تعرَّف على مزايا هاتف «إتش إم دي فيوجن 5 جي»: نقلة نوعية في عالم الهواتف الذكية

يمنحك التحكم الكامل من الداخل والخارج… بأغطية ذكية تقدم وظائف ممتدة

هاتف بمزايا مبهرة وسعر معتدل
هاتف بمزايا مبهرة وسعر معتدل
TT

تعرَّف على مزايا هاتف «إتش إم دي فيوجن 5 جي»: نقلة نوعية في عالم الهواتف الذكية

هاتف بمزايا مبهرة وسعر معتدل
هاتف بمزايا مبهرة وسعر معتدل

يقدم هاتف «إتش إم دي فيوجن 5 جي» HMD Fusion 5G الجديد نقلة نوعية في عالم الهواتف الجوالة التي أصبح تقدمها بطيئا، حيث شهدنا على مر السنين تطورات كبيرة من شاشات اللمس إلى الكاميرات المتقدمة والمعالجات السريعة وتقنيات الاتصال الحديثة ولكن دون حدوث تغيير مبهر.

وهذا الهاتف الجديد من الفئة المتوسطة ليس مجرد تجميع لهذه التقنيات بل دمج متناغم بينها، يأتي مدعوما بذكاء اصطناعي يجعله يتكيف مع احتياجات المستخدمين بشكل تلقائي في تصميم أنيق وأغطية ذكية تغير وظائفه حسب الحاجة. واختبرت «الشرق الأوسط» الهاتف، ونذكر ملخص التجربة.

تصميم أنيق ومتين للاستخدام اليومي

ستشعر عندما تمسك بالهاتف للمرة الأولى بجودة التصنيع العالية والتصميم الأنيق، إذ يتميز الهاتف بإطاره المعدني المتين الذي يحيط بالهيكل الزجاجي الأمامي الصلب، ما يمنحه مظهرا فاخرا وشعورا بالمتانة. وتحتل الشاشة الأمامية نسبة كبيرة من الواجهة، ما يوفر تجربة مشاهدة غامرة، مع خفض نسبة الحواف إلى الحد الأدنى بهدف زيادة جمال التصميم، وتم دمج الكاميرا الأمامية بشكل أنيق في الشاشة دون التأثير على تجربة المشاهدة.

وبالنسبة للجوانب، فتوجد فيها أزرار التحكم بالصوت وتشغيل الهاتف وقفله، التي تم تصميمها لتكون سهلة الوصول والاستخدام. ويقدم الهاتف منفذ «يو إس بي تايب-سي» للشحن ونقل البيانات، بالإضافة إلى منفذ سماعات الرأس القياسي (3.5 مليمتر) الغائب عن العديد من الهواتف. كما يتميز الهاتف بمقاومته للمياه والغبار وفقا لمعيار IP54، وتم اختباره في ظروف قاسية وثبت أنه يتحمل الصدمات والسقوط مما يجعله مناسبا للمستخدمين الذين يعيشون حياة نشطة. الهاتف خفيف الوزن ومريح للاستخدام لفترات طويلة ويسهل حمله في الجيب رغم قطر شاشته الكبير.

أغطية ذكية قابلة للتبديل: خصص هاتفك بأسلوبك

ويدعم الهاتف ميزة الأغطية الذكية القابلة للتبديل Smart Outfits التي تحوله من مجرد هاتف جوال إلى مساحة للتعبير عن الذات والإبداع، حيث يشجع الهاتف المستخدمين على تصميم تجربتهم بما يناسب شخصيتهم لتعكس أسلوبهم المميز. وتتفاعل هذه الأغطية الذكية مع الهاتف من خلال 6 نقاط اتصال داخل كل غطاء تنقل البيانات إلى الهاتف من خلال نقاط مماثلة في الجهة الخلفية له.

أغطية ذكية متنوعة تزيد من قدرات الهاتف

* الغطاء الذكي الأول هو «فلاشي آوتفيت» Flashy Outfit الذي يضيف ضوء «فلاش» متحركاً يخرج من الجهة الخلفية ويلتف نحو المستخدم ليضيء وجهه بهدف الحصول على إشراقة بألوان طبيعية للصور الذاتية «سيلفي» والتحكم بشدة الإضاءة وإضافة حلقة ضوئية ملونة للهاتف. ويمكن إعادة ضوء «الفلاش» إلى الجهة الخلفية للحصول على إضاءة متقدمة للصور الملتقطة عبر الكاميرات الخلفية. وسيتحكم هذا الغطاء الذكي تلقائيا بالبرامج لمنح المستخدم حرية اختيار لون الإضاءة المفضل له مباشرة من تطبيق الكاميرا.

