وحيدي نائباً لقائد «الحرس الثوري»: «تعيين استراتيجي ومفاجئ»

باكبور يسلم وحيدي مرسوم تعيينه بحضور محمد شيرازي مسؤول الشؤون العسكرية في مكتب المرشد (إرنا)
باكبور يسلم وحيدي مرسوم تعيينه بحضور محمد شيرازي مسؤول الشؤون العسكرية في مكتب المرشد (إرنا)
TT

وحيدي نائباً لقائد «الحرس الثوري»: «تعيين استراتيجي ومفاجئ»

باكبور يسلم وحيدي مرسوم تعيينه بحضور محمد شيرازي مسؤول الشؤون العسكرية في مكتب المرشد (إرنا)
باكبور يسلم وحيدي مرسوم تعيينه بحضور محمد شيرازي مسؤول الشؤون العسكرية في مكتب المرشد (إرنا)

أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي قراراً بتعيين أحمد وحيدي نائباً للقائد العام لـ«الحرس الثوري»، خلفاً لعلي فدوي، في خطوة وصفت في وسائل إعلام إيرانية، بأنها «تعيين استراتيجي وغير متوقع».

ويأتي القرار ضمن تغييرات تطول بنية القيادة العسكرية والأمنية في إيران، بعد عام اتسم بتصاعد التوترات الإقليمية وبتداعيات حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل في يونيو (حزيران).

ونشرت وسائل إعلام إيرانية، الثلاثاء، صوراً من مراسم تقديم وحيدي، بحضور اللواء محمد باكبور، قائد «الحرس الثوري»، إلى جانب محمد شيرازي، رئيس المكتب العسكري في مؤسسة المرشد علي خامنئي، وعبد الله حاجي صادقي، ممثل المرشد في «الحرس الثوري»، وعدد من كبار القادة العسكريين.

ووضع خامنئي في مرسومه معيارين عمليين في واجهة المهمة: رفع الجاهزية وتحسين معيشة الكوادر، مع تكليف بالتنسيق مع هيئة الأركان.

ووجّه خامنئي في بيان توصيات لوحيدي بأن يضع «رفع جاهزية القوات المسلحة» و«تحسين معيشة منتسبي (الحرس)» ضمن أولويات عمله، من خلال تنسيق وثيق مع هيئة الأركان المسلحة. كما تضمن المرسوم دعوة إلى أداء «دور جهادي وثوري» لتطوير مستوى الاستعدادات العملياتية ودفع المهمات قدماً، وتسريع الاستجابة للاحتياجات الأساسية للعاملين، بما يعكس جمع القرار بين مطالب عملياتية تتصل بالتأهب وبين إشارات إلى ضغوط داخلية مرتبطة بأوضاع الكوادر ومعيشتهم.

صورة نشرها التلفزيون الرسمي من جولة وحيدي بمقر الدفاع الجوي شمال غربي البلاد الشهر الماضي

وكان الجنرال علي فدوي يشغل منصب نائب القائد العام لـ«الحرس الثوري» خلال حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل، وتباينت المعلومات خلال الحرب حول مقتله أو اعتقاله. وزادت التكهنات بعد عدم تسميته من المرشد علي خامنئي، قائداً لـ«الحرس الثوري»، في خروج عن العرف التنظيمي الذي غالباً ما يمنح نائب القائد أولوية في شغل المنصب عند شغوره.

وجرى تعيين فدوي رئيساً للمجموعة الاستشارية في قيادة «الحرس».

دلالات التعيين

قالت وكالة «مهر» الحكومية إن اختيار وحيدي يندرج في إطار «انتفاض استراتيجي ومفاجئ»، مشيرة إلى أن الظروف الإقليمية والدولية المعقدة تفرض على «الحرس الثوري» تعزيز التنسيق الداخلي ورفع الجاهزية العملياتية.

وأبرزت الوكالة أن من بين دوافع الاختيار تحسين تفاعل «الحرس الثوري» مع هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، في مرحلة تتطلب انسجاماً أكبر بين مكونات المؤسسة العسكرية، سواء على مستوى التخطيط أو توزيع المهام أو الاستجابة للسيناريوهات الطارئة.

