نقابات إسرائيل لإضراب مفتوح إذا رفضت الحكومة قرارات المحكمة

الجيش يفقد كفاءات قتالية بسبب خطة الحكومة وانتفاض الضباط ضدها

مظاهرة ضد خطة الإصلاح القضائي قرب حفل افتتاح خط السكك الحديدية السريع لمنطقة تل أبيب الخميس (رويترز)
مظاهرة ضد خطة الإصلاح القضائي قرب حفل افتتاح خط السكك الحديدية السريع لمنطقة تل أبيب الخميس (رويترز)
TT

نقابات إسرائيل لإضراب مفتوح إذا رفضت الحكومة قرارات المحكمة

مظاهرة ضد خطة الإصلاح القضائي قرب حفل افتتاح خط السكك الحديدية السريع لمنطقة تل أبيب الخميس (رويترز)
مظاهرة ضد خطة الإصلاح القضائي قرب حفل افتتاح خط السكك الحديدية السريع لمنطقة تل أبيب الخميس (رويترز)

بعد تردد استمر ثمانية أشهر، قرر قادة النقابات وأصحاب العمل في إسرائيل إعلان الإضراب العام المفتوح في كل مرافق العمل، إذا أقدمت الحكومة على تطبيق خطتها للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، ورفضت الامتثال لقرارات المحكمة العليا.

ومع أن قادة الاقتصاد الإسرائيلي، لم يعلنوا عن قرارهم هذا بشكل رسمي، إلا أن أكثر من طرف حضر الاجتماع الذي عقده رؤساء القطاع الخاص ورئيس اتحاد نقابات (الهستدروت)، أرنون بار دافيد، أكدوا أن الاتجاه واضح. فالنقابات التي لم توافق في الماضي على المشاركة في مظاهرات الاحتجاج على خطة الحكومة، أبدت موقفاً جديداً، عبّر عنه بار دافيد بالقول: «عدم انصياع الحكومة لقرارات المحكمة يتسبب في أزمة دستورية خطيرة ويعدّ تجاوزاً للخطوط الحمر كافة، وهذا بالنسبة لي كسر لكل القواعد بكل ما يعني ذلك. ولن نسمح بحدوث أزمة دستورية كهذه، ولن نجلس على الحياد».

رئيس اتحاد النقابات (الهستدروت) أرنون بار دافيد (مكتب الناطق بلسانه)

إضراب فوري

وحسب مصادر في قيادة المرافق الاقتصادية، فإن بار دافيد، الذي كان يرفض إقحام العمال في معارك سياسية وتوصل إلى اتفاقات عمل جديدة مع الحكومة، أوضح أن الإضراب لن يعلن قريباً «ولكنه موجود في الأفق». وبحسب مصادر مقربة منه، فإنه سيكون تدريجياً، حتى يعطي الحكومة فرصة للتراجع عن موقفها.

لكن مصادر في القطاع الخاص، الذي يؤيد الخروج إلى إضراب فوراً، قال: «الأجواء باتت واضحة. فالحكومة تتلكأ في حل هذه المعضلة التي تواجه إسرائيل لأول مرة في تاريخها، ونحن نفقد صبرنا».

ألوف المتظاهرين يحتشدون أمام مقر النقابات مطالبين بالإضراب (قيادة الاحتجاج)

وأكد: «قررنا مواصلة المداولات خلال الأسابيع المقبلة. وسنرصد تصرفات الحكومة خطوة خطوة. فإذا قررت فعلاً إحداث أزمة دستورية ورفضت تنفيذ قرارات المحكمة، سنلجأ إلى الإضراب، الذي سيكون مفتوحاً بلا تحديد موعد لنهايته حتى ترضخ الحكومة لإرادة الشعب وللقوانين الديمقراطية».

وكان هذا الاجتماع، قد التأم في أعقاب رفض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وعدد من وزرائه وأعضاء كنيست من الائتلاف، التعهد بالالتزام بقرارات المحكمة العليا. وقد حضر الاجتماع رؤساء الجامعات ورؤساء نقابتي الأطباء والمهندسين، الذين كانوا قد أعلنوا مسبقاً، أنه «في حال توقف الحكومة عن الانصياع لقرارات المحاكم، وبشكل خاص تطبيق قرارات المحكمة العليا، فإنه سيبدأ بشكل فوري إضراب عام ومن دون تحديد مدة».

