هل تُعزز أدوات «يوتيوب شورتس» مستقبل «المحتوى الفوري»؟

هل تُعزز أدوات «يوتيوب شورتس» مستقبل «المحتوى الفوري»؟
TT

هل تُعزز أدوات «يوتيوب شورتس» مستقبل «المحتوى الفوري»؟

هل تُعزز أدوات «يوتيوب شورتس» مستقبل «المحتوى الفوري»؟

مع احتدام المنافسة بين منصات الفيديو القصير مثل «إنستغرام ريلز» و«سنابشات سبوت لايت» و«تيك توك»، يواصل «يوتيوب شورتس» ترسيخ مكانته لاعباً أساسياً في هذا القطاع الديناميكي. ولهذا اتجه «يوتيوب» مطلع أبريل (نيسان) الحالي إلى تعزيز تجربة «شورتس» بأدوات تحرير من شأنها إنتاج محتوى جذاب في وقت أقل.

يُذكر أن «يوتيوب» كان قد أعلن في وقت مبكّر من الشهر الحالي عن تحديث، يشمل مجموعة من أدوات التحرير المُحسّنة، ويتيح للمُستخدمين تجربة أكثر سلاسة في إنتاج الفيديوهات القصيرة من خلال مزايا مثل إعادة ترتيب المقاطع وتعديلها بدقة، وإضافة الموسيقى والنصوص المتزامنة مع الإيقاع، مما يجعل تجربة التحرير أكثر تفاعلية وانسيابية.

أيضاً عزّزت المنصة خدماتها الجديدة بتقنية مزامنة الموسيقى أو المؤثّرات الصوتية مع حركة الفيديو بدقة، إلى جانب القدرة على استخدام أصوات بطريقة مشابهة لميزة «استخدم هذا الصوت» في «تيك توك». وللعلم، كانت منصة «شورتس» قد أطلقت رسمياً عام 2021، وسرعان ما تحوّلت إلى أحد أبرز أدوات «يوتيوب» لجذب جمهور الشباب وصُناع المحتوى الجدد، وسط تحوّل عالمي متسارع نحو المحتوى البصري القصير والتفاعلي.

في لقاء مع «الشرق الأوسط»، اعتبر حاتم الشولي، المشرف على تحرير الإعلام الرقمي في قناة «الشرق للأخبار»، الميزة الجديدة التي أطلقها «يوتيوب» لتعزيز «شورتس» فرصة للمؤسسات الإعلامية تمكّنها من الوصول إلى جمهور أوسع. وأكد أن «يوتيوب يهدف بهذا التحديث إلى جذب صُناع المحتوى من جميع الفئات لمنافسة المنصات الأخرى على الهدف الأقوى، ألا وهو الوصول للجمهور. وبمقدور المؤسسات الإعلامية تحديداً الاستفادة من ذلك عبر استخدام هذه الميزة لتقديم المعلومة السريعة والخفيفة، لا سيما، في عالم الأخبار السريع والمتجدّد لحظة بلحظة».

الشولي قال إن المؤسسات الإعلامية استفادت من خدمة «شورتس» بالفعل منذ ظهورها قبل أربع سنوات، مضيفاً: «قمنا في الشرق للأخبار، منذ البداية، بتفعيل محتوى الشورت عبر (يوتيوب) من خلال نشر الفيديوهات المُعدة بأسلوب مناسب لمنصات التواصل الاجتماعي، التي تتوفر فيها ميزات الفكرة الجذابة والقصة المحبوكة تحريرياً بطريقة سلسلة، بالإضافة إلى عوامل الجذب البصري وإضافة النصوص والموسيقى».

وأردف: «حققت الفيديوهات القصيرة في البداية نتيجة جيدة، لكن مع مرور الوقت ووجود تغطيات صحافية لبعض القضايا الرئيسة كانت الشورتس تُحدث فارقاً بالوصول لجمهور جديد وتحقيق مشاهدات أعلى، مقارنة بالفيديو الأصلي الكامل للقصة الإخبارية».

