دار نشر المرشد الإيراني تقاطع متجراً إلكترونياً بسبب الحجاب

مقر تابع لدار نشر مكتب خامنئي على هامش معرض كتاب في طهران (فارس)
مقر تابع لدار نشر مكتب خامنئي على هامش معرض كتاب في طهران (فارس)
TT

دار نشر المرشد الإيراني تقاطع متجراً إلكترونياً بسبب الحجاب

مقر تابع لدار نشر مكتب خامنئي على هامش معرض كتاب في طهران (فارس)
مقر تابع لدار نشر مكتب خامنئي على هامش معرض كتاب في طهران (فارس)

خسر متجر إلكتروني للكتب عقد العمل مع دار نشر تابعة لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي بسبب حجاب موظفات الشركة التي تعد نافذة أساسية لدور النشر الإيرانية لتوفير النسخ الإلكترونية.

ونشرت وسائل إعلام إيرانية صورة من بلاغ دار نشر «الثورة الإسلامية» المخصصة لمنشورات مكتب خامنئي، مرسل إلى متجر «طاقجه (الشرفة)» بشأن وقف التعاون على خلفية عدم التزام موظفات المتجر بالحجاب.

وتقول الرسالة: «شوهدت خلال الأيام الأخيرة أدلة على عدم اهتمام تلك الشركة بالالتزام بقانون الحجاب». وأضافت: «كنا نأمل أن تتخذ إجراءات لتعويض هذا الخطأ، لكن مع الأسف لم يحدث هذا».

وقبل دار نشر مكتب خامنئي، خسر متجر «طاقجه» عقداً مماثلاً للتعاون مع دار نشر تابعة لهيئة «آستان رضوي» التي تدير شؤون مرقد الإمام الثامن لدى الشيعة، بمدينة مشهد، والخاضعة بدورها لمكتب المرشد الإيراني.

ويأتي نشر الرسالة بعدما نشرت وكالة «فارس» التابعة للمكتب الدعائي والإعلامي في «الحرس الثوري» صورة من موظفات المتجر الإلكتروني، مطالبة الجهاز القضائي الإيراني باتخاذ إجراءات ضد الشركة.

صورة لموظفات متجر إلكتروني للكتب أثارت غضب دوائر في إيران (شبكات التواصل)

وأعلن القضاء الإيراني تشكيل ملف قضائي ضد متجر «طاقجه» وموظفاته الرافضات للحجاب.

وكانت السلطات الإيرانية قد أصدرت قراراً الأحد الماضي لإغلاق متجر «ديجي كالا»، وهو أكبر متجر لبيع التجزئة عبر الإنترنت في البلاد، على خلفية تجاهل موظفات الشركة لقوانين الحجاب الإلزامي.

وانتقد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إغلاق المتجر الإلكتروني. وقال مؤتمر صحافي تعليقاً على قضية «ديجي كالا» إن «النظام الإيراني يواصل خنق الشركات الناشئة الخاصة وقمع النساء والفتيات في إيران». وأضاف: «لا عجب أن كثيراً من الشباب في إيران يطالبون بالتغيير أو مغادرة البلاد».

ونشر المبعوث الأميركي الخاص بإيران، أبرام بيلي، تغريدة، تتضمن ما قاله ميلر الذي بدوره نشر جملة من تصريحاته باللغة الفارسية لمخاطبة الإيرانيين مباشرة.

وتأتي هذه الإجراءات بعدما أعلنت الشرطة الإيرانية، في وقت سابق من هذا الشهر، إعادة العمل بدوريات شرطة الأخلاق بهدف ضبط الحجاب، ضمن خطوات تسبق الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة الكردية مهسا أميني، التي أشعل حادث وفاتها المأساوي أثناء اعتقالها لدى الشرطة احتجاجات اجتاحت أنحاء البلاد على مدى أشهر.

وسقط أكثر من 500 قتيل في صفوف المحتجين خلال حملة القمع التي أطلقتها السلطات، كما أوقف أكثر من 20 ألفاً. وقضى نحو 70 عنصراً من قوات الشرطة والباسيج خلال الحملة العنيفة.

وبعد اندلاع الاحتجاجات التي تراجعت بشكل ملحوظ منذ نهاية العام الماضي، بات يمكن في أنحاء طهران ومدن أخرى رؤية نساء يتجوّلن بلا غطاء للرأس، من دون أن يكنّ عرضة لإجراء أو تنبيه من الشرطة.

