طهران: نجاح المفاوضات النووية مع واشنطن مرهون بتلبية مطالبنا

رئيسي يبدأ جولة لاتينية تشمل فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يلقي كلمة خلال احتفالية في طهران للكشف عن صاروخ باليستي جديد مداه 1400 كيلومتر (رويترز)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يلقي كلمة خلال احتفالية في طهران للكشف عن صاروخ باليستي جديد مداه 1400 كيلومتر (رويترز)
TT

طهران: نجاح المفاوضات النووية مع واشنطن مرهون بتلبية مطالبنا

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يلقي كلمة خلال احتفالية في طهران للكشف عن صاروخ باليستي جديد مداه 1400 كيلومتر (رويترز)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يلقي كلمة خلال احتفالية في طهران للكشف عن صاروخ باليستي جديد مداه 1400 كيلومتر (رويترز)

قال برلماني إيراني إن طهران أبلغت الجانب الأميركي بأن المفاوضات النووية ستصل إلى نتيجة، فقط إذا تحققت المطالب الإيرانية.

ونفى عباس مقتدائي، النائب الثاني لرئيس «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية» في البرلمان الإيراني، في تصريحات، لوكالة «مهر» الحكومية، التقارير التي تفيد بتوصل طهران وواشنطن إلى اتفاق.

وأضاف مقتدائي: «هناك بعض التكهنات والشائعات التي لا أساس لها من الصحة حول التوصل إلى اتفاق بين إيران وأميركا، وسيجري، في حينه، الكشف عن الحقائق بهذا الشأن»، مشدداً على أن طهران لن تتراجع أمام الضغوط الأميركية.

إضافة إلى ذلك، توجّه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، صباح اليوم الاثنين، إلى أميركا اللاتينية في جولة تشمل فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا؛ بهدف تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين طهران والدول الثلاث. وتخضع الدول الثلاث تلك لعقوبات أميركية، كما هي الحال بالنسبة لإيران.

ومن المنتظر أن يجري التوقيع خلال الزيارة على عدد من الوثائق بين طهران والدول الثلاث؛ لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات.

ووفقاً لوكالة أنباء «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، وصف رئيسي، قبيل مغادرته مطار طهران متوجهاً إلى فنزويلا، العلاقات بين إيران ودول أميركا اللاتينية، بـ«الاستراتيجية»، قائلاً إن الموقف المشترك لإيران وفنزويلا ونيكاراغوا وكوبا هو «الوقوف في وجه نظام الهيمنة ومواجهة الأحادية»؛ في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وقال رئيسي إن «معظم دول أميركا اللاتينية هي دول تريد العيش مستقلة، وإن نزعة الحرية والاستقلال والمقاومة في وجه نظام الهيمنة هي السمة المشتركة لدول هذه المنطقة».

وأضاف أنه إلى جانب العلاقات الودية السياسية والاقتصادية والتجارية بين إيران وهذه الدول الثلاث، هناك أيضاً تعاون جيد في مجال الطاقة، مشيراً إلى أن العامين الأخيرين شهدا تطوراً جيداً للعلاقات في المجالات الصناعية والزراعية والعلمية والتكنولوجية والطبية والعلاجية.

كانت إدارة رئيسي قد وصفت خطط تعزيز العلاقات مع دول أميركا اللاتينية بأنها محور رئيسي للسياسة الخارجية الإيرانية.


مقالات ذات صلة

«بنك أهداف» واسع... أين يمكن أن ترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟

تحليل إخباري المرشد الإيراني علي خامنئي يتحدث إلى قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده في نوفمبر الماضي (موقع المرشد) play-circle 01:25

«بنك أهداف» واسع... أين يمكن أن ترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟

من المنشآت النفطية إلى النووية، مروراً بمصانع السلاح والقيادات... أهداف محتملة لإسرائيل في إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري إعلان مناهض لإسرائيل في طهران يظهر صواريخ إيرانية أبريل الماضي (إ.ب.أ)

تحليل إخباري بين الهجوم الاستباقي والتصعيد الإقليمي: ماذا تنتظر إسرائيل من إيران؟

تتناول الأحداث في لبنان التهديدات المحتملة من إسرائيل تجاه إيران، عقب تصفية حسن نصر الله. تبرز النقاشات حول تنفيذ هجوم استباقي على المنشآت النووية الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (إ.ب.أ)

غروسي «يلمس» رغبة إيرانية كبرى لمحادثات النووي

أبدت إيران «رغبة كبرى» للعودة إلى محادثات الملف النووي، وفقاً لتصريحات رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة بالأقمار الاصطناعية تُظهر توسعاً في منشأة نطنز النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

«طريق مفتوح» لهجمات إسرائيلية على النووي الإيراني

يذهب خبراء إلى أن إسرائيل تخلق من التصعيد في جنوب لبنان ظرفاً لشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية، بالتزامن مع تعثر صفقة وقف الحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (أ. ف. ب)

