«أوبنهايمر» يستبق الأوسكار بنيل جائزة نقابة المخرجين

كيليان مورفي بطل فيلم «أوبنهايمر» والمخرج كريستوفر نولان خلال حفل جوائز «دي جي إيه» الأميركية (رويترز)
كيليان مورفي بطل فيلم «أوبنهايمر» والمخرج كريستوفر نولان خلال حفل جوائز «دي جي إيه» الأميركية (رويترز)
TT

«أوبنهايمر» يستبق الأوسكار بنيل جائزة نقابة المخرجين

كيليان مورفي بطل فيلم «أوبنهايمر» والمخرج كريستوفر نولان خلال حفل جوائز «دي جي إيه» الأميركية (رويترز)
كيليان مورفي بطل فيلم «أوبنهايمر» والمخرج كريستوفر نولان خلال حفل جوائز «دي جي إيه» الأميركية (رويترز)

فاز فيلم «أوبنهايمر»، يوم السبت، بالجائزة الرئيسية بين المكافآت التي تمنحها نقابة المخرجين الأميركية (دي جي إيه) وتُشكّل في العادة مؤشراً مهماً إلى ما ستكون عليه جوائز الأوسكار، مما عزز التوقعات بحصول مخرجه كريستوفر نولان هذه السنة على اللقب السينمائي الأبرز بعد طول انتظار.

فالمخرج البريطاني الذي غالباً ما تُحقق أفلامه الضخمة إنتاجياً نجاحاً تجارياً كبيراً لكنها لا تتمكن دائماً من انتزاع جوائز سينمائية، حصل على لقب أفضل فيلم خلال الاحتفال الخامس والسبعين بتوزيع جوائز نقابة المخرجين الأميركية.

وقال نولان عن فيلمه، الذي يتناول سيرة مخترع القنبلة الذرية جيه روبرت أوبنهايمر، ويؤدي دوره فيه الممثل الآيرلندي كيليان مورفي: «فكرة أن زملائي يرون أنني أستحق هذه الجائزة تعني لي الكثير»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

كريستوفر نولان مخرج فيلم «أوبنهايمر» يفوز بجائزة «دي جي إيه» الأميركية (رويترز)

وسبق أن رُشحت أربعة من أفلام نولان السابقة، وهي «ميمينتو» Memento و«ذي دارك نايت» The Dark Knight و«إنسيبشن» Inception و«دانكرك» Dunkirk لجائزة «دي جي إيه» الكبرى، لكنّ أياً منها لم يفز بها.

إلى الأوسكار؟

وبات في إمكان المخرج أن يتوّج فيلمه الشهر المقبل في الاحتفال السادس والتسعين لتوزيع جوائز الأوسكار، بعد إخفاقه خمس مرات في الحصول على المكافأة الكبرى. ونال «أوبنهايمر» هذه السنة 13 ترشيحاً.

وأشاد نولان لدى تسلمّه جائزة «دي جي إيه» بفريقه لنجاحه في ترجمة رؤاه الطموحة، ومنها إنشاء نسخة طبق الأصل مذهلة لأول اختبار للقنبلة الذرية.

وقال خلال الاحتفال: «آسف يا رفاق! الأمر كله يعتمد عليكم وعلى فرقكم. لم تحققوا يوماً نجاحاً مماثلاً لذلك الذي حققتموه في (أوبنهايمر)».

غريتا غيرويغ تتسلم جائزة خلال حفل جوائز «دي جي إيه» عن فيلم «باربي» (أ.ف.ب)

وتنافس نولان على جائزة «دي جي إيه» لأفضل فيلم هذه السنة مع كل من مارتن سكورسيزي عن «كيلرز أوف ذي فلاور مون» Killers of the Flower Moon وغريتا غيرويغ عن «باربي» Barbie ويورغوس لانتيموس عن «بور ثينغز» Poor Things وألكسندر باين عن «ذي هولدوفرز» The Holdovers.