حظر مهرجان سينمائي

والسبت الماضي، حظرت السلطات الإيرانية مهرجاناً سينمائياً تضمّن ملصقه صورة لممثلة، على ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن الإعلام الرسمي. وذكرت وكالة «إرنا» الرسمية أنّ «وزير الثقافة أصدر شخصياً أمراً بوقف الدورة الثالثة عشرة من مهرجان إيسفا للأفلام القصيرة، بعدما استُخدمت في ملصقه صورة لامرأة لا تضع الحجاب».

ملصق مهرجان سینمائي حظرته السلطات الإيرانية بسبب نشر صورة ممثلة من دون حجاب

وأطلقت نقابة مخرجي الأفلام القصيرة الإيرانيين (إيسفا) هذا المهرجان الذي عادة ما يُقام في طهران، عام 2008. وتضمّن ملصق دورته، التي كان يُفترض أن تُقام في سبتمبر (أيلول)، صورة للممثلة الإيرانية سوزان تسليمي من فيلم «موت يزجرد» الذي عرض بعد 3 سنوات من الثورة الإيرانية عام 1982. واعتباراً من 1983، أي بعد 4 سنوات على ثورة 1979، بات القانون في الجمهورية الإٍسلامية يلزم الإيرانيات والأجنبيات، بغض النظر عن دينهنّ، بوضع الحجاب وارتداء ملابس فضفاضة في الأماكن العامة. وفي 19 يوليو (تموز)، حُكم على الممثلة الإيرانية الشهيرة أفسانه بايكَان بالسجن عامين، مع وقف التنفيذ، لظهورها من دون حجاب في مناسبة سينمائية، كما أمر القضاء بإحالتها إلى طبيب نفسي للتأكد من «صحة سلامتها العقلية»، في خطوة مثيرة للجدل اتخذتها السلطات ضد مشاهير أوقفوا خلال الاحتجاجات.


مقالات ذات صلة

نتنياهو يجتمع مع وزيري الحرب والخارجية الأميركيين قبل لقاء ترمب

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصافح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالقدس 23 أكتوبر 2025 (رويترز)

نتنياهو يجتمع مع وزيري الحرب والخارجية الأميركيين قبل لقاء ترمب

اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ووزير الحرب بيت هيغسيث في ولاية فلوريدا  

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع ثنائي في مقر إقامة ترمب مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

ترمب: سأدعم هجوماً سريعاً على إيران إذا عاودت بناء برنامجها النووي

أكد الرئيس الأميركي ترمب خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الاثنين، أنه سيدعم هجوماً سريعاً على إيران إذا عاودت بناء برنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية شرطة مكافحة الشغب تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية في طهران (إ.ب.أ)

احتجاجات في بازار طهران... واستبدال محافظ «المركزي»

شهدت طهران احتجاجات، لليوم الثاني، للتجار وأصحاب المحال بعد هبوط الريال الإيراني إلى مستويات غير مسبوقة أمام الدولار.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية إيرانيتان تمران بجانب لوحة دعائية مناهِضة لإسرائيل تحمل عبارة: «نحن مستعدون... هل أنتم مستعدون؟» معلقة في ساحة وسط طهران (إ.ب.أ)

إيران تحذر من «رد أشد» على أي مغامرة إسرائيلية

حذرت طهران من أن أي مغامرة إسرائيلية جديدة «ستواجه برد أشد»، وقالت إنها تسعى إلى تفاوض معقول يحقق رفعاً فعلياً للعقوبات، مع بقاء قنوات الاتصال مع واشنطن قائمة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية بزشكيان يدافع عن مشروع الموازنة الجديدة أمام البرلمان الأحد (الرئاسة الإيرانية)

الرئيس الإيراني يدافع عن موازنة «منضبطة» وسط العقوبات

دافع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأحد، عن مشروع موازنة العام الجديد، معتبراً إياه أداة لضبط الاقتصاد في ظل العقوبات وتراجع الإيرادات.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

هبوط الريال يفجر احتجاجات في بازار طهران

شرطة مكافحة الشغب تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية في طهران (إ.ب.أ)
شرطة مكافحة الشغب تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية في طهران (إ.ب.أ)
TT

هبوط الريال يفجر احتجاجات في بازار طهران

شرطة مكافحة الشغب تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية في طهران (إ.ب.أ)
شرطة مكافحة الشغب تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية في طهران (إ.ب.أ)

شهدت العاصمة الإيرانية، طهران أمس، مظاهرات لليوم الثاني على التوالي قادها تجار وأصحاب محال، احتجاجاً على هبوط تاريخي في قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة تجمعات في مناطق متعددة من بازار طهران، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين رددوا هتافات منددة بالنظام.

