مسيرة صمت ضد العنف لنقل «وجع العرب» إلى المجتمع اليهودي

أولمرت وجنرال سابق ونواب يتهمون حكومة نتنياهو بإهمال متعمد

توابيت رمزية يحملها عرب إسرائيل في تل أبيب احتجاجاً على جرائم العنف بالمجتمع العربي (أ.ف.ب)
توابيت رمزية يحملها عرب إسرائيل في تل أبيب احتجاجاً على جرائم العنف بالمجتمع العربي (أ.ف.ب)
TT

مسيرة صمت ضد العنف لنقل «وجع العرب» إلى المجتمع اليهودي

توابيت رمزية يحملها عرب إسرائيل في تل أبيب احتجاجاً على جرائم العنف بالمجتمع العربي (أ.ف.ب)
توابيت رمزية يحملها عرب إسرائيل في تل أبيب احتجاجاً على جرائم العنف بالمجتمع العربي (أ.ف.ب)

في حملة شعبية واسعة، بلغت أوجها في نصب خيمة أمام مكاتب الحكومة في القدس، و«مسيرة الموت» في تل أبيب، حاولت منظمات المجتمع المدني في المجتمع العربي بإسرائيل نقل الوجع الأليم الذي يعانيه من جراء استشراء الجريمة المنظمة، ليشعر به المجتمع اليهودي وينضم إلى الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو، بغية تحركها وتفعيل الشرطة للقيام بواجبها.

وقال سليمان العمور، المدير العام لمنظمة «أجيك» في النقب، إن ما يحدث في المجتمع العربي بإسرائيل ليس له مثيل في العالم. فهناك دولة قوية ذات أجهزة أمن خطيرة، تنفذ عمليات دقيقة وراء الحدود، «لكنها لا تفكك رموز جرائم قتل تحت أنفها»، وإنها تترك جمهوراً من مليوني نسمة عرضة لانفلات منظمات الجريمة، فلا يستطيع المرء أن يخرج من بيته بشكل آمن. وحتى في ساحة البيت يمكن أن يقتل من دون ذنب. «يجب أن يتوقف هذا الإهمال ويوضع حد لمظاهر جباية الإتاوات وتصفية الحسابات الدموية، وغيرها من مظاهر العنف والجريمة».

شابات فلسطينيات من إسرائيل يحملن لافتات تمثل هوية ضحايا العنف من النساء (مبادرة المسيرة)

وكانت «مسيرة الموت»، قد انطلقت لمدة ساعتين ليلة الأحد - الاثنين في تل أبيب، بمبادرة موقع ومؤسسة «بكرا» الإعلامية في الناصرة، والمنتدى الجماهيريّ الشعبي والقطري، وبمشاركة 15 جمعية عربية من مختلف أنحاء البلاد، في أعقاب مضاعفة عدد ضحايا جرائم العنف في السنة الحالية.

وحسب شرطة تل أبيب، شارك ما يقرب من 20 ألف شخص في المسيرة، بينهم نحو 8 آلاف يهودي. وبرز بين المشاركين رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت، ووزير القضاء الأسبق، مئير شطريت، ورئيسا كتلة الجبهة والعربية والتغيير، أيمن عودة وأحمد الطيبي، وجميع نواب القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية، بقيادة النائب منصور عباس، ونائب وزير الأمن الداخلي السابق، يوآف سيجالوفتش، وعدد من رؤساء البلديات العربية.

لافتة تتهم الوزير المتطرف بن غفير بإهمال الجريمة في المجتمع العربي (مبادرة المسيرة)

وأجمع المشاركون في الاحتجاج على أن الحكومة الإسرائيلية تهمل موضوع الجريمة بشكل متعمد. وقال سيجالوفتش، الذي كان يرأس لجنة حكومية لمكافحة العنف والجريمة المنظمة في الحكومة السابقة: «هناك خطة كنا بدأنا بالعمل على تنفيذها ونجحنا في تخفيض عدد الضحايا وزيادة عدد المعتقلين من المجرمين، ولكن حكومة نتنياهو سلمت هذا الملف إلى وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي يحمل آراء عنصرية ضد العرب تجعله يهمل الموضوع، ولديه رئيس حكومة لا يحرك المسألة حتى لا يصطدم بحلفائه المتطرفين».

وقال المدير العام السابق لوزارة الأمن الداخلي، تومر لوطن، إنه جاء ليشارك في المسيرة من باب تعاطفه وتضامنه مع مأساة المواطنين العرب وقناعته بأن إهمالها سيلحق ضرراً خطيراً بإسرائيل كلها.

