السؤال الذي وردني من أحد القراء هذا الأسبوع يدور حول «الشبكة الافتراضية الخاصة» (VPN): «لقد استخدمت شبكة (VPN) التي قدمتها لي جامعتي في الماضي، ولكن كان ذلك فقط للوصول إلى الإنترنت حال وجودي في الصين. ومنذ تقاعدي، لم يعد لدي وصول إلى تلك الخدمة. وبالنظر إلى الطريقة التي يتم بها تعقبنا هذه الأيام، هل يستحق الاشتراك الخاص في شبكة (VPN) العناء؟ وهل هناك أي سلبيات؟ سأكون ممتناً لرأيك».
شبكة افتراضية آمنة
أولاً، دعنا نناقش شبكة «VPN» ولماذا قد ترغب في استخدامها. يرمز مختصر «VPN» إلى الشبكة الافتراضية الخاصة «Virtual Private Network»، وهي طبقة إضافية من الأمان لاتصالك بالإنترنت، سواء في المنزل أو خارجه.
وبالتأكيد فإنك ترغب في إبعاد حركة مرور الإنترنت الخاصة بك عن أعين المخترقين المتطفلين، ولكن ماذا عن الكيانات الأخرى التي يمكنها رؤية (وتتبع) أنشطتك عبر الإنترنت، مثل مزود خدمة الإنترنت الخاص بك، والمعلنين، والشركة المصنعة لمتصفحك، والمواقع الإلكترونية التي تزورها؟
يمكن لهذه الكيانات جمع (وهي بالفعل تجمع) أكبر قدر ممكن من البيانات حول نشاطك على الإنترنت.
لذا فإن استخدام شبكة «VPN» هو أمر يمكنك القيام به للحد من هذا التتبع.
إن شبكة «VPN» للمستهلكين هي برنامج يعمل على تشفير جميع حركة المرور الواردة والصادرة لشبكة الإنترنت الخاصة بك من خلال خادم آمن. وهي طريقة آمنة للغاية لتصفح الإنترنت، ولكنها قد تبطئ من سرعة الاتصال.
ربما تكون قد استخدمت شبكة «VPN» تجارية في العمل. في الجامعة التي أعمل بها، نستخدم «VPN» لإجراء اتصالات آمنة داخل شبكتنا من دون تداخل مع العالم الخارجي. يجب أن أتصل بنظام «VPN» الخاص بالجامعة للوصول إلى الخوادم وأجهزة الكمبيوتر الموجودة على شبكتنا إذا كنت أعمل من المنزل.
إخفاء موقع المستخدم
إذا بدأت في البحث عن شبكات «VPN»، فستجد أن بعضها مجاني والبعض الآخر يفرض اشتراكاً شهرياً أو سنوياً.
لا أعتقد أنني سأثق ببياناتي الشخصية إلى شبكة «VPN» مجانية. ولكن ليس لدي اشتراك بخدمة «VPN» محددة لأوصي بها. سوف تحتاج إلى إجراء بعض البحث بنفسك.
وهناك أسباب أخرى لاستخدام شبكة «VPN». إحدى الميزات التي تقدمها معظم خدمات «VPN» الأفضل هي إخفاء موقع المستخدم.
عند استخدام خدمة «VPN»، يمكنك الاتصال بخادم في مدينة تقع في منطقة أخرى من الولايات المتحدة أو جزء آخر من العالم. هذا مفيد إذا كنت ترغب مثلاً في مشاهدة مباريات قد تكون محجوبة عادة في منطقتك.
كذلك، تقدم خدمات البث مثل «نتفلكس» محتوى مختلفاً في بلدان أخرى. يمكنك استكشاف تلك العروض من خلال الاتصال بخادم «VPN» في تلك البلدان. أنا لا أدعو إلى استخدام «VPN» للتحايل على أي اتفاقيات اشتراك قد تكون لديك مع خدمات البث الخاصة بك، ولكن هذا يحدث فعلاً.
أما بالنسبة لما إذا كنت بحاجة إلى استخدام شبكة «VPN»، وما إذا كان يجب عليك استخدامها طوال الوقت؟ قد ترغب في ذلك، لكنني لا أستخدم شبكة «VPN» في المنزل. أعتقد أن شبكتي المنزلية آمنة بما فيه الكفاية، وأقوم بتعطيل التتبع قدر الإمكان.
والأماكن التي أميل فيها أكثر لاستخدام شبكة «VPN» ستكون على شبكات الواي فاي العامة، لكنني توقفت عن استخدام شبكة الواي فاي العامة عندما بدأت في استخدام اتصال نقطة الاتصال «hotspot» بهاتفي عندما أحتاج إلى الاتصال بالإنترنت من خارج منزلي.
بعض الناس يفضلون المزيد من الأمان، وهذا ليس أمراً سيئاً. إذا أخبرتني أنك تستخدم دائماً شبكة «VPN» وأنك سعيد بذلك، فأنا أيضاً سعيد.
* خدمات «تريبيون ميديا».




