«لردع التهديدات البحرية»... واشنطن ترسل مقاتلات وبارجة حربية إلى الخليج

مضايقات إيران لناقلات الشحن

TT

«لردع التهديدات البحرية»... واشنطن ترسل مقاتلات وبارجة حربية إلى الخليج

مقاتلة من طراز «إف - 35» في قاعدة «شبانغدام» الجوية الأميركية بالقرب من الحدود الألمانية - البلجيكية في 14 يونيو 2023 (رويترز)
مقاتلة من طراز «إف - 35» في قاعدة «شبانغدام» الجوية الأميركية بالقرب من الحدود الألمانية - البلجيكية في 14 يونيو 2023 (رويترز)

سترسل الولايات المتحدة مقاتلات إضافية من طرازي «إف - 35» و«إف - 16» إلى جانب بارجة حربية إلى الشرق الأوسط، في محاولة لردع التهديدات في المياه الإقليمية وتأمين الممرات المائية، بعدما تعرضت سفن شحن تجارية للاحتجاز أو المضايقة من جانب إيران في الأشهر القليلة الماضية. وأعلن البيت الأبيض في مايو (أيار) أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستجري سلسلة من التحركات في المنطقة دون أن يفصح آنذاك عما ستشمله. وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينغ للصحافيين: «يعزز البنتاغون وجودنا وقدرتنا على مراقبة (مضيق هرمز) والمياه المحيطة»، وفقاً لوكالة «رويترز».

مقاتلة من طراز «إف - 35» في قاعدة «شبانغدام» الجوية الأميركية بالقرب من الحدود الألمانية - البلجيكية في 14 يونيو 2023 (رويترز)

وقالت سينغ: «في ضوء هذا التهديد المستمر، وبالتنسيق مع شركائنا وحلفائنا، تعمل وزارة الدفاع الأميركية على زيادة وجودنا وتعزيز قدرتنا على مراقبة المياه المستقيمة والمحيطة». وأضافت: «ندعو إيران إلى الوقف الفوري لهذه الإجراءات المزعزعة للاستقرار التي تهدد التدفق الحر للتجارة عبر هذا الممر المائي الاستراتيجي الذي يعتمد عليه العالم لأكثر من خُمس إمدادات النفط العالمية».

ولم يتضح بالضبط المكان الذي ستتمركز فيه المقاتلات الإضافية والمدة التي ستبقى خلالها في المنطقة.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في بيان اليوم الاثنين، إن المدمرة «يو إس إس توماس هوندر» المستقرة في البحر الأحمر وعدداً من الطائرات المقاتلة من طراز «إف - 35» ستتجه إلى منطقة الخليج.

المدمرة «يو إس إس توماس هوندر»

من جهته، قال جون كيربي، منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية: «لن تسمح الولايات المتحدة للقوى الأجنبية أو الإقليمية بتعريض حرية الملاحة عبر الممرات المائية في الشرق الأوسط للخطر، بما في ذلك مضيق هرمز». وأضاف أنه «ببساطة لا يوجد مبرر» لأفعال إيرانية للتدخل أو مضايقة أو مهاجمة السفن التجارية.

وكانت وكالة «أسوشيتد برس» قد نقلت عن مسؤول عسكري أميركي، الأحد الماضي، أن الولايات المتحدة سترسل طائرات «إف - 16» في نهاية الأسبوع الحالي؛ «لتوفير غطاء جوي للسفن في مضيق هرمز، ومن احتجازها من إيران». وجاء قرار إرسال الطائرات المقاتلة لتعزيز الطائرات المسلحة من طراز «A - 10» التي تقوم بدوريات في المنطقة منذ أكثر من أسبوع.

ولم يتضح ما إذا كانت المقاتلات الأميركية تسعى إلى إبعاد القوات البحرية الإيرانية عبر إطلاق طلقات تحذيرية، مثلما فعلت بعض السفن، أو لديها صلاحيات أوسع باستهداف القوات الإيرانية. وتدخلت البحرية الأميركية في وقت سابق هذا الشهر، لمنع إيران من الاستيلاء على سفينتين تجاريتين في خليج عمان. وقالت البحرية الأميركية، في كلتا الحالتين إن السفن البحرية الإيرانية تراجعت عندما وصلت المدمرة «يو إس إس ماكفول» إلى مكان الحادث. وقالت البحرية إن السفينة «ماكفول» لا تزال في منطقة الخليج لمواصلة حماية الممرات الملاحية. ومنذ 2019، وقعت سلسلة من الهجمات على سفن في مياه الخليج الاستراتيجي في أوقات توتر بين الولايات المتحدة وإيران.

واستخدمت إيران طائرات مروحية وزوارق سريعة في احتجاز الناقلات. وفي بعض حالات الاحتجاز قامت قوات بحرية من «الحرس الثوري» بإنزال على متن السفن والناقلات، وبث التلفزيون الإيراني الرسمي لقطات من بعض عمليات الاحتجاز.