وعن الاستفادة التي يمكن أن تحقّقها المؤسسات الإعلامية من تحديث «يوتيوب»، ذكر الشولي أن «على المؤسسات أن تتكيف مع التحديثات وتستغلها لصالح هدف التفرد والوصول للجمهور». وفي حين عدّ هذا عبئاً على المؤسسات، فإنه أكد: «تفرض طبيعة الجمهور وخصائص كل منصة أحياناً ضرورة تخصيص نوع معين من المحتوى ليتناسب مع طريقة العرض والاهتمامات الخاصة بكل فئة مستخدمين، وهو ما قد يشكل عبئاً إضافياً على المؤسسات الإعلامية التي تضطر إلى إعادة صياغة الرسالة الإعلامية بما يتلاءم مع أكثر من منصة».

جدير بالإشارة أن «يوتيوب» أتاحت نموذج الأرباح من «شورتس» اعتباراً من فبراير (شباط) 2023، وفي هذا النظام، يحصل منشئو المقاطع القصيرة على 45 في المائة من عائدات الإعلانات، بينما يحصل منشئو الفيديوهات الطويلة على 55 في المائة.

على صعيد متصل، صنّف خالد فودة، المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي بمصر، ميزة «يوتيوب» الجديدة كاتجاه يحمل مسارين، ففي حين تعزز تجربة المؤسسات لإنتاج مقاطع الفيديو القصيرة، فإنها أيضاً تشعل منافسة مجحفة بين صُناع الأخبار والأشخاص من «صُناع المحتوى» القادرين على استخدام هذه الأدوات بسهولة وإنتاج يعادل ما تنتجه هذه المؤسسات بالإضافة إلى دعم من قبل المنصة.

وعدَّد لـ«الشرق الأوسط» مكاسب تحديث «يوتيوب»، قائلاً إنه «بات بقدرة صحافيي الميدان إعداد تغطية مباشرة وسريعة، وتُمكنّهم هذه الأدوات من إنتاج تقارير قصيرة فورياً باستخدام الهاتف الذكي خلال ثوانٍ معدودة، كما تمكّنهم من إضافة عناوين، ومقاطع صوتية ودمج بعض المؤثرات الثابتة التي تعكس هوية المؤسسة».

فودة تابع أنه من «المُبكر تقييم التجربة»، وأضاف أنه يتوقع «نجاح التجربة في تعزيز الأخبار، لأن المقاطع القصيرة بشكل عام يمكنها الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور بفضل خوارزميات الاقتراح... من المتوقع أن يدعم هذه الأدوات دعماً كاملاً من قبل المنصات نفسها، من خلال ترشيحها للجمهور أكثر من الفيديوهات الطويلة».

في المقابل، رهن خبير التواصل المصري نجاح مؤسسات الأخبار في استغلال الأدوات الجديدة بكيفية التعاطي مع التحديات، لافتاً إلى أنه «قد يكون التحقق من المعلومات أكثر تعقيداً في حالة آلية النشر السريع، مما قد يؤثر على دقة الخبر، وبالتالي ستفقد المنصات المصداقية فيما يتعلق بصحة الأخبار... وهو ما يعني أن على المؤسسات تشجيع الابتكار واستخدام الأدوات الجديدة».


مقالات ذات صلة

مساعٍ أكاديمية خليجية لمواجهة «الإعلام المضلِّل»

إعلام  تسجيل في الجامعة الأميركية برأس الخيمة (الشرق الأوسط)

مساعٍ أكاديمية خليجية لمواجهة «الإعلام المضلِّل»

في ظل تصاعد التهديد الذي تفرضه المعلومات المضلّلة والروايات المصطنعة على المجتمعات، تبرز مساعٍ أكاديمية منهجية لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية عبر برامج تعليمية

مساعد الزياني (دبيّ)
إعلام شعار غوغل (أ. ف. ب.)