الرئيس الإيراني: مستعدون للعمل مع القوى العالمية لحل الأزمة النووية

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن طهران مستعدة لإنهاء الأزمة النووية مع الغرب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

إيران: خطة الرد «القاسي» على الإجراءات المحتملة لإسرائيل جاهزة

خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)
خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)
TT

إيران: خطة الرد «القاسي» على الإجراءات المحتملة لإسرائيل جاهزة

خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)
خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)

قال مسؤول عسكري إيراني إن بلاده أعدت خطة للرد على هجوم محتمل لإسرائيل، في وقت منح المرشد الإيراني علي خامنئي، قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس»، وساماً رفيعاً على خلفية الهجوم الذي شنته إيران، الثلاثاء.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أمس (السبت)، إن إسرائيل سترد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران الأسبوع الماضي، «عندما يحين الوقت المناسب».

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن «مصدر مطلع»، أن «خطة الرد المطلوب على الإجراءات المحتملة للصهاينة جاهزة تماماً».

وأوضح: «لا يوجد أدنى شك في توجيه ضربة مضادة من إيران»، متحدثاً عن «عدة أنواع من الضربات المضادة والمحددة في الخطة الإيرانية».

وأضاف المصدر: «سيتم اتخاذ قرار فوري بشأن تنفيذ واحدة أو أكثر منها، حسب نوع عمل الصهاينة»، لافتاً إلى أن إيران «لديها بنك أهداف متعددة في إسرائيل».

وقال إن «عملية الوعد الصادق 2» أظهرت «أننا نستطيع تدمير أي نقطة نريدها».

جاء ذلك، في وقت منح المرشد علي خامنئي، وسام «الفتح الذهبي»، لقائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، أمير علي حاجي زاده، على خليفة الهجوم الصاروخي.

وفي وقت سابق اليوم، قال قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني علي رضا تنغسيري إن إيران تعكف على تقييم جميع السيناريوهات «التي قد ينفذها العدو في منطقة جغرافية، مثل الخليج أو غير ذلك»، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية. وقال تنغسيري إن «إيران تُجري تدريبات وتضع مخططات بناءً على ذلك»، مضيفاً: «لقد صممنا سيناريوهات للاشتباك مع العدو»، موضحاً: «لدينا خطط لكل وضع». وأوضح أن إيران «لن تقوم بأي عمل» في حال لم تتعرض مصالحها الوطنية للضرر.

قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» بعد تقليده وسام «فتح» الأحد (موقع خامنئي)

ونشر موقع «خامنئي» الرسمي صور مراسم تقليد الوسام، بحضور رئيس الأركان محمد باقري، وقائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، وقائد الجيش عبد الرحيم موسوي، ورئيس غرفة العمليات المشتركة غلام علي رشيد.

بنك أهداف إيران

في الأثناء، قالت صحيفة «كيهان» المقربة من مكتب المرشد الإيراني، إن إيران ستهاجم البنية التحتية الإسرائيلية بما في ذلك 15 مركزاً اقتصادياً إسرائيلياً، إذا تعرضت إيران لهجوم إسرائيلي و«لو كان صغيراً».

وحذرت الصحيفة من أنه «إذا قامت الحكومة الإسرائيلية بالرد العسكري على هذه العملية التي تتماشى مع الحقوق القانونية للبلاد والقوانين الدولية، فستواجه هجمات قاسية ومدمرة لاحقاً».

وقالت الصحيفة، في عددها الصادر يوم الأحد، إن «إسرائيل تعتمد على عدد قليل من حقول النفط والغاز ومحطات الطاقة ومصافي النفط؛ بسبب مساحتها الجغرافية المحدودة».

وأشارت الصحيفة إلى 3 حقول غاز في كاريش، وتمار، وليفياتان، ومصافي النفط في حيفا وأشدود، و6 محطات كهرباء هي: هاجيت، وأوروت رابين، وأشكول، وروتنبرغ، وغزر، ورامت هوف، وحقلين نفطيين هما حلتس ومجد، ومخازن النفط في أشكلون وإيلات.

كما أشارت إلى ضرب موانئ إسرائيل، وخطوط نقل الكهرباء، ومحطات البنزين. وأضافت أن ذلك «سيؤدي أيضاً إلى تدمير إمكانية نقل الكهرباء والوقود من الخارج، مما يجعل الحياة في الأراضي المحتلة مستحيلة».

وذكر الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا)، الأحد، أن الوزير محسن باك نجاد، وصل إلى جزيرة خرج، وسط مخاوف من استهداف إسرائيل للمرفأ النفطي هناك، وهو الأكبر في إيران.

