كلوديا مرشيليان لـ«الشرق الأوسط»: الضحك ينتظركم في «صالون زهرة2»

تنشغل حالياً في كتابة 4 مسلسلات جديدة

مشهد من «صالون زهرة» الذي عُرض على «شاهد VIP»
مشهد من «صالون زهرة» الذي عُرض على «شاهد VIP»
TT

كلوديا مرشيليان لـ«الشرق الأوسط»: الضحك ينتظركم في «صالون زهرة2»

مشهد من «صالون زهرة» الذي عُرض على «شاهد VIP»
مشهد من «صالون زهرة» الذي عُرض على «شاهد VIP»

قلم كلوديا مرشيليان يشبه إلى حد بعيد شخصيتها القريبة من القلب. فهو يخاطب المشاهد بلسان حاله، ويعكس مشكلاته الاجتماعية وغيرها، حتى يُخيَّل إليه وهو يحضر أعمالها أنه واحد من شخصياتها.
كلوديا التي تملك تاريخاً طويلاً في كتابة الأعمال الدرامية تتمتع بقلم انسيابي وواقعي تستشف ورقه من أحداث وأخبار ومعلومات تنبع من مشاهدات حية ويومية. أُعلن أخيراً عن تسلمها مهمة كتابة الجزء الثاني من مسلسل «صالون زهرة» وهو من بطولة نادين نسيب نجيم ومعتصم النهار، وإنتاج شركة «الصبّاح».
هذه المهمة التي سبق وبدأتها نادين جابر في الجزء الأول منه، دفع بكلوديا إلى مشاهدته من جديد والغوص في تفاصيله. «كان عليَّ أن أتعمق في أحداث الجزء الأول لأستطيع بناء نص جذاب انطلاقاً من الخطوط العريضة لكل شخصية تشارك فيه». هكذا تعلق مرشيليان على الحلقات العشر التي يتألف منها المسلسل، والتي جاءت ردود فعل بطلته نجيم ومخرجه جو بوعيد إيجابية جداً عنه. فهما أشارا في تعليقات لهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنهما لم يتوقفا عن الضحك طيلة قراءتهما لحلقاته. فماذا ينتظرنا بالفعل في هذا العمل الذي يبدأ تصويره في سبتمبر (أيلول) المقبل؟ ترد: «هو عمل كوميدي بامتياز، ولن يكتفي برسم ابتسامة على ثغر مشاهده. فإن كمية الضحك التي سيُحدثها كبيرة بحيث لن تغيب عن متابعه طيلة سياق القصة. لقد عملت على أن تكون خفة الظل عنواناً رئيسياً له».

                                                                        نادين نسيب نجيم ومعتصم النهار في «صالون زهرة»
أن يُستبدل كاتب بآخر من أجل إكمال جزءٍ أو أكثر من مسلسل معين، هو أمر يحصل بكثرة إن في البلدان العربية أو الأجنبية. فما كانت صعوبة مهمة مرشيليان في تسلمها عمل سبق لنادين جابر أن كتبت جزأه الأول؟ توضح مرشيليان أن الكتابة بشكل عام، مهمة صعبة في حد ذاتها. «تحتاج إلى سر معين في خطوطها كي تجذب المشاهد وتسليه، وكي تُبكيه أو تُضحكه. لذلك هي مهنة صعبة في حد ذاتها وتعد من أقل المهن التي يمارسها الناس».
رغم الأجواء القاتمة التي يعيشها اللبنانيون فإن قلم مرشيليان الكوميدي، الذي سبق وحاك نصوصاً طريفة، كان غزيراً. وهي ترى أن الإنسان في لبنان الذي يعيش أسوأ أيامه في هذه الحقبة، يحتاج إلى فسحة ترفيهية يتنفس فيها الصعداء: «عادةً ما أُخرج الضحكة من عتمة الحزن فيأتي النص من المضحك المبكي. فكأننا كُتب علينا أن نعيش المآسي طيلة حياتنا. ولكن في الوقت نفسه نحن شعب يحب الحياة وفي استطاعته أن يولّد من المعاناة ضحكة حقيقية».
خبرة كلوديا مرشيليان في الكتابة لم تمنعها من الشعور بالصعوبة في كيفية تناول أحداث «صالون زهرة2». وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن المهمة تصعب لأنني لست مَن وضع كاركترات العمل منذ البداية، فلا أكون معتادة عليها. كما أن المخرج والكاتب والكاركتر ينصهرون في بوتقة واحدة في حال عملوا معاً في أول جزء. وهو ما يساعد على الغوص أكثر في الشخصيات لأنك تعرفت إليهم من قبل».

