«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

فنانون أشادوا به... ومدير المهرجان عدّه حدثاً استثنائياً

آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)
آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)
TT

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)
آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض، ويُدفع بشقيقها المراهق «يحيى» الذي يقوم بدوره آسر ياسين، للاعتراف بمسؤوليته عن الحادث، ليقضي 15 عاماً خلف القضبان بغير ذنب.

بعد خروج البطل من السجن يبدأ رحلته للانتقام ممن تسببوا في مقتل شقيقته ووفاة أمه بحسرتها، وسنوات عمره التي انقضت، وفي أثناء سعيه للانتقام تتكشف أحداث، يغوص فيها العمل الدرامي الذي يطرح أسئلة مهمة حول مدى قدرة الإنسان على الهروب من ماضيه.

وكانت منصة «نتفليكس» قد أطلقت الحلقة الأولى والثانية من المسلسل المصري الذي من المقرر بدء عرضه في 6 ديسمبر (كانون الأول) المقبل والمكون من 8 حلقات، خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، واستقبلت «الرد كاربت» بالمهرجان أبطال العمل مثلما تستقبل صناع الأفلام، ومن بينهم محمود حميدة، وآسر ياسين، وشيرين رضا، وهدى المفتي، وشريف سلامة، وركين سعد، ومحمد علاء. المسلسل كتبه محمد المصري وهو مأخوذ عن فورمات أجنبية للمسلسل المكسيكي «من قتل سارة؟»، ومن إخراج السوري السدير مسعود وإنتاج مجموعة «كاريزما» والمنتج محمد مشيش.

محمود حميدة وآسر ياسين وبعض فريق عمل المسلسل في عرضه بالمهرجان (إدارة مهرجان القاهرة السينمائي)

الناقد الفني المصري مدير مهرجان القاهرة السينمائي، عصام زكريا، أكد أن «عرض المسلسل بالمهرجان يُعد حدثاً استثنائياً، وأن المسافة بين السينما والدراما قصيرة ومتقاربة وأن الدراما اجتذبت كبار المخرجين»، لافتاً إلى أن مهرجان فينسيا السينمائي عرض خلال دورته الماضية 3 مسلسلات كاملة على مدى أيام، كما أكد الفنان محمود حميدة أن عرض حلقتي المسلسل ليس خروجاً على تقاليد السينما.

وشهد العرض الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي وبعض الفنانين من بينهم ليلى علوي التي قدمت عبر صفحتها على «فيسبوك» التهنئة لأبطاله وكتبت: «عمل رائع وعرض الحلقتين بداية لمسيرة نجاح وتألق ننتظرها بفارغ الصبر».

وتتسم أحداث المسلسل بالإثارة، وتبدأ بخروج «يحيى» من السجن لبدء رحلته بمساعدة فتلة (يقوم بدوره محمد ثروت) الذي أعد له كل شيء لرحلته الانتقامية ليكون المحامي الذي خدعه وزجّ به إلى السجن أول محطة في رحلة انتقامه، وفي كل حلقة تظهر أحداث جديدة وتتكشف وقائع مفاجئة.

ويكتشف «يحيى» أن شقيقته كانت على علاقة مع «علي» الذي يقوم بدوره شريف سلامة، والذي يبدو متورطاً في مقتلها، بينما يظهر والده رجل الأعمال «ياسين» - محمود حميدة - وزوجته «سوسن» - شيرين رضا - المتورطان في القضية وابنتهما «ليلى» - ركين سعد - التي كانت طفلة حين وقع حادث مقتل نادية.

يتمتع المسلسل بصورة بصرية سينمائية لافتة، عبر إضاءة خافتة لمشاهد ليلية غالبة للقاهرة، كما تتسارع الصور والأحداث عبر مونتاج متوازن، ولقطات قصيرة.