وخلال الاجتماع، عبّر رجال الأعمال ومديرون عامون للبنوك، عن قلق عميق من وضع المرافق الاقتصادية، وحذّروا من أن التقارير التجارية للربع المقبل من السنة باتت تشير إلى التدهور نحو ضائقة اقتصادية متصاعدة، وقالوا: إن استمرار خطة الحكومة بشأن «الإصلاح القضائي» من دون توافق مع المعارضة، سيشكل ضرراً شديداً، غير مسبوق وغير مألوف، للمرافق الاقتصادية في إسرائيل، هذا فضلاً عن الأضرار التي بدأت نتائجها تظهر في أجهزة الأمن وفي تماسك المجتمع.

جنود الاحتياط يغلقون مدخل قاعدة عسكرية احتجاجاً على خطط حكومة لإضعاف القضاء في 18 يوليو (أ.ب)

اجتماع سري

وفي الموضوع الأمني، كشفت مصادر سياسية عن أن «ضباطاً كباراً في الجيش الإسرائيلي، حضروا إلى اجتماع سري للجنة الخارجية والأمن في الكنيست (مساء الأربعاء)، وعرضوا لأول مرة إحصائيات عن عدد ضباط الاحتياط الذين أعلنوا التوقف عن التطوع للخدمة.

وقالوا: إن هؤلاء الضباط هم من خيرة الوحدات القتالية. ولهم وزن كبير في سلاح الجو وفي سلاح البحرية وفي وحدات الكوماندوس الخاصة. وحذّروا من تداعيات أزمة التشريعات القضائية على الجيش الإسرائيلي، مشددين على أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى تراجع حقيقي في كفاءة سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية «في غضون أسابيع قليلة أو بضعة أشهر».

وأوضح الضباط، أن جهوزية الجيش «تضررت وتتضرر وستضرر» في ظل احتجاجات الاحتياط.

كما حذّروا من تضرر كفاءة القوات البحرية ووحدات السايبر ووحدات الأنظمة التكنولوجية التابعة للجيش، بالإضافة إلى التشكيلات الطبية التابعة للوحدات المختلفة، وقدّروا أن ضرراً بوتيرة أبطأ، سيلحق كذلك بكفاءة وحدات المشاة، بحسب ما أفادت صحيفة «هآرتس».

مؤتمر صحافي لمجموعة «أخوة السلاح» في هرتسليا مارس الماضي (رويترز)

وشارك رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، عوديد بسيوك، بالإضافة إلى عدد من كبار الضباط، في المداولات الأمنية التي عقدت في لجنتين متفرعتين عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وهما لجنة المفهوم الأمني وبناء القوة العسكرية، ولجنة الاستعدادات والأمن المنتظم.

وبحسب هيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11)، فإن كبار الضباط أكدوا خلال مداولات اللجان البرلمانية، أن استعداد التشكيلات العسكرية وجهوزيتها «آخذة في التراجع»، وقالوا: «يجب علينا تغيير الوضع الحالي للخلاف. نحن في وضع سيئ»، وطالبوا بوقف وصف المحتجين بـ«المتمردين أو رافضي الخدمة»، عادّين أن ذلك «يفاقم الأزمة».

وقال الضباط: إنه «بسبب التوترات في الضفة الغربية والجبهة الشمالية، فإن غياب جنود الاحتياط الذين توقفوا عن التطوع احتجاجاً على الخطة القضائية، سيعني أنه ابتداءً من الشهر المقبل، سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى استدعاء المزيد من جنود الاحتياط للخدمة للتعامل مع المهام المختلفة».

جنود الاحتياط يوقّعون يوليو الماضي في تل أبيب على رفض الخدمة (أ.ب)

ووفقاً للصورة التي عكسها الضباط، فإن «الجيش الإسرائيلي يفضّل تجنب إلقاء العبء الأمني ​​على نظام الاحتياط خصوصاً في هذه الفترة، ولكن استخدام القوات النظامية بدلاً من قوات الاحتياط (التي توقفت عن التطوع للخدمة)، من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى (ثغرات كبيرة) في التدريب المطلوب للجيش النظامي للحفاظ على كفاءته للحرب».