من «قوة القدس» إلى الوزارات

يُعدّ أحمد وحيدي من القادة المخضرمين في «الحرس الثوري». وقد برز اسمه منذ سنوات الحرب العراقية – الإيرانية، حين تولى مسؤوليات مبكرة في المجال الاستخباراتي. كما يُنسب إليه أنه كان أول قائد لـ«قوة القدس»، الذراع العابرة للحدود في «الحرس الثوري»، واضعاً أسس بنيتها الأولى قبل مراحل التطوير اللاحقة.

وفي السنوات التالية، انتقل وحيدي إلى مواقع تنفيذية داخل الدولة، فتولى وزارة الدفاع في حكومة محمود أحمدي نجاد، ثم وزارة الداخلية في حكومة إبراهيم رئيسي، إلى جانب مواقع أخرى في مؤسسات بحثية وعسكرية، وعضوية مجمع تشخيص مصلحة النظام.

وهو مُدرَج منذ سنوات على لائحة العقوبات الأميركية؛ لاشتباه بدوره في تفجيرات المركز اليهودي في بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين، عام 1994. وأصدر الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول) في 2007 «نشرة حمراء» بحق وحيدي بناءً على طلب الأرجنتين.

وحيدي عندما كان وزيراً للداخلية يتوسط وفداً حكومياً في جزيرة أبو موسى (إرنا)

تكتسب عودة وحيدي إلى الواجهة القيادية في «الحرس الثوري» أهمية إضافية، خصوصاً بعدما ذكرت تقارير في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تعيين وحيدي، بصفته نائباً لرئيس هيئة. وجاء الإعلان عقب جولات ميدانية شملت المنطقة الثانية للوحدات البحرية في ميناء بوشهر جنوب البلاد، وكذلك زيارة إلى مقر قيادة الدفاع الجوي في شمال غربي إيران للاطلاع على جاهزية تلك الوحدات بعد ضربات إسرائيلية خلال حرب يونيو.

وجاء ذلك في وقت كانت تتزايد فيه المخاوف في طهران من احتمالات تشديد الضغوط على الملاحة التجارية وناقلات النفط، وسط مؤشرات على توتر مع الولايات المتحدة، ومخاوف من تجدد الحرب الإسرائيلية – الإيرانية.

ويعكس تعيين أحمد وحيدي محاولة لإعادة ترتيب مركز الثقل داخل قيادة «الحرس الثوري»، عبر شخصية تمتلك خبرة مركبة في الاستخبارات والعمليات والوزارات.

وبينما تقدم وكالة «مهر» القرار بوصفه خياراً «استراتيجياً» لتعزيز التفاعل العسكري الداخلي، يُقرأ التعيين أيضاً في سياق مرحلة إقليمية ضاغطة وتوازنات داخلية تتطلب إحكام إدارة الملفات الحساسة في «الحرس الثوري»، من البحر والدفاع الجوي إلى جاهزية القوات والموارد.


مقالات ذات صلة

احتجاجات إيران تدخل يومها الرابع وتحذيرات من «زعزعة الاستقرار»

شؤون إقليمية متظاهرون في طهران خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية وتراجع العملة الإيرانية (أ.ف.ب)

احتجاجات إيران تدخل يومها الرابع وتحذيرات من «زعزعة الاستقرار»

دخلت أحدث موجة من الاحتجاجات المعيشية في إيران يومها الرابع، وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن طهران تواجه ضغوطاً متعددة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرها حساب الخارجية الأميركية الناطق بالفارسية تُظهر انتشار قوات مكافحة الشغب الإيرانية وسط طهران

احتجاجات إيران تنتقل من البازار إلى الجامعات

اتسعت الاحتجاجات في إيران لليوم الثالث على التوالي، مع انتقالها من الأسواق التجارية في طهران إلى جامعات ومدن أخرى.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي (أرشيفية)

وزير خارجية لبنان يدعو نظيره الإيراني إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات

دعا وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، في رسالة لنظيره الإيراني عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية ترمب ونتنياهو على هامش مؤتمر صحافي مشترك في منتجع مار-إيه-لاغو بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)

الرئيس الإيراني يرد على ترمب: رد قاسٍ ورادع على أي هجوم

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الثلاثاء، إن رد بلاده على أي هجوم سيكون «قاسياً ورادعاً»، فيما بدا أنه رد مباشر على تحذير أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية طفل يجلس فوق رأس حربي لصاروخ باليستي في المعرض الدائم التابع لـ«الحرس الثوري» بضواحي طهران نوفمبر الماضي (أ.ب)

مستشار خامنئي: أي اعتداء سيقابَل برد قاسٍ وفوري

قال علي شمخاني المستشار السياسي للمرشد الإيراني إن القدرة الصاروخية والدفاعية لإيران لا يمكن احتواؤها، ولا تحتاج إلى إذن من أحد لتطويرها.