تساؤلات بشأن تأثير «إدانة غوغل باحتكار الإعلانات» على ناشرين

أثار قرار محكمة أميركية إدانة شركة «غوغل» بتهمة احتكار الإعلانات، تساؤلات بشأن تأثير ذلك على وسائل الإعلام والناشرين. وفي حين عدّ خبراء القرار تطوراً إيجابياً،

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق تستهدف الشراكة الأفراد والجهات الحكومية والشركات عبر مجموعة دورات تدريبية واسعة (الشرق الأوسط)

شراكة بين «أكاديمية SRMG» و«الخليج» في التدريب الإعلامي

أعلنت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام عن شراكة بين «أكاديمية SRMG» وشركة «الخليج للتدريب» لتقديم برامج تدريبية متقدمة للقادة والمحترفين في الإعلام والاتصال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تُسهم الشراكة في دفع عجلة النموّ وتعزيز الابتكار في السعودية والمنطقة (الشرق الأوسط)

«SRMG للحلول الإعلامية» و«ڤيرون» تستكشفان فرصاً جديدة في الإعلان والابتكار

أبرمت شركة SRMG للحلول الإعلامية (SMS)، مذكرة تفاهم مع «ڤيرون لخدمات التسويق الإعلاني»، ترتكز على رؤية مشتركة تهدف إلى تطوير منظومة التسويق في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق جانب من توقيع الاتفاقية بين SRMG للحلول الإعلامية (SMS) وشراكة استراتيجية مع «Phi» شركة الإعلانات الخارجية (الشرق الأوسط)

SRMG للحلول الإعلامية (SMS) تُبرِم شراكة مع «Phi»... لاستقطاب المعلنين العالميين

أبرمت SRMG للحلول الإعلامية (SMS)، شراكة استراتيجية مع «Phi»، شركة الإعلانات الخارجية، التابعة لـ«نايف الراجحي الاستثمارية»، بما يعزّز أهدافهما المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مساعٍ أكاديمية خليجية لمواجهة «الإعلام المضلِّل»

 تسجيل في الجامعة الأميركية برأس الخيمة (الشرق الأوسط)
تسجيل في الجامعة الأميركية برأس الخيمة (الشرق الأوسط)
TT

مساعٍ أكاديمية خليجية لمواجهة «الإعلام المضلِّل»

 تسجيل في الجامعة الأميركية برأس الخيمة (الشرق الأوسط)
تسجيل في الجامعة الأميركية برأس الخيمة (الشرق الأوسط)

في ظل تصاعد التهديد الذي تفرضه المعلومات المضلّلة والروايات المصطنعة على المجتمعات، تبرز مساعٍ أكاديمية منهجية لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية عبر برامج تعليمية متخصصة تهدف إلى تأهيل جيل جديد من المهنيين في الإعلام يتمتعون بالمسؤولية والمهنية والقدرة على التمييز بين الحقيقة والتضليل.

ولقد شدّد خبراء على أن هذه المساعي لا تقتصر على الجانب النظري فقط، بل إن الجانب التطبيقي يشكّل حجر الأساس في هذه العملية التعليمية، التي تُقدِّم صورة متكاملة حول كيفية تقييم الأخبار. ورأى هؤلاء الخبراء أن التعليم في قطاع الإعلام تجاوز مفهوم كتابة الخبر، وبات يتوجب أن يتضمن منهجاً في تقييم صدقية الأخبار والمعلومات للوصول إلى الغاية الأهم، وهي الحقيقة.

الجامعة الأميركية في مدينة رأس الخيمة الإماراتية وضعت أخيراً خططاً لإعداد كوادر إعلامية قادرة على مواكبة التطورات السريعة في صناعة الإعلام، والتعامل مع التحديات الأخلاقية والمهنية في زمن تزايد المعلومات الكاذبة، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجامعة أُدرجت ضمن قائمة أفضل 500 جامعة في تصنيف «كيو إس» العالمي للجامعات لعام 2025، وهي تحتل اليوم المركز السادس بين جامعات دولة الإمارات العربية المتحدة!

إعلاميون في مواجهة المعلومات المضللة

البروفيسور ستيفن كلارك ويلهايت، نائب الرئيس الأول للشؤون الأكاديمية والنجاح الطلابي في الجامعة، قال خلال لقاء مع «الشرق الأوسط» موضحاً: «للجامعات دور حاسم في إعداد الإعلاميين المستقبليين لمواجهة المعلومات المضللة والتصدي لها. وفي مؤسستنا، نبدأ هذا الدور في وقت مبكّر من المناهج الدراسية، عبر مقرّرات تركّز على التثقيف الإعلامي وتساعد الطلاب على فهم كيفية بناء الروايات وتوزيعها والتلاعب بها عبر منصات التواصل الاجتماعي».