                                                                الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشيليان
تابعت مرشيليان مرة جديدة «صالون زهرة» الذي سبق أن رأته بعين المشاهدة. ودخلت في تفاصيله الصغيرة والكبيرة وعادت إلى محطات كلام حفظه الناس من نجومه. أضافت شخصيات جديدة على أحداثه وخلطتها مع القديمة منها. فأكملت ما بدأته جابر ولكن بأسلوبها. فمعرفة الكاتب سلفاً بعدد حلقات العمل الدرامي الذي ينوي تأليفه هو أمر ضروري. ومن خلالها يستطيع أن يضع الشكل العام والخطوط التي تستوجبها المهمة، فهي تقنية معروفة في عالم الكتابة.
من ناحية ثانية تحضر الكاتبة اللبنانية لعدة مسلسلات أخرى، بينها عمل يحمل عنوان «وتر». وهو من النوع الاستعراضي الفني الذي تدور أحداثه ضمن مدرسة تعلم الغناء وفنون أخرى. وهو الذي دفع بالمنتج صادق الصباح، ليسهم في مبادرة إعادة ترميم قصر البيكاديللي في شارع الحمراء في بيروت. فقد وجده المكان المناسب لتصوير «وتر» لأنه يملك المقومات الفنية اللازمة لتنفيذه.
الفكرة كانت تراود كلوديا مرشيليان منذ توليها الإشراف على برنامج «ستار أكاديمي» في فترة سابقة، على أن يكون المسلسل من عدة أجزاء متتالية يتضمن كل منها 10 حلقات.
«كنت أتحدث مع المخرجة أنجي جمال، عنها عندما أسرّت لي بأن الفكرة تراودها أيضاً. وهكذا اتفقنا معاً على تنفيذها مع شركة الصبّاح. الفكرة نابعة من تجربة شخصية لي، وعندي كمٌّ لا يستهان من المعلومات عن أجواء مدرسة كهذه، بحكم إدارتي لـ(ستار أكاديمي) لثلاثة مواسم متتالية».
ستنقل كلوديا كما ذكرت لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل عن حياة هؤلاء الشباب. فهي اطّلعت على همومهم ومشكلاتهم ومواهبهم: «هناك لحظات شهدت فيها قلقهم واضطراباتهم ووقفت عن قرب على طريقة تفكيرهم. وهي موضوعات ستُغني هذا العمل الدرامي الاستعراضي، وتجذب جيل الشباب لأن المسلسل يخاطبهم بلسان حالهم».
وتستشهد مرشيليان بالفيلم العالمي «فايم» الذي حقق نجاحات كبيرة، لأنه سلّط الضوء على مشكلات الشباب، وكذلك على طبيعة أحلامهم وطموحاتهم: «لم نخترع الجديد في (وتر) فهو استعراضي اجتماعي تناولته السينما والدراما عالمياً منذ حقبات طويلة».
الكتابة، هذه المهمة الصعبة التي تحدثت عنها كلوديا آنفاً، يلوّنها اليوم دم شبابي. ونكتشف أقلاماً جديدة في عالم الدراما، فما رأيها فيها؟ ترد: «أنا من النوع الذي يتابع كثيراً الأعمال الدرامية، وبين الحين والآخر يحضر جيل ويغيب آخر. وفي بداياتي حسبوني أيضاً على جيل الكتاب الجدد. بعض هؤلاء أكمل الطريق وآخرون اتجهوا إلى التمثيل، أو تفرغوا لممارسة مهنة أخرى. هذه التجارب التي تسهم في تجديد الساحة الدرامية ضرورية، وهي تتغربل مع الوقت. اليوم الكاتب مطلوب بكثرة في ظل إنتاجات غزيرة وبفضل المنصات الإلكترونية. ودائماً يقال عن الجيل الجديد إنه يأخذ الدراما إلى مكان غير تقليدي، وهو أمر طبيعي. وأنا بدوري قدمت موضوعات مختلفة كما في (مدام كارمن) و(أجيال) وغيرها. فهذا التلوين مطلوب وكذلك المواكبة والتطور، تماماً كما في أي فنون أخرى. واليوم أيضاً أحاول أن أنقل أفكار الشباب إلى الشاشة وهو ما أحرزته مع فيليب أسمر كما مع مروان حداد في السابق. فقرّبنا وجهات النظر وأسهمنا في تجديد الحوار بين أجيال مختلفة».
تدور كتابات كلوديا حول الموضوعات الاجتماعية والإنسانية بحيث تكون بمثابة مرآة للمجتمع. ولكنها تبقى إلى حد ما بعيدة عن الجرائم المحبوكة، ودراما الإثارة والأكشن. «عندما بدأت في الكتابة كانت الدنيا بألف خير، وكنا بحاجة إلى الانفتاح والتطور بُعيد حرب دامية عشناها. كذلك الأمر بالنسبة لشكري أنيس فاخوري عندما قلب الطاولة على الجميع وكتب (العاصفة تهب مرتين). فكان الأمر غريباً لمن كانوا يتابعون (تلفزيون لبنان) وبرامج (أبو ملحم) و(أبو سليم). اليوم أيضاً المجتمعات تغيرت وأخبار الحروب والجرائم تملأ الدنيا. فكان لا بد من التطرق إليها في عالم الدراما. لا أحد يثبت في مكانه. في عالم الفن مطلوب منه أن يلحق بالمستجدات». وأردفت تقول: «نعم موضوعات الجريمة رائجة، ولكنها ليست الوحيدة التي يتابعها المشاهد العربي. وإلا كيف نجح (شتي يا بيروت)، و(بكرا)، و(صالون زهرة) وغيرها؟ وعندما أمشي بين الناس وألتقيهم، أقف على آرائهم وأجدها تختلف عن الرائج والموجود».
في رأي مرشيليان هي موجة وستنتهي، موضوعات الدراما التريلر المبنية على الجريمة. فهي مرحلة كغيرها من الموضوعات القاسية صاحبة العمر القصير. وتتابع: «النصوص الرومانسية والإنسانية عمرها أطول، وتبقى حاضرة من جيل لجيل. وكم من مرة نتذكر فيلماً أو مسلسلاً رومانسياً قديماً ونردد كلمة (رزق الله). لأننا نحنّ إلى ذلك الزمن الجميل، ففن المشاعر لا يفنى ولا يموت».
قريباً يتابع المشاهد اللبناني مسلسلاً جديداً لمرشيليان يندرج في سلسلة الأعمال الخاصة بأعياد الميلاد، التي سبق وقدمتها تحت عناوين «ع اسمك»، و«أم البنات». وبسبب الجائحة توقفت محطة «إم تي في» التي تعرضها حصرياً عن إنتاجها. وتخبرنا الكاتبة اللبنانية عن مولودها الجديد هذا: «كنت أحضر عملاً من هذا النوع وتوقف إنتاجه بسبب (كوفيد - 19) والأزمات المتلاحقة في البلاد. اليوم أجدد النص ليواكب المرحلة التي نعيشها». وهل سيكون من بطولة كارين رزق الله بطلة أعمالك السابقة في هذه المناسبة؟ تختم: «لم نحدد الأسماء بعد، ولكن طبعاً اسم كارين يرد في الطليعة، وعلى ضوء اكتمال النص ستكتمل دائرة فريق العمل».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الانتخابات النيابية المبكرة في لبنان... ممكنة دستورياً ومتعثرة سياسياً