«الشرق الأوسط» (طهران)

تقرير: إسرائيل تخطط لفتح معبر رفح في الاتجاهين بعد عودة نتنياهو من أميركا

معبر رفح البري مفتوح من الجانب المصري في أغسطس الماضي (الشرق الأوسط)
معبر رفح البري مفتوح من الجانب المصري في أغسطس الماضي (الشرق الأوسط)
TT

تقرير: إسرائيل تخطط لفتح معبر رفح في الاتجاهين بعد عودة نتنياهو من أميركا

معبر رفح البري مفتوح من الجانب المصري في أغسطس الماضي (الشرق الأوسط)
معبر رفح البري مفتوح من الجانب المصري في أغسطس الماضي (الشرق الأوسط)

أفاد مسؤول أميركي صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الأربعاء، بأن إدارة الرئيس دونالد ترمب تتوقع أن تعيد إسرائيل فتح معبر رفح في الأيام المقبلة لدخول وخروج سكان غزة، وذلك بعد أن أثار الرئيس الأميركي ومساعدوه هذه المسألة خلال اجتماعاتهم يوم الاثنين مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.

ونقلت «القناة 12» الإسرائيلية أن الدولة العبرية تخطط للمضي قدماً في إعادة فتح رفح بالكامل عندما يعود نتنياهو من الولايات المتحدة يوم الجمعة، حيث صرح مسؤول إسرائيلي للشبكة بأن إسرائيل لا تريد أن يُنظر إليها على أنها الطرف الذي يعرقل تنفيذ خطة ترمب للسلام في غزة.

وبينما كان من المفترض إعادة فتح معبر رفح كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه في أكتوبر (تشرين الأول)، فإن إسرائيل لم تبدِ استعدادها للموافقة إلا إذا اقتصر استخدام المعبر على خروج الفلسطينيين فقط.

وتحت ضغط من إدارة ترمب، طرح نتنياهو فكرة إعادة فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين أمام حكومته الأسبوع الماضي، إلا أنه واجه معارضة من وزراء اليمين المتطرف الذين دعوا إلى تشجيع هجرة سكان غزة من القطاع طوال فترة الحرب.


تركيا: اعتقال 125 شخصاً يشتبه بانتمائهم لـ«داعش» في 25 محافظة

سيارات الشرطة التركية متوقفة في ميدان تقسيم ليلة رأس السنة (رويترز)
سيارات الشرطة التركية متوقفة في ميدان تقسيم ليلة رأس السنة (رويترز)
TT

تركيا: اعتقال 125 شخصاً يشتبه بانتمائهم لـ«داعش» في 25 محافظة

سيارات الشرطة التركية متوقفة في ميدان تقسيم ليلة رأس السنة (رويترز)
سيارات الشرطة التركية متوقفة في ميدان تقسيم ليلة رأس السنة (رويترز)

أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، اعتقال 125 شخصاً يُشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «داعش» اليوم (الأربعاء)، خلال حملة جرت في أنحاء البلاد.

وقال إن قوات الأمن «أوقفت 125 مشتبهاً بهم من (داعش) في عمليات جرت بصورة متزامنة هذا الصباح في 25 محافظة».

ونفّذت تركيا سلسلة مداهمات استهدفت عناصر يُشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «داعش» بعد مقتل ثلاثة شرطيين، الاثنين، في عملية استهدفت التنظيم في يالوفا بشمال غربي البلاد، على ساحل بحر مرمرة (نحو 90 كلم جنوب شرقي إسطنبول).

وقُتل، الاثنين، 6 عناصر يُشتبه بانتمائهم إلى التنظيم، جميعهم أتراك، في اشتباكات استمرت ساعات. وفي اليوم التالي، أعلنت قوات الأمن اعتقال 357 شخصاً في عملية أخرى استهدفت التنظيم.

وقال الوزير إن العمليات جرت الأربعاء في إسطنبول و24 محافظة أخرى، من بينها أنقرة ويالوفا.

ونشر يرلي كايا مقطع فيديو يُظهر قوات الأمن وهي تُفتش منازل عدد من المشتبه بهم، بعضهم مكبل اليدين.