وأردف ويلهايت أن هذا التوجه لا يقتصر على الجانب النظري فقط، بل يمتد إلى الجانب التطبيقي الذي يشمل إنشاء المحتوى وتحليله، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل منصة «Perplexity AI»، والتفاعل العملي مع البيانات وتحليل الحملات الإعلامية.

ومن ثم تابع: «هذا التعرّض المتعدّد الطبقات، الذي يجمع بين إنشاء المحتوى والتحليل النقدي والتأصيل الأخلاقي، يضمن أن يتخرّج الطلاب بوعي عميق بكيفية انتشار المعلومات المضللة وكيفية التعامل معها».

هذا، ويشمل برنامج بكالوريوس الاتصال الجماهيري في الجامعة على تخصصين رئيسين: الإعلام الرقمي والعلاقات العامة، ويرتكز المنهج الدراسي على مقرّرات جوهرية، مثل: قانون وأخلاقيات الإعلام، وكتابة الأخبار، وإعداد التقارير، والإعلام الرقمي المتقدم، وصحافة البيانات، إلى جانب التدريب العملي والمشاريع البحثية التي تتيح للطلاب التفاعل المباشر مع تحديات العالم الواقعي.

التكيّف والمرونة

من جهة ثانية، يرى البروفسور ويلهايت أن أحد أعمدة البرنامج تعزيز المرونة والقدرة على التكيّف في بيئة إعلامية تتطور باستمرار. ويشرح: «تعمل التقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، على تغيير المشهد الإعلامي جذرياً. وبدلاً من تجاهلها، نحن نشجع طلابنا على الانخراط المباشر معها، واستخدامها بفاعلية ضمن سياقات أخلاقية واضحة. ونحن من جانبنا نؤمن بأن الفشل أحياناً جزء من عملية التعلم... لذا نشجع الطلاب على التجربة واستخدام الأدوات الجديدة، حتى لو كانت النتائج غير مثالية. هذا الأمر يعزّز لديهم عقلية الابتكار والتعلم المستمر، وهي من المهارات المطلوبة بشدة في السوق».

وتدعم هذه الرؤية أيضاً البروفسورة هاريكليا زينغوس، عميدة كلية الآداب والعلوم، التي ترى أن تطوير البرامج الأكاديمية يجب أن يتماشى مع التغيرات المتسارعة في صناعة الإعلام. وتوضح: «يتطلب المشهد الإعلامي الحديث أن نواكب الاتجاهات الناشئة، ولا سيما إنتاج المحتوى الرقمي. ولذا يركّز برنامجنا على النزاهة في توليد المحتوى، والتحقّق من صحة المعلومات، والالتزام بالمعايير الصحافية المعترف بها عالمياً».

البروفسور ستيفن كلارك ويلهايت

برامج محدّثة تواكب السوق

للعلم، تعمل الجامعة على تحديث مناهجها بشكل دوري من خلال تقييمات سنوية، تشمل مراجعات أكاديمية وآراء خبراء في الصناعة الإعلامية، ما يضمن بقاء البرنامج متوافقاً مع احتياجات السوق والممارسات المهنية الحديثة. ولقد أدرجت أخيراً مقرّرات جديدة، مثل: ريادة الأعمال الإعلامية، وإدارة وسائل الإعلام، التي تمنح الطلاب أدوات لفهم الجانب التجاري من العمل الإعلامي.

ويعكس هذا التوجه أيضاً إدراك الجامعة لحجم النمو المتوقع في قطاعي الإعلام الرقمي والعلاقات العامة على مستوى العالم. فوفق التوقعات، سيصل حجم سوق الإعلام الرقمي إلى أكثر من 832 مليار دولار بحلول عام 2030، بينما يتوقع أن يبلغ حجم سوق العلاقات العامة نحو 215 مليار دولار في العام ذاته، وهو ما يزيد الحاجة إلى خريجين يتمتعون بالمهارات التقنية والتحليلية والاتصالية المطلوبة.