النواب اللبنانيون في جلسة تشريعية العام الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)
النواب اللبنانيون في جلسة تشريعية العام الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

الانتخابات النيابية المبكرة في لبنان... ممكنة دستورياً ومتعثرة سياسياً

النواب اللبنانيون في جلسة تشريعية العام الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)
النواب اللبنانيون في جلسة تشريعية العام الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)

في ظل التعثر المتواصل في حل الأزمة الرئاسية اللبنانية وعدم وصول النقاشات بين القوى السياسية حتى الساعة إلى تفاهمات تسبق جلسة الانتخاب التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، طرح رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اقتراحاً للخروج من المأزق يقول بالدعوة لانتخابات نيابية مبكرة، علماً بأن آخر انتخابات حصلت عام 2022، وبالتالي موعد الانتخابات المقبلة هو في عام 2026.

وفي حديث تلفزيوني، قال جعجع: «تمنياتي أن يكون هناك رئيس في 9 كانون الثاني، لكن إحساسي أن عدداً من الكتل يخوض الأمور كما في السابق، بما لا ينتج رئيساً للجمهورية. وأمام هذا الواقع، لا أطرح ولا أطلب، لكن يجوز التفكير بانتخابات نيابية مبكرة، فإذا كان المجلس النيابي، ما زال (مجلس الـ2022 فقط)، فكيف يمكن مواجهة الوضعية الجديدة بمجلس (عتيق)».

وكان نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب اقترح على برّي في يونيو (حزيران) 2023، إجراء انتخابات نيابية مبكرة في حال لم يتمكّن المجلس من انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن أياً من القوى السياسية لم تلاق في وقتها طرح بوصعب.

الأمر متاح دستورياً

دستورياً، يمكن إجراء انتخابات نيابية مبكرة؛ إما من خلال حل المجلس النيابي، وإما من خلال تقصير ولاية المجلس الحالي.

