واشنطن قد تسمح برد إسرائيلي «محدود» على إيران

بايدن يسير فوق «حبل مشدود» لخفض التصعيد والفوز في انتخابات الرئاسة

اجتماع لقيادة أركان الجيش الإسرائيلي لتقييم الوضع في قاعدة كيريا العسكرية (أ.ف.ب)
اجتماع لقيادة أركان الجيش الإسرائيلي لتقييم الوضع في قاعدة كيريا العسكرية (أ.ف.ب)
TT

واشنطن قد تسمح برد إسرائيلي «محدود» على إيران

اجتماع لقيادة أركان الجيش الإسرائيلي لتقييم الوضع في قاعدة كيريا العسكرية (أ.ف.ب)
اجتماع لقيادة أركان الجيش الإسرائيلي لتقييم الوضع في قاعدة كيريا العسكرية (أ.ف.ب)

تفاوتت ردود الفعل الأميركية، سواء الصادرة من جهات رسمية، أو من وسائل الإعلام الأميركية، عن «المأزق» الذي تعيشه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بعد الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل. وبينما تصر تل أبيب على القيام بما تعده «استعادة للردع» رداً على الهجوم الإيراني، بدا أن إدارة بايدن، «تسير على حبل مشدود»، وقد تكون في طريقها للقبول بحد أدنى من الرد الإسرائيلي، شرط ضمان عدم توسع الصراع، والحفاظ على حظوظه للفوز في انتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الأول) المقبل.

رد إسرائيلي محدود

وقال 4 مسؤولين أميركيين لشبكة «إن بي سي نيوز»، الثلاثاء، إنهم يتوقعون أن يكون نطاق الرد على الهجوم الذي شنته إيران ضد إسرائيل محدوداً، وأشاروا إلى أنه قد يحدث في أي وقت. ورجح المسؤولون أن يشمل الرد الإسرائيلي ضربات ضد قوات إيران العسكرية، ووكلائها خارج البلاد.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متحدثاً إلى منظمات أميركية يهودية في القدس (أرشيف - رويترز)

ووفق «إن بي سي»، يستند هذا التقييم إلى حوارات بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين جرت قبل أن تطلق إيران أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ على إسرائيل، ليل السبت الماضي.

وقال المسؤولون الأميركيون إنه بينما كانت إسرائيل تستعد لهجوم إيراني محتمل أبلغ مسؤولون إسرائيليون نظراءهم الأميركيين بخيارات الرد الواردة، لكنهم أكدوا أنهم لم يجرِ إطلاعهم على قرار إسرائيل النهائي الخاص بكيفية الرد، مشيرين إلى أن الخيارات ربما تكون قد تغيرت منذ وقع الهجوم الإيراني. وأضافوا أنه ليس واضحاً متى سيكون الرد الإسرائيلي، لكنه قد يحدث في أي وقت.

الطائرات الأميركية باقية في المنطقة

ومع ذلك، قال المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر، يوم الاثنين، إنه جرى نقل بعض أسراب المقاتلات الإضافية إلى المنطقة قبل عطلة نهاية الأسبوع، قبيل شن إيران هجماتها على إسرائيل، مؤكداً أنها لا تزال هناك، من دون تحديد البلدان التي تتمركز فيها تلك الطائرات.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد بحث، مساء الاثنين، مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، تبعات الهجوم الإيراني والتطورات المتعلقة بالرد الإسرائيلي. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان إن أوستن «شدد على دعم الولايات المتحدة الثابت لدفاع إسرائيل عن نفسها، وأكد مجدداً الهدف الاستراتيجي الخاص بتحقيق الاستقرار الإقليمي».

كما رفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الإفصاح عما إذا كانت الولايات المتحدة قد جرى إطلاعها، أو تتوقع أن يجري إطلاعها، على خطط الرد الإسرائيلية. وقال للصحافيين، يوم الاثنين: «سوف نسمح للإسرائيليين بالتحدث عن ذلك»، مؤكداً أن واشنطن «لا تشارك في عملية صنع القرار بشأن الرد المحتمل».

الناطق العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري يعرض لوسائل الإعلام بقايا صاروخ باليستي إيراني (أ.ب)

ونقلت وكالة «رويترز» عن السفارة الأميركية في نيودلهي، الثلاثاء، أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أرجأ زيارة كان من المقرر أن يقوم بها للهند هذا الأسبوع بسبب «الأحداث الجارية في الشرق الأوسط».

