يسرا: «الأزمة الاقتصادية» وراء تراجع الإنتاج الفني بمصر

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها لم تحسم مشاركتها في موسم رمضان المقبل

يسرا خلال تواجدها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (المهرجان)
يسرا خلال تواجدها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (المهرجان)
TT

يسرا: «الأزمة الاقتصادية» وراء تراجع الإنتاج الفني بمصر

يسرا خلال تواجدها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (المهرجان)
يسرا خلال تواجدها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي (المهرجان)

أبدت الفنانة المصرية يسرا سعادتها بالتقليد الذي أرساه مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بتكريم فنانات مصريات عن مجمل أعمالهن الفنية، خلال افتتاح كل دورة بالمهرجان، عَادَة ذلك «تقديراً للفن المصري». وأشارت إلى تكريمها في الدورة الثانية للمهرجان، بجانب تكريم ليلى علوي في الدورة الأولى، وأخيراً تكريم الفنانة نبيلة عبيد في الدورة الثالثة منه.

وأعربت يسرا في حوارها مع «الشرق الأوسط» عن سعادتها بتكريم الفنانة نبيلة عبيد في الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ومنحها «جائزة اليسر للإبداع الفني»، مضيفة: «نبيلة عبيد شرف وفخر للفن المصري، ونحن كفنانين فخورين بتكريمها في مهرجان البحر الأحمر». ووجهت يسرا رسالة لنبيلة عبيد قائلة: «شكراً أنك جزء من تاريخنا السينمائي الحافل».

وأشادت الفنانة المصرية بفعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وقالت إن «التألق السعودي لا يقتصر على تنظيم المهرجانات، وتقديم دورة فنية رائعة هذا العام وحسب، بل يوجد تطور لافت على كل المستويات الفنية والثقافية». ووجهت التهنئة للسعودية على تنظيم معرض «إكسبو 2030»، قائلة: «المملكة لديها كافة الإمكانات التي تجعلها تقدم معرضاً متميزاً».

وأضافت: «أنا مع ظهور مهرجانات سينمائية جديدة في المنطقة العربية، لأن السينما هي ضمير المجتمع، وهي الفن الذي تربى عليه أجيال عديدة، وهو يناقش ويترجم كل المشاعر الإنسانية التي نمر بها في حياتنا»، وتابعت: «أتذكر في صغري كنت أذهب للسينما، فأجد في دور العرض أفلاماً هندية وأميركية ومصرية، ولكن للأسف حالياً قلت عدد الأفلام المصرية».

الفنانة المصرية يسرا (مهرجان البحر الأحمر)

وعن سبب قلة الإنتاج السينمائي المصري راهناً تقول يسرا: «مصر كانت تنتج في العام الواحد عشرات الأفلام، لكن الأزمة الاقتصادية الراهنة لها تأثير بالغ على تراجع الإنتاج في مصر». وعدّت أن تكاليف الفيلم الواحد «أصبحت تتطلب أرقاماً فلكية، وهو أمر لا يستطيع أي منتج تحمله».

وبشأن مشاركتها في السباق الدرامي الرمضاني لعام 2024، قالت: «حتى الآن لم تتضح الصورة بالنسبة لي، لا أستطيع أن أعلن خروجي من السباق، كما أنني لا أستطيع التأكيد على المشاركة به، لدي عدد من الأفكار والسيناريوهات، لكنني لم أحدد وجهتي بعد».

وعن موعد عرض مسلسلها «روز وليلى»، قالت: «خلال مشاركتي بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، توجهت لمنصة (إم بي سي) الموجودة في سوق المهرجان، لكي نتحدث عن موعد عرض المسلسل الذي أتشوق لمعرفة رأي الجمهور فيه».

ونفت الفنانة المصرية وجود أي خلاف مع المنتج جمال العدل يجعلها ترفض العمل معه مجدداً، وقالت: «الجمهور ووسائل الإعلام ليس لديهم فكرة عن علاقتي بالمنتج جمال العدل وأسرة العدل، ربما أختلف مع جمال العدل على المستوى المهني، لكن جمال وأسرته هم أسرتي الثانية، بل إن شركته هي شركتي، نحن حققنا عشرات الإنجازات الفنية سوياً، وسنظل أسرة مهما حدث». وتابعت: «أنا جزء من تلك الشركة، وهي جزء من حياتي الفنية».

وعلّقت يسرا على فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي في المشروعات الفنية قائلة إن «له إيجابيات وسلبيات، لكن أرى أن سلبياته أكثر، لأن البعض أصبح يستسهل استخدامه، ربما الذكاء الاصطناعي يقدم منتجاً جيداً، لكنه يكون من دون روح أو إحساس».


مقالات ذات صلة

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

يوميات الشرق السيناريست المصري عاطف بشاي (صفحته على «فيسبوك»)

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

ودّع الوسط الفني بمصر المؤلف والسيناريست المصري عاطف بشاي، الذي رحل عن عالمنا، الجمعة، إثر تعرضه لأزمة صحية ألمت به قبل أيام.  