توابيت متلاحقة

وكانت المسيرة قد تميزت بالصمت، وتقدمتها مجموعة من الشباب يرتدون الزي الأبيض ويحملون نعوشاً بعدد ضحايا الجريمة منذ مطلع السنة. وكانوا عندما بدأوا الإعداد للمسيرة، قبل أسبوعين، صنعوا 125 تابوتاً. لكن عدد القتلى زاد في أثنائها وبلغ 140، فصنعوا المزيد. وفي يوم المسيرة نفسها قتل مواطن آخر، فصنعوا على الفور التابوت 141.

وقد كتب على كل تابوت جملة من وحي حياة القتيل، مثل «كنت مخطط أعمل ترميم للبيت»، و«سيدة أعمال»، و«كان بدي أدخل الصف الأول»، و«اليوم أنا. والله أعلم على مين الدور في القتل القادم»، و«كان رايح يشتري الخبز لأولاده»، و«أم رضيع»، وغيرها.

أسر الضحايا العرب في مسيرة بتل أبيب يحملون صور من فقدوهم بجرائم العنف (أ.ف.ب)

ثم سارت مئات الصبايا بالأبيض. وسارت مجموعات من العائلات الثكلى بالزي الأسود برفقتها ألوف المتظاهرين الذين حملوا شعارات معبرة مثل «الحياة قصيرة وحياة العربي قصيرة أكثر»، و«أوقفوا سفك الدماء»، و«وظائف وسكن لا قمع وتمييز»، و«نظام التمييز والإهمال والفقر يجلب جريمة منظمة»، و«ع المكشوف ع المكشوف، الشرطة ما بدها تشوف»، و«حياة»، و«بديش أكون الضحية الجاي»، و«إذا لم تدفع، ستموت»، وغيرها.

وقال موقع «بكرا» إن هدف المسيرة محاولة تحويل هذه القضية إلى أهم القضايا في إسرائيل، «وبالتالي الضغط على متخذي القرارات وإسماع صوت رافض للعنف، يرتقي إلى حجم المأساة ويُسمع أصوات الأحياء الذين باتوا يخشون من العنف الذي يطال كل منزل وكل فرد في مجتمعنا».

خيمة احتجاج

من جهة ثانية، أقامت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، التي قاطعت هذه المسيرة، خيمة احتجاج منفصلة ضد العنف ومجمل السياسة العنصرية للحكومة. واختارت إقامتها في نفس يوم المسيرة أمام مكاتب الحكومة في القدس وستستمر حتى نهاية الأسبوع.

يذكر أن نتائج استطلاع رأي، نشر في إسرائيل، يدل على أن السكان العرب يعانون أكثر من اليهود من الاكتئاب والقلق، ويفكرون بطلب المساعدة النفسية على أثر موجة العنف والجريمة. وهناك إجماع بين العرب واليهود على عدم قدرة الدولة على مواجهة العنف. واتضح من النتائج أن 44 في المائة من العرب يخشون على سلامتهم بدرجة كبيرة حتى كبيرة جداً، مقابل 30 في المائة فقط من اليهود يشعرون بذلك، وأن العنف في المجتمع يثير خوفاً وقلقاً لدى 66 في المائة من العرب، مقابل 63 في المائة من اليهود. فيما يعاني 34 في المائة من العرب من الاكتئاب بسبب هذه الظاهرة، مقارنة بنسبة 28 في المائة فقط من اليهود.

كما اتضح من الاستطلاع أنّ أكثر من خمس المواطنين قد غيّروا من نمط الحياة الخاص بهم. 71 في المائة من العرب يَعمدون إلى تقليص أوقات وجودهم في الأماكن العامّة، يقابلهم 53 في المائة فقط من اليهود ممن يفعلون ذلك. 71 في المائة من المشاركين من السكان العرب يمتنعون عن زيارة البلدات التي حصلت فيها حوادث قتل العام الماضي، تقابلهم نسبة 63 في المائة من المشاركين اليهود. 21 في المائة من العرب يفكّرون بالتوجه لطلب مساعدة نفسيّة في أعقاب موجة العنف، مقارنة بـ13 في المائة فقط من اليهود.