وسبق لثمانية عشر من آخر عشرين فائزاً بجائزة «دي جي إيه» أن حصلوا أيضاً في العام نفسه على جائزة أفضل مخرج في احتفال الأوسكار الذي يقام هذه السنة في 10 مارس (آذار) المقبل.

ومُنِحَت جائزة أفضل فيلم وثائقي لشريط «20 دايز إن ماريوبول»، الذي يتناول قصة امتداد الحرب إلى مدينة أوكرانية أصبحت مسرحاً لإحدى أعنف المعارك وأكثرها دموية خلال الغزو الروسي.

وقال مخرج الفيلم مستيسلاف تشيرنوف: «تعرضت مدينتي اليوم للقصف وقُتل سبعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال. إنه يوم حزين».

وأضاف: «في الوقت نفسه، أدرك قوة السينما... عندما يفرّ هؤلاء الأشخاص من القنابل التي تسقط عليهم، يمكثون في الأقبية ويشاهدون الأفلام للتغلب على خوفهم».

أما فيما يتعلق بالأعمال التلفزيونية التي تكافئها «دي جي إيه» أيضاً، فاز مسلسل «ذي لاست أوف آس» The Last of Us بجائزة أفضل حلقة من مسلسل درامي، و«ذي بير» The Bear بالجائزة المماثلة في فئة المسلسلات الكوميدية.


مقالات ذات صلة

«أوسكار الذكاء الاصطناعي»: الأكاديمية تفتح الباب أمام أفلام التقنية للفوز بأرفع الجوائز السينمائية

يوميات الشرق حمدان بلال مع راشل شور من فريق إخراج «لا أرض أخرى» في حفل الأوسكار يوم 2 مارس (رويترز) play-circle

«أوسكار الذكاء الاصطناعي»: الأكاديمية تفتح الباب أمام أفلام التقنية للفوز بأرفع الجوائز السينمائية

الأفلام التي يتم إنتاجها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ستكون مؤهلة رسمياً للتنافس على جوائز الأوسكار، دون أن يُعدّ استخدام التقنية عاملاً مؤثراً سلبياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المخرج حمدان بلال (أرشيفية - أ.ف.ب)

«أكاديمية الأوسكار» تعتذر لإغفالها اسم مخرج فلسطيني في استجابتها للاعتداء عليه

اعتذرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأميركية عن عدم ذكر اسم المخرج حمدان بلال المشارك في فيلم «لا أرض أخرى» الحائز على جائزة الأوسكار.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
المشرق العربي المخرج الفلسطيني حمدان بلال (أ.ب)

إسرائيل تطلق سراح مخرج «لا أرضَ أخرى» غداة اعتقاله في الضفة الغربية

أطلقت الشرطة الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) سراح المخرج الفلسطيني الحائز جائزة «أوسكار» حمدان بلال، غداة اعتقاله بسبب «رشق الحجارة».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي لحظة اعتقال حمدان بلال من قبل الجيش الإسرائيلي (أ.ب)

الجيش الإسرائيلي يعتقل مخرجاً فلسطينياً فاز فيلمه بجائزة الأوسكار

اعتقل الجيش الإسرائيلي، الاثنين، بالضفة الغربية المخرج الفلسطيني حمدان بلال بعد أسابيع من فوز «لا أرض أخرى»، الفيلم الوثائقي الذي شارك في إخراجه، بجائزة أوسكار.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
يوميات الشرق الممثل أدريان برودي يحطم الرقم القياسي لأطول كلمة في الأوسكار

الممثل أدريان برودي يحطم الرقم القياسي لأطول كلمة في الأوسكار

ألقى أدريان برودي خلال تسلّمه أوسكار أفضل ممثل الأحد أطول كلمة في تاريخ حفلات توزيع جوائز الأوسكار، محطماً رقماً قياسياً يعود إلى 80 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

