رئيس الأركان الإيراني يعتبر انتخابات بلاده «الديمقراطية الحقيقية في العالم»

وزارة الداخلية تؤكد الموافقة النهائية على 15 ألفاً و200 مرشح

أشخاص يمرّون أمام لافتة تشجع الإيرانيين على الانخراط في الانتخابات المقرّر انطلاق حملتها الخميس - في شارع وسط طهران 14 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
أشخاص يمرّون أمام لافتة تشجع الإيرانيين على الانخراط في الانتخابات المقرّر انطلاق حملتها الخميس - في شارع وسط طهران 14 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
TT

رئيس الأركان الإيراني يعتبر انتخابات بلاده «الديمقراطية الحقيقية في العالم»

أشخاص يمرّون أمام لافتة تشجع الإيرانيين على الانخراط في الانتخابات المقرّر انطلاق حملتها الخميس - في شارع وسط طهران 14 الشهر الحالي (أ.ف.ب)
أشخاص يمرّون أمام لافتة تشجع الإيرانيين على الانخراط في الانتخابات المقرّر انطلاق حملتها الخميس - في شارع وسط طهران 14 الشهر الحالي (أ.ف.ب)

قال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري إن الانتخابات في بلاده، تستعرض «الديمقراطية الحقيقية في العالم» وذلك على بعد عشرة أيام من الانتخابات التشريعية التي تبدأ حملتها الخميس، في وقت لم تظهر مؤشرات على قدرة الأطراف السياسية على إقناع الإيرانيين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع.

ويصرّ كبار المسؤولين الإيرانيين، على رأسهم صاحب كلمة الفصل، علي خامنئي على رفع نسبة المشاركة في أول انتخابات تشهدها البلاد، بعد احتجاجات مهسا أميني، التي هزّت البلاد في سبتمبر (أيلول) 2022، وشكّلت أكبر تحدٍ للحكام على مدى 45 عاماً.

وسيبدأ المرشحون الأربعاء حملاتهم الانتخابية، وبالفعل بدأت منذ أيام حملة انتخابات مجلس خبراء القيادة، الذي يضم 88 رجل دين متنفذاً من المفترض أن يعلنوا خليفة المرشد علي خامنئي (85 عاماً) خلال السنوات الثمانية المقبلة، إذا تعذرت ممارسة مهامه.

وعلى مرحلين، وافق مجلس صيانة الدستور ووزارة الداخلية، على أكثر 15 ألف طلب من أصل 45 ألف شخص تقدموا بطلبات الترشح لخوض الانتخابات البرلمانية. وانتقدت أحزاب التيار الإصلاحي والمعتدل رفض طلبات مرشحيهم الأساسيين لدخول السباق الانتخابي.

وقال باقري: «سنظهر للعالم الديمقراطية الحقيقية في الأول من مارس (آذار)». ووصف انتخاب البرلمان في فترة عهد الشاه، قبل ثورة 1979، بأنه «لم يكن أكثر من مجرد قشرة وظاهر» وأضاف: «اليوم نحن كمواطنين، نقرر مَن يدخل البرلمان، ومجلس خبراء القيادة».

امرأة تمر أمام جدارية على حائط مدرسة ولافتة ترويجية للانتخابات الإيرانية في وسط طهران (أ.ف.ب)

وأوضح باقري أن انتخابات الأول من مارس، إحدى لحظات الاختبار للأمة الإيرانية، وقد وجدنا الفرصة للتأثير على مصيرنا. وتابع: «بلادنا ستستعرض الديمقراطية الحقيقية في العالم».

في الأثناء، قال وزير الداخلية، أحمد وحيدي إن «15 ألفاً و200 مرشح ما يعادل 75 في المائة من المرشحين، سيخوضون الانتخابات وفقاً للنتائج النهائية لمن تمت الموافقة على طلباتهم».