وقال 47 في المائة من المستطلعة آراؤهم إن السلطة الإسرائيلية ليست قادرة على مكافحة العنف، أو إنّ لديها قدرة على ذلك بدرجة متدنيّة فحسب، و23 في المائة يؤمنون بأنها قادرة بدرجة متوسطة، و24 في المائة فقط يؤمنون بأنها قادرة إلى حدٍّ كبير حتى كبير جداً.

وقالت رئيسة جمعية «أطباء لحقوق الإنسان»، د. لينا قاسم حسان، إن «الوضع، اليوم، هو نتيجة لتجاهل الحكومة المتعمَّد لكلّ ما يحدث في المجتمع العربي، بما في ذلك الجريمة المنظَّمة، التي تنامت على مر السنين، وألقت بالرّعب على الجميع».


مقالات ذات صلة

مقتل فتاة كل 10 دقائق على يد شريك أو أحد أفراد أسرتها حول العالم

العالم سجلت منطقة الأميركتين 7700 ألف حالة قتل للفتيات حسب تقارير الأمم المتحدة (أ.ب)

مقتل فتاة كل 10 دقائق على يد شريك أو أحد أفراد أسرتها حول العالم

أظهرت إحصاءات الأمم المتحدة أنه تم قتل سيدة أو فتاة على يد شريك أو أحد أفراد الأسرة كل نحو 10 دقائق خلال العام الماضي.

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال خطابه أمس في متحف الكتاب المقدس بواشنطن (أ.ب) play-circle

ترمب: شجار الرجل مع زوجته بالمنزل لا يُعتبر جريمة

أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الاثنين) إلى أن الانتهاكات التي «تقع في المنزل» لا ينبغي أن تقوِّض سجله في خفض معدلات الجريمة في واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق علم النفس يقدم توصيات للآباء حول كيفية التعامل مع الطفل إذا تعرض لحادث عنف مدرسي (رويترز)

7 نصائح لدعم أطفالك إذا تعرضوا للعنف المدرسي

مع عودة المدارس يظهر العنف المدرسي كنمط من حوادث العنف ذات الآثار الممتدة على المجتمعات، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا ليندسي إيمي المؤسس المشارك لمركز المساعدة والدعم المجتمعي الهايتي في صورة بسبرينغفيلد في أوهايو بالولايات المتحدة 2 يوليو 2025 (رويترز)

الأمم المتحدة: أكثر من 3 آلاف قتيل جراء أعمال العنف في هايتي منذ مطلع السنة

قُتل أكثر من 3 آلاف شخص في أعمال عنف تقوم بها عصابات في هايتي منذ مطلع السنة، على ما أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم أحد الأحياء في شوارع مدينة عدن (رويترز)

الأمم المتحدة: 6.2 مليون امرأة وفتاة باليمن يواجهن مخاطر العنف في 2025

قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن 6.2 مليون امرأة وفتاة عرضة لمخاطر العنف في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)
إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)
TT

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)
إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)

أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن إيران أطلقت صواريخ ضخمة في بحر عمان وبالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي خلال اليوم الثاني من مناورات بحرية.

وأضاف التقرير، أن «الحرس الثوري» شبه العسكري أطلق الصواريخ من عمق البر الرئيسي في إيران، وأصاب أهدافاً في بحر عمان ومنطقة مجاورة بالقرب من مضيق هرمز في تدريبات بدأت الخميس، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

صورة نشرتها قوات «الحرس الثوري» 5 ديسمبر 2025 تظهر قارباً نفاثاً يشارك في مناورة عسكرية بالمياه قبالة سواحل جنوب إيران (إ.ب.أ)

وحدد الصواريخ بأنها صواريخ كروز، طراز قدر 110- وقدر380- وغدير، يصل مداها إلى ألفي كيلومتر. وأضاف أن «الحرس الثوري» أطلق أيضاً صاروخاً باليستياً هو 303، من دون أن يدل بمزيد من التفاصيل.

وأظهرت لقطات تلفزيونية إطلاق الصواريخ وإصابة أهدافها.

صورة تم توزيعها 5 ديسمبر 2025 من قِبل «الحرس الثوري» الإيراني تظهِر صاروخاً يتم إطلاقه أثناء تدريب عسكري في المياه قبالة ساحل جنوب إيران (إ.ب.أ)

والمناورات هي الثانية في أعقاب الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو (حزيران)، التي أسفرت عن مقتل نحو 1100 شخص في إيران، من بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون. وأسفرت الهجمات الصاروخية من قِبل إيران عن مقتل 28 شخصاً في إسرائيل.