وخلال المداولات السرية، قال بسيوك: إن «الجيش الإسرائيلي جاهز حالياً للحرب ويمكنه الالتزام بتأدية المهام الحالية المطلوبة منه»، ومع ذلك، حذّر الضباط من أن «ضرراً كبيراً للغاية لتماسك الجيش قد حدث بالفعل، وقالوا إن الأزمة غيّرت وتغيّر بالفعل طابع الجيش كما عرفوه حتى اليوم».


مقالات ذات صلة

طلب نتنياهو العفو يثير جدلاً سياسياً وقانونياً... ويعمّق الانقسام

شؤون إقليمية متظاهر يرتدي قناعاً يصور الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ (يمين) إلى جانب آخر يرتدي قناعاً يصور نتنياهو خلال احتجاج في تل أبيب الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 01:56

طلب نتنياهو العفو يثير جدلاً سياسياً وقانونياً... ويعمّق الانقسام

خلق طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالحصول على عفو في اتهامات الفساد التي تلاحقه، حالة انقسام واستقطاب سياسي وقانوني وجماهيري حاد.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد بالمحكمة المركزية بتل أبيب - ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

نتنياهو يريد عفواً يبيّض صحيفته الانتخابية

فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الساحتين السياسية والقانونية، أمس، بطلب العفو من الرئيس إسحاق هرتسوغ، بعد نحو 5 سنوات على بدء محاكمته.

كفاح زبون (رام الله)
تحليل إخباري نتنياهو في المحكمة للإدلاء بإفادته بخصوص تُهم فساد موجهة إليه - ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 00:48

تحليل إخباري نتنياهو خشي الإدانة وتحسّب للانتخابات... ففاجأ إسرائيل بطلب العفو

فجّر طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، العفو من الرئيس إسحاق هرتسوغ بعد نحو خمس سنوات ونصف سنة على بدء محاكمته، تكهنات سياسية وقانونية في تل أبيب.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية نتنياهو يدلي بصوته خلال التصويت لانتخاب لجنة تعيين القضاء في الكنيست يونيو 2023 (رويترز)

طاقم نتنياهو يدرس إجراء انتخابات مبكرة في فبراير المقبل

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، الأربعاء، عن أن فريق مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يدرس التوجه إلى انتخابات مبكرة تُجرى في غضون ثلاثة شهور.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب) play-circle 00:38

ساعر: إسرائيل لن تقبل بوجود قوات تركية في غزة

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم (الاثنين)، إن إسرائيل لن تقبل بوجود قوات مسلحة تركية في غزة بموجب خطة أميركية لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (القدس)

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)
إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)
TT

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)
إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)

أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن إيران أطلقت صواريخ ضخمة في بحر عمان وبالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي خلال اليوم الثاني من مناورات بحرية.

وأضاف التقرير، أن «الحرس الثوري» شبه العسكري أطلق الصواريخ من عمق البر الرئيسي في إيران، وأصاب أهدافاً في بحر عمان ومنطقة مجاورة بالقرب من مضيق هرمز في تدريبات بدأت الخميس، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

صورة نشرتها قوات «الحرس الثوري» 5 ديسمبر 2025 تظهر قارباً نفاثاً يشارك في مناورة عسكرية بالمياه قبالة سواحل جنوب إيران (إ.ب.أ)

وحدد الصواريخ بأنها صواريخ كروز، طراز قدر 110- وقدر380- وغدير، يصل مداها إلى ألفي كيلومتر. وأضاف أن «الحرس الثوري» أطلق أيضاً صاروخاً باليستياً هو 303، من دون أن يدل بمزيد من التفاصيل.

وأظهرت لقطات تلفزيونية إطلاق الصواريخ وإصابة أهدافها.

صورة تم توزيعها 5 ديسمبر 2025 من قِبل «الحرس الثوري» الإيراني تظهِر صاروخاً يتم إطلاقه أثناء تدريب عسكري في المياه قبالة ساحل جنوب إيران (إ.ب.أ)

والمناورات هي الثانية في أعقاب الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو (حزيران)، التي أسفرت عن مقتل نحو 1100 شخص في إيران، من بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون. وأسفرت الهجمات الصاروخية من قِبل إيران عن مقتل 28 شخصاً في إسرائيل.