قيادة نسائية لدورة مهرجان «كان» الجديدة

قصر المهرجانات قبل انطلاق الدورة الـ78 لمهرجان «كان السينمائي» (إ.ب.أ)
قصر المهرجانات قبل انطلاق الدورة الـ78 لمهرجان «كان السينمائي» (إ.ب.أ)
TT

قيادة نسائية لدورة مهرجان «كان» الجديدة

قصر المهرجانات قبل انطلاق الدورة الـ78 لمهرجان «كان السينمائي» (إ.ب.أ)
قصر المهرجانات قبل انطلاق الدورة الـ78 لمهرجان «كان السينمائي» (إ.ب.أ)

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان»- 1

تنطلق الدورة الـ78، مساء يوم الثلاثاء، وفي صدارتها فيلم الافتتاح الذي اختير خصيصاً لهذه المناسبة.

ليس من إخراج اسم كبير لامع، ولا من بطولة نجوم تتهافت حولهم وسائل الإعلام، بل هو فيلم لا يمكن إدراك فحواه وقيمته إلا بعد مشاهدته الليلة، ولا توجد مبرِّرات واضحة لاختياره فيلماً للافتتاح.

يحمل عنوان («الرحيل يوماً» Partir un jour)، أخرجته إميلي بونن، وتؤدي بطولته جولييت أرماني وتوفيق جلّاب. أدت جولييت أول أدوارها سنة 2009 في فيلم جان-بيار جونيه «Micmacs»، أما توفيق فحديث العهد بدوره، معروف على الشاشة الصغيرة بمسلسلَيْن ناجحَيْن هما: «ساحل دموي»، و«قلوب داكنة».

على الرغم من أن فيلم «الرحيل يوماً» لا يضمُّ نجوماً بارزين، وهو من إخراج مخرجة لم تحقِّق حضوراً نقدياً لافتاً من قبل، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنه لا يصلح لافتتاح الدورة؛ والتساؤل جائز، فقد وجد بعض النقاد أن هناك أفلاماً أخرى كان من الممكن اختيارها لمنح الحدث هالة أكبر.

فيلم حفصية حرزي «آخر العنقود» (June فيلمز)

تغيير واقع

لكن لا بدّ أن هناك سبباً وجيهاً لهذا الاختيار، وهو غالباً يعود إلى احتفاء الدورة الحالية بعدد متزايد من المخرجات وأفلامهن التي غالباً ما تدور حول قضايا نسوية.

ففي السابق، واجهت كل المهرجانات الكبرى اتهامات بتجاهلها للأفلام التي تخرجها النساء، لكن هذا الواقع بدأ يتغير تدريجياً منذ مطلع العقد الثاني من القرن الحالي.

في عقود سابقة، خلا مهرجان «كان» من أفلام نسائية الإخراج، ومنذ عام 2011 بدأ تغيير هذا النمط تدريجياً، وصولاً إلى العام الحالي حيث يحفل المهرجان بسبع مخرجات يتنافسن في المسابقة الرسمية على السّعفة الذهبية، مقابل العدد نفسه في العام الماضي، حين فازت جوستين ترييه بالسعفة عن فيلمها («تشريح سقوط» Anatomy of a Fall).

من حيث المبدأ، يأمل المرء أن يُختار الفيلم بناءً على جودته فقط، لا على أساس جنس مخرجه. إلا أن تجاهل ذلك قد يؤدي إلى احتجاجات واسعة من المطالبين بالمساواة، (وهو حق بالطبع)، والإعلام الذي ينتظر مثل تلك الفرص ليدلو بدلوه.

فيلم الافتتاح «الرحيل يوماً» (توب شوت فيلمز)

المخرجات المتنافسات في هذه الدورة هن ماشا شيلنسكي التي تتقدم بفيلمها «صوت السقوط»، وجوليا دوكورناو («ألفا»)، والأميركية كيلي رايشارد («ذا ماسترمايند»)، والتونسية الأصل حفصية حرزي («آخر العنقود» La Petite Dernière)، واليابانية تشي هاياكاورا («رنوار»)، والبريطانية لِين رامزي («مت يا حبي» Die My Love)، وكارلا سيمون («روميريا»).

