تقرير جديد: 165 % زيادة متوقعة في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي عام 2030

مستقبل البيانات بين الكفاءة والاستدامة

يتطلب تحقيق الاستدامة نهجاً شاملاً يشمل الابتكار التكنولوجي وإطالة عمر المعدات وتعاوناً بين جميع أطراف سلسلة التوريد (شاترستوك)
يتطلب تحقيق الاستدامة نهجاً شاملاً يشمل الابتكار التكنولوجي وإطالة عمر المعدات وتعاوناً بين جميع أطراف سلسلة التوريد (شاترستوك)
TT

تقرير جديد: 165 % زيادة متوقعة في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي عام 2030

يتطلب تحقيق الاستدامة نهجاً شاملاً يشمل الابتكار التكنولوجي وإطالة عمر المعدات وتعاوناً بين جميع أطراف سلسلة التوريد (شاترستوك)
يتطلب تحقيق الاستدامة نهجاً شاملاً يشمل الابتكار التكنولوجي وإطالة عمر المعدات وتعاوناً بين جميع أطراف سلسلة التوريد (شاترستوك)

مع التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بدأت تظهر آثار جانبية كبيرة أبرزها الضغط المتزايد على مراكز البيانات التي تُعد المحرك الرئيسي لهذه التقنيات. فبينما تتضاعف أحجام البيانات وتنمو متطلبات المعالجة، تواجه البنية التحتية الرقمية تحدياً متزايداً في موازنة الأداء مع الاستدامة البيئية.

في تقرير جديد صادر عن شركة «سيغايت تكنولوجي» (Seagate Technology) بعنوان «إزالة الكربون من البيانات» (Decarbonizing Data)، كشفت الشركة عن نتائج دراسة عالمية تسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه مراكز البيانات، خصوصاً في ظل تسارع الطلب على سعة التخزين نتيجة توسّع الذكاء الاصطناعي.

الطلب يرتفع والكفاءة تتباطأ

تتوقع «غولدمان ساكس ريسرتش» (Goldman Sachs Research) أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة من مراكز البيانات بنسبة 165 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2023. هذا النمو الهائل يقترن بنتائج مثيرة للقلق في تقرير «سيغايت». أشار 94.5 في المائة من المشاركين إلى أن احتياجاتهم من التخزين آخذة في الازدياد، بينما توقع 97 في المائة أن تسارُع نمو الذكاء الاصطناعي سيزيد من هذا الطلب.

ورغم هذا الوعي، أظهرت البيانات فجوة كبيرة بين القلق البيئي والسلوك الفعلي للشركات. وعلى الرغم من أن 95 في المائة من القادة يعترفون بأهمية الأثر البيئي، فإن 3.3 في المائة فقط يضعونه أولويةً عند اتخاذ قرارات الشراء. تظهر الفجوة بشكل أوضح في إدارة دورة حياة المعدات، حيث أقر 92.2 في المائة بأهمية إطالة عمر أجهزة التخزين، لكن 15.5 في المائة فقط رأوا ذلك عاملاً رئيسياً في الشراء. وعُدَّ استهلاك الطاقة (53.5 في المائة)، ومتطلبات المواد الخام (49.5 في المائة)، وقيود المساحة (45.5 في المائة) من أبرز العقبات أمام تحقيق الاستدامة، تليها تكاليف البنية التحتية (28.5 في المائة) وتكاليف الشراء (27 في المائة).

جايسون فايست نائب الرئيس الأول للتسويق السحابي في «سيغايت» (سيغايت)

موازنة مستدامة بين التكلفة والكربون

يقول جايسون فايست، نائب الرئيس الأول للتسويق السحابي في «سيغايت»، إن «مراكز البيانات تخضع الآن لتدقيق شديد، ليس فقط لأنها تدير أحمال العمل الخاصة بالذكاء الاصطناعي، بل لأنها أصبحت من أكثر القطاعات استهلاكاً للطاقة في الاقتصاد الرقمي. لا يجب أن نرى الاستدامة تنازلاً عن الكفاءة أو التكلفة، بل فرصةً لتحسين الاثنين معاً».

يعرض التقرير ثلاثة مسارات أمام المؤسسات لتلبية النمو في استخدام البيانات، وهي تحسين الكفاءة ضمن البنية التحتية الحالية، وتوسيع البنية التحتية الفيزيائية لمراكز البيانات ونقل الأعمال إلى السحابة. كل خيار يحمل مزيجاً من التكاليف والكربون والسيطرة؛ ما يؤكد على ضرورة التوجه إلى حلول متكاملة تجمع بين الأداء والاستدامة.

يتطلب تحقيق الاستدامة نهجاً شاملاً يشمل الابتكار التكنولوجي وإطالة عمر المعدات وتعاوناً بين جميع أطراف سلسلة التوريد (شاترستوك)

3 ركائز لمستقبل بيانات مستدام

يوضح التقرير أن هناك ثلاث ركائز استراتيجية لتقليل البصمة الكربونية لمراكز البيانات. يعدّ «الابتكار التكنولوجي» أولها، حيث ترى «سيغايت» أن التطور في تكنولوجيا التخزين هو الحل الأول لتقليل الانبعاثات. وتقدم منصة الشركة «Mozaic 3+» التي دخلت مرحلة الإنتاج الكمي مزايا ملموسة، منها زيادة السعة التخزينية بثلاثة أضعاف في المساحة نفسها وتقليل البصمة الكربونية بأكثر من 70 في المائة لكل تيرابايت وخفض تكلفة التيرابايت بنسبة 25 في المائة.

ثانياً، إطالة عمر الأجهزة وإعادة الاستخدام؛ إذ يدعو التقرير إلى اعتماد سياسات تعتمد على تجديد وإعادة استخدام المعدات؛ ما يقلل من النفايات ويؤجل النفقات الرأسمالية. كما يشجع على استخدام أنظمة مراقبة بيئية لحظية وتقارير شفافة تعزز من المساءلة. ثالثاً المسؤولية المشتركة عبر سلسلة التوريد. ولتحقيق خفض فعّال للانبعاثات لا يمكن أن يتم دون تعاون بين جميع الشركاء من المزودين والمصنعين إلى مشغلي الخدمات السحابية. وتغطي هذه الرؤية جميع النطاقات الثلاثة للانبعاثات (1، 2، 3) كما حددها التقرير.

يرى فايست أنه «لا يمكننا حل مشكلة الاستدامة بمعزل عن الآخرين. نحن في حاجة إلى نهج شامل يشمل البنية التحتية، ودورة حياة المعدات، والتعاون على مستوى الصناعة بالكامل».

مسؤولية عالمية

استند التقرير إلى بيانات من 11 سوقاً حول العالم، شملت الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والصين، والهند، وفرنسا، ألمانيا، واليابان، وسنغافورة، وأستراليا، وتايوان وكوريا الجنوبية. هذا يؤكد أن التحدي عالمي، وأن الحاجة إلى التوازن بين النمو البياني والاستدامة أمر مشترك.

ورغم هذا، لا تزال غالبية المؤسسات ترى في الاستدامة بنداً ثانوياً، وهو تصوّر تسعى «سيغايت» إلى تغييره من خلال توفير حلول عملية وقابلة للتنفيذ.

مع دخول الذكاء الاصطناعي مرحلة جديدة، أصبح من الضروري إعادة التفكير في طريقة إدارة وتوسيع البنية التحتية للبيانات. وبالأدوات الصحيحة والرؤية المستدامة، يمكن بناء مستقبل بياني أكثر خضرة وكفاءة.


مقالات ذات صلة

وداعاً لالتقاط الشاشة والتسجيل في «تيمز»... تحديث أمني مرتقب

تكنولوجيا ميزة «منع لقطات الشاشة» في «تيمز» تهدف لحماية خصوصية الاجتماعات من التسريبات الرقمية (مايكروسوفت)

وداعاً لالتقاط الشاشة والتسجيل في «تيمز»... تحديث أمني مرتقب

«مايكروسوفت» تمنع لقطات الشاشة والتسجيل في «تيمز» لحماية خصوصية الاجتماعات، وتُفعّل الميزة عبر جميع الأجهزة والمنصات بدءاً من يوليو 2025.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد المهندس عبد الله السواحة خلال الجلسة الحوارية (الشرق الأوسط)

السواحة: السعودية تستفيد من حلول الذكاء الاصطناعي لتزويد العالم بالطاقة

كشف وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، المهندس عبد الله السواحة، عن تعاون مشترك مع شركة «أرامكو» لتفعيل حلول الذكاء الاصطناعي وتزويد العالم بالطاقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا نمط سطح المكتب في «آندرويد 16» المقبل

مستقبل الأجهزة المحمولة: «آندرويد» يخطو نحو الإنتاجية و«إنستغرام» نحو الخصوصية

الهواتف تتحول إلى كومبيوترات محمولة... وميزة مشاركات محددة للعروض المرئية

خلدون غسان سعيد (جدة)
الاقتصاد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي (الشرق الأوسط)

ولي العهد السعودي يطلق «هيوماين» لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إطلاق شركة «هيوماين» لتكون كياناً وطنياً ينافس عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص التوأم الرقمي لم يعد مجرد محاكاة بل أصبح بيئة ذكية حية تتخذ قرارات مدعومة بالذكاء الاصطناعي (أدوبي)

خاص «التوأمة الرقمية» من «ساس»: ذكاء اصطناعي يحاكي ويتعلّم ويقرر

في «ساس إنوفيت 2025»، كشفت شركة «ساس» عن التوأم الرقمي كأداة ذكية حية تتعلم وتتنبأ وتُحاكي الواقع، مدعومة بالذكاء الاصطناعي والبيانات اللحظية.

نسيم رمضان (أورلاندو - الولايات المتحدة)

وداعاً لالتقاط الشاشة والتسجيل في «تيمز»... تحديث أمني مرتقب

ميزة «منع لقطات الشاشة» في «تيمز» تهدف لحماية خصوصية الاجتماعات من التسريبات الرقمية (مايكروسوفت)
ميزة «منع لقطات الشاشة» في «تيمز» تهدف لحماية خصوصية الاجتماعات من التسريبات الرقمية (مايكروسوفت)
TT

وداعاً لالتقاط الشاشة والتسجيل في «تيمز»... تحديث أمني مرتقب

ميزة «منع لقطات الشاشة» في «تيمز» تهدف لحماية خصوصية الاجتماعات من التسريبات الرقمية (مايكروسوفت)
ميزة «منع لقطات الشاشة» في «تيمز» تهدف لحماية خصوصية الاجتماعات من التسريبات الرقمية (مايكروسوفت)

تزداد حاجتنا إلى الاجتماعات الافتراضية، وكذلك تصبح حماية المعلومات الحساسة التي يتم تداولها خلال هذه اللقاءات أكثر أهمية. في خطوة جديدة لتعزيز الأمان، أعلنت شركة «مايكروسوفت» عن إطلاق ميزة جديدة في تطبيق «تيمز» (Teams) تحت اسم «منع لقطات الشاشة»، من المقرر أن تُطرح عالمياً في يوليو (تموز) 2025.

الميزة الجديدة ستتيح لمنظمي الاجتماعات تفعيل خيار يمنع المشاركين من التقاط لقطات شاشة أو تسجيل محتوى الاجتماع. فعند محاولة أحدهم التقاط صورة للشاشة، ستتحول الشاشة ببساطة إلى اللون الأسود، مما يحول دون حفظ أو تسريب أي معلومات مرئية حساسة.

عبر جميع الأجهزة والمنصات

ما يميز هذه الميزة أنها لن تقتصر على أجهزة محددة، بل ستشمل جميع المنصات التي يعمل عليها «تيمز»، بما في ذلك تطبيقات سطح المكتب على «ويندوز» و«ماك»، بالإضافة إلى التطبيقات على الهواتف الذكية بنظامي «iOS» و«أندرويد». أما بالنسبة للمستخدمين الذين ينضمون من منصات لا تدعم هذه الميزة، فسيقتصر وصولهم على الصوت فقط دون عرض الفيديو، ما يضمن حماية المحتوى المرئي بالكامل.

ورغم أهمية هذه الخطوة، فإنها لا تُعد حلاً شاملاً. فلا يزال بإمكان أي شخص استخدام هاتف خارجي أو كاميرا لتصوير الشاشة يدوياً. ومع ذلك، فإن «مايكروسوفت» تهدف إلى تقليل احتمالات التسريب العرضي أو غير المقصود من خلال منع التقاط الصور مباشرة من الجهاز.

الميزة تضيف طبقة أمان إضافية للشركات التي تتعامل مع بيانات حساسة وتدعم جهود الامتثال التنظيمي (مايكروسوفت)

أهمية خاصة للشركات والمؤسسات

تمثل هذه الميزة قيمة مضافة للشركات والمؤسسات التي تتعامل مع معلومات سرية أو حساسة، فهي تدعم جهود الامتثال للمعايير التنظيمية، وتمنح مسؤولي تكنولوجيا المعلومات القدرة على تفعيلها أو تعطيلها حسب طبيعة الاجتماع. وبالتالي، يمكن ضبط إعدادات الأمان وفقاً لحساسية كل جلسة.

كما تأتي هذه الخطوة ضمن توجه أوسع تتبعه شركات التقنية الكبرى لتعزيز خصوصية المستخدمين وأمن البيانات في بيئة العمل الرقمي. فرغم أن أي نظام لا يمكن أن يكون آمناً بنسبة 100%، فإن تقليص فرص التسريب يُعد إنجازاً مهماً.

ميزة «منع لقطات الشاشة» الجديدة من «مايكروسوفت» تُمثل استجابة ذكية لتحديات الخصوصية التي تواجه الاجتماعات الافتراضية اليوم. فمن خلال تقليل سهولة نسخ المحتوى ومشاركته دون إذن، تعزز الشركة ثقة المستخدمين في منصة «تيمز» وتُظهر التزامها بتوفير بيئة عمل رقمية أكثر أماناً واحترافية.

هل تعتقد أن هذه الميزة ستحدث فرقاً في طريقة تفاعلك مع الاجتماعات الرقمية؟