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق أنجلينا جولي في مهرجان ڤنيسيا (إ.ب.أ)

«الشرق الأوسط» بمهرجان «ڤنيسيا-4»... ماريا كالاس تعود في فيلم جديد عن آخر أيام حياتها

إذا ما كانت هناك ملاحظة أولى بالنسبة للأيام الثلاثة الأولى التي مرّت على أيام مهرجان ڤنيسيا فهي أن القدر الأكبر من التقدير والاحتفاء ذهب لممثلتين أميركيّتين.

محمد رُضا (فينيسيا)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» خلال مشاركتها في افتتاح مهرجان البندقية (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
سينما جيمس ستيوارت في «انعطاف نهر» (يونيڤرسال)

كلاسيكيات السينما على شاشة «ڤينيسيا»

داوم مهرجان «ڤينيسيا» منذ سنوات بعيدة على الاحتفاء بالأفلام التي حفرت لنفسها مكانات تاريخية وفنية راسخة. ومنذ بضعة أعوام نظّمها في إطار برنامج مستقل

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)
سينما «بالرغم من» ‫(مهرجان ڤينيسيا السينمائي)

شاشة الناقد: فيلم افتتاح «ڤينيسيا» 81 مبهر وموحش

يختلف جمهور اليوم عن جمهور 1988 عندما خرج ما بات الآن الجزء الأول من هذا «بيتلجوس بيتلجوس». آنذاك كان الفيلم جديداً في الفكرة والشخصيات

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)

إيلي العليا لـ«الشرق الأوسط»: دورنا هو الحفاظ على هوية الأغنية اللبنانية

المايسترو العليا عاصر حقبات فنية متعددة (ايلي العليا)
المايسترو العليا عاصر حقبات فنية متعددة (ايلي العليا)
TT

إيلي العليا لـ«الشرق الأوسط»: دورنا هو الحفاظ على هوية الأغنية اللبنانية

المايسترو العليا عاصر حقبات فنية متعددة (ايلي العليا)
المايسترو العليا عاصر حقبات فنية متعددة (ايلي العليا)

قد يكون المايسترو إيلي العليا من الموسيقيين القلائل الذين لا يزالون يمارسون مهنتهم بنجاح منذ نحو 40 سنة حتى اليوم. عاصر حقبات فنية عدة فشهد زمن الفن الجميل كما الحديث. يطلبه الفنانون بالاسم كي يرافقهم في حفلاتهم على المسرح.

وقف إلى جانب نجوم عرب ولبنانيين حتى صار حضوره تكملة للمشهد الفني في المنطقة. ومن النجوم الذين تعاون معهم واعتبر جزءاً لا يتجزأ من إطلالاتهم، الراحل ملحم بركات، وكذلك الفنان جورج وسوف. كما واكب محمد عبده وعبد الله الرويشد ونبيل شعيل، وصولاً إلى هاني شاكر وأحمد عدوية. وهو ما جعل اسمه يلمع في عالم الأغنية العربية لنحو نصف قرن.

يقول إيلي: مع جورج وسوف تلقّنت دروساً في فن الغناء (إيلي العليا)

ويقول إنه كان لا يزال تلميذاً على مقاعد الدراسة عندما بدأ مشواره. بعدها تحول إلى دراسة الحقوق. ولكنه عاد واتخذ قراره بدراسة الموسيقى. وهو اليوم يعتب على موسيقيين كثر لا يعطون الدراسة الموسيقية حيزاً من اهتماماتهم. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «معظمهم لا وقت لديهم للدرس، ويفضلون ممارسة العمل وتأمين رزقهم». ويعتب على الجيل الجديد: «هذا الجيل ليس لديه أي استعداد ليسمع النصيحة. وبدل أن ينتظرها بحماس من والديه يفضّل عليها تلك التي يزوده بها موقع (غوغل)». ويتابع العليا في سياق حديثه: «إنهم يصفوننا بـ(المعزوفة القديمة)، وبأننا ما عدنا نستوفي شروط هذا العصر. ولكنني أقول لهم (من الجميل أن نتطور). ولكن لا يجب أن نفقد الإحساس البشري ونتحوّل إلى (روبوتات)».

في حفل الفنانة نجوى كرم في سوريا (ايلي العليا)

مشواره الطويل في الفن وفّر له تعلّم دروس جمّة لا يستطيع إيجازها بكلمتين: «الفنانون هم أيضاً بشر ولديهم ميزاتهم وعيوبهم. عشت تجارب كثيرة مع الجميع. وقطفت من كل منها ما يضيف إليّ وإلى مهنتي. ومهما بلغت إيجابياتهم أو سلبياتهم خزّنت منها الدروس كي أستفيد».

