولون في واشنطن وقطر ومصر على الفور على الأسئلة حول ما إذا كانت إيران ستلعب دوراً غير مباشر في المحادثات.

وقال مصدران كبيران مقربان من «حزب الله» في لبنان إن طهران ستمنح المفاوضات فرصة، لكنها لن تتخلى عن نواياها للرد. وقال أحد المصادر إن وقف إطلاق النار في غزة سيمنح إيران غطاءً برد «رمزي» أو محدود.

وابل الصواريخ

لم تُحدد إيران علناً ما سيكون هدف أي رد محتمل منها على اغتيال هنية.

في 13 أبريل (نيسان)، بعد أسبوعين من مقتل جنرالين في «الحرس الثوري»، في ضربة على القنصلية الإيرانية في دمشق، أطلقت إيران وابلاً من مئات الطائرات المسيَّرة وصواريخ «كروز» وصواريخ باليستية باتجاه إسرائيل؛ ما أدى إلى إلحاق الضرر بقاعدتين جويتين، لكن جرى إسقاط جميع الأسلحة تقريبا قبل بلوغ أهدافها.

وقال فرزين نديمي، الزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «تريد إيران أن يكون ردها أكثر فاعلية بكثير من هجوم 13 أبريل».

وقال نديمي إن مثل هذا الرد يتطلب «كثيراً من التحضير والتنسيق»، خصوصاً إذا كان سيشمل شبكة إيران من الجماعات المسلحة الموالية لطهران، خصوصاً «حزب الله» اللبناني، فضلا عن الجماعات المسلحة العراقية وجماعة الحوثي في اليمن.

وقال مصدران إيرانيان إن إيران ستدعم «حزب الله» وحلفاء آخرين إذا شنوا هجمات انتقامية خاصة بهم رداً على مقتل هنية وقائد «حزب الله» العسكري فؤاد شكر، الذي قُتل في ضربة في بيروت قبل يوم من مقتل هنية في طهران.