وأوضح وحيدي أن «كل التيارات والمجموعات والمذاقات السياسية حاضرة في الانتخابات، وهي فرصة ثمينة للناس لتحديد مصيرهم وخلق ملحمة».

حقائق

مجلس صيانة الدستور

  • يختار المرشد الإيراني نصف أعضاء مجلس صيانة الدستور،
  • يتآلف المجلس من 12 عضواً نصفهم فقهاء، ونصفهم الآخر خبراء قانونيون يسميهم رئيس القضاء الذي يعيّنه المرشد الإيراني.
  • تشرف الهيئة على عملية البت بأهلية المرشحين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية و...
  • تصادق الهيئة على تشريعات البرلمان وقرارات الحكومة ولديها الصلاحية للطعن فيها أو رفضها

ووجّهت شخصيات إصلاحية، من بينها الرئيس السابق محمد خاتمي وعضو اللجنة المركزية لجبهة الإصلاحات محسن آرمين، وكذلك، عضو الجبهة المسجون في سجن إيفين، مصطفى تاج زاده انتقادات حادة لمسار العملية الانتخابية.

وانتقدت جبهة الإصلاحات، بياناً نشرته صحيفة إصلاحية، وأعادت نشره وكالات أنباء حكومية على نطاق واسع، يدعو الإيرانيين إلى المشاركة في الانتخابات.

وقال الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي إن بلاده «بعيدة كل البعد عن إقامة انتخابات حرة وديمقراطية».  وقبل ذلك، قال نجل حليفه، مهدي كروبي، إن والده الموقوف تحت الإقامة الجبرية، لن يعلن عن الانتخابات وسيلتزم الصمت.

أما أبرز وجوه التيار الإصلاحي، مصطفى تاج زاده، فقد قرر من سجن إيفين، مقاطعة الانتخابات، متهماً المرشد الإيراني بـ«غص البصر عن الحقائق الكارثية في البلاد، وتجاهل احتجاج ملايين الإيرانيين»، لافتاً إلى أن البرلمان «ليس المرجع التشريعي الوحيد ولا يملك حق التحقيق في كل القضايا، وليس بمقدوره مناقشة أهلية الرئيس ولا يتمتع المشرّعون بحصانة قضائية عند الإدلاء بآراء سياسية».

وتكافح بعض التيارات الإصلاحية والمعتدلة، لتقديم قائمة بديلة في الانتخابات، تضم مرشحين مستقلين، ومعتدلين؛ بهدف مواجهة التيار المحافظ المتشدد، المؤيد للحكومة، الذي يشارك في الانتخابات من دون إقصاء مرشحيه.

وفي هذا الصدد، أعلن نائب رئيس البرلمان السابق، علي مطهري وهو صهر رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، عن تشكيل قائمة أنتخابية تضم ثلاثين مرشحاً لمواجهة المحافظين.

واستبعد مطهري قبل أربع سنوات من المشاركة في الانتخابات، كما رفض طلبه لخوض الانتخابات الرئاسية. وأطلق مطهري مسمى «صداي ملت (صوت الشعب)» على قائمته الانتخابية.

وقال مطهري لوكالة «إيسنا» الحكومية: إن 10 من 30 عضواً في القائمة لديهم الحظوظ للحصول على أصوات. وقال: إن بعض المرشحين في قائمته «غير معروف».

بدوره، قال أسد الله بادمجيان، أمين عام «حزب مؤتلفه إسلامي»، أبرز التيارات المحافظة الذي يضم تجار بازار طهران: إن المحافظين لديهم قوائم انتخابية عدة في طهران، التي تبلغ حصتها في البرلمان 30 مقعداً.

وسجلت العاصمة طهران إحجاماً قياسياً للناخبين في انتخابات البرلمان قبل أربع سنوات، وتكررت الأرقام في انتخابات الرئاسة لعام 2021. وتراوحت النسبة في كل منها بين 24 و26 في المائة.