وأضاف: «من يسعون لتقويض أخوتنا ووحدتنا وتماسكنا (...) سيواجهون قوة دولتنا ووحدة أمتنا».

في يوم عيد الميلاد، ألقت قوات الأمن القبض على 115 مشتبهاً بانتمائهم إلى تنظيم «داعش»، بناء على معلومات استخباراتية حذّرت من أن التنظيم المتطرف «يخطط لشن هجمات خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة»، على ما أفاد مكتب المدعي العام في إسطنبول.

بدأت الحملة ضد التنظيم بعد أيام فقط من اعتقال وكالة الاستخبارات التركية مواطناً تركياً يشغل منصباً رفيعاً داخل التنظيم في عملية على الحدود الأفغانية-الباكستانية، على ما أفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية في 22 ديسمبر (كانون الأول).

واتهمت الاستخبارات التركية المشتبه به محمد غورين بـ«التخطيط لهجمات انتحارية ضد مدنيين في أفغانستان وباكستان وتركيا وأوروبا».

وأعلنت النيابة العامة في إسطنبول توقيف نحو 600 شخص في المجموع، في إطار حملة مكافحة «داعش»، وذلك عقب ورود معلومات استخباراتية تفيد بأن التنظيم كان «يُحضّر لهجمات خلال عطلتَي عيد الميلاد ورأس السنة».

وأعلنت إسطنبول نشر أكثر من 50 ألف شرطي، وتطبيق إجراءات أمنية مشدّدة في المطارات ووسائل النقل العام والمراكز التجارية وأماكن الاحتفالات الشهيرة، لضمان «بداية هادئة وآمنة لعام 2026».

وحذّرت السلطات الألمانية والأسترالية مواطنيها المسافرين إلى تركيا من «خطر إرهابي». ولفتت وزارة الخارجية الألمانية إلى أن «رأس السنة تاريخ يرمز بشكل خاص إلى هجمات إرهابية».

يُذكر أنه في الساعات الأولى من الأول من يناير (كانون الثاني) 2017، شنّ مسلحو «داعش» هجوماً دامياً على ملهى ليلي في إسطنبول، أسفر عن مقتل 39 شخصاً، معظمهم من الأجانب.


وتيرة النمو السكاني في إسرائيل تتراجع إلى أدنى مستوى منذ تأسيسها

إسرائيلي مسلح يدفع عربة أطفال في تل أبيب (أ.ف.ب)
إسرائيلي مسلح يدفع عربة أطفال في تل أبيب (أ.ف.ب)
TT

وتيرة النمو السكاني في إسرائيل تتراجع إلى أدنى مستوى منذ تأسيسها

إسرائيلي مسلح يدفع عربة أطفال في تل أبيب (أ.ف.ب)
إسرائيلي مسلح يدفع عربة أطفال في تل أبيب (أ.ف.ب)

سجلت وتيرة النمو السكاني في إسرائيل تراجعاً ملحوظاً، وبلغت أدنى مستوى لها منذ تأسيس إسرائيل. فقد كان هذا النمو، منذ سنة 1950، التي بدأ فيها العمل في سجل سكاني، يزداد في كل سنة بنسبة 1.5 في المائة على الأقل، بينما يتبين من تحليل نشره «مركز طاوب» لأبحاث السياسة الاجتماعية في إسرائيل، الأربعاء، أنه بلغ في العام الحالي 0.9 في المائة.

ونجم تراجع النمو السكاني عن ارتفاع عدد الوفيات، وتراجع متواصل في الولادات، وارتفاع عدد المهاجرين من إسرائيل قياساً بعدد المهاجرين إليها. وقال البروفسور أليكس فاينرب، الذي أعدّ الدراسة، إن «فترة الذروة في النمو الطبيعي في إسرائيل انقضت، والنمو الطبيعي سيتراجع».

وحسب هذه الدراسة، فإن عدد الولادات في العقد الأخير كان مستقراً، وبلغ قرابة 180 ألف ولادة سنوياً، لكن نسبة ولادات النساء العربيات (المسلمات والمسيحيات والدرزيات) تراجع بنسبة 30 في المائة بالسنوات الماضية.