* غطاء «غايمنغ آوتفيت» Gaming Outfit يحول الهاتف إلى منصة ألعاب محمولة بمقبضي تحكم (يمكن الضغط على كل منهما للحصول على زرين خاصين سريعي الاستجابة) و4 أزرار للاتجاهات (للتحكم بالشخصية بدقة كبيرة) و4 أزرار للتفاعل مع الألعاب، بالإضافة إلى 4 أزرار خلفية لزيادة حرية التحكم بالشخصيات و4 أزرار إضافية للقوائم. ويقدم هذا الغطاء اشتراكا مجانيا في خدمة الألعاب السحابية «بلاكنات» Blacknut لمدة شهرين للعب أكثر من 500 لعبة متقدمة (الكثير منها يعمل على أجهزة خادمة فائقة الأداء ما يطور من تجربة اللعب على الهواتف الجوالة). يضاف إلى ذلك أن هيكل الغطاء مصنوع من البلاستيك المدعم بالفولاذ المقاوم للصدأ.

غطاء للصدمات والمياه والغبار

* غطاء «آي بي68 راغيد آوتفيت» IP68 Rugged Outfit. ولمن يحتاج إلى مزيد من الحماية يمكن استخدام هذا الغطاء الذي يحميه بشكل كبير من الصدمات والمياه والغبار، إلى جانب دعم الشحن اللاسلكي بقدرة 5 واط (لحماية منفذ «يو إس بي تايب-سي» من المياه والغبار)، وتقديم زر لتفعيل نمط الطوارئ وآخر للتحدث مع الآخرين (بهدف حماية الشاشة)، وتقديم منفذ «يو إس بي تايب-سي» إضافي محمي من المياه والغبار. ولمن يحتاج إلى ميزة الشحن اللاسلكي دون أي حاجة لحماية ممتدة، فيمكن استخدام غطاء «تشارجد آوتفيت» Charged Outfit الذي يدعم الشحن اللاسلكي بقدرة 5 واط. ويبقى غطاء الألوان شبه الشفاف (بلوني الأزرق الغامق أو الزهري) «كاجوال آوتفيت» Casual Outfit الذي يغير لون الهاتف ويحميه من الصدمات من الأطراف.

ميزات متكاملة لتجربة استثنائية

الهاتف ليس مجرد هاتف ذكي عادي، بل هو جهاز متكامل يقدم مجموعة من المزايا التي تلبي احتياجات المستخدمين المختلفة، ومنها الذكاء الاصطناعي المتطور، حيث يعتمد على نظام ذكاء اصطناعي يتعلم من عادات المستخدم ويتكيف معها. ويقوم الذكاء الاصطناعي بتطوير أداء الهاتف بشكل تلقائي وتنظيم التطبيقات وإدارة استهلاك الطاقة، وصولا إلى تحسين جودة الصور وعروض الفيديو.

وننتقل إلى الكاميرات الخلفية، حيث يتميز الهاتف بكاميرات متقدمة توفر صورا وعروض فيديو عالية الجودة في جميع ظروف الإضاءة (حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة) لالتقاط المناظر الطبيعية والتفاصيل الدقيقة. كما يدعم الهاتف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الصورة، مثل التعرف على المشاهد وتحسين الإضاءة. وتدعم الكاميرا الأمامية التقاط الصور الذاتية (سيلفي) بالحركة البطيئة.

يطور غطاء الألعاب الخاص تجربة اللعب بشكل مبهر

وبالنسبة للشاشة، فوضوحها كبير وتوفر ألوانا زاهية وتباينا عاليا، وتدعم معدل تحديث مرتفعاً للصورة، ما يوفر تجربة مشاهدة سلسة وسريعة. يضاف إلى ذلك تقديم أداء سريع بفضل المعالج القوي والذاكرة الكبيرة، مما يوفر أداء سلسا وسريعا في جميع المهام، سواء كان المستخدم يلعب بألعاب متطلبة أو يشاهد عروض فيديو عالية الدقة. ونذكر كذلك البطارية ذات العمر الطويل، حيث يتميز الهاتف ببطارية كبيرة السعة توفر مدة استخدام طويلة بدعم للشحن السريع.