وفي حلقة نقاش نظمها المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، قال الجنرال المتقاعد فرنك ماكنزي، الرئيس السابق للقيادة المركزية الأميركية، يوم الاثنين، إن إيران تمتلك نحو 150 صاروخاً باليستياً قادراً على الوصول إلى إسرائيل من الأراضي الإيرانية، ويبدو أنها استنفدت معظم هذا المخزون الحالي في هجومها الذي شنته في نهاية الأسبوع. وهو ما عُدَّ تقليلاً من شأن رد الفعل الإيراني المتوقع، إذا أقدمت إسرائيل على شن ضربة جديدة ضدها.

مأزق بايدن

ورغم ذلك، تقول صحيفة «وول ستريت جورنال» المحافظة، إنه على الرغم من أن استطلاعات الرأي تظهر أن قضية التضخم هي أكثر أهمية بالنسبة لتحديات إعادة انتخاب بايدن، فإن التوتر المستمر في الشرق الأوسط يمثل أيضاً مشكلة؛ لأنه يترك الأميركيين خائفين من العنف العالمي وحالة عدم اليقين، ويؤدي إلى تفاقم الانقسامات داخل حزبه بشأن السياسة تجاه إسرائيل ومعاناة الفلسطينيين في غزة.

ومن الممكن أن تؤدي التوترات المستمرة في المنطقة إلى ارتفاع أسعار النفط، حيث أصبح سعر الوقود أعلى بنسبة 50 في المائة مما كان عليه عندما تولى بايدن منصبه، بعد أن بدأت الأسعار في الارتفاع مرة أخرى في بداية هذا العام.

وأظهر استطلاع أجرته شبكة «سي بي إس نيوز» بالتعاون مع «يوغوف»، يوم الأحد، قبل الهجمات الإيرانية، أن ثلث البالغين الأميركيين فقط يوافقون على تعامل بايدن مع الصراع بين إسرائيل و«حماس»، بانخفاض 5 نقاط مئوية منذ فبراير (شباط)، وأيد ربع المشاركين فقط قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد إيران، إذا هاجمت تلك الدولة إسرائيل.

ويقول آري فلايشر، الذي شغل منصب السكرتير الصحافي للرئيس الجمهوري السابق، جورج دبليو. بوش: «السلام والهدوء يفيدان الرؤساء الموجودين في البيت الأبيض»، مضيفاً «أن الاضطرابات والعنف والشعور المتنامي بأن الأحداث الدولية خارجة عن السيطرة تؤذي من هم في المنصب».

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

لكن السياسة المحيطة بالصراع في الشرق الأوسط انقلبت رأساً على عقب بسبب أحداث نهاية الأسبوع، التي دفعت بعض الجمهوريين إلى مطالبة الولايات المتحدة بالانتقام عسكرياً ضد إيران، بينما حثت إدارة بايدن على الرد الدبلوماسي فقط، وتشديد العقوبات الاقتصادية عليها.

عقوبات اقتصادية جديدة

والثلاثاء، حذرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، من أن واشنطن يمكن أن تفرض عقوبات إضافية على إيران. وقالت يلين في كلمتها أمام اجتماعات الربيع، لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي تجري في واشنطن هذا الأسبوع، «لن تتردد وزارة الخزانة الأميركية في العمل مع حلفائنا لاستخدام سلطة العقوبات لمواصلة تعطيل نشاط النظام الإيراني الخبيث والمزعزع». وأشارت يلين إلى أن السلطات الأميركية تستخدم أدوات اقتصادية لمواجهة نشاط إيران، مستهدفة برامج المسيّرات والصواريخ الخاصة بها بالإضافة إلى تمويلها مجموعات مثل «حماس». وأضافت: «من الهجوم (الذي شنته إيران)، نهاية الأسبوع الماضي، إلى هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، تهدد أفعال إيران استقرار المنطقة، ويمكن أن تتسبب في تداعيات اقتصادية». وقد أدى الهجوم الإيراني إلى تعقيد الوضع السياسي لبايدن ليس فقط بسبب احتمال نشوب حرب أوسع نطاقاً، ولكن لأنه قد يشجع «حماس» على رفض اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

ويقول دان غيرستين، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، إن تصرفات إيران يمكن أن تمنح بايدن وإسرائيل مزيداً من الوقت. وقال: «لقد فعلت إيران ما لم يستطع أي لاعب سياسي آخر أن يفعله، وهو تغيير السردية بشأن إسرائيل من (المعتدية) إلى الضحية وحشد دعم دولي معقول إلى جانب إسرائيل». وأضاف: «من خلال قيامهم بالهجوم، فقد منحوا بايدن هدية مؤقتة وبعض المساحة للتنفس لإيجاد حل طويل الأمد لحرب غزة».