مقالات ذات صلة

طهران: ادعاء تدخلنا في الشؤون الداخلية لسوريا مردود

شؤون إقليمية صورة منشورة على موقع الخارجية الإيرانية من المتحدث باسمها اسماعيل بقائي

طهران: ادعاء تدخلنا في الشؤون الداخلية لسوريا مردود

قال القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي، إن «الشباب والشعب السوري سيحيون المقاومة في هذا البلد بشكل آخر في أقل من عام»

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية تجربة صاروخ «قدر» الباليستي في فبراير 2016 (أرشيفية - مهر)

إيران تُعِد لمناورات واسعة لـ«ردع تهديدات» إسرائيل

أعلن مسؤول عسكري كبير في إيران تنظيم مناورات عسكرية واسعة، براً وجواً وبحراً، تأخذ طابعاً هجومياً دفاعياً، خلال الأيام المقبلة، بهدف «ردع تهديدات الأعداء».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية ملصقات ممزقة لحسن نصر الله وقاسم سليماني على جدار السفارة الإيرانية في سوريا (رويترز) play-circle 02:17

طهران: إعادة فتح سفارتنا تعتمد على «سلوك» حكام سوريا

قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إن طهران «ستتخذ قرارها بشأن إعادة فتح سفارتها لدى دمشق بناء على سلوك وأداء حكام سوريا».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران : )
شؤون إقليمية تجربة صاروخ «قدر» الباليستي في فبراير 2016 (أرشيفية - مهر)

إيران تستعد لمناورات «ضخمة» وسط التوتر مع إسرائيل

أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عن تنظيم مناورات عسكرية شاملة «هجومية - دفاعية»، بهدف التصدي لـ«التهديدات» المحتملة بما في ذلك إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
خاص امرأة إيرانية تمشي أمام لوحة جدارية على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران (أ.ف.ب)

خاص إيران في ربع قرن... صراع «الثورة» والدولة

مع انقضاء ربع قرن من الألفية الثالثة، تبلغ «الثورة الإسلامية» في إيران منتصف عقدها الرابع بأسئلة عن الصراع بين الآيديولوجية والمصالح في عالم متغير.

عادل السالمي (لندن)

طهران: ادعاء تدخلنا في الشؤون الداخلية لسوريا مردود

صورة منشورة على موقع الخارجية الإيرانية من المتحدث باسمها اسماعيل بقائي
صورة منشورة على موقع الخارجية الإيرانية من المتحدث باسمها اسماعيل بقائي
TT

طهران: ادعاء تدخلنا في الشؤون الداخلية لسوريا مردود

صورة منشورة على موقع الخارجية الإيرانية من المتحدث باسمها اسماعيل بقائي
صورة منشورة على موقع الخارجية الإيرانية من المتحدث باسمها اسماعيل بقائي

أعربت طهران عن «قلقها» من «انتشار الفوضى والعنف» في سوريا، ورفضت ما وصفته بـ«الادعاءات المتعلقة بتدخل إيران في الشؤون الداخلية لسوريا»، وذلك بعد يومين من تحذير القيادة السورية الجديدة لطهران «مِن بَثِّ الفوضى في سوريا».

وأطلق المسؤولون الإيرانيون حملة جديدة، تحذر من «حرب شاملة» في سوريا، وتتنبأ بظهور «مقاومة»، بعد أقل من شهر على الإطاحة بنظام بشار الأسد، حليف إيران الأبرز في المنطقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في بيان: «رداً على الإساءة إلى أحد الأماكن المقدسة»، إنه «يشعر بالدهشة من الاتهامات غير المبررة التي وجهتها بعض الأوساط الإعلامية ضد الجمهورية الإسلامية بشأن تدخلها في الشؤون الداخلية لسوريا»، مضيفاً: «هذه الادعاءات مردودة تماماً».