وجاءت الاحتجاجات مع تراجع الريال في السوق الحرة إلى نحو 1.39 مليون ريال للدولار، بعد أن كان قد هبط في اليوم السابق إلى نحو 1.42 مليون ريال ليعود ويتحسن بشكل طفيف.

وحذر رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي «محتكري سوق الصرف»، مؤكداً أن التعامل معهم سيكون «حازماً وقانونياً».

وأفادت تقارير رسمية بأن محافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين قدم استقالته، وأن وزير الاقتصاد السابق عبد الناصر همتي عين محافظاً جديداً للبنك المركزي.


الرئيس الإيراني: سنتخذ إجراءات لإصلاح النظامين النقدي والمصرفي

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (أرشيفية - رويترز)
TT

الرئيس الإيراني: سنتخذ إجراءات لإصلاح النظامين النقدي والمصرفي

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (أرشيفية - رويترز)

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الاثنين إن الحكومة وضعت على جدول أعمالها إجراءات أساسية لإصلاح النظامين النقدي والمصرفي في البلاد.

وأضاف بزشكيان، في تصريحات نقلها تلفزيون العالم الرسمي، «معيشة الناس همي اليومي والحكومة تعمل بكل طاقتها لعلاج المشكلات وتقديم حلول مسؤولة».

من جانبه، قال علي شمخاني المستشار السياسي للزعيم الأعلى الإيراني إن القدرة الصاروخية والدفاعية لإيران لا يمكن احتواؤها ولا تحتاج إلى إذن من أحد لتطويرها. ونقل تلفزيون العالم الرسمي عن شمخاني قوله إن «أي اعتداء سيقابَل برد قاس وفوري يتجاوز تصور مخططيه». وأضاف «في العقيدة الدفاعية لإيران تحسم بعض الردود قبل أن يصل التهديد إلى مرحلة التنفيذ»، على حد تعبيره.


نتانياهو يكسر التقاليد ويمنح ترمب وسام «جائزة إسرائيل»

ترمب يصافح نتنياهو عقب لقائهما في فلوريدا (أ.ف.ب)
ترمب يصافح نتنياهو عقب لقائهما في فلوريدا (أ.ف.ب)
TT

نتانياهو يكسر التقاليد ويمنح ترمب وسام «جائزة إسرائيل»

ترمب يصافح نتنياهو عقب لقائهما في فلوريدا (أ.ف.ب)
ترمب يصافح نتنياهو عقب لقائهما في فلوريدا (أ.ف.ب)

سيحصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أعلى وسام مدني في إسرائيل عام 2026، بعدما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الاثنين أن بلاده ستكسر التقاليد بمنح هذا التقدير لمواطن غير إسرائيلي.

وخلال تحدثه للصحافة عقب لقاء مع ترمب في فلوريدا، قال نتانياهو إن هذه الخطوة تعكس «شعورا عارما» في إسرائيل تقديرا لدعم الرئيس الأميركي للبلاد. وقال نتانياهو «لقد كسر الرئيس ترمب العديد من الأعراف (...) لذلك قررنا كسر العرف أيضا أو ابتكار عرف جديد، وهو منحه (جائزة إسرائيل)».

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أشاد نتانياهو بترمب ووصفه بأنه «أعظم صديق لإسرائيل»، وذلك عقب قيام حركة حماس بالإفراج عن آخر 20 رهينة على قيد الحياة أسروا خلال هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترمب.

وأضاف نتانياهو «عليّ أن أقول إن (هذا التقدير) يعكس الشعور السائد لدى الإسرائيليين من مختلف الأطياف». وتابع «إنهم يقدرون ما فعلتموه لمساعدة إسرائيل وللمساهمة في حربنا المشتركة ضد الإرهابيين وضد من يسعى لتدمير حضارتنا».

وعادة ما تكون «جائزة إسرائيل» مخصصة للمواطنين الإسرائيليين أو المقيمين في الدولة العبرية، مع وجود ثغرة واحدة تتمثل في فئة «المساهمة الخاصة للشعب اليهودي».

وكان الشخص الوحيد غير الإسرائيلي الذي حصل على هذا النوع من التكريم حتى الآن، قائد الأوركسترا الهندي زوبين ميهتا عام 1991.

من جهته، قال ترمب إن الجائزة «مفاجئة حقا ومحل تقدير كبير»، ملمحا إلى أنه قد يسافر إلى إسرائيل لحضور الاحتفال الذي يقام تقليديا عشية ذكرى استقلالها.