محمد خاتمي: بعيدون كل البعد عن انتخابات حرة وتنافسية

نائب رئيس «جبهة الإصلاحات» ينتقد ناشطين دعوا للمشاركة

خاتمي خلال مراسم الذكرى السابعة لوفاة حليفه الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في طهران الشهر الماضي (جماران)
خاتمي خلال مراسم الذكرى السابعة لوفاة حليفه الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في طهران الشهر الماضي (جماران)
TT

محمد خاتمي: بعيدون كل البعد عن انتخابات حرة وتنافسية

خاتمي خلال مراسم الذكرى السابعة لوفاة حليفه الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في طهران الشهر الماضي (جماران)
خاتمي خلال مراسم الذكرى السابعة لوفاة حليفه الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في طهران الشهر الماضي (جماران)

أبلغ الرئيس الإصلاحي السابق، محمد خاتمي، نشطاء سياسيين من تياره أن بلاده «بعيدة كل البعد عن انتخابات حرة وتنافسية»، وذلك على بعد أيام معدودة من انطلاق حملة الانتخابات التشريعية المقررة مطلع الشهر المقبل.

ودعا كبار المسؤولين الإيرانيين، على رأسهم المرشد علي خامنئي إلى رفع نسبة المشاركة في الانتخابات، التي تعدّ الأولى بعد الاحتجاجات الشعبية التي هزّت البلاد، في المنتصف الثاني من عام 2022 بعد وفاة شابة أوقفتها الشرطة بدعوى سوء الحجاب.

ونقلت مواقع إصلاحية عن خاتمي قوله لأعضاء حزب «همبستكي (التضامن) إيران الإسلامية» الإصلاحي: إن «ما قاله قبل فترة المرشد (علي خامنئي) حول الانتخابات، كان من الممكن أن يقرّبنا لانتخابات مطلوبة، لكن للأسف حدث نقيض ذلك عملياً».

وأوضح خاتمي أن «الانتخابات المتعددة، والحرة والتنافسية، تعني أطيافاً مختلفة تسمى الشعب الإيراني وليس أن يكون للمحافظين والإصلاحيين مرشحوهم الخاصون» وفقاً لموقع «خبر أونلاين» الإيراني.

وقال خاتمي: إن «الإصلاحات ليست في خلاف مع أحد أو جماعة أو مؤسسة»، معرباً عن أسفه لوجود استياء وانزعاج عام في البلاد.

ولفت إلى أن المقصود من كلامه هو «الجزء الساخط في المجتمع، بالإضافة إلى النخبة، وخصوصاً الشباب، أي الأغلبية التي تزيد على خمسين في المائة ولم تشارك في الانتخابات الأخيرة، فضلاً عن بضعة ملايين أدلوا بأصوات بيضاء».

ونبّه خاتمي: «لا ينبغي افتراض أن جميع الذين شاركوا في الانتخابات راضون عن أوضاع البلاد».

ولم يحسم التيار الإصلاحي موقفه من المشاركة في الانتخابات في ظل الانقسام بين الشخصيات المتنفذة في المعسكر الإصلاحي بشأن المشاركة، بعد حرمان أبرز مرشحيهم من خوض الانتخابات.

وتعلّق بعض أطراف التيار الإصلاحي والمعتدل على دعم مرشحين مستقلين، لمواجهة الأغلبية المحافظة. ويمثل هؤلاء المحافظ المعتدل، علي مطهري، نائب رئيس البرلمان السابق وصهر علي لاريجاني.

وحصل مطهري على موافقة لخوض الانتخابات، بعد أربع سنوات من حرمانه من خوض الانتخابات البرلمانية، ثم الانتخابات الرئاسية في 2021.

في الأثناء، انتقد محسن آرمين، نائب رئيس جبهة الإصلاحات، بياناً نشره 110 ناشطين إصلاحيين الأسبوع الماضي، ووصف هؤلاء بـ«الأقلية»، حسبما أوردت قناة «امتداد» الإصلاحية على «تلغرام».

ودعا الناشطون في البيان الذي أعادت نشره وسائل إعلام حكومية على نطاق واسع، إلى المشاركة في الانتخابات لـ«فتح كوة» في هيمنة المحافظين على البرلمان.

وحذّر آرمين من الانقسام بين الإصلاحيين، وقال: إن «المشاركة في الانتخابات لا تنتهي بأي نتيجة تضمن الخير العام»، مؤكداً أن غالبية الإصلاحيين يرهنون المشاركة في الانتخابات بإحداث تغيير جذري في النظام السياسي.

وتأتي تصريحات آرمين، غداة رسالة الناشط الإصلاحي البارز مصطفى تاج زاده، من سجن إيفين، والتي انتقدت فيها مسار العملية الانتخابية في إيران، محمّلاً المرشد علي خامنئي مسؤولية «الهيكل المعيب» للنظام السياسي في إيران.