وتحدثت عدة مواقع إسرائيلية عن احتمال استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، رداً على الهجوم الإيراني.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إنه لا يعتقد أن إسرائيل قررت بعد كيفية الرد. وحضّ إسرائيل على تفادي استهداف منشآت نفطية إيرانية، فيما أكد المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترمب، أن على إسرائيل «ضرب» المواقع النووية الإيرانية.

وذكر موقع «شانا» أن «باك نجاد وصل صباح اليوم (الأحد) لزيارة منشآت النفط، ولقاء موظفي عمليات في جزيرة خرج»، مضيفاً أن مرفأ النفط هناك تبلغ سعته التخزينية 23 مليون برميل من الخام.

وتضم هذه الجزيرة الواقعة غربي الخليج العربي، أكبر محطة لتصدير النفط الخام الإيراني. وكان الوزير الإيراني قد زار، السبت، مدينة عسلوية الساحلية المطلّة على الخليج، التي تعدّ مركزاً مهماً لصناعة الغاز والبتروكيماويات، حيث أجرى «رحلة عمل عادية»، وفقاً للتلفزيون الرسمي.

بنك أهداف إسرائيل

جاء مقال صحيفة «كيهان» على ما يبدو رداً على ما نشرته حسابات أمنية إسرائيلية على منصة «إكس»، ومن بينها حساب «ترور آلارم» الذي كشف عن قائمة بنك أهداف إسرائيل، وتشمل 10 مدن إيرانية «في الجولة الأولى من الضربات الإسرائيلية». وأضاف الحساب: «سيتم استخدام الأسلحة النووية في حال ردت إيران».

وتشير القائمة إلى استهداف عدة مراكز في طهران، من بينها معهد أبحاث الفضاء الإيراني المرتبط بالبرنامج الصاروخي، ومنظمة الفضاء الإيرانية، ومقرات الوحدة الجوية - الصاروخية في «الحرس الثوري»، ومركز قيادة «الحرس الثوري»، ومركز «أبحاث جهاد لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومنظمة صناعات الفضاء» التابعة لـ«الحرس الثوري»، فضلاً عن مركز «فجر» للصناعات الدفاعية.

ويشمل بنك الأهداف الإسرائيلية قواعد صاروخية ومصانع لإنتاج الصواريخ في مدينتي شيراز وحاجي آباد (جنوباً)، ومدينة كرمانشاه، وقاعدة خرم آباد (غرباً). وتبريز شمال غرب، وأصفهان وآراك وسط البلاد.

كما تشير القائمة إلى مركز محطة إطلاق الصواريخ الفضائية «الخميني» في سمنان شرقي طهران. والمحطة الفضائية في ميناء تشابهار.

تحذير إسرائيلي

كان «الحرس الثوري» قد أطلق 200 صاروخي باليستي، مستخدماً صواريخ «قدر»، البالغ مداها ألفي كيلومتر، و«عماد» الذي يصل إلى 1700 كيلومتر، حسب حمولة الرأس الحربي.

وأعلن «الحرس الثوري» أنه استخدم صاروخ «فتاح» الفرط صوتي، الذي يصل مداه إلى 1400 كيلومتر، وهو ما شكك به خبراء، مرجحين استخدام صاروخ «خبير شكن»، الذي يشبه صاروخ «فتاح» في هيكله الخارجي.

وزعم «الحرس الثوري» أن الصواريخ التي أطلقها أصابت الأهداف بنسبة 90 في المائة، مضيفاً أنه استهدف 3 قواعد جوية في إسرائيل؛ هي: «نيفاتيم» و«حتساريم» و«تل نوف».

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إيران، اليوم (الأحد)، من أنها قد تتعرّض لدمار يشبه ما يحصل في غزة وبيروت في حال ألحقت الأذى ببلاده.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال غالانت في بيان: «لم يمسّ الإيرانيون قدرات سلاح الجو (في الهجوم)، ولم تتضرر أي طائرة، ولم يتم إخراج أي سرب عن الخدمة»، في إشارة إلى الضربة الإيرانية التي طالت قاعدتين لسلاح الجو.

وأضاف غالانت: «من يعتقد أن مجرد محاولة إلحاق الأذى بنا ستمنعنا عن اتخاذ أي إجراء، فعليه أن ينظر إلى (إنجازاتنا) في غزة وبيروت».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيال هاغاري، أمس، إن إسرائيل ستردّ على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي شنته طهران الأسبوع الماضي، عندما يحين الوقت المناسب. وأضاف هاغاري أن الهجوم الإيراني أصاب قاعدتين جويتين لكنهما ما زالتا تعملان بكامل طاقتيهما، ولم تتضرر أي طائرة. وذكر في بيان بثه التلفزيون: «سنحدد الطريقة والمكان والتوقيت للرد على هذا الهجوم المشين وفقاً لتعليمات القيادة السياسية».