ورش عمل ميدانية

في ما يتعلق بالتجربة العملية، تقيم الجامعة الأميركية في رأس الخيمة شراكات مع جهات حكومية ومؤسسات إعلامية دولية لتوفير فرص تدريب وتطوير مهني لطلابها. وهنا يقول ويلهايت: «لدينا تعاونات مع دائرة المعرفة في رأس الخيمة ومؤسسة القاسمي لدعم الإنتاج الإعلامي للفعاليات والمبادرات العامة. كما نتعاون مع علامات تجارية عالمية، مثل (كانون) و(فوجي فيلم)، لتنظيم ورش عمل عملية وجولات تصوير تمنح الطلاب خبرة ميدانية حقيقية».

وتشمل المبادرات كذلك تنظيم محاضرات لضيوف من العاملين في مجال الإعلام، بالإضافة إلى زيارات ميدانية إلى مؤسسات إعلامية كبرى، ما يمنح الطلاب رؤى مباشرة حول طبيعة العمل ومتطلباته. وهو ما يعلّق عليه ويلهايت قائلاً: «نحن حريصون على أن يخرج طلابنا، ليس بمؤهلات أكاديمية فقط، بل بمهارات مهنية أيضاً وقدرة على بناء شبكة علاقات تساعدهم في المستقبل».

صحافة البيانات ودمج أدوات التحليل

وبحسب ويلهايت، أسهم استحداث مقرّرات، مثل صحافة البيانات، ودمج أدوات جمع وتحليل المعلومات، في بناء قدرات الطلاب على التعامل مع المعلومات بطرق أكثر تنظيماً ومسؤولية. وأضاف المسؤول الأكاديمي: «لم نعُد نُعلّم الطلاب كيف يكتبون خبراً فقط، بل كيف يقيّمون مصادره، ويستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي لتدقيقه وتحليل تأثيره». وتابع في هذا السياق: «يُدرّس الطلاب كيفية التحقق من المعلومات، وتصوّر البيانات بصرياً، وفهم كيفية انتشار المحتوى عبر الوسائط الرقمية. ويساعد هذا النهج على خلق جيل من الإعلاميين القادرين على التصدي للمعلومات المضللة، ليس بصفتهم ناقلين للمعلومة فقط، بل كصنّاع رأي قادرين على تشكيل الوعي العام».

ثم شرح: «نحن نعمل راهناً على تحديث مناهجنا الدراسية بانتظام، استناداً إلى تقييم سنوي للبرنامج يتضمن آراء خبراء الصناعة في هذا المجال، مع المراجعة الأكاديمية لمدى إنجاز الطلاب لنتائج التعلم المتوقعة. ويتيح لنا ذلك مواكبة أحدث المستجدات مع ضمان العمق الأكاديمي. وتشمل الإضافات الأخيرة صحافة البيانات، التي تُعرّف الطلاب على السرد القصصي المستند إلى الأدلة، وإدارة وسائل الإعلام، التي تركز على ريادة الأعمال والجانب التجاري للإعلام... وحقاً، استجبنا للتحولات التي طرأت على الصحافة، ولا سيما تراجع الصحافة المطبوعة وصعود المحتوى الرقمي، وذلك من خلال دمج المهارات العملية الموجهة نحو المنصات في جميع مراحل البرنامج. وتعكس هذه التغييرات واقع صناعة الإعلام في الإمارات، كما تؤهل الطلاب لتلبية المعايير المهنية المتطورة».

حُماة المعرفة

واختتم البروفسور ويلهايت كلامه بالقول: «في عالم مُشبع بالمعلومات، يكمن التحدّي في تعليم طلابنا كيف يكونون صُنّاعاً واعين للحقيقة. نحن لا نُعدّهم لمهن المستقبل فقط، بل نُعدّهم ليكونوا حماةً للمعرفة والمعلومة الدقيقة في مجتمع تتزايد فيه الحاجة إلى الموثوقية والمساءلة».

استوديو تسجيل في الجامعة الأميركية برأس الخيمة (الشرق الأوسط)