ويشير الخبير الدستوري المحامي الدكتور سعيد مالك إلى أن «حل مجلس النواب الحالي بحاجة لوجود رئيس للجمهورية، وتوافر شروط غير متوافرة منصوص عليها في المواد: 55 و65 و77 من الدستور، لكن ما يمكن الذهاب إليه هو تعديل قانون الانتخابات النيابية الذي ينص في مادته الأولى على أن ولاية المجلس 4 أعوام، وبالتالي يمكن باقتراح قانون معجل مكرر يُقَرّ بغالبية عادية، أن يُصار لتقصير ولاية المجلس الحالي استثنائياً لمدة 3 أعوام، فتجرى الانتخابات الربيع المقبل». ويضيف مالك في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «كما هو معلوم، فإن من أولى مهام مجلس النواب راهناً انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي في حال عجز هذا المجلس عن إنجاز هذا الاستحقاق، يُفترض أن نفكر وبشكل جدي بإمكانية الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة من أجل إنتاج مجلس نيابي جديد يقوم بهذه المهمة».

تعثر سياسي

وإن كان طريق هذا الطرح مُعبّداً دستورياً فإنه، وفق المعطيات الراهنة، غير سالك سياسياً؛ فجعجع يعول من خلاله لتغييرات في التوازنات البرلمانية على التطورات الكبيرة التي يشهدها لبنان والمنطقة، وخاصة مع تراجع الدور الإيراني إلى حدوده الدنيا، إلا أن معظم القوى الأخرى لا ترى مصلحة لها فيه راهناً، ولن تعطي رئيس «القوات» ورقة تخدم مصالحه.

ويبدو موقف «الثنائي الشيعي» أقرب لرفض الاقتراح. وتكتفي مصادره بالقول لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لم نستطع تنظيم انتخابات بلدية، فكيف الحال إذا كنا بصدد انتخابات نيابية مبكرة؟!».

موقف «الوطني الحر»

أما عضو تكتل «لبنان القوي»، النائب جيمي جبور، فرد على الاقتراح متسائلاً: «هل انتصار (هيئة تحرير الشام) (في سوريا) هو وضعية جديدة للبنان توجب انتخابات نيابية مبكرة؟ وهل البعض يستدرج وصايات جديدة؟».

ويضيف جبور في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «سوريا خرجت من لبنان قبل عشرين عاماً، وتأثير نظامها تلاشى تدريجياً منذ ذلك الحين حتى أضحى هذا التأثير يساوي صفراً قبل سقوط النظام، لذلك نرى أن القواعد الدستورية تستوجب انتخاب رئيس أولاً، وتشكيل حكومة شرعية تدير البلد في ظل تحديات إعادة الأعمار وتطبيق التفاهمات الجنوبية، إضافة إلى إعادة النازحين السوريين»، مذكراً بأن «الانتخابات النيابية أصلاً ليست ببعيدة، وكل من يعوّل على وضعيات جديدة قد تحسن ظروفه الشعبية، فإن باستطاعته فعل ذلك بحينه».

لا تغيير بالتوازنات؟

ولا يبدو عضو تكتل «الاعتدال الوطني» أحمد الخير متحمساً للطرح؛ إذ يرى أن «أي انتخابات مبكرة لن تغير في التوازنات النيابية لجهة تغليب كفة طرف على حساب الطرف الآخر».

وقال الخير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «أصلاً ما بقا محرزة»؛ لأن صفة المبكرة لم تعد تنطبق على أي انتخابات؛ لأن الوقت الذي يفصلنا عن موعد الانتخابات الدستوري هو سنة ونيف. لذلك، موقفنا منذ البداية، كان ولا يزال، أن الطرح الذي يجب أن نركز كل جهودنا عليه في الوقت الفاصل عن جلسة 9 كانون الثاني، هو طرح التوافق الوطني، فطريقه سالك، وهو وحده الكفيل بانتخاب رئيس للجمهورية».

مرتبط بتعديل قانون الانتخاب

من جهته، يربط عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي»، النائب الدكتور بلال عبد الله، الموافقة على الطرح بتعديل قانون الانتخابات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا مانع بالسير بهكذا اقتراح إذا كانت هناك إمكانية لتعديل قانون الانتخاب؛ لأنه إذا كان المطلوب إعادة تكوين السلطة بضوء الزلزال الذي حصل في لبنان والمنطقة، فنحن لا نعارض إجراء انتخابات مبكرة على قاعدة تعديل النظام الانتخابي الطائفي المقيت الذي أعادنا 50 عاماً إلى الوراء».