ليلى علوي تهنئ المخرج السوري السدير مسعود (إدارة المهرجان)

ويرى الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن أن «المسلسل يعتمد على تيمة الانتقام على طريقة (الكونت دي مونت كريستو)، وهي تيمة مكررة وبالتالي سيكون الجهد الدرامي الأكبر مركزاً على حالة الغموض والإثارة بحثاً عن القاتل الحقيقي الذي ستكشف عنه الحلقات الأخرى».

ويقول عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «اختيار الممثلين في معظمه كان جيداً، لكن من المبكر الحكم على العمل الآن، فمثلاً شخصية ركين سعد تبدو وكأنها متشابهة مع ما قدمته في مسلسل (ريفو)... كما أن آسر ياسين يؤكد قدرته على تقديم أفلام الحركة ومشاهد الأكشن بشكل متميز، ويحسب للإخراج تقديمه أدوار أبطاله وهم شباب من خلال ممثلين موهوبين ويشبهونهم دونما استسهال لأنهم من يؤسسون للقصة».

وكشف المخرج السوري السدير مسعود عن بداية فكرة المسلسل قائلاً، لـ«الشرق الأوسط»، إن «منصة (نتفليكس) كانت لديها رغبة في تقديم فورمات عن المسلسل المكسيكي (من قتل سارة؟)، لكننا فعلياً لا نقدمه بطريقة النقل، بل نستوحي الفكرة منه ونجري تغييراً في الشخصيات وفي هوية القاتل، ونرصد الحكاية بشكل مختلف، وهو ما عمل عليه الكاتب محمد المصري».

وشارك السدير في جميع مراحل كتابته، مؤكداً أن «جزءاً كبيراً من مهمة المخرج يرتبط بقدرته على التعامل مع النص منذ البداية»، وأن «العمل الدرامي يظل عملاً جماعياً».

وأوضح السدير، وهو نجل الفنان السوري غسان مسعود، أن «المسلسل تم تصوير مشاهده كافة بمصر، بين القاهرة والإسكندرية، وأن التصوير استغرق 9 أشهر، فيما استغرقت أعمالي الفنية الأخيرة عاماً كاملاً»، معبراً عن سعادته بالعمل مع طاقات مصرية تمتلك كفاءة وموهبة لا تقل عن نظيرتها العالمية، ومنوهاً بأنه يقدم عبر المسلسل نصاً موازياً للنص المكتوب عبر صورة بصرية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالدراما.

وعَدّ المخرج السوري نفسه محظوظاً لأن اختياراته الأولى من الممثلين تحققت، مثلما يقول: «اعتدت أن أفكّر في ممثل واحد أو اثنين على الأكثر لكل دور، وحينما طرحت أسماءهم على المنتج محمد مشيش توافقنا بسرعة»، وأضاف أن «أبطال العمل على قدر عالٍ من الاحترافية وأنهم ساعدوه كونهم نجوم سينما يدركون حجم اللقطات جيداً وهم أقرب لفهم طبيعة العمل»، كما أشاد بعمله مع منصة «نتفليكس» التي تجعل سقف أحلامه، بوصفه مخرجاً، عالياً دون حجب رؤيته الإخراجية.


مقالات ذات صلة

دراما رمضانية تراهن على فناني الكوميديا و«المهرجانات»

يوميات الشرق الفنان محمد هنيدي (حسابه بفيسبوك)

دراما رمضانية تراهن على فناني الكوميديا و«المهرجانات»

يراهن عدد من الأعمال الدرامية المقرر عرضها في الموسم الرمضاني المقبل خلال عام 2025 على عدد من فناني الكوميديا و«المهرجانات».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)

«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

يراهن صناع مسلسل «إقامة جبرية» على جاذبية دراما الجريمة والغموض لتحقيق مشاهدات مرتفعة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

يؤدي خالد النبوي في مسلسل «سراب» شخصية «طارق حسيب» الذي يتمتّع بحاسّة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحققها.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

تصبح المهمة أسهل حين تكتب شخصية مشهورة مذكراتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت.