وأفاد البيان المنشور على حساب وزارة الخارجية الإيرانية في شبكة «تلغرام»، بأن «بقائي شدد على المواقف الثابتة لإيران في دعم وحدة الأراضي السورية وسيادتها الوطنية، وأكد ضرورة تشكيل نظام سياسي شامل يشارك فيه جميع الأطياف السياسية والطوائف والمذاهب في البلاد، مع احترام حقوق الأقليات والحفاظ على حرمة الأماكن الدينية».

كما أشار إلى «أهمية منع انتشار الفوضى والعنف ضد مختلف فئات المجتمع السوري وتوفير الأمن للمواطنين».

جاء ذلك، في وقت قال القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي، إن «الشباب والشعب السوري سيحيون المقاومة في هذا البلد بشكل آخر في أقل من عام»، وذلك عشية مشاورات صينية - إيرانية في بكين تتناول التطورات الإقليمية.

محسن رضائي يُلقي خطاباً في مناسبة لقواته (دفاع برس)

وكان وزير الخارجية السوري، أحمد الشيباني، قد وجّه تحذيراً، الثلاثاء، إلى طهران «مِن بَثِّ الفوضى في سوريا»، وحمّل المسؤولين الإيرانيين «تداعيات التصريحات الأخيرة».

ودعا المرشد الإيراني علي خامنئي، الأحد، الشبان السوريين إلى «الوقوف بكل قوة وإصرار لمواجهة من صمم هذا الانفلات الأمني ومن نفذه».

وأضاف خامنئي: «نتوقع أن تؤدي الأحداث في سوريا إلى ظهور مجموعة من الشرفاء الأقوياء؛ لأن ليس لدى الشباب السوري ما يخسره؛ فمدارسهم وجامعاتهم وبيوتهم وشوارعهم غير آمنة».

في الاتجاه نفسه، قال رضائي الذي قاد «الحرس الثوري» في حرب الثمانينات مع العراق، إن «الشباب والشعب السوري المقاوم لن يصمتوا أمام الاحتلال والعدوان الخارجي»، أو «استبداد مجموعة داخلية». وأضاف: «سيحيون المقاومة في سوريا بشكل جديد في أقل من عام».

وأضاف رضائي، وهو أحد أبرز أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام: «سيفشلون المخطط الخبيث والمخادع الذي تقوده أميركا، والكيان الصهيوني، والدول الإقليمية التي تم التلاعب بها».

وأصدر البرلمان الإيراني، الأربعاء، بياناً يعبر عن تأييده لخطاب خامنئي الأخير قائلاً إن «سوريا ستتحرر بأيدي شبابها»، وإن «جبهة المقاومة لن تتوقف، وستواصل تقدمها بقوة أكبر من السابق»، حسبما نقل الإعلام الحكومي في طهران.

بموازاة ذلك، حذّر محمد جواد ظريف، نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية ووزير الخارجية الأسبق، من اندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا. وقال في رسالة موجهة إلى دول المنطقة، إن «سوريا ما بعد الأسد تمثل تحدياً كبيراً لنا جميعاً».

وأضاف: «العدوان الإسرائيلي المتصاعد الذي يتجاهل السيادة السورية، والتدخلات الأجنبية التي تضعف وحدة الأراضي السورية، إلى جانب مشاهد العنف والوحشية المرعبة التي تذكر بوحشية (داعش)، والعنف العرقي والطائفي، قد تؤدي إلى حرب أهلية شاملة».

وفي وقت لاحق، قال وزير الخارجية عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي إنه «من المبكر الحكم الآن، فهناك العديد من العوامل المؤثرة التي ستحدد مستقبل هذا البلد»، حسبما نقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري».

صورة نشرها عراقجي من تناوله العشاء في مطعم بدمشق على منصة إكس مطلع الشهر الجاري

وأضاف عراقجي: «في رأيي، من السابق لأوانه إصدار حكم، سواء بالنسبة لنا أو لأولئك الذين يعتقدون أن هناك انتصارات قد تحققت، فالتطورات المستقبلية ستكون كثيرة».