تقرير: «خيبة أمل» في «الموساد» جراء اختيار نتنياهو لرومان غوفمان رئيساً للجهاز

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
TT

تقرير: «خيبة أمل» في «الموساد» جراء اختيار نتنياهو لرومان غوفمان رئيساً للجهاز

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)

قُوبل قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعيين سكرتيره العسكري، رومان غوفمان، رئيساً جديداً لـ«الموساد» بخيبة أمل داخل الجهاز، وفقاً لما قاله مسؤولون حاليون وسابقون على الرغم من أن كثيرين قالوا إن الاختيار لم يكن مفاجئاً، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

وقال المسؤولون إن نتنياهو تجاوز مرشحي «الموساد» المدعومين منه لتعيين رومان غوفمان، مما أثار مخاوف بشأن افتقاره للخبرة الاستخباراتية واحتمالية استقالته، بينما يقول حلفاؤه إن ولاءه وحكمته وفكره العدواني تناسب منصبه.

وبعد أن اختار نتنياهو شخصاً من خارج جهاز «الشاباك»، وهو ديفيد زيني، لقيادته في وقت سابق من هذا العام، توقع كبار مسؤولي «الموساد» أن يتبع نفس النهج: اختيار شخصيات من خارج الجهاز يراها عدوانية وموالية ومتوافقة آيديولوجياً معه.

ويقول المنتقدون إن هذه الخطوة تعكس معركة نتنياهو الأوسع ضد ما يسميه «النخب» و«الدولة العميقة»، ويقول المؤيدون إن غوفمان موثوق به، وكتوم، ومخلص.

وزعم بعض المسؤولين المطلعين على عملية التعيين أن غوفمان خضع لـ«مقابلة» غير رسمية مع زوجة نتنياهو، سارة، قبل اتخاذ القرار- وهو ادعاء نفاه مكتب رئيس الوزراء ووصفه بأنه «كاذب تماماً».

من اليسار إلى اليمين: وزير الدفاع يسرائيل كاتس والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء اللواء رومان غوفمان وبنيامين نتنياهو ورئيس ديوان مكتبه تساحي برافرمان والقائم بأعمال رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) يظهرون بمركز قيادة خلال الغارات في قطر (الشاباك)

وأشار آخرون إلى إتقانه للغة الروسية ولغته الإنجليزية المحدودة، مما قد يُعقّد التواصل الدبلوماسي، مع أن حلفاءه يجادلون بأن إتقان اللغة الإنجليزية ليس جوهرياً في مهام «الموساد» الأساسية وتوقع العديد من كبار مسؤولي الدفاع موجة استقالات داخل الجهاز عقب الإعلان.

وتجاوز نتنياهو المرشحين الذين أوصى بهم مدير الموساد المنتهية ولايته، ديفيد برنياع، واختار غوفمان بدلاً منه، الذي لم يرتقِ في دوائر الاستخبارات الإسرائيلية. وقال المطلعون على تفكير رئيس الوزراء إن قراره كان مدفوعاً بولائه وحكمته ووصفه مسؤول دفاعي كبير سابق بأنه «مخلص بشدة لنتنياهو» ووصف التعيين بأنه «محير».

ويقول زملاؤه إن غوفمان ضابط جاد ومنضبط وقارئ نهم للتاريخ والاستراتيجيات العسكرية.

ولفت بعض مسؤولي الأمن السابقين إلى أنه قد يكون متهوراً أيضاً، وأشاروا إلى قضية من فترة عمله قائداً للفرقة 210 «باشان»، حيث زُعم أنه أذن باستخدام شاب مدني يبلغ من العمر 17 عاماً، يُدعى أوري ألماكايس، في عملية غير مصرح بها وهي قضية أدت لاحقاً إلى اعتقال المراهق واحتجازه لفترة طويلة قبل إسقاط التهم عنه.

بنيامين نتنياهو ومدير «الموساد» ديفيد برنياع في القدس (د.ب.أ)

وقال ضابط كبير سابق في الاستخبارات العسكرية إنه على الرغم من أن غوفمان «شخص ماكر وشجاع»، فإنه يفتقر إلى الخلفية الاستخباراتية العملياتية المتوقعة عادةً من مدير الموساد.

وأضاف المسؤول: «إنه يتحدث الروسية والعبرية فقط، ولا ينطق بكلمة إنجليزية واحدة لقد شغل منصب لواء لمدة عام واحد فقط ولم يسبق له إدارة منظمة بهذا الحجم».