ومن المتوقع أن تهيمن المساعدات العسكرية على الكابيتول هيل هذا الأسبوع بعد أن قال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، ستيف سكاليز، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبأن المجلس «سينظر في تشريع يدعم حليفتنا إسرائيل، ويحمل إيران ووكلاءها الإرهابيين المسؤولية». وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، يوم الأحد، على قناة «فوكس نيوز» إن المشرعين «سيحاولون مرة أخرى هذا الأسبوع» تمرير مشروع قانون مساعدات لإسرائيل.


مقالات ذات صلة

استطلاع: بايدن الأقل شعبية بين الرؤساء الأميركيين الأحياء

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يسار) وزوجته ميلانيا يقفان إلى جانب جو بايدن وزوجته جيل (رويترز)

استطلاع: بايدن الأقل شعبية بين الرؤساء الأميركيين الأحياء

أظهر استطلاع جديد للرأي أن جو بايدن هو الرئيس الأميركي الأقل شعبية على قيد الحياة بينما يتمتع الرئيس الحالي دونالد ترمب بارتفاع في شعبيته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية للرئيس الأميركي دونالد ترمب وسلفه جو بايدن في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (ا.ف.ب)

ترمب يمنع بايدن من الاطلاع على المعلومات المصنفة «سرية»

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم، إلغاء التصريح الممنوح لسلفه جو بايدن، والذي يخول الرؤساء السابقين الاطلاع على معلومات حساسة حتى بعد مغادرتهم المنصب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب) play-circle

زعماء الأميركيين العرب والمسلمين يستنكرون تصريحات ترمب حول غزة

انتقد زعماء للأميركيين العرب والمسلمين، ومن بينهم من دعموا دونالد ترمب في انتخابات 2024، اقتراح الرئيس الأميركي أن تسيطر الولايات المتحدة على غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يتحدث مع الصحافيين في قاعدة أندروز العسكرية في ماريلاند في 2 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

الديمقراطيون يحذرون من تسبب «عاصفة ترمب» في أزمة دستورية

اتّخذ ترمب سلسلة قرارات تحدى فيها الأعراف والتقاليد، وامتحن فيها صلاحياته التنفيذية، وقدرات الكونغرس التشريعية، وحدود السلطة القضائية.

رنا أبتر (واشنطن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (أ.ف.ب)

تركيا تأمل أن ينهي ترمب التعاون الأميركي مع «الوحدات الكردية» في سوريا

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، إنه يأمل أن ينهي الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعاون واشنطن مع «وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا.

«الشرق الأوسط» (الدوحة - إسطنبول)

إسرائيل تتجه لتنفيذ المرحلة الأولى وإجهاض المرحلة الثانية

فلسطينيون في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة يتظاهرون رفضاً لتهجير الغزيين اليوم الجمعة (أ.ف.ب)
فلسطينيون في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة يتظاهرون رفضاً لتهجير الغزيين اليوم الجمعة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تتجه لتنفيذ المرحلة الأولى وإجهاض المرحلة الثانية

فلسطينيون في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة يتظاهرون رفضاً لتهجير الغزيين اليوم الجمعة (أ.ف.ب)
فلسطينيون في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة يتظاهرون رفضاً لتهجير الغزيين اليوم الجمعة (أ.ف.ب)

حذّرت أوساط سياسية وعسكرية في إسرائيل من الاتجاه الذي يتبلور في الحكومة لتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإجهاض المرحلتين الثانية والثالثة التي يفرض أن يتم بموجبهما إتمام عملية إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وألوف الأسرى الفلسطينيين وإنهاء الحرب.

وقالت هذه الأوساط إن المداولات التي تمت في الأيام الأخيرة، وبينها اجتماع دام ثماني ساعات بمشاركة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزراء الدفاع والشؤون الاستراتيجية والقضاء وقادة الجيش والمخابرات وأعضاء فريق التفاوض، بيّنت بوضوح أن «استئناف الحرب على غزة يكاد يكون حتمياً»، وأن الجيش كُلّف بجلب خطة تفصيلية إلى الحكومة، في الأيام المقبلة، تشتمل على المخططات العسكرية لاستئناف الحرب.

وبموجب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الجمعة، فإن خطة الجيش الإسرائيلي ستكون مبنية على أساس إعادة احتلال محور نتساريم وسائر مناطق قطاع غزة كله بشكل سريع، من خلال زج فرقتين أو ثلاث فرق عسكرية إضافية. ولأن الجيش لا يريد التورط مع القانون الدولي بمنع دخول مواد غذائية ومعدات طبية إلى القطاع بشكل كامل، فإنه يخطط لإجراء محاولة لتجميع كل السكان الفلسطينيين في مكان واحد، يتم إدخال المساعدات الإنسانية إليه فقط، فيما سيتم الإعلان عن بقية القطاع «منطقة قتال» لا تصل المساعدات إليها، بهدف السيطرة عليها بشكل كامل.