رجال من اليهود المتدينين يستعدون لعيد الفصح اليهودي في مخبز بالقدس (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويرصد «مركز طاوب» حالياً مؤشرات مبكرة على تراجع نسبة الولادات لدى النساء اليهوديات أيضاً. وبموجب التقديرات في الدراسة التي تستند إلى تحليل اتجاهات الولادة وفقاً للفئات العمرية، ومحاولة استنتاج عدد الولادات النهائي لأي امرأة، فإن عدد الولادات بين النساء اليهوديات العلمانيات والمحافظات تراجع خلال عقد من 1.9 - 2.2 طفل إلى 1.7 طفل حالياً، وبين النساء اليهوديات المتدينات تراجعت الولادات من 3.74 طفل إلى 2.3 طفل، ويتوقع تراجع عدد ولادات النساء في المجتمع الديني المتزمت (الحريدي) من 6.48 طفل إلى 4.3 طفل.

ورغم أن نسبة الولادة في المجتمعين «الحريدي» واليهود المتدينين مرتفعة، فإن الدراسة أشارت إلى أن حوالي 15 في المائة من الأطفال الذين يولدون في المجتمع «الحريدي» يهجرونه عندما يصلون سن الشباب. وتؤثر وفيات كبار السن، التي ترتفع باستمرار، على لجم نسبة النمو السكاني، وذلك بتأثير حجم هذه الفئة العمرية. ففئات عمرية كبيرة من اليهود والعرب، بدأت في السنوات الأخيرة تصل إلى عمر السبعينات والثمانينات، الذي ترتفع فيه نسب الوفيات بشكل كبير.

وكان النمو السكاني، منذ تأسيس إسرائيل، يستند بمعظمه إلى الازدياد الطبيعي، أي عدد ولادات مرتفع، قياساً بعدد وفيات منخفض، وقد تغير الوضع الآن. وحسب الدراسة، فإنه من أجل أن يستمر ازدياد عدد السكان بوتيرة 1 في المائة على الأقل سنوياً، ثمة حاجة إلى ميزان هجرة إيجابي. إلا أنه يوجد انعدام يقين كبير في هذا المجال. ففي السنوات الأخيرة غادر إسرائيل عدد أكثر من الماضي، وعدد العائدين لم يتساو مع وتيرة عدد المغادرين. وفي عام 2025 سجلت إسرائيل ميزان هجرة سلبياً، وكان عدد المغادرين أكثر بـ37 ألفاً.

يهود من «الحريديم» يصطفون لإعفائهم من الخدمة العسكرية الإلزامية بقاعدة تجنيد في «كريات أونو» بإسرائيل خلال مارس الماضي (رويترز)

ويتبين من معطيات الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 أن عدد المهاجرين لإسرائيل هو الأدنى منذ عام 2013، وأن معظم أفراد عائلات المهاجرين من إسرائيل لم يولدوا فيها، وبينهم مجموعة هاجرت إلى إسرائيل في أعقاب الحرب في أوكرانيا عام 2022، لكن عدد الذين وُلدوا في إسرائيل وهاجروا منها يرتفع منذ عام 2022 من 20 ألفاً إلى أكثر من 30 ألفاً في عام 2025.

ودلت معطيات نشرتها «دائرة الإحصاء المركزية» الإسرائيلية على تراجع متوسط الأعمار في عام 2024، لأول مرة منذ عام 2020. وحسب المعطيات، التي تنشرها الدائرة بتأخير سنة، فإن متوسط أعمار الرجال اليهود تراجع من 82.4 عام في عام 2023 إلى 82.1 عام في عام 2024، بينما تراجع متوسط أعمار الرجال العرب من 78.3 عام إلى 77.7 عام. وتراجع متوسط أعمار النساء اليهوديات من 86.1 إلى 85.8 عام، والنساء العربيات من 83.3 إلى 83.2 عام. ولا تشمل المعطيات القتلى من جراء الحرب على غزة.

وبلغ عدد سكان إسرائيل في هذه السنة 10 ملايين و178 ألف نسمة، بينهم 7.7 مليون من اليهود والعائلات المختلطة مع اليهود (أي 76.3 في المائة)، و2.1 مليون عربي و260 ألف أجنبي.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن إسرائيل، تدخل في الحساب سكان القدس العربية (380 ألفاً) وسكان الجولان السوري (24 ألفاً). وعليه، فإن الحسابات الدقيقة تشير إلى أن عدد سكان إسرائيل لم يتجاوز بعد 10 ملايين، ونسبة العرب 20 في المائة.

عاجل إعلام سوري: سماع دوي انفجار في حلب وجار التحقق من مصدره