تقرير: «خيبة أمل» في «الموساد» جراء اختيار نتنياهو لرومان غوفمان رئيساً للجهاز

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
TT

تقرير: «خيبة أمل» في «الموساد» جراء اختيار نتنياهو لرومان غوفمان رئيساً للجهاز

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)

قُوبل قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعيين سكرتيره العسكري، رومان غوفمان، رئيساً جديداً لـ«الموساد» بخيبة أمل داخل الجهاز، وفقاً لما قاله مسؤولون حاليون وسابقون على الرغم من أن كثيرين قالوا إن الاختيار لم يكن مفاجئاً، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

وقال المسؤولون إن نتنياهو تجاوز مرشحي «الموساد» المدعومين منه لتعيين رومان غوفمان، مما أثار مخاوف بشأن افتقاره للخبرة الاستخباراتية واحتمالية استقالته، بينما يقول حلفاؤه إن ولاءه وحكمته وفكره العدواني تناسب منصبه.

وبعد أن اختار نتنياهو شخصاً من خارج جهاز «الشاباك»، وهو ديفيد زيني، لقيادته في وقت سابق من هذا العام، توقع كبار مسؤولي «الموساد» أن يتبع نفس النهج: اختيار شخصيات من خارج الجهاز يراها عدوانية وموالية ومتوافقة آيديولوجياً معه.

ويقول المنتقدون إن هذه الخطوة تعكس معركة نتنياهو الأوسع ضد ما يسميه «النخب» و«الدولة العميقة»، ويقول المؤيدون إن غوفمان موثوق به، وكتوم، ومخلص.

وزعم بعض المسؤولين المطلعين على عملية التعيين أن غوفمان خضع لـ«مقابلة» غير رسمية مع زوجة نتنياهو، سارة، قبل اتخاذ القرار- وهو ادعاء نفاه مكتب رئيس الوزراء ووصفه بأنه «كاذب تماماً».

من اليسار إلى اليمين: وزير الدفاع يسرائيل كاتس والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء اللواء رومان غوفمان وبنيامين نتنياهو ورئيس ديوان مكتبه تساحي برافرمان والقائم بأعمال رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) يظهرون بمركز قيادة خلال الغارات في قطر (الشاباك)

وأشار آخرون إلى إتقانه للغة الروسية ولغته الإنجليزية المحدودة، مما قد يُعقّد التواصل الدبلوماسي، مع أن حلفاءه يجادلون بأن إتقان اللغة الإنجليزية ليس جوهرياً في مهام «الموساد» الأساسية وتوقع العديد من كبار مسؤولي الدفاع موجة استقالات داخل الجهاز عقب الإعلان.

وتجاوز نتنياهو المرشحين الذين أوصى بهم مدير الموساد المنتهية ولايته، ديفيد برنياع، واختار غوفمان بدلاً منه، الذي لم يرتقِ في دوائر الاستخبارات الإسرائيلية. وقال المطلعون على تفكير رئيس الوزراء إن قراره كان مدفوعاً بولائه وحكمته ووصفه مسؤول دفاعي كبير سابق بأنه «مخلص بشدة لنتنياهو» ووصف التعيين بأنه «محير».

ويقول زملاؤه إن غوفمان ضابط جاد ومنضبط وقارئ نهم للتاريخ والاستراتيجيات العسكرية.

ولفت بعض مسؤولي الأمن السابقين إلى أنه قد يكون متهوراً أيضاً، وأشاروا إلى قضية من فترة عمله قائداً للفرقة 210 «باشان»، حيث زُعم أنه أذن باستخدام شاب مدني يبلغ من العمر 17 عاماً، يُدعى أوري ألماكايس، في عملية غير مصرح بها وهي قضية أدت لاحقاً إلى اعتقال المراهق واحتجازه لفترة طويلة قبل إسقاط التهم عنه.

بنيامين نتنياهو ومدير «الموساد» ديفيد برنياع في القدس (د.ب.أ)

وقال ضابط كبير سابق في الاستخبارات العسكرية إنه على الرغم من أن غوفمان «شخص ماكر وشجاع»، فإنه يفتقر إلى الخلفية الاستخباراتية العملياتية المتوقعة عادةً من مدير الموساد.

وأضاف المسؤول: «إنه يتحدث الروسية والعبرية فقط، ولا ينطق بكلمة إنجليزية واحدة لقد شغل منصب لواء لمدة عام واحد فقط ولم يسبق له إدارة منظمة بهذا الحجم».