مقالات ذات صلة

بوتين وبزشكيان يوقعان اتفاقية استراتيجية الجمعة

شؤون إقليمية بوتين وبزشكیان خلال لقائهما في عشق آباد اكتوبر الماضي (الرئاسة الإيرانية)

بوتين وبزشكيان يوقعان اتفاقية استراتيجية الجمعة

أعلن الكرملين، الاثنين، أن موسكو وطهران ستوقعان في غضون أيام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي استغرق إعدادها نحو 3 سنوات تخللتها مراحل مد وجزر.

رائد جبر (موسكو)
شؤون إقليمية صورة وزعها الجيش الإيراني من حصوله على طائرات مسيرة أنتجتها وزارة الدفاع والوحدة الجوية في «الحرس الثوري» (أ.ب)

الجيش الإيراني يتسلم ألف طائرة مسيرة جديدة

أعلن الجيش الإيراني حصوله على ألف طائرة مسيرة جديدة في وقت تستعد فيه البلاد للمزيد من المواجهات المحتملة مع إسرائيل وكذلك مع الولايات المتحدة في عهد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية طائرتان تابعتان للخطوط الجوية الإيرانية في مطار الإمام الخميني الدولي جنوب طهران (ميزان)

شركات الطيران الإيرانية تستأنف رحلاتها إلى أوروبا قريباً

أعلنت إيران عن إطلاق رحلات مباشرة عبر شركات طيران خاصة إلى أوروبا، وذلك بعد أكثر من 3 أشهر من إيقاف الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) رحلاتها إلى أوروبا.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية تقوي تجلس على أريكة بعد إطلاق سراحها مؤقتاً من سجن إيفين سيئ السمعة بطهران سبتمبر الماضي (د.ب.أ)

طهران تطلق سراح ألمانية إيرانية قبيل محادثات مع الأوروبيين

أطلقت طهران سراح الألمانية الإيرانية ناهيد تقوي، بعد أربع سنوات على احتجازها، عشية محادثات نووية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (لندن-برلين)
شؤون إقليمية أُسر المحتجَزين الفرنسيين بإيران يشاركون في وقفة احتجاجية بباريس 28 يناير 2023 (رويترز)

فرنسي تحتجزه إيران منذ عامين يكشف هويته للمرة الأولى

كشف الفرنسي البالغ 34 عاماً، المحتجَز بإيران منذ أكثر من عامين، اسمه الكامل، في رسالة صوتية بثتها إذاعة «فرانس إنتر» العامة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تقرير: جنود إسرائيليون يرفضون الخدمة العسكرية في غزة

جنود إسرائيليون يشاركون في جنازة جندي قُتل في المعارك بقطاع غزة... الصورة في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل بالقدس 9 يناير 2025 (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يشاركون في جنازة جندي قُتل في المعارك بقطاع غزة... الصورة في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل بالقدس 9 يناير 2025 (إ.ب.أ)
TT

تقرير: جنود إسرائيليون يرفضون الخدمة العسكرية في غزة

جنود إسرائيليون يشاركون في جنازة جندي قُتل في المعارك بقطاع غزة... الصورة في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل بالقدس 9 يناير 2025 (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يشاركون في جنازة جندي قُتل في المعارك بقطاع غزة... الصورة في المقبرة العسكرية في جبل هرتزل بالقدس 9 يناير 2025 (إ.ب.أ)

قال يوتام فيلك (28 عاماً)، وهو ضابط في سلاح المدرعات بالجيش الإسرائيلي، إن التعليمات كانت بإطلاق النار على أي شخص غير مصرَّح له بالدخول إلى منطقة عازلة تسيطر عليها إسرائيل في قطاع غزة.

وأفاد بأنه رأى ما لا يقل عن 12 شخصاً يُقتلون، لكن إطلاق النار على مراهق لا تزال حاضرة في ذاكرته، حسبما أفادت به وكالة «أسوشييتد برس».

يعد فيلك من بين عدد متزايد من الجنود الإسرائيليين الذين يتحدثون ضد الصراع المستمر منذ 15 شهراً، ويرفضون الخدمة بعد الآن، قائلين إنهم رأوا أو فعلوا أشياء تجاوزت الخطوط الأخلاقية.

وفي حين أن الحركة لا تزال صغيرة، حيث وقّع نحو 200 جندي إسرائيلي على رسالة تقول إنهم سيتوقفون عن القتال إذا لم تؤمن الحكومة وقف إطلاق النار - يقول الجنود إنها البداية، ويريدون من الجنود الآخرين أن يفعلوا الشيء نفسه.