والشهر الماضي، قالت البحرية الأميركية إن إيران احتجزت ما لا يقل عن خمس سفن تجارية في العامين الماضيين، وضايقت أكثر من 12 سفينة أخرى.
ويمر نحو خُمس الشحنات العالمية من النفط الخام والمنتجات النفطية عبر مضيق هرمز.

ونظراً لكون اتفاق إيران النووي المبرم في 2015 غير سار فعلياً، تدهورت علاقات إيران مع الغرب على مدى العام الماضي، ما أدى إلى بحث واشنطن وحلفائها عن سبل لتهدئة التوتر وعن وسيلة، لو حدث ذلك، لإحياء نوع من الحدود النووية.

وبسبب انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من اتفاق 2015 النووي وعجز بايدن عن إحيائه، بوسع إيران تصنيع المادة الانشطارية اللازمة لصنع قنبلة واحدة خلال 12 يوماً أو نحو ذلك بحسب تقديرات الولايات المتحدة، نزولاً من مدة كانت تقدر بعام حينما كان الاتفاق سارياً.

وتنفي إيران أنها تسعى لتصنيع سلاح نووي يراه الغرب تهديداً لدول المنطقة.


مقالات ذات صلة

قلق وحذر وتفاؤل… ردود فعل إيرانية على فوز ترمب

شؤون إقليمية إيرانيون يطّلعون على الصحف المحلية في طهران بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ف.ب)

قلق وحذر وتفاؤل… ردود فعل إيرانية على فوز ترمب

أثار فوز دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية ردود فعل متباينة بين أفراد الشعب في إيران، ويخشى البعض من تفاقم احتمالات اندلاع حرب وصعوبات اقتصادية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة للوحة إعلانية مناهضة للولايات المتحدة كُتب عليها بالفارسية: «أمريكا هي الشيطان الأكبر» في طهران (إ.ب.أ) play-circle 01:09

طهران تتمسّك بـ«السياسات الثابتة» مع فوز ترمب بولاية جديدة

تستعد طهران لـ4 سنوات بالغة التعقيد مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب - مهندس استراتيجية «الضغوط القصوى» - إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية «يد واحدة ضد إيران» عنوان صحيفة «همشهري» التابعة لبلدية طهران

الإيرانيون حائرون بين هاريس وترمب... «أحلاهما مُر»

مع إطلاق صافرة نهائي الانتخابات الأميركية، تباينت المواقف في إيران بشأن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترمب.

عادل السالمي (لندن)
شؤون إقليمية سيارة العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده بعد استهدافها قرب طهران (أ.ف.ب)

إيران تحكم بإعدام 3 متهمين في قضية اغتيال فخري زاده

قضت محكمة إيرانية بإعدام ثلاثة أشخاص، لتورطهم في حادث اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2020.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية رئيس «منظمة الطاقة الذرية الإيرانية» محمد إسلامي (مهر)

إيران: وصلنا إلى النضج النووي

قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن بلاده وصلت إلى مرحلة «النضج النووي»، كاشفاً عن التوصل إلى «رموز لإنتاج عناصر» على صلة بالصناعات النووية.

«الشرق الأوسط» (طهران)

حرب شوارع في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل رؤساء بلديات

قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)
قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)
TT

حرب شوارع في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل رؤساء بلديات

قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)
قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

اندلعت أعمال عنف وشغب تخللتها أعمال حرق ونهب لمحال تجارية في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل 3 رؤساء بلديات منتخبين من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعب» المؤيد للأكراد لاتهامهم بدعم الإرهاب. وفي الوقت ذاته، استمرت المصادمات بين الشرطة ونواب حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول على خلفية اعتقال رئيس بلدية إسنيورت، أحمد أوزار، بتهمة دعم الإرهاب والاتصال بعناصر في حزب العمال الكردستاني.

وقام محتجون غاضبون بأعمال عنف وشغب في شوارع مدينة بطمان وتحولت الشوارع ساحة معركة مع الشرطة التي اعتقلت العشرات من المتظاهرين بعد إشعالهم النار ونهب أحد المحال.

وقالت المديرية العامة للأمن، في بيان في ساعة متأخرة من ليل الخميس - الجمعة، إنه تم القبض على 140 مشتبهاً بهم في 8 ولايات، هي: ماردين، بطمان، شانلي أورفا، إسطنبول، وان، ديار بكر، أضنة وأنطاليا، بسبب إلقائهم الحجارة على قوات الأمن؛ ما أسفر عن إصابة 16 شرطياً، ومواطنَين اثنين.

