سجال إسرائيلي إسباني على خلفية تصريحات وزراء بحكومة سانشيز

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يتحدث خلال مؤتمر صحافي في ليتوانيا في 8 يوليو 2021 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يتحدث خلال مؤتمر صحافي في ليتوانيا في 8 يوليو 2021 (رويترز)
TT

سجال إسرائيلي إسباني على خلفية تصريحات وزراء بحكومة سانشيز

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يتحدث خلال مؤتمر صحافي في ليتوانيا في 8 يوليو 2021 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يتحدث خلال مؤتمر صحافي في ليتوانيا في 8 يوليو 2021 (رويترز)

دار، الاثنين، سجال بين السفارة الإسرائيلية في مدريد والحكومة الإسبانية، على خلفية تصريحات وزراء من اليسار الراديكالي حول قصف إسرائيل قطاع غزة في أعقاب الهجوم الدامي الذي شنّته حركة «حماس» الفلسطينية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وجاء في بيان للسفارة نُشر على منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «ندعو رئيس الحكومة بيدرو سانشيز إلى أن يندد ويدين بشكل لا لبس فيه هذه التصريحات المخزية».

واعتبرت السفارة، في بيانها، أن التصريحات التي أدلى بها «أعضاء في الحكومة... ليست غير أخلاقية على الإطلاق فحسب، وإنما تعرّض أيضاً الجاليات اليهودية في إسبانيا للخطر»، مشيرة إلى أنها تزيد مخاطر تعرّض هذه الجاليات إلى «الحوادث والهجمات المعادية للساميّة».

بعد بضع دقائق، ردّت الحكومة الإسبانية مؤكدة أنها ترفض «بشكل قاطع مجافاة الحقيقة في بيان السفارة الإسرائيلية فيما يتعلّق ببعض من أعضائها ولا تقبل تلميحات إليهم لا أساس لها».

وتابعت الحكومة: «في ديمقراطية كاملة على غرار إسبانيا... يمكن لأي مسؤول سياسي أن يعبّر بحرية عن مواقفه بصفته ممثلاً لحزب سياسي».

وكانت وزيرة الحقوق الاجتماعية إيوني بيلارا (بوديموس) قد طالبت، السبت، «إزاء محاولة الإبادة الجماعية التي تشنّها دولة إسرائيل في غزة... الحكومة الإسبانية بملاحقة (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو في جرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية».

ووصف وزير حماية المستهلكين ألبرتو غارزون (اليسار المتّحد) القصف الإسرائيلي على غزة بأنه «همجية محض».

أما رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز فقد «أدان بشدة وبشكل لا لبس فيه من أي نوع، هجوم (حماس) الإرهابي في إسرائيل، وكذلك قتل الإسرائيليين».

وفي حين أقر بحق إسرائيل في «الدفاع عن نفسها»، أشار إلى وجوب أن تكون ممارسات الدولة العبرية «ضمن حدود القانون الإنساني الدولي».


مقالات ذات صلة

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» يحاول التغطية على خسائره الكبيرة

المشرق العربي تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان وسط القصف الإسرائيلي المستمر (أ.ف.ب)

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: «حزب الله» يحاول التغطية على خسائره الكبيرة

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، اليوم (الأربعاء)، إن جماعة «حزب الله» اللبنانية تحاول إخفاء خسائرها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي سوريون في لبنان يعودون إلى وطنهم الأربعاء بعد رحلة لأيام وصلوا فيها إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا (أ.ف.ب)

دمشق... اهتمام بالنازحين اللبنانيين على حساب العائدين السوريين

تولي الحكومة السورية اهتماما كبيرا لتقديم الاستجابة السريعة للنازحين اللبنانيين، مع استنفار إيران جهودها لمساعدتهم، على حين يندر الحديث عن اهتمام يطال السوريين.

«الشرق الأوسط» ( دمشق)
شؤون إقليمية تصاعد الدخان وسط اشتباكات عبر الحدود بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية في كريات شمونة شمال إسرائيل 9 أكتوبر 2024 (رويترز)

«حزب الله» يطلق وابلاً من 90 صاروخاً على الجليل الأعلى في إسرائيل

قال الجيش الإسرائيلي إن «حزب الله» أطلق نحو 90 صاروخاً من لبنان على الجليل الأعلى في إسرائيل قبل ساعة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الطفل أحمد الذي يبلغ من العمر 19 يوماً (الشرق الأوسط)

أصغر نازحي لبنان... رضيع بلا منزل وحياة داخل «مدرسة إيواء»

«قلق وخوف وحزن وإحباط»... بهذه الكلمات تصف منال، الشابة النازحة من بلدة الغازية بجنوب لبنان، وضعها، حيث اضطرت إلى اللجوء لمركز إيواء بعد ولادة طفلها الثاني.