وفي المقابل، رفضت مصادر مقربة من نتنياهو بشدة الانتقادات لتعيين غوفمان، واصفةً إياه بالتعيين الممتاز، وقالوا إن إتقانه للغة الروسية وفهمه الإقليمي جعلاه لا يُقدر بثمن في مهمات حساسة في موسكو، وأشاروا إلى أنه أصبح، بصفته السكرتير العسكري، أقرب مستشار أمني لنتنياهو، وأضافوا أنه لعب دوراً في عمليات سرية مهمة، بما في ذلك اغتيالات لكبار شخصيات «حزب الله»، ومهام موجهة ضد إيران خلال الصراع معها في وقت سابق من هذا العام.

ويصف المسؤولون الذين عملوا معه من كثب غوفمان بأنه مفكر عدواني وغير تقليدي «ويقاتل بسكين بين أسنانه ويتفوق في الخداع، ويُحاط بالمعلومات الحساسة، وهي سمات يعتبرونها أساسية للموساد»، وقال أحدهم: «إنه المساعد الأمني ​​الأكثر ثقة لرئيس الوزراء. ليس رئيس الأركان، ولا وزير الدفاع - بل كان غوفمان».

وفي حين يشير البعض إلى قلة لغته الإنجليزية كمصدر قلق، يجادل مؤيدوه بأن ساحات الموساد الرئيسية - إيران وسوريا ولبنان - لا تتطلب إتقان اللغة الإنجليزية بينما تعتبر لغته الروسية ميزة نظراً لعلاقات موسكو مع إيران وغيرها من الجهات المعادية.

وكان رئيس الأركان إيال زامير التقى بغوفمان هذا الأسبوع وهنأه، قائلاً إن الجيش سيدعمه في انتقاله إلى المنصب، وأكد «الموساد» أن برنياع تحدث مع غوفمان وتمنى له النجاح، فيما ذكر نتنياهو أنه اختار غوفمان بعد مقابلات مع عدد من المرشحين، وأشاد بـ«قدراته المهنية الاستثنائية»، مشيراً إلى دوره في مواجهة هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما غادر منزله لقتال مسلحي «حماس» وأصيب بجروح بالغة.


إسرائيل تحدد ميزانية «الدفاع» لعام 2026 عند أكثر من 34 مليار دولار

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تحدد ميزانية «الدفاع» لعام 2026 عند أكثر من 34 مليار دولار

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

أعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم (الجمعة)، أن ميزانية الدفاع الإسرائيلية لعام 2026 قد حُددت عند 112 مليار شيقل (34.63 مليار دولار)، بزيادة على 90 مليار شيقل كانت مُدرجة في مسودة سابقة، وفقاً لوكالة «رويترز».

واتفق كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، على إطار الإنفاق الدفاعي، حيث بدأ مجلس الوزراء مناقشة ميزانية العام المقبل، والتي تجب الموافقة عليها بحلول مارس (آذار)، وإلا قد تؤدي إلى انتخابات جديدة.

وبدأ الوزراء ما يُعرف بجلسة ماراثونية يوم الخميس قبل التصويت الذي قد يُجرى صباح الجمعة. وفي حال إقرارها، ستُعرض على البرلمان للتصويت الأولي.

وأكد كاتس أن الجيش سيواصل جهوده لتلبية احتياجات مقاتليه وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط.

ونقل مكتبه عنه قوله: «سنواصل العمل بحزم لتعزيز جيش الدفاع الإسرائيلي، وتلبية احتياجات المقاتلين بشكل كامل، وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط - من أجل ضمان أمن دولة إسرائيل على جميع الجبهات».

وكانت حرب غزة مكلفة لإسرائيل، التي أنفقت 31 مليار دولار في عام 2024 على صراعاتها العسكرية مع «حماس» و«حزب الله» في لبنان.

ومنذ ذلك الحين، أبرمت إسرائيل اتفاقيات لوقف إطلاق النار مع الجماعتين المسلحتين. وصرح مكتب سموتريتش بأن ميزانية الدفاع لعام 2026، شهدت زيادة قدرها 47 مليار شيقل مقارنة بعام 2023 عشية الحرب. وقال سموتريتش، وفقاً لمكتبه: «نخصص ميزانية ضخمة لتعزيز الجيش هذا العام، ولكنها أيضاً ميزانية تسمح لنا بإعادة دولة إسرائيل إلى مسار النمو والراحة للمواطنين».