كلوديا مرشيليان لـ«الشرق الأوسط»: حان الوقت لعودة الدراما ذات الهوية المتكاملة

تفتتح موسم تصوير الدراما بـ«مش مهم الاسم»

تحضر مرشيليان لعمل درامي لموسم رمضان المقبل (حسابها على {انستغرام})
تحضر مرشيليان لعمل درامي لموسم رمضان المقبل (حسابها على {انستغرام})
TT

كلوديا مرشيليان لـ«الشرق الأوسط»: حان الوقت لعودة الدراما ذات الهوية المتكاملة

تحضر مرشيليان لعمل درامي لموسم رمضان المقبل (حسابها على {انستغرام})
تحضر مرشيليان لعمل درامي لموسم رمضان المقبل (حسابها على {انستغرام})

تنشغل وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً بأخبار تصوير مسلسل «مش مهم الاسم». من كتابة كلوديا مرشيليان وإنتاج شركة «الصبّاح»، ويلعب بطولته معتصم النهار وأندريا طايع. كما تشارك فيه باقة من الممثلين اللبنانيين، فيطل كل من أنجو ريحان وألكو داوود ونيبال عرقجي ودوري سمراني وليزا دبس وغيرهم. أما إخراجه فيعود إلى ليال راجحة.

يتألف العمل من 15 حلقة تطبعها موضوعات تصبّ في الـ«لايت كوميدي». بدأ تصوير العمل منذ أيام قليلة في لبنان على أن يتم عرضه فيما بعد على إحدى المنصات الإلكترونية.

توضّح كاتبة العمل كلوديا مرشيليان أن المسلسل لا يشبه بتركيبته «صالون زهرة». وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «القصة مختلفة تماماً، وتتناول موضوعات تنبع من واقع نعيشه. وعلى الكاتب أن يختار المنحى الذي يرغب في أخذه إليه، فيكون درامياً أو اجتماعياً أو كوميدياً. من ناحيتي فضّلت الـ(رومانتيك كوميدي)؛ ليولد مساحة لابتسامة نحتاجها».

قريبا تعلن مرشيليان عن مفاجأة ضخمة تحيي الدراما المحلية اللبنانية (حسابها على {انستغرام})

قليلة هي الإنتاجات الدرامية المطبوعة بالكوميديا. قد يكون السبب الذي يقف وراء ذلك هو غياب أسواق تستسيغها. وربما تحتاج إلى شركات إنتاج انشغلت أخيراً بأعمال الأكشن والإثارة. فالمنصات تفضّل هذه الأخيرة على غيرها. ولكن ما رأي مرشيليان بهذا الموضوع؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «أجهل الأسباب الأساسية التي أودت إلى غياب الكوميديا عن إنتاجاتنا. ولكنني متأكدة من أن المُشاهد حالياً وفي خضم كل المشكلات التي يعيشها يفضّلها على غيرها. فهمومنا في الوطن العربي كثيرة، والكوميديا تشكّل متنفساً نحتاجه أينما كنّا».

عادة ما تشارك مرشيليان في اختيار أبطال عملها. فهل هي مَن اختارت أندريا طايع لمسلسل «مش مهم الاسم»؟ توضح: «أندريا طايع هي أردنية لبنانية الأصل وتدرس في لبنان، وحققت نجاحاً ملحوظاً في مسلسل (مدرسة الروابي). اختارتها شركة (الصبّاح) عن اقتناع بموهبتها. هذه المرة شركة الإنتاج هي مَن اختارت أبطال العمل، وتشاوَرنا معاً ووصلنا إلى هذه الخلطة التمثيلية».

تصف مرشيليان قصة «مش مهم الاسم» بـ«خفيفة الظل»، مبنية على مواقف يشوبها سوء التفاهم، فتولد أجواء مضحكة و«مهضومة». وتضيف: «إنها بالطبع نابعة من بيئتنا وواقعنا، وألبسناها زياً كوميدياً يضفي عليها نكهة منعشة في زمن قاتم».