تمارا جمال الدين (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني (رويترز)

الحكومة العراقية ترفض «الإساءة الإسرائيلية» إلى السيستاني

قالت الحكومة العراقية، الأربعاء، إنها ترفض بشدة الإساءة إلى المرجع الديني علي السيستاني.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

هاريس: إيران هي الخطر... وليست الصين

بايدن وهاريس في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في 18 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
بايدن وهاريس في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في 18 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
TT

هاريس: إيران هي الخطر... وليست الصين

بايدن وهاريس في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في 18 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
بايدن وهاريس في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في 18 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

قبل نحو ثلاثة أسابيع على انتخابات الرئاسة الأميركية، أطلقت المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، موقفاً مفاجئاً عدّ تحولاً ساخناً في سياساتها الخارجية، حين أعلنت أن «إيران هي الخطر الأول لأميركا وليست الصين».

جاء ذلك، خلال مقابلة تلفزيونية لهاريس، مع بيل وايتاكر، في برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي إس». وقالت هاريس إن إيران، وليست الصين، هي التهديد الأكبر للولايات المتحدة، لتضيف حين سئلت عن «أعظم عدو» للبلاد، فأجابت: «إيران لديها دماء أميركية على أيديها».

وأشارت هاريس أيضاً إلى هجوم إيران الصاروخي الباليستي ضد إسرائيل الأسبوع الماضي، كدليل على قدرات إيران، وقالت: «ما نحتاج إلى القيام به لضمان عدم قدرة إيران على أن تصبح قوة نووية، هو أحد أعلى أولوياتي».

غير أن هاريس رفضت التكهن بما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ إجراء عسكرياً بنفسها إذا ما تم الكشف عن دليل على أن إيران تبني سلاحاً نووياً.

وأثارت تصريحاتها ردود فعل مختلفة في واشنطن. وفيما تساءل البعض عن موقع الصين، خصوصاً أن استراتيجية الأمن القومي لإدارة بايدن – هاريس لعام 2022، تصف الصين بأنها «التحدي الجيوسياسي الأكثر أهمية لأميركا»، رأى آخرون أن موقفها لا يعد تغييراً في الأولويات.

إيران تهديد آني

قال كبير الباحثين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ماثيو ليفيت، إنه لا يرى هذه التصريحات تغييراً في سياساتها. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «تعليقات هاريس لا تعني التغيير في نظرتها إلى الصين أو روسيا باعتبارهما التهديد الأكبر. بل ترى التهديدات المتعددة التي تشكلها إيران -الإرهاب، والبرنامج النووي، والتهديد الإقليمي، وعدم الاستقرار- ملحة بشكل خاص في الوقت الراهن».

في المقابل، نقلت مجلة «بوليتيكو» عن ريبيكا هاينريش من مؤسسة هدسون للأبحاث قولها: «في الواقع لا أعرف أي شخص يعمل في مجال الأمن القومي سيُسأل عن هذا، ويقول إيران». «إن إيران دولة مارقة بكل تأكيد، وتهديد خطير، لكنها ليست من النوع نفسه الذي يشكله خصم حقيقي مثل الصين».

الصين منافس استراتيجي

وتتفق هاينريش مع محللين آخرين للأمن القومي بأن «الصين تتمتع بأكثر الاقتصادات تقدماً وجيشها يتقدم لمنافسة الولايات المتحدة، وتقوم بأكبر عمليات تجسس في الولايات المتحدة بناء على المعلومات المتاحة للجمهور، وقوة بحرية متنامية تنافس قوة البحرية الأميركية، وبرنامج أسلحة نووية سريع التوسع على المسار الصحيح للتنافس مع المخزونات الأميركية في العقود المقبلة».

ويتفق خبراء في قضايا الشرق الأوسط على أن الصين، وليس إيران، تشكل التهديد الأكبر لواشنطن. وقال ديفيد شينكر، الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، إن إيران تشكل «تهديداً كبيراً» لكنه أضاف: «لا يوجد جدال يذكر حول احتلال الصين وروسيا وكوريا الشمالية مرتبة عليا في قائمة التهديدات».

بايدن ونائبته المرشحة للرئاسة كامالا هاريس (أرشيفية - أ.ب)

مبالغة في تقدير إيران

بيد أن التعليقات على تصريحات هاريس امتدت أيضاً إلى الطرف اليساري من الطيف السياسي. وقال سينا توسي، زميل مركز السياسة الدولية التقدمي، إن المشكلة في تعليقات هاريس هي أنها تسيء تقدير إيران وتبالغ في «قوتها ونفوذها» في المنطقة. كما يمكن أن يزيد ذلك من احتمالات المزيد من الصراع بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال: «في حين تمتلك إيران بعض الصواريخ والطائرات من دون طيار المتقدمة، إلا أنها لا تضاهي القوة العسكرية للولايات المتحدة أو حتى إسرائيل». وأضاف قائلاً: «إذا واصلنا السير على هذا الطريق المتمثل في شيطنة إيران بشكل انعكاسي، فإننا محكوم علينا بتكرار أخطاء العراق وحبس أنفسنا في حلقة مفرغة من الصراع الذي لا نهاية له دون فائدة واضحة لأمن الولايات المتحدة أو الاستقرار في المنطقة».