ومن المقرر أن يسافر عراقجي، الجمعة، إلى بكين؛ لإجراء مشاورات حول التطورات الإقليمية والدولية، فضلاً عن العلاقات الثنائية بين البلدين، ومسار تنفيذ اتفاقية الشراكة الشاملة لمدة 25 عاماً.

كان عراقجي آخر مسؤول إيراني كبير التقى الأسد علناً، قبل أيام من سقوطه، بينما كانت فصائل المعارضة السورية تتقدم من حلب باتجاه حمص ومدن سورية أخرى. وبعد اللقاء، توجه عراقجي إلى مطعم قريب من السفارة الإيرانية في منطقة المزة، لتوجيه رسالة «أمان» من العاصمة السورية.

وأطاحت المعارضة السورية بالرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بعد حرب أهلية استمرت 13 عاماً.

حاولت إيران إقناع الأسد، دون جدوى، بتحريك الجيش السوري للدفاع عن دمشق ووقف زحف المعارضة، قبل أن تقرر طهران سحب قواتها، وفقاً لتصريحات أدلى بها عباس عراقجي ومسؤولون آخرون معنيون بالملف السوري.

ووسط إحراج داخلي، دفع قادة «الحرس الثوري» بروايات متباينة، حول دوافع حضورهم العسكري في سوريا، دون الإشارة إلى خسائرهم البشرية والمادية.

وفي 11 ديسمبر، عزا خامنئي سقوط الأسد إلى «خطة أميركية - إسرائيلية»، و«دولة جارة لسوريا»، في إشارة ضمنية إلى تركيا. وقال إن «محور المقاومة» الذي تقوده إيران «سيكتسب قوة في أنحاء المنطقة بأكملها»، وأضاف: «كلما زاد الضغط... تصبح المقاومة أقوى. كلما زادت الجرائم التي يرتكبونها، تأتي بمزيد من التصميم. كلما قاتلت ضدها زاد توسعها»، وأردف قائلاً: «إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى».

في 17 ديسمبر، قال خامنئي إن «من خلال التحرك الذي حدث في سوريا، والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني وأميركا، والمساعدات التي يقدمها البعض لهم، ظنوا أن قضية (المقاومة) قد انتهت في المنطقة». وصرح: «مخطئون بشدة».

والأحد الماضي، قال خامنئي إن إيران ليس لديها «وكلاء» في المنطقة، و«لن تحتاج إلى قوات تعمل بالنيابة إذا ما أرادت اتخاذ إجراء في المنطقة».

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

ويعد سقوط الأسد واحدةً من أسوأ الانتكاسات لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، خلال فترة حكم خامنئي الذي بدأ في 1989، بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية.

وأشارت صحيفة «هم ميهن» الإصلاحية المؤيدة للحكومة إلى تحذيرات القيادة الجديدة في سوريا مما وصفوه «محاولات إيران لزعزعة استقرار الحكومة السورية الجديدة».

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن هذه التحذيرات جرى تكرارها من قبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، «حيث لا تُخفي تركيا دعمها الرئيسي لـ(هيئة تحرير الشام)، ما يجعلها حساسة تجاه استقرار ونجاح سوريا في فترة حكم هذه المجموعة».

وأضافت: «يعتقد الأتراك أن إيران، بعد فقدان حليفها في سوريا، تسعى لزعزعة استقرار البلاد. كانت وزارة الخارجية الإيرانية في البداية تعتقد أن (هيئة تحرير الشام) ستقيم نظاماً مشابهاً لـ(طالبان)، لكن هذا أصبح غير واقعي. يبدو أن الحكام الجدد في سوريا يحتاجون إلى (عدو خارجي) للحفاظ على تماسكهم، ويركزون على إيران في هذا السياق».