بطلا {مش مهم الاسم} معتصم النهار وأندريا طايع (حساب مرشيليان على {انستغرام})

مثل غيرها من الكتّاب اللبنانيين، تعتب مرشيليان على غياب الدراما المحلية عن الساحة. في الفترة الأخيرة كانت من بين الكتّاب القلائل الذين ثابروا على ولادة دراما لبنانية. «يومها كانت هناك شركات إنتاج تساندنا وكذلك محطات تلفزة، منها (إم تي في) تسهم في إنتاج تلك الأعمال. حالياً تغيب هذه الإنتاجات تحت ذريعة أنه لا أسواق تجارية تستوعبها. ولكن أتمنى أن أعلن لكم قريباً مشروعاً ضخماً في هذا الصدد قد يعيد المياه إلى مجاريها. ومعه تعود أعمالنا المحلية إلى الواجهة من جديد».

يذكر أن مرشيليان سلّمت أخيراً نصّ مسلسل جديد لمحطة «إل بي سي آي». وهذه الأخيرة في طور البحث في إنتاجه قريباً.

وعمّا إذا كان هذا الباب الذي تتحدث عنه سيفتح المجال أمام أعمال مختلطة أو لبنانية صرف تقول: «المختلط لا يشكّل مشكلة بالنسبة لنا، لا سيما أن عناصره باتت قليلة جداً. لاحظنا في موسم رمضان تراجع المختلط وتقدم الأعمال الدرامية ذات الهوية المحددة، فعادت الدراما السورية والمصرية من دون تلوينهما بأي عنصر آخر. حان الوقت كي نعود إلى الأعمال الكاملة الهوية والمواصفات، ونسهم في ولادة دراما محلية كما في الماضي القريب».

في الماضي كانت مرشيليان تحرص على توزيع كتابتها، فتحتل المحلية المساحة الأكبر منها. «كنت أكتب عملاً واحداً من النوع المختلط وثلاثة أخرى لبنانية. هذا الأمر لم يعد موجوداً اليوم. صار عدد كبير من الكتّاب اللبنانيين عاطلين عن العمل، ولا يجوز الاستسهال بهذا الأمر لأن الإنتاج اللبناني ضرورة. ولاحظنا في موسم رمضان كيف تابع المُشاهد الأعمال صاحبة الهوية المتكاملة بنجاح».

همومنا في الوطن العربي كثيرة... والكوميديا تشكل متنفساً نحتاجه أينما كنا

ترى مرشيليان أن أي قصة لمسلسل، يجب أن تنبع من بيئته وواقعه. فهذه المصداقية في التعاطي ضرورية. وتسألها «الشرق الأوسط»: لماذا إذن تغيب عن كتاباتها البيئة اللبنانية الحاضنة للسوريين؟ ترد: «لأنها لا تشكّل هدفاً عندي، فنحن اللبنانيين لدينا هموم كثيرة. ومنذ نحو 5 سنوات حتى اليوم نتلقى الصفعة تلو الأخرى. وكذلك تتوالى علينا الأزمات من كل حدب وصوب. كل هذه الأمور تحفّزني على الكتابة عنها. لست أبداً ضد تناول موضوع السوريين في الدراما. فهم من ضمن واقع نعيشه. ونجح كُتّاب كثيرون في تناول هذا الموضوع بمصداقية. فعندما نذهب بهذا الموضوع إلى اتجاهات أكبر بعيداً عن واقعنا يصبح الأمر غير صحي. ولكن ما دامت الأمور تسير في طريقها الصحيح فأنا أؤيدها».

مسلسل {مش مهم الاسم} من كتابة كلوديا مرشيليان (حسابها على {انستغرام})

تابعت مرشيليان في موسم رمضان أعمالاً دراميةً قليلة. أُعجبت ببعضها، ولكنها احتفظت بملاحظاتها حول الموضوع برمّته. «أعدّ ما تابعناه فيما يخص الإنتاجات اللبنانية لم يكن كافيا أبداً. وأتمنى في الموسم الرمضاني المقبل أن تشهد زيادات. وأنا شخصياً لدي عمل في هذا الصدد أحضّر له».


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».