يوتام فيلك الذي خدم في وحدة مدرعة في قطاع غزة وهو الآن واحد من عدد متزايد من الجنود الإسرائيليين الذين يتحدثون ضد الصراع المستمر منذ 15 شهراً... تل أبيب 10 يناير 2025 (أ.ب)

يأتي رفض هؤلاء الجنود الخدمة في وقت تزداد فيه الضغوط على إسرائيل و«حماس» لإنهاء القتال في محادثات وقف إطلاق النار، ودعا كل من الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى التوصل إلى اتفاق بحلول تنصيب ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

تحدث 7 جنود رفضوا الاستمرار في القتال في غزة مع وكالة «أسوشييتد برس»، ووصفوا كيف قُتل فلسطينيون دون تمييز، ودُمِّرت منازلهم. وقال العديد منهم إنهم أُمروا بحرق أو هدم منازل لم تشكِّل أي تهديد، وشاهدوا جنوداً ينهبون ويخربون المساكن.

ويُطلب من الجنود الإسرائيليين الابتعاد عن السياسة، ونادراً ما يتحدثون ضد الجيش.

بعد اقتحام «حماس» لإسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، توحدت إسرائيل بسرعة وراء الحرب التي شنتها ضد الجماعة المسلحة. ونمت الانقسامات في إسرائيل مع تقدم الحرب، لكن معظم الانتقادات ركزت على العدد المتزايد من الجنود القتلى والفشل في إعادة الرهائن إلى ديارهم، وليس الإجراءات في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة «أسوشييتد برس» إنه يدين رفض الخدمة، ويأخذ أي دعوة للرفض على محمل الجد، مع فحص كل حالة على حدة. ويمكن للجنود الذهاب إلى السجن لرفضهم الخدمة، لكن لم يتم اعتقال أي شخص وقّع على الرسالة، وفقاً لأولئك الذين نظموا التوقيعات.

ماكس كريش طبيب احتياطي في الجيش انضم إلى عدد متزايد من الجنود الإسرائيليين الذين يرفضون مواصلة القتال في قطاع غزة... القدس 9 يناير 2025 (أ.ب)

ردود أفعال الجنود في غزة

عندما دخل فيلك قطاع غزة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قال إنه اعتقد أن الاستخدام الأولي للقوة قد يجلب كلا الجانبين إلى طاولة المفاوضات، لكن مع استمرار الحرب، قال إنه رأى قيمة الحياة البشرية تتفكك. وقال إن الجنود الإسرائيليين صرخوا على المراهق الفلسطيني في اليوم الذي قُتل فيه الفتى في أغسطس (آب) الماضي، مطالبين إياه بالتوقف من الدخول إلى المنطقة العازلة، وأطلقوا طلقات تحذيرية على قدميه، لكنه استمر في الحركة. وأضاف أن آخرين قُتلوا أيضاً أثناء سيرهم إلى المنطقة العازلة ـ ممر نتساريم، وهو طريق يفصل بين شمال وجنوب غزة.

واعترف فيلك بأنه من الصعب تحديد ما إذا كان الناس الذين أُطلقت النار عليهم كانوا مسلحين، لكنه قال إنه يعتقد أن الجنود تصرفوا بسرعة كبيرة. وقال في النهاية إن «حماس» هي المسؤولة عن بعض الوفيات في المنطقة العازلة.

ووصف فيلك فلسطينياً احتجزته وحدته، وقال إن «حماس» دفعت للناس 25 دولاراً للسير إلى الممر لقياس رد فعل الجيش الإسرائيلي. وقال بعض الجنود لوكالة «أسوشييتد برس» إنهم استغرقوا بعض الوقت لاستيعاب ما رأوه في غزة. وقال آخرون إنهم شعروا بالغضب الشديد لدرجة أنهم قرروا التوقف عن الخدمة على الفور تقريباً.

يوفال غرين طبيب تخلى عن منصبه في الخدمة الاحتياطية مع الجيش الإسرائيلي في يناير الماضي بعد أن أمضى ما يقرب من شهرين في قطاع غزة... القدس 9 يناير 2025 (أ.ب)

ووصف يوفال غرين، وهو طبيب يبلغ من العمر 27 عاماً، ترك منصبه في يناير الماضي في الجيش الإسرائيلي بعد أن أمضى ما يقرب من شهرين في غزة، أنه عاجز عن التعايش مع ما رآه. وقال إن الجنود دنّسوا المنازل، واستخدموا أقلاماً سوداء مخصصة للطوارئ الطبية لرسم الشعارات على الجدران، ونهبوا المنازل بحثاً عن تذكارات، وقال إن قائده أمر القوات بحرق منزل، قائلاً إنه لا يريد أن تتمكن «حماس» من استخدامه.

وقال غرين إنه جلس في مركبة عسكرية، يختنق بالدخان وسط رائحة البلاستيك المحترق. لقد وجد الحريق انتقامياً - وقال إنه لا يرى أي سبب لأخذ مزيد من الفلسطينيين أكثر مما فقدوه بالفعل.

غادر غرين وحدته قبل اكتمال مهمتهم. وقال إنه يتفهم الغضب الإسرائيلي بشأن السابع من أكتوبر، لكنه يأمل أن يشجع رفضه الخدمة في الجيش جميع الأطراف على كسر دائرة العنف.