تأكيداً لظاهرة نجاح الاعتماد على رفع عدد المخرجات المشاركات في المسابقة الرسمية (وباقي التظاهرات والبرامج) تابعنا في مطلع العام الحالي، دخول فيلم كورالي فارجا («المادة» The Substance) موسم الجوائز في أكثر من بقعة حول العالم بينها ترشيحات «الأوسكار» و«البافتا».

قدامى وجدد

بعيداً عن هذا السياق، لا يمكن تجاهل أن مهرجان «كان» العريق ضمَّ العام الحالي عدداً من الأفلام الجديرة بالاهتمام، بعضها لمخرجين متمرسين في المهنة مثل الأميركيين ويس أندرسون وريتشارد لينكلاتر.

يقف الأول وراء فيلم («الخطة الفينيقية» The Phoenician Scheme) مع ف. موراي أبراهام، وبينثيو دل تورو، وسكارليت جوهانسون، وويليم دافو بين آخرين، والثاني يضع نصب أعين لجنة التحكيم فيلماً يحاكي موجة السينما الفرنسية الجديدة بعنوان «Nouvelle Vague»، ويدور حولها وفي البال إلقاء تحية لا على تلك الموجة الستينيّة فقط بل على أهم مخرجيها وأشهرهم وهو جان-لوك غودار.

المشهورون بين المخرجين المتقدّمين بأفلامهم العام الحالي، ليسوا غالبية. هناك بالطبع الأخوان جان-بيير ولوك داردين اللذان سبق لهما الفوز مرّتين بالسعفة، ويعودان هذا العام بفيلمهما («بيت الأم الشابّة»)، والنرويجي واكيم تراييه («قيمة عاطفية»)، والإيراني جعفر بناهي («كانت حادثة فقط»)، والإيطالي ماريو مارتوني («فيورو»)، والبرازيلي كليبر مندوزا فيلو («العميل السري»)، والأوكراني سيرغي لوزنتسا (مدّعيان عامان»). هذا إلى جانب الأميركيين رايشارد ولينكلاتر وأندرسون.

«بيت الأم الشابة» للأخوَيْن داردين (خدمة «كان»)

ستطالعنا المسابقة بفيلم إيراني آخر لسعيد روستايي عنوانه «امرأة وطفل»، وبفيلم مصري لطارق صالح عنوانه «نسور الجمهورية» بطولة فارس فارس، ولينا خضري، تدور أحداثه حول ممثل يجد نفسه مضطراً إلى قبول عرض رسمي لا يستطيع رفضه.

خارج المسابقة الرسمية وفي إطار مسابقة «نظرة ما»، هناك أسماء عربية أخرى. المخرج المصري مراد مصطفى يتبارى بفيلمه الجديد «عائشة لا تستطيع أن تطير بعيداً»، وهو الذي كان قد قدَّم على شاشة هذا المهرجان سابقاً فيلمه «سعاد» سنة 2020.

الفلسطينيان عرب وطرزان ناصر يعودان بفيلم «ذات مرّة في غزّة»، والتونسية أريج السحيري تتقدم بفيلمها الجديد «وعد السماء»، وآخر أفلامها كان «تحت أشجار التين» سنة 2021.

كذلك هناك فيلم للممثلة سكارليت جوهانسون التي تبدأ به مسيرة في عالم الإخراج عنوانه «إليانور العظيمة».

بين المسابقتين، هناك 42 فيلماً، إلى جانب أكثر من 100 فيلم ضمن البرامج الموازية، أبرزها «نصف شهر المخرجين»، الذي يضمُّ 19 فيلماً، من بينها الفيلم العربي «كعكة الرئيس» للمخرج العراقي حسن هادي.