هشام المياني (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد مكي يقدم شخصية «شمس الغاوي» في رمضان 2025 (حسابه بموقع فيسبوك)

«الغاوي» رهان أحمد مكي الجديد في الدراما الرمضانية

يراهن الفنان المصري أحمد مكي على خوض ماراثون «الدراما الرمضانية» المقبل بمسلسل «الغاوي» الذي يشهد ظهوره بشخصية مختلفة عما اعتاد تقديمه من قبل.

داليا ماهر (القاهرة )

هل تستطيع الروبوتات الجراحية تعويض نقص الأطباء في مصر؟

وزير الصحة في زيارة لمنشأة طبية (وزارة الصحة المصرية)
وزير الصحة في زيارة لمنشأة طبية (وزارة الصحة المصرية)
TT

هل تستطيع الروبوتات الجراحية تعويض نقص الأطباء في مصر؟

وزير الصحة في زيارة لمنشأة طبية (وزارة الصحة المصرية)
وزير الصحة في زيارة لمنشأة طبية (وزارة الصحة المصرية)

أثار إعلان وزارة الصحة المصرية اعتزامها التوسع في استخدام الروبوتات الجراحية جدلاً، إذ اعتبره البعض تحركاً من الحكومة نحو تقليل الاعتماد على الأطباء، تزامناً مع الخلاف الحادث حالياً مع نقابة الأطباء حول مشروع قانون «المسؤولية الطبية».

لكن الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية، قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن سعي الوزارة للتوسع في استخدام الروبوتات الجراحية هدفه معاونة الجراحين وتسهيل مهمتهم وزيادة إنتاجيتهم، وليس من أجل تقليل الاعتماد على الأطباء أو الاستغناء عنهم.

واجتمع وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار، الثلاثاء الماضي، مع ممثلي إحدى الشركات الصينية الرائدة في مجال الروبوتات الجراحية، وكشفت الوزارة في بيان أن الاجتماع بحث آفاق التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات الجراحية بمستشفيات وزارة الصحة.

«اتجاه الوزارة للتوسع في استخدام الروبوتات الجراحية ليس له علاقة بالخلاف حول قانون أو غيره، ولا يهدف لاستبدال الأطباء»، بحسب حسام عبد الغفار، الذي أكد «أن الروبوت لا يعمل مستقلاً، لكنه يحتاج لطبيب ماهر ومحترف لتشغيله، والهدف من ذلك جعل الطبيب الجراح الماهر يجري الجراحات في أي مكان عن بعد دون أن يتحرك الطبيب من مكانه الموجود فيه».

مصر تعاني من نقص في عدد الأطباء (وزارة الصحة المصرية)

من جانبه، قال يحيى دوير، عضو مجلس نقابة أطباء القاهرة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الروبوتات الجراحية موجودة بمصر بأعداد قليلة، ولا يتم العمل أو التدريب عليها؛ لأنها تحتاج إلى فترة تدريب طويلة».

ونوه دوير إلى أن «استبدال الطبيب المصري بالروبوت والعلاج عن بعد مسألة مستبعدة؛ نظراً لبعض العوامل، منها الخوف من عدم استقرار الإنترنت والتيار الكهربائي داخل المستشفيات، بالإضافة إلى عدم وجود الغطاء القانوني اللازم لإتمام الجراحات بالروبوت عن بعد، فنحن بالأساس ليس لدينا غطاء قانوني يسمح بمناظرة المريض عن بعد، فكيف ستتم جراحات عن بعد؟... ناهيك على التكلفة الباهظة لمثل هذه التطبيقات، وموازنة وزارة الصحة في مصر لا تسمح بذلك».

ورداً على تلك النقاط، قال متحدث الصحة: «نحن قلنا إننا منفتحون على العرض الذي قدمته لنا الشركة الصينية؛ نظراً لما سيحققه من فوائد، ولكن آليات التنفيذ على أرض الواقع ستكون في مرحلة لاحقة، وسيتم توفير اللازم، وجزء من الخطة حال تنفيذها سيكون بناء الكوادر الطبية القادرة على تشغيل الروبوتات واستخدامها بشكل صحيح».