يقول إن كل حقبة فنية عاشها تعلّم منها الدروس فزادته تقدماً ونضجاً. «لقد لاحظت بعد مرور الوقت أني صرت أفكر بنضج وبأسلوب آخر. واتجهت نحو موضوع الحفاظ على الأغنية اللبنانية. فقد لمست فوضى على الساحة بما يخص ثقافتنا الفنية. فرحت أركز على هذا الموضوع. وصرت داعماً قوياً لكل مطرب يتمسك بها. واكبت أحد أعمدة هذا الفن، وهو الراحل الموسيقار ملحم بركات. واليوم أطبّقه مع الفنانة نجوى كرم. (تمسكها بالأغنية اللبنانية لفتني، ولطالما بحثت بالتالي عن دور للحفاظ على مستوى الأغنية بشكل عام). ففي مهنتنا كلما ارتفع مستوى الموسيقى والغناء شعرنا بأننا بخير».

برأيه معظم الجيل الجديد من الموسيقيين لا يثقلون مهنتهم بالعلم (ايلي العليا)

مع الفنان جورج وسوف تلقّن دروساً في فن الغناء. ويقول: «إنه قمة في الأداء وسلطان بالطرب، مما يجعله مدرسة بحد ذاته. وعلينا الاجتهاد للحفاظ على هؤلاء الفنانين، وعلى التراث الفني الذي يمثّلونه».

في الماضي أيضاً كان يحضر الفن الهابط كما يذكر لـ«الشرق الأوسط». «ولكن كان هناك من يفلتر ويفصل بينه وبين الفن الحقيقي. هذا الدور كان يلعبه الإعلام من صحافيين كبار تركوا بصمتهم في هذا الموضوع. وكانوا يضيئون على الفن الأصيل ويعتّمون على عكسه. اليوم بات الفلتان هو السائد على الساحة. وأسهمت بتفشّيه وسائل التواصل الاجتماعي. فليس صحيحاً أن كل من خطر على باله أن يغني يمكنه القيام بهذه المهمة. هنا يجب أن تلعب الدولة اللبنانية دورها. فالدول التي تتمتع بقانون مهني ونقابي لا تزال تحافظ على مستواها الفني ككل، وأكبر مثال على ذلك مصر. الإذاعة المصرية لا تزال حتى اليوم تجري امتحانات لهواة الفن والغناء».

ردة فعلي في حادثة حفل نجوى كرم بسوريا طبيعية

بحماس كبير يتحدث إيلي العليا عن هذا الموضوع ويعرّج خلاله على «تريندات» خاطئة. ويوضح: «الفولكلور الساحلي مثلاً يشكل (تريند) بين المغنين وبينهم اللبنانيون. هذا الفن يعود إلى الساحل السوري ولا علاقة له بالفن اللبناني. نحن لدينا أيضاً الفولكلور الخاص بنا، ويتمثّل بالدبكة اللبنانية. فلماذا نستعير فنوناً من هنا وهناك بدل الحفاظ على هويتنا؟ الراحل زكي ناصيف أمضى عمره يعلّمنا تراثنا الفني اللبناني. وكذلك الرحابنة وروميو لحود وغيرهم. حملوا هذه الراية وساروا بها حتى النهاية. فهل يصح أن نهمل تعبهم وركائز الأغنية اللبنانية الأصيلة؟».

وتابع: «فظاهرة (ما حدا الو معي) ليست مسموحة. والأسوأ أنه عندما نكرر ذلك ينعتونا بمحاربة الحريات. وعلينا أن نقاتل ونحارب من أجل هدفنا هذا».

فكرة فنية جديدة أتعاون فيها مع الشاعر نزار فرنسيس

في حفل نجوى كرم الأخير في سوريا قفز أحد المعجبين على المسرح ليغمرها. فما كان من المايسترو إيلي العليا إلا أن ظهر فجأة أمامه ليحميها منه. «إنها ردة فعل طبيعية؛ لأني أعتبر نجوى كرم مثل أختي تماماً. ثم هناك علاقة وطيدة نشأت بيني وبينها بفضل عِشرة طويلة. وهي خارج الفن صديقة عزيزة، والأمر نفسه يطبق على جورج وسوف. ولذلك أبقى دائماً قريباً منهما من باب خوفي عليهما من الأذية».

قريباً في 28 سبتمبر (أيلول) المقبل، يحيي إيلي العليا حفلاً بعنوان «الجمهور يغني إيلي العليا» في كازينو لبنان. سبق وقدّم ما يشبهه في مايو (أيار) الفائت. ويختم: «إنه نوع من العلاج الذي يحب الناس تلقيه في حفل ما. فهم يشاركون فعلياً بالحفل غناء وطلبات وإصغاء. وهو أمر يحرّك غرور الموسيقي مكرّماً الفنانين بعزف أغانيهم. كما لدي حفلات أشارك في إحيائها في أميركا وكنكون وأخرى مع نجوى كرم. ولدي فكرة فنية جديدة أتعاون فيها مع الشاعر نزار فرنسيس وابنتي فانيسا».