ونقلت الصحيفة عن ضباط إسرائيليين اعتبارهم أن هذه السيطرة على القطاع ستستغرق «أشهراً معدودة»، وبعدها أشهراً عدة أخرى «لتطهيره» من المقاتلين الفلسطينيين، مضيفة أن «تحييد الأنفاق التي لم تُدمر وتوجد فيها عناصر (حماس)، سيستغرق وقتاً طويلاً».

فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة أمام المسجد العمري في مدينة غزة (أ.ب)

وتابعت أن الجيش الإسرائيلي سيسيطر على توزيع المواد الغذائية ومراقبة المستشفيات والعيادات عن كثب و«عملياً هذا يستوجب احتلالاً عسكرياً». وخلال ذلك، ستحاول إسرائيل تهجير الغزيين. وقالت الصحيفة: «سيقترح على الفلسطينيين في هذا الجيب (الذي سيتم تركيزهم فيه) أن يهاجروا. لكن ليس معروفاً إلى أين سيُهجرون. وحتى الآن، لا توجد دولة أو منطقة في أنحاء العالم وافقت على البحث في ذلك مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حول خطة الترانسفير التي طرحها».

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية قولهم إن «المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى، لن تحدث، ولا يمكن أن تحدث، إلا إذا وافقت (حماس) على الخروج من قطاع غزة، وهو الأمر الذي ترفضه (حماس) بشكل قاطع، وسبق أن رفضته علناً منذ أكثر من سنة».

لكنّ أوساطاً أخرى في إسرائيل أبدت تحفظات على هذه الصورة المتشائمة، وقالت إن حكومة بنيامين نتنياهو تتحدث عن «حرب غزة الجديدة» كأنها حتمية للمصالح الوطنية، إلا أنها «في الواقع ستعتبر بنظر فئات إسرائيلية كثيرة أنها حرب سياسية حزبية تؤدي إلى انقسام المجتمع الإسرائيلي، لأنها ستحدث قبل انتخابات مبكرة، وتضحي بالمخطوفين الذين سيموتون في الأسر على الأرجح. ولا توجد إجابة لدى أحزاب الوسط - يسار، ولا لدى حزب الليكود، حول ما إذا سيتم تنفيذ المرحلة الثانية وإعادة المخطوفين، وكيف سيتم التخلص من (حماس)». وأضافت هذه الأوساط أن «فرض حكم عسكري في القطاع والقضاء على المقاومة الحمساوية قد يستغرق وقتاً طويلاً، مثلما حدث للأميركيين في العراق».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي وصفته بأنه مقرب من مستشاري ترمب، قوله «إننا نعلم أن هذا قد ينتهي بـ200 ألف فلسطيني فقط الذين سيغادرون، في أفضل الأحوال»، بينما عدّ مسؤول أمني إسرائيلي أن «هذا قد يلحق ضرراً. والـ200 ألف هؤلاء هم أشخاص بالإمكان العمل معهم في القطاع، في سيناريو معين. فهم النخبة ولا يجوز التفريط بهم».

جانب من مظاهرة للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة أمام مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي في تل أبيب الجمعة (أ.ف.ب)

ورأت صحيفة «معاريف» أنه في ظل هذه التناقضات الإسرائيلية، فإن هناك احتمالاً غير قليل بأن تصحو القيادة الإسرائيلية وتقرر ألا تستأنف الحرب على غزة، «لأن أفضليتها الاستراتيجية، في عام 2025، هي أن تكون هذه سنة تعامل مع إيران». وأضافت: «تقول المؤسسة الإسرائيلية كلها، وبصوت مرتفع، إن هذه نافذة الفرص للعمل ضد الإيرانيين. وإسرائيل لا تريد اتفاقاً (نووياً جديداً)، مثلما يطمح الرئيس ترمب. والنموذج الذي تريده هو (حزب الله) في لبنان في الحرب الأخيرة. أن نضرب أولاً. وبعد ذلك نوقع (اتفاق وقف إطلاق النار). وليس العكس».

وأضافت الصحيفة أنه «نأمل فقط ألا يبيعون لنا أوهاماً، رحيل غزة الذي لن يحدث، وخلال ذلك يسارع الإيرانيون نحو القنبلة».

وبموجب مسؤول آخر، فإن إسرائيل «تخشى أن تنتهي المعركة من دون أي نتيجة. فالرئيس ترمب، صاحب نظرية ترحيل الفلسطينيين يدير جدول أعمال جنونياً ولن يثابر على طلباته وأفكاره. فإذا وقّع اتفاقاً مع إيران سيفرضه على إسرائيل. ولكنه يفضل ألا تعترض طريقه، حتى يظل متحيزاً لها في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني».