ماذا نعرف عن «شريحة ماسك الدماغية»؟ وما الغرض منها؟

بعد أول عملية زرع في دماغ مريض

إيلون ماسك يمسك بالشريحة الدماغية المبتكرة (أ.ف.ب)
إيلون ماسك يمسك بالشريحة الدماغية المبتكرة (أ.ف.ب)
TT

ماذا نعرف عن «شريحة ماسك الدماغية»؟ وما الغرض منها؟

إيلون ماسك يمسك بالشريحة الدماغية المبتكرة (أ.ف.ب)
إيلون ماسك يمسك بالشريحة الدماغية المبتكرة (أ.ف.ب)

أجرت شركة نيورالينك التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك أول عملية لزراعة شريحة دماغية على إنسان، وهي خطوة كبيرة نحو هدف الملياردير المتمثل في تمكين الناس يومًا ما من التحكم في أجهزة الكمبيوتر بعقولهم.

وقال ماسك على منصته عبر الإنترنت «إكس» (تويتر سابقا) أمس (الاثنين) إن المريض يتعافى بشكل جيد بعد الإجراء الذي تم يوم الأحد.

وأضاف قائلا: «تظهر النتائج الأولية اكتشافات واعدة لتحفيز الخلايا العصبية».

ماذا نعرف عن شركة «نيورالينك»؟

وفقا لما نقلته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، فإن «نيورالينك» هي شركة ناشئة أسسها ماسك في عام 2017، وقال إنها تحاول بناء واجهة اتصال بين الدماغ والحاسوب من شأنها أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من إصابات مؤلمة في تشغيل الهواتف وأجهزة الكومبيوتر باستخدام أفكارهم فقط. وللقيام بذلك، تعمل على زرع أقطاب كهربائية في أدمغة الناس.

كيف تعمل هذه الشريحة الدماغية بالضبط؟

طورت شركة «نيورالينك» روبوتا جراحيا مخصصا لإجراء عملية الزرع.

ويقوم الروبوت بإدخال الشريحة وسلسلة من الأقطاب الكهربائية والأسلاك فائقة الدقة داخل جمجمة المستخدم، حيث ترسل الشريحة إشارات الدماغ لا سلكيا إلى تطبيق تابع لـ«نيورالينك»، فيقوم بتحويل هذه الإشارات إلى أفعال ونيات.

ويتم شحن الشريحة لا سلكيا.

هل شهد البشر نوعا مشابها من هذه التكنولوجيا من قبل؟

نعم. تعتمد شركة «نيورالينك» على تكنولوجيا تم استخدامها لعقود طويلة، تهدف إلى زرع أقطاب كهربائية في أدمغة الإنسان لتفسير بعض الإشارات الدماغية وعلاج حالات مثل الشلل والصرع ومرض باركنسون.

بماذا يتميز جهاز «نيورالينك» عن غيره من الأجهزة السابقة؟

يحتوي جهاز «نيورالينك»، الذي قال ماسك إنه سيُطلق عليه اسم «تيليباثي»، على أكثر من 1000 قطب كهربائي، وهو عدد أكبر بكثير من الأجهزة السابقة. فهو يستهدف الخلايا العصبية الفردية، بينما تستهدف العديد من الأجهزة الأخرى الإشارات الصادرة عن مجموعات من الخلايا العصبية.

ومن المفترض أن يتيح ذلك لـ«نيورالينك» درجة أعلى من الدقة، وفقا لما أكدته الشركة.

إيلون ماسك وشعار شركة «نيورالينك» (رويترز)

ما هو الغرض الأساسي من هذه الشريحة؟

في البداية تريد شركة «نيورالينك» مساعدة الأشخاص المصابين بالشلل، ثم أولئك الذين يعانون من فقدان السمع والبصر.

وقال ماسك إنه يأمل في يوم من الأيام أن تسمح عملية الزرع بتحقيق أهداف مستقبلية مثل تمكين الناس من التحكم في الهواتف وأجهزة الكمبيوتر بعقولهم.

هل هذا الإجراء قانوني؟

منحت «هيئة الغذاء والدواء» الأميركية ترخيصاً لـ«نيورالينك» لبدء التجارب البشرية على الشريحة في مايو (أيار) من العام الماضي، وذلك بعد رفضها الأمر في البداية بسبب مخاوف تتعلق بسلامة الأشخاص.

جاء ذلك بعد أن أجرت الشركة سلسلة من تجارب الزرع على حيوانات مختلفة.

وتعرضت الشركة لانتقادات شديدة بسبب تجاربها على الحيوانات. فقد أفادت تقارير إخبارية بأن التجارب، التي أُجريت على الحيوانات، تسببت في معاناة لبعضها.

وكان أربعة مشرعين طلبوا في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) من لجنة الأوراق المالية والبورصة الأميركية التحقيق فيما إذا كان ماسك قد ضلل المستثمرين بشأن سلامة تقنيات «نيورالينك» بعد أن أظهرت السجلات البيطرية مشكلات في عمليات زرع الشريحة في أدمغة القرود منها الشلل وتورم الدماغ.

وقال موظفون سابقون بالشركة، لوكالة «رويترز» للأنباء، إنه في إحدى الحالات، جرى زرع الجهاز في موضع خاطئ بالخنازير، مما أدى إلى نُفوقها.

كم من الوقت سيستغرق تسويق هذه الشريحة؟

إذا سارت الأمور على ما يرام، فمن المرجح أن يستغرق الأمر ما بين خمس سنوات إلى عقد من الزمن قبل أن يتم تسويق هذه الشريحة.


مقالات ذات صلة

قبل تعبير الملياردير عن أسفه علناً... ماسك اتصل هاتفياً بترمب

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع إيلون ماسك في بنسلفانيا (أ.ب) play-circle

قبل تعبير الملياردير عن أسفه علناً... ماسك اتصل هاتفياً بترمب

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس الأربعاء نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تلقى اتصالاً هاتفياً من إيلون ماسك في وقت متأخر من يوم الاثنين

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقوم بالتصفيق إلى جانب الملياردير إيلون ماسك (أ.ب) play-circle

ترمب: ماسك كان «لطيفاً للغاية» في التعبير عن ندمه على منشوراته

رد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الأربعاء على إيلون ماسك الذي عبر عن ندمه على بعض منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي التي استهدفت الرئيس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع إيلون ماسك في بنسلفانيا (أ.ب)

ماسك «نادم» على بعض منشوراته بحق ترمب

عبر إيلون ماسك عن ندمه على بعض منشوراته وتعليقاته ضد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في خضم خلافات انفجرت إلى العلن بينهما خلال الأسبوع الماضي

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك يحضر مؤتمراً صحافياً مع الرئيس دونالد ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض الجمعة 30 مايو 2025 (أرشيفية - أ.ب) play-circle

ماسك: أشعر بالندم على بعض منشوراتي عن ترمب

أعرب الملياردير إيلون ماسك، الأربعاء، عن ندمه على بعض منشوراته التي نشرها، الأسبوع الماضي، عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ألعاب نارية تنفجر خلال الاحتجاجات على مداهمات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد المهاجرين في لوس أنجليس (أ.ب)

ترمب وماسك نحو الهدنة وسط حرب كلامية مع حاكم كاليفورنيا

ارتفعت حدة الحرب الكلامية بين الرئيس دونالد ترمب وحاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم على خلفية احتجاجات لوس أنجليس وسط تهدئة بين ترمب وحليفه السابق إيلون ماسك.

علي بردى (واشنطن)

شركة ذكاء اصطناعي... تسعى للاستيلاء على وظيفتك

شركة ذكاء اصطناعي... تسعى للاستيلاء على وظيفتك
TT

شركة ذكاء اصطناعي... تسعى للاستيلاء على وظيفتك

شركة ذكاء اصطناعي... تسعى للاستيلاء على وظيفتك

قبل عدة سنوات، عندما بدأتُ الكتابة عن جهود وادي السيليكون لاستبدال العمال والموظفين واستخدام الذكاء الاصطناعي، كان لدى معظم المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا، على الأقل، الجرأة الكافية للكذب بشأن ذلك.

طمأنة خادعة للعاملين من تأثيرات الذكاء الاصطناعي

كان المديرون التنفيذيون يقولون لي: «نحن لا نُؤتمت العاملين، بل نُعزز قدراتهم. وأدوات الذكاء الاصطناعي لدينا لن تُدمر الوظائف، بل ستكون أدوات مساعدة تُحرر العاملين من العمل الروتيني».

بالطبع، كانت مثل هذه العبارات - التي غالباً ما كانت تهدف إلى طمأنة العاملين المتوترين وتغطية خطط أتمتة الشركات - تُشير إلى محدودية التكنولوجيا أكثر من دوافع المديرين التنفيذيين. في ذلك الوقت، لم يكن الذكاء الاصطناعي كافياً لأتمتة معظم الوظائف، وبالتأكيد لم يكن قادراً على استبدال العاملين الحاصلين على تعليم جامعي في قطاعات الأعمال المكتبية مثل التكنولوجيا والاستشارات والتمويل.

أولى النذائر.. ارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين الجدد

هذا بدأ يتغير، إذ تستطيع بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي اليوم كتابة برمجيات، وإنتاج تقارير بحثية مفصلة، ​​وحل مسائل رياضية وعلمية معقدة. أما «وكلاء» الذكاء الاصطناعي الأحدث، فهي قادرة على تنفيذ سلسلة طويلة من المهام، والتحقق من عملها بأنفسها، كما يفعل الإنسان.

وبينما لا تزال هذه الأنظمة أقل كفاءة من البشر في العديد من المجالات، يخشى بعض الخبراء من أن الارتفاع الأخير في معدلات البطالة بين خريجي الجامعات يُعدّ مؤشراً على أن الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل كبديل لبعض الموظفين المبتدئين.

مؤسسو الشركة من اليسار: بيسير أوغلو وماثيو بارنيت وإيجي إرديل

شركة ناشئة لأتمتة الوظائف

يوم الخميس، ألقيتُ نظرة خاطفة على مستقبل ما بعد العمل في فعالية أقامتها شركة «ميكانايز (Mechanize)» في سان فرانسيسكو، وهي شركة ناشئة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولديها هدف طموح يتمثل في أتمتة جميع الوظائف - وظيفتك، ووظيفتي، ووظائف الأطباء والمحامين، والأشخاص الذين يصممون برامج الكمبيوتر وينشئون المباني ويرعون الأطفال.

قالت تاماي بيسير أوغلو، البالغة من العمر 29 عاماً، من مؤسسي «ميكانايز»: «هدفنا هو أتمتة العمل بالكامل. نريد الوصول إلى اقتصاد آلي بالكامل، وتحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن».

إن حلم الأتمتة الكاملة ليس جديداً. إذ تنبأ جون ماينارد كينز، الخبير الاقتصادي، في ثلاثينات القرن العشرين بأن الآلات سوف تقوم بأتمتة جميع الوظائف تقريباً، ما يخلق وفرة مادية ويترك الناس أحراراً في متابعة هواياتهم.

هذا لم يحدث قط، بالطبع. لكن التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي أعادت إحياء الاعتقاد بأن التكنولوجيا القادرة على أتمتة العمل الجماعي باتت قريبة.

وكان داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، قد حذّر أخيراً من أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل ما يصل إلى نصف جميع الوظائف المكتبية المبتدئة في السنوات الخمس المقبلة.

التعليم المعزز

وتُعد شركة «ميكانايز» واحدة من عدد من الشركات الناشئة التي تعمل على تحقيق ذلك. تأسست الشركة هذا العام على يد بيسير أوغلو وإيجي إرديل وماثيو بارنيت، الذين عملوا معاً في شركة إيبوك إيه آي، وهي شركة أبحاث تدرس قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وقد جذبت استثمارات من رواد التكنولوجيا المعروفين، بمَن فيهم باتريك كوليسون، مؤسس «سترايب»، وجيف دين، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في «غوغل». ويعمل لديها الآن خمسة موظفين، وتتعاون مع شركات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

يركز نهج شركة «ميكانايز» لأتمتة الوظائف باستخدام الذكاء الاصطناعي على تقنية تُعرف باسم التعلم المعزز - وهي نفس الطريقة التي استُخدمت لتدريب جهاز كمبيوتر على ممارسة لعبة الطاولة «غو» بمستوى خارق للطبيعة قبل ما يقرب من عقد من الزمان.

تستخدم شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة اليوم التعلم المعزز لتحسين مخرجات نماذجها اللغوية، من خلال إجراء عمليات حسابية إضافية قبل توليد إجابة. وقد حققت هذه النماذج، التي تُسمى غالباً نماذج «التفكير (thinking)» أو «الاستدلال (reasoning)»، أداءً ممتازاً في بعض المهام المحددة، مثل كتابة التعليمات البرمجية أو حل المسائل الرياضية.

نظم ذكية لمهمات متعددة

لكن معظم الوظائف تتضمن القيام بأكثر من مهمة واحدة. ولا تزال أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي اليوم غير موثوقة بما يكفي للتعامل مع أعباء

عمل أكثر تعقيداً، أو التعامل مع أنظمة الشركات المعقدة. ولإصلاح ذلك، تعمل «ميكانايز» على إنشاء بيئات تدريب جديدة لهذه النماذج - وهي في الأساس اختبارات مُعقدة يمكن استخدامها لتعليم النماذج ما يجب القيام به في سيناريو مُعين، والحكم على مدى نجاحها من عدمه.

بدأت شركة ميكانايز العمل في مجال برمجة الحاسوب، وهو مجالٌ أظهر فيه التعلم المعزز بعض النجاح. لكنها تأمل في إمكانية استخدام الاستراتيجية نفسها لأتمتة الوظائف في العديد من المجالات الإدارية الأخرى.

وكتبت الشركة في منشورٍ حديث على مدونتها: «لن ندرك نجاحنا إلا بعد أن نبتكر أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تحمل جميع المسؤوليات تقريباً التي يمكن للإنسان القيام بها على الحاسوب».

الأتمتة الكاملة ستتم خلال نحو 20 سنة

ويدرك مؤسسو «ميكانايز» تماماً صعوبة أتمتة الوظائف بهذه الطريقة. فقد أخبرني بارنيت أن أفضل تقديراته تشير إلى أن الأتمتة الكاملة ستستغرق من 10 إلى 20 عاماً بينما يتوقع إرديل وبيسير أوغلو أن تستغرق من 20 إلى 30 عاماً.

وقد وجدتُ أيضاً أن عرضهم يفتقر، بشكلٍ غريب، إلى التعاطف مع الأشخاص الذين يحاولون استبدال وظائفهم، ولا يُبالون بمدى استعداد المجتمع لمثل هذا التغيير الجذري. وقال بيسير أوغلو إنه يعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيُحقق في النهاية «وفرة هائلة» وثروة يُمكن إعادة توزيعها على العمال المُسرّحين، في شكل دخل أساسي شامل يُمكّنهم من الحفاظ على مستوى معيشي مرتفع.

أخلاقيات إزاحة العامل البشري

في مرحلة ما خلال جلسة الأسئلة والأجوبة، سألتُ: هل من الأخلاقي أتمتة جميع أنواع العمل؟ أجاب بارنيت، الذي وصف نفسه بأنه ليبرالي، بـ«نعم». ويعتقد بارنيت أن الذكاء الاصطناعي سيُسرّع النمو الاقتصادي ويُحفّز تحقيق إنجازات تُنقذ الأرواح في الطب والعلوم، وأن مجتمعاً مزدهراً يعتمد على الأتمتة الكاملة سيكون أفضل من اقتصاد منخفض النمو حيث لا يزال البشر يمتلكون الوظائف. وأضاف: «إذا أصبح المجتمع كله أكثر ثراءً بكثير، فأعتقد أن ذلك سيُطغى على مساوئ فقدان الناس وظائفهم».

* خدمة «نيويورك تايمز».