تركيا لا ترى تعارضاً بين الالتزام بـ«ناتو» والتوجه شرقاً

ترغب في العودة لبرنامج «إف - 35» واقتناء «يوروفايتر»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مشاركته في قمة «الناتو» الـ75 في واشنطن الشهر الماضي (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مشاركته في قمة «الناتو» الـ75 في واشنطن الشهر الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تركيا لا ترى تعارضاً بين الالتزام بـ«ناتو» والتوجه شرقاً

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مشاركته في قمة «الناتو» الـ75 في واشنطن الشهر الماضي (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مشاركته في قمة «الناتو» الـ75 في واشنطن الشهر الماضي (الرئاسة التركية)

أكدت تركيا التزامها الكامل بمسؤولياتها تجاه حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على الرغم من محاولتها لأن تكون جزءاً من منظمات ومجموعات يعتقد أنها تبعدها عن الغرب. وطالبت الحلف في الوقت نفسه، باتباع نهج متوازن ودعمها في مكافحة الإرهاب.

وشدد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، على التزام بلاده الكامل بمسؤولياتها حيال «الناتو»، الذي يبدي أعضاؤه قلقاً بشأن توجهات تركيا التي يمكن أن تبعدها عن الغرب.

وقال غولر، رداً على أسئلة لوكالة «رويترز» الاثنين، بشأن المخاوف من جانب «الناتو»، بشأن توجه تركيا بعيداً عن الغرب، عبر مساعيها للانضمام إلى منظمة «شنغهاي للتعاون» ومجموعة «بريكس» وتقاربها مع روسيا: «أولويتنا هي الوفاء بالتزاماتنا لـ(ناتو)، الحليف المهم، وتعزيز التضامن مع حلفائنا، تركيزنا يجب أن ينصب على أن يكون الحلف مستعداً وثابت العزم وقوياً».

جانب من لقاء بين إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة منظمة «شنغهاي» في آستانة الشهر الماضي (الرئاسة التركية)

والشهر الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده تريد أن تكون شريكاً في منظمة «شنغهاي للتعاون»، وهي تجمُع أمني وسياسي واقتصادي تأسس في 2001، ويضم روسيا والصين ودولاً في آسيا الوسطى.

وأضاف، في تصريحات عقب مشاركته في قمة المنظمة التي عقدت في آستانة، أنه ليس هناك ما يمنع أن تكون تركيا عضواً دائماً في منظمة «شنغهاي».

وقال غولر: «عضوية تركيا في (ناتو) لا تمنعها من تطوير علاقاتها مع منظمة (شنغهاي للتعاون)».

كما أثار اهتمام أنقرة بمجموعة «بريكس» وصلاتها القوية مع روسيا، في مجالات منها الطاقة والسياحة والدفاع، مخاوف بين دول غربية من أن تحالفات تركيا ربما في طور التغير، بينما أكدت أنقرة، مراراً، أنها لا تزال حليفاً ملتزماً في «الناتو».

وقال غولر إن تركيا تتوقع «نهجاً متوازناً» بين الحلفاء، مع تولي الأمين العام الجديد لـ«الناتو»، مارك روته، وينبغي للحلف أن يفعل ذلك، كما يجب أن يفعل المزيد في مجال مكافحة الإرهاب ودعم بلاده في هذا الصدد.

وزير الدفاع التركي يشار غولر (وزارة الدفاع التركية)

وعن رغبة تركيا في العودة إلى البرنامج متعدد الأطراف الذي يشرف عليه الحلف، لإنتاج وتطوير مقاتلات «إف - 35» الأميركية الشبحية، قال غولر إن «المحادثات بين أنقرة وواشنطن مستمرة بشأن هذه المسألة».

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا وأخرجتها من برنامج طائرات «إف - 35»، بسبب حصولها عام 2019 على أنظمة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400».

وبديلاً عن الأموال التي دفعتها تركيا للحصول على 100 من هذه المقاتلات، وهي مبالغ تقدر بنحو 1.4 مليار دولار، سعت لشراء 40 مقاتلة «إف - 16 بلوك 70» المتطورة، و79 مجموعة تحديث لطائراتها القديمة الموجودة بالخدمة.

وبعد تأجيل لأسباب متباينة، حصلت أنقرة على موافقة واشنطن على تلك الصفقة التي ستكلفها أكثر من 20 مليار دولار، بعد أن صادقت على انضمام السويد إلى عضوية «الناتو».

وقال غولر إن الحصول على مقاتلات «إف - 16» مستمر بما يتسق مع الجدول الزمني المحدد، وإن محادثات بشأن تفاصيل الصفقة جارية.

وأضاف: «مسرورون بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لشراء (إف - 16) ومعدات التحديث، ونأمل في أن يكتمل المشروع دون مشكلات لحين تسليم آخر طائرة».

وذكر الوزير التركي أن بلاده لا تزال مهتمة بشراء 40 مقاتلة من طراز «يوروفايتر - تايفون»، التي ينتجها «كونسرتيوم» مؤلف من ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا، لكن ليست هناك تطورات ملموسة في هذا الصدد بعد، وأنه يأمل في رد إيجابي على هذا الطلب من حلفاء بلاده.