وفي المقابل، رفضت مصادر مقربة من نتنياهو بشدة الانتقادات لتعيين غوفمان، واصفةً إياه بالتعيين الممتاز، وقالوا إن إتقانه للغة الروسية وفهمه الإقليمي جعلاه لا يُقدر بثمن في مهمات حساسة في موسكو، وأشاروا إلى أنه أصبح، بصفته السكرتير العسكري، أقرب مستشار أمني لنتنياهو، وأضافوا أنه لعب دوراً في عمليات سرية مهمة، بما في ذلك اغتيالات لكبار شخصيات «حزب الله»، ومهام موجهة ضد إيران خلال الصراع معها في وقت سابق من هذا العام.

ويصف المسؤولون الذين عملوا معه من كثب غوفمان بأنه مفكر عدواني وغير تقليدي «ويقاتل بسكين بين أسنانه ويتفوق في الخداع، ويُحاط بالمعلومات الحساسة، وهي سمات يعتبرونها أساسية للموساد»، وقال أحدهم: «إنه المساعد الأمني ​​الأكثر ثقة لرئيس الوزراء. ليس رئيس الأركان، ولا وزير الدفاع - بل كان غوفمان».

وفي حين يشير البعض إلى قلة لغته الإنجليزية كمصدر قلق، يجادل مؤيدوه بأن ساحات الموساد الرئيسية - إيران وسوريا ولبنان - لا تتطلب إتقان اللغة الإنجليزية بينما تعتبر لغته الروسية ميزة نظراً لعلاقات موسكو مع إيران وغيرها من الجهات المعادية.

وكان رئيس الأركان إيال زامير التقى بغوفمان هذا الأسبوع وهنأه، قائلاً إن الجيش سيدعمه في انتقاله إلى المنصب، وأكد «الموساد» أن برنياع تحدث مع غوفمان وتمنى له النجاح، فيما ذكر نتنياهو أنه اختار غوفمان بعد مقابلات مع عدد من المرشحين، وأشاد بـ«قدراته المهنية الاستثنائية»، مشيراً إلى دوره في مواجهة هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما غادر منزله لقتال مسلحي «حماس» وأصيب بجروح بالغة.


إسرائيل تحدد ميزانية «الدفاع» لعام 2026 عند أكثر من 34 مليار دولار

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تحدد ميزانية «الدفاع» لعام 2026 عند أكثر من 34 مليار دولار

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

أعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم (الجمعة)، أن ميزانية الدفاع الإسرائيلية لعام 2026 قد حُددت عند 112 مليار شيقل (34.63 مليار دولار)، بزيادة على 90 مليار شيقل كانت مُدرجة في مسودة سابقة، وفقاً لوكالة «رويترز».

واتفق كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، على إطار الإنفاق الدفاعي، حيث بدأ مجلس الوزراء مناقشة ميزانية العام المقبل، والتي تجب الموافقة عليها بحلول مارس (آذار)، وإلا قد تؤدي إلى انتخابات جديدة.

وبدأ الوزراء ما يُعرف بجلسة ماراثونية يوم الخميس قبل التصويت الذي قد يُجرى صباح الجمعة. وفي حال إقرارها، ستُعرض على البرلمان للتصويت الأولي.

وأكد كاتس أن الجيش سيواصل جهوده لتلبية احتياجات مقاتليه وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط.

ونقل مكتبه عنه قوله: «سنواصل العمل بحزم لتعزيز جيش الدفاع الإسرائيلي، وتلبية احتياجات المقاتلين بشكل كامل، وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط - من أجل ضمان أمن دولة إسرائيل على جميع الجبهات».

وكانت حرب غزة مكلفة لإسرائيل، التي أنفقت 31 مليار دولار في عام 2024 على صراعاتها العسكرية مع «حماس» و«حزب الله» في لبنان.

ومنذ ذلك الحين، أبرمت إسرائيل اتفاقيات لوقف إطلاق النار مع الجماعتين المسلحتين. وصرح مكتب سموتريتش بأن ميزانية الدفاع لعام 2026، شهدت زيادة قدرها 47 مليار شيقل مقارنة بعام 2023 عشية الحرب. وقال سموتريتش، وفقاً لمكتبه: «نخصص ميزانية ضخمة لتعزيز الجيش هذا العام، ولكنها أيضاً ميزانية تسمح لنا بإعادة دولة إسرائيل إلى مسار النمو والراحة للمواطنين».