وأوضح: «لدينا روبوتات جراحية بالفعل في معهد الأورام ومعهد ناصر، وأثبتت كفاءة عالية، أي أن الأمر ليس جديداً علينا».

وبحسب آخر رصد صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء في مصر، فقد انخفض عدد الأطباء بالبلاد إلى 97.4 ألف طبيب في عام 2022، مقابل 100.7 ألف طبيب في عام 2021، بانخفاض بلغت نسبته 3.3 في المائة.

وزير الصحة المصري في جولة تفقدية لأحد المستشفيات (وزارة الصحة المصرية)

وتفيد الأرقام بأن مصر لديها طبيب لكل 1162 شخصاً، بينما المعدل العالمي، طبقاً لمنظمة الصحة العالمية، هو طبيب لكل 434 شخصاً.

وشهدت السنوات الماضية هجرة العديد من الأطباء إلى خارج مصر، بقصد العمل والاستقرار في أوروبا أو أميركا، وكذلك بعض الدول العربية وخاصة الخليجية، بحسب نقابة الأطباء المصرية.

ويقول يحيى دوير إن هجرة الأطباء من الأسباب الرئيسية لما يمكن وصفه بـ«التصحر الطبي» في مصر، والسبب في رأيه بحث العديد من الأطباء المصريين عن فرص عمل أفضل خارج البلاد؛ «نظراً لضعف الأجور مقارنة بدول أخرى، حيث لا يتجاوز راتب الطبيب بمصر بعد 10 سنوات من الخبرة 120 دولاراً أميركياً شهرياً».

ومن الأسباب الأخرى لهجرة الأطباء، بحسب دوير: «بيئة العمل غير الصحية، حيث نقص المعدات الطبية الحديثة، وغياب الدعم الإداري في عدد من المنشآت الصحية، وضعف الاستثمار في التعليم الطبي المستمر مع صعوبة التفرغ للعمل البحثي والتطوير، وتأجيج العلاقة بين المريض والطبيب، حيث ترسخ بعض المسلسلات والأفلام ثقافة خاطئة بين الطبيب والمريض وتصور الطبيب بصورة غير لائقة»؛ وفق تعبيره.

مصر تدرس الاستعانة بالروبوتات لمساعدة الجراحين (وزارة الصحة المصرية)

وعن مشروع قانون المسؤولية الطبية، يقول دوير إن «مصر تعد آخر دولة في العالم تقوم بصياغة مشروع قانون المسؤولية الطبية، حيث كان يحاكم الأطباء بقانون العقوبات مثلهم مثل المجرمين الجنائيين، وللأسف مشروع القانون الجديد لا يفرق ما بين الخطأ الطبي والخطأ الطبي الجسيم، ولا يعترف بالمضاعفات الوارد حدوثها والمنصوص عليها في أدلة العمل الإكلينيكية العالمية».

وبحسب دوير، فإن ما يقرب 62 في المائة؜ من أطباء مصر هاجروا أو يعملون خارج البلاد، فضلاً عن أعداد كبيرة داخل مصر مقيدة بالنقابة ولا تمارس الطب.

وزير الصحة في زيارة لمنشأة طبية (وزارة الصحة المصرية)

في المقابل، أكد حسام عبد الغفار، متحدث وزارة الصحة، «أن مشروع قانون المسؤولية الطبية تم إعداده بناء على مطالبات الأطباء أنفسهم وليس هناك خلاف حوله سوى في نقطة واحدة تتعلق بما يقولون إنه يسمح بحبس الأطباء، وهذه النقطة تحتاج فقط للتوضيح لإنهاء الجدل، فيما عدا ذلك فنحن منفتحون على جميع مطالب الأطباء، طالما لا تخالف الدستور».