مقالات ذات صلة

تركيا تسعى لإنهاء نزاع الصومال وإثيوبيا على ساحل «أرض الصومال»

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زار أديس أبابا والتقى آبي أحمد الأسبوع الماضي للإعداد للجولة الثانية من المفاوضات مع الصومال (الخارجية التركية)

تركيا تسعى لإنهاء نزاع الصومال وإثيوبيا على ساحل «أرض الصومال»

بحث اجتماع ثلاثي تركي - صومالي - إثيوبي في إمكانات التوصل إلى حل وسط بين مقديشو وأديس أبابا للنزاع الذي اندلع عقب توقيع الأخيرة اتفاقية مع منطقة «أرض الصومال».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الأول مع وزيري خارجية الصومال وإثيوبيا في أنقرة في 2 يوليو الماضي (الخارجية التركية)

تركيا تستضيف جولة ثانية من المفاوضات بين الصومال وإثيوبيا

تستضيف تركيا هذا الأسبوع جولة ثانية من المفاوضات بين الصومال وإثيوبيا حول الخلاف بشأن اتفاق بحري بين الأخيرة و«أرض الصومال».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا صورة للنائب السجين جان أتالاي وضعها زملاؤه بحزب «العمال التركي» مع باقة من الزهور على مقعده الشاغر بالبرلمان (إكس)

برلمان تركيا لبحث قضية النائب المعارض جان أتالاي في جلسة استثنائية

يعقد البرلمان التركي، الجمعة المقبل، جلسة استثنائية بناء على طلب أحزاب المعارضة لمناقشة أسباب عدم الإفراج عن النائب جان أتالاي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (حسابه على إكس)

المعارضة التركية تتساءل عن اختفاء 700 ألف لاجئ سوري

تفجّر جدل واسع انتقل إلى البرلمان التركي عقب إعلان وزير الداخلية، علي يرلي كايا، أن هناك 729 ألف سوري لم يُعثر عليهم في عناوينهم المسجلة لدى سلطات الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد رئيس مصرف تركيا المركزي فاتح كارهان خلال إعلان التقرير الفصلي الثالث للتضخم في تركيا في أنقرة الخميس (موقع المركزي التركي)

«المركزي التركي» يثبت توقعاته للتضخم للعام الحالي والعامين المقبلين

أبقى مصرف تركيا المركزي على توقعاته للتضخم بنهاية العام الحالي عند 38 في المائة، وللعامين المقبلين عند 14 و9 في المائة على التوالي دون تغيير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)

مسؤول سابق في «تويتر» يدعو لتوقيف إيلون ماسك إذا ثبت تحريضه على الشغب في بريطانيا

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)
TT

مسؤول سابق في «تويتر» يدعو لتوقيف إيلون ماسك إذا ثبت تحريضه على الشغب في بريطانيا

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)

قال المسؤول السابق بمنصة «تويتر» («إكس» حالياً) بروس دايسلي، إن الملياردير إيلون ماسك يجب أن تُفرض عليه «عقوبات شخصية»، وحتى التهديد بإصدار «مذكرة توقيف» ضده، إذا ثبت أنه يحرّض مثيري الشغب في بريطانيا.

ودعا دايسلي، نائب رئيس «تويتر» السابق لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، في مقال بصحيفة «غارديان» البريطانية، الاثنين، إلى تعزيز قوانين السلامة عبر الإنترنت، وقال إنه «لا يمكن السماح للملياردير ماسك الذي يملك منصة (إكس)، وغيره من المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا، بزرع الفتنة دون أن يتعرّضوا لمخاطر شخصية».

وأضاف أن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، يجب أن «يعزّز» قوانين السلامة عبر الإنترنت، ويفكر فيما إذا كانت الجهة المنظِّمة لوسائل الإعلام (أوفكوم) «تُعدّ جهة مناسبة للتعامل مع التصرفات غير الواضحة لأمثال ماسك».

أشعل متورّطون في أعمال العنف حريقاً خارج فندق يؤوي طالبي لجوء في روثرهام (رويترز)

وتابع دايسلي: «من خلال تجربتي، فإن التهديد بفرض عقوبات شخصية يُعدّ أكثر فاعلية على المديرين التنفيذيين من خطر فرض غرامات على الشركات»؛ لأن مثل هذه العقوبات يمكن أن تؤثر على حياة أصحاب المليارات في مجال التكنولوجيا.

وقال: «باعتباري رئيساً سابقاً لـ(تويتر)، لديّ طريقة لجذب انتباه إيلون ماسك إذا استمر في إثارة الاضطرابات، وهي إصدار مذكرة اعتقال ضده».

وذكر: «يجب أن تكون تصرفات ماسك بمثابة دعوة للاستيقاظ لحكومة ستارمر لإصدار تشريعات بهدوء، لاستعادة السيطرة على ما نتفق بشكل جماعي على أنه مسموح به على وسائل التواصل الاجتماعي».

كانت الحكومة البريطانية دعت منصات وسائل التواصل الاجتماعي إلى التصرف بمسؤولية، بعد الاضطرابات العنيفة التي اجتاحت المملكة المتحدة في أعقاب مقتل 3 فتيات صغيرات في ساوثبورت الشهر الماضي.

وألقى رئيس الوزراء باللوم على شركات وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنها سمحت بانتشار ادعاءات كاذبة بأن المهاجم كان طالب لجوء.

وتُلاحق الشرطة حالياً أولئك الذين يشتبه في أنهم يكتبون منشورات عبر الإنترنت للتحريض على العنف.

ومن جانبه، علّق ماسك على اضطرابات بريطانيا في تغريدة سابقة بأن «الحرب الأهلية أمر لا مفر منه» في المملكة المتحدة، وهي تغريدة وصفتها وزيرة العدل، هايدي أليكساندر، بأنها «غير مقبولة».

وكذلك وصف «ماسك» ستارمر بأنه «منافق»، وشارك أيضاً منشوراً كاذباً، يشير إلى أن ستارمر كان يخطّط لإنشاء «معسكرات اعتقال» في جزر فوكلاند، وهو المنشور الذي حذفه لاحقاً.