وإذ غدت «حرب غزة» وهي تقارب المائة يوم روتيناً ميدانياً بين غارات إسرائيلية وقتلى فلسطينيين من دون أي تغيير على الأرض، بدأت الارتدادات السلبية تضرب داخل إسرائيل؛ مع أصوات «عاقلة» تدعو إلى وقف الحرب استباقاً لقرار «محكمة العدل الدولية» للتخفيف من الضرر الأخلاقي الحاصل حكماً، وأصوات عسكرية «موضوعية» تدرك أن الأهداف الموضوعة غير منطقية، وتطلب تقبل «نتائج محدودة للحرب»، وأصوات «مستاءة» تطالب بانتخابات فوراً لأن الدولة بحاجة لـ«البدء من جديد».
فبينما تحتفل الحكومة الإسرائيلية ووسائل الإعلام العبرية بـ«الأداء المهني المميز» لفريق الدفاع أمام محكمة العدل العليا في لاهاي، ارتفعت أصوات مهنية وموضوعية تنادي المسؤولين بالنزول إلى الأرض واتخاذ قرار مسؤول بوقف الحرب بوصفه أفضل مخرج للدولة العبرية من المأزق الذي وضعت نفسها فيه.
ويؤكد هؤلاء أنه بغض النظر عن قرار المحكمة الذي سيصدر بعد أيام عدة فإن الضرر لإسرائيل قد حدث، رغم اقتناعهم بأن قرار المحكمة لن يدين إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.
بالتوازي، بدأ قسم كبير من القيادتين السياسية والعسكرية يستوعب أن الأهداف الموضوعة للحرب غير قابلة للتطبيق، وأخذ يتقبل فكرة «الخروج من الحرب بنتائج محدودة»، لكن اليمين المتطرف يحول دون ذلك.
ووسط هذه الظروف المتردية طالبت 171 شخصية عسكرية ومدنية بارزة بانتخابات فوراً، لأن إسرائيل بحاجة لـ«البدء من جديد»، بينما أظهرت استطلاعات رأي أن بنيامين نتنياهو يخسر من شعبيته.