وأضاف البيان أنه تم اتخاذ إجراءات قانونية ضد 75 شخصاً من مديري حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، لنشرهم منشورات استفزازية وتحريضية، مطالباً المواطنين بالابتعاد عن الاستفزازات.

وحذَّر البيان من ارتكاب جرائم تؤذي الناس والبيئة والممتلكات بوسائل غير قانونية، مشدداً على أن الدولة التركية قوية، وأن من دبروا هذه المؤامرات ضد الدولة سينالون الجزاء الذي يستحقونه.

أعمال شغب وحرائق واشتباكات مع الشرطة في بطمان (إكس)

وعقب اعتقال قوات الأمن التركية رئيس بلدية إسنيورت، كبرى بلديات ولاية إسطنبول، أحمد أوزار، الأسبوع الماضي، وتوقيفه بتهمة الإرهاب وإجراء اتصالات على مدى 10 سنوات مع أعضاء في حزب العمال الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، قررت وزارة الداخلية عزل رئيسي بلدية ماردين، السياسي الكردي المخضرم أحمد تورك، ورئيسة بلدية بطمان جولستان شونوك، وبلدية هالفيتي، التابعة لمدينة شانلي أورفا، محمد كارايلان، بالتهم نفسها؛ ما أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة، لا تزال مستمرة.

وفي إسطنبول تواصلت المشاحنات اليومية بين الشرطة ونواب وأعضاء حزب الشعب الجمهوري، منذ اعتقال رئيس بلدية إسنيورت، أحمد أوزار، الأربعاء قبل الماضي، في ظل تصدي الشرطة لمنع أعضاء مجلس البلدية المنتمين للحزب من دخول مبناها بعد تعيين نائب والي إسطنبول وصياً عليها. ووقع اشتباك بالأيدي، الجمعة، بين الشرطة ونائب حزب الشعب الجمهوري، دنيز ياووز يلماظ بعدما منعته من دخول مبنى بلدية إسنيورت.

وخاطب يلماظ عناصر الشرطة قائلاً: «ألم تفكروا في ضباط الشرطة والجنود الشهداء عندما دعا رئيس حزب الحركة القومية، حليف حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب إردوغان، زعيم حزب العمال الكردستاني السجين، الإرهابي عبد الله أوجلان، للحديث من على منصة البرلمان والاستفادة من الحق في الأمل وإطلاق سراحه، بينما تعتقلون رئيس بلدية من حزبنا على أساس مكالمات هاتفية قبل 10 سنوات مع أشخاص لا يعلم هويتهم؟».

نائب حزب الشعب الجمهوري دنيز ياووز يلماظ خلال تجمع أمام بلدية إسنيورت في إسطنبول (من حسابه في إكس)

وأضاف: «لقد تم اعتقال رئيس بلدياتنا الأكاديمي المعروف أحمد أوزر وتوقيفه بأدلة ملفقة، سنواصل مراقبتنا القوية ونكافح للتأكيد على أن الادعاءات الموجهة ضد أحمد أوزر هي أكاذيب ولا أساس لها من الصحة، وتتجاوز العقل والمنطق والضمير».

وفي أول تعليق له على أزمة عزل رؤساء بلديات المعارضة وتعيين أوصياء بدلاً منهم، قال الرئيس رجب طيب إردوغان إن «من يستغل منصبه سيدفع الثمن بالتأكيد».

وأضاف إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من المجر بعد مشاركته في قمة المجتمع السياسي الأوروبي الخامسة، نُشرت الجمعة: «قلنا دائماً إنه لا يمكن الجمع بين الإرهاب والديمقراطية والسياسة المدنية، وإن انتخاب أي شخص لا يعطيه الحق في التدخل والتسلح بالإرهاب، فواجبه السياسي أن يخدم شعبه ومدينته ومنطقته، ولن نتسامح مع بارونات الإرهاب في قنديل (شمال العراق) وأوروبا أو التنظيم الانفصالي (حزب العمال الكردستاني) الذي يتم دعمه في هياكل المدن».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

وتابع أننا نتابع التحقيقات التي يتم إجراؤها والأدلة والادعاءات والمعلومات والوثائق المتعلقة بالأفراد المذكورين (رؤساء البلديات المعزولين)، و«لا يمكننا أن نتوقع أن يتجاهل القضاء هذه الادعاءات والجرائم الخطيرة التي ظهرت الآن إلى النور». وانتقد إردوغان حزب الشعب الجمهوري، قائلاً: «لا ينبغي للمعارضة أن تحاول الضغط على القضاء لعدم القيام بواجبه، وإن تهديد مدعي العموم واستهداف رجال القانون وإهانتهم بشكل خاص هو محض لصوصية، أهنئ السلطة القضائية على الفطنة التي تتمتع بها في هذه القضية».

عاجل «إف.بي.آي» يحبط خطة إيرانية لاستئجار قاتل لاغتيال ترمب (أسوشييتد برس)