سهولة استبدال قطع الهاتف

كما يتميز الهاتف بدعمه سهولة استبدال قطعه، مثل الشاشة والبطارية ومنفذ الشحن والغطاء الخلفي باستخدام مفك بسيط وقطعة بلاستيكية لإزالة الجهة الخلفية منه دون الحاجة لزيارة مراكز الصيانة، ما يخفض من تكلفة استبدال هذه القطع بشكل كبير ويحافظ على البيئة من خلال خفض النفايات الإلكترونية. ومع تزايد التوجه العالمي نحو خفض مدة استخدام الهواتف الجوالة، يقدم الهاتف خيارات أكثر ذكاء للاستخدام من خلال خاصية مصممة لمساعدة المستخدم في أخذ استراحة من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي والإشعارات المستمرة وحظر جهات الاتصال. وتتم هذه العملية عبر تطبيق قابل للتخصيص يهدف إلى إيجاد تجربة استخدام خالية من الإلهاء، مما يمنح المستخدم المزيد من الوقت للتركيز على الأمور المهمة.

مواصفات تقنية

يبلغ قطر الشاشة 6.56 بوصة، وهي تعرض الصورة بدقة 1612x720 بكسل وبكثافة 269 بكسل في البوصة، مع دعم عرض الصورة بتردد 90 هرتز لمزيد من السلاسة. ويعمل الهاتف بمعالج «سنابدراغون 4 الجيل 2» بدقة التصنيع 4 نانومتر، وهو معالج ثماني النوى (نواتان بتردد 2.2 غيغاهرتز و6 نوى بتردد 2.0 غيغاهرتز)، ويعمل بـ8 غيغابايت من الذاكرة ويقدم 256 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة مع دعم لبطاقات «مايكرو إس دي» الإضافية لغاية 1024 غيغابايت (1 تيرابايت) من الذاكرة الممتدة، وهي ميزة مهمة جدا لكنها غائبة في الهواتف الحديثة بهدف دفع المستخدمين لشراء إصدارات من الهواتف بسعة تخزين مدمجة أكبر، وبالتالي دفع المزيد من المال للشركات المصنعة للهواتف.

وبالنسبة للكاميرات، فتبلغ دقتها في الجهة الخلفية 108 و2 ميغابكسل (عدسة عريضة ومستشعر لقياس بُعد العناصر عن الهاتف)، مع تقديم «فلاش إل إي دي» خلفي للحصول على ألوان واقعية مع دعم التقريب لغاية 3 أضعاف والتركيز التلقائي على حركة المستخدم، بينما تبلغ دقة الكاميرا الأمامية 50 ميغابكسل. ويدعم الهاتف شبكات «واي فاي» a وb وg وn وac و6 و«بلوتوث 5.1» اللاسلكية، إضافة إلى دعم تقنية الاتصال عبر المجال القريب Near Field Communication NFC وتقديم مستشعر بصمة جانبي. وتبلغ شحنة البطارية 5000 ملي أمبير - ساعة، ويمكن شحنها سلكيا بقدرة 33 واط، لتقدم طاقة تكفي للعمل لنحو 65 ساعة ولمدة 4 سنوات من الشحن دون أن تنخفض قدرة شحنتها.

كما يدعم الهاتف استخدام شريحتي اتصال (أو شريحة واحدة وبطاقة «مايكرو إس دي») مع دعم استخدام شريحة الاتصال الإلكترونية eSIM، وهو يعمل بنظام التشغيل «آندرويد 14». وتبلغ سماكة الهاتف 8.3 مليمتر ويبلغ وزنه 202 غرام، وهو متوافر الآن في المنطقة العربية بسعر 999 ريالا سعوديا (نحو 266 دولارا أميركيا).


مقالات ذات صلة

شركة «شاومي» تطلق شريحة هواتف جوالة مطورة ذاتياً أواخر مايو

تكنولوجيا شعار شركة «شاومي» الصينية للهواتف الذكية والمركبات الكهربائية (رويترز)

شركة «شاومي» تطلق شريحة هواتف جوالة مطورة ذاتياً أواخر مايو

أعلنت شركة «شاومي» الصينية المصنعة للهواتف الذكية والمركبات الكهربائية، اليوم (الخميس)، أنها تعتزم إطلاق شريحة هواتف جوالة جديدة مطورة ذاتياً في أواخر مايو.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا هواتف «آيفون» معروضة في متجر «أبل» بنيويورك (أ.ف.ب)

«أبل» تستعين بالذكاء الاصطناعي لإطالة عمر بطارية آيفون

كشف تقرير صحافي أن شركة «أبل» تخطط لاستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لمعالجة مشكلة قصر عمر بطارية «آيفون»، التي تعتبر مصدر إزعاج متكرر للعملاء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد «أبل» تدرس رفع أسعار تشكيلة هواتف «آيفون» التي ستطرح في وقت لاحق من هذا العام (إ.ب.أ)

صحيفة: «أبل» تبحث رفع أسعار هواتف «آيفون» الجديدة

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، يوم الاثنين، أن شركة «أبل» تدرس رفع أسعار تشكيلة هواتف «آيفون» التي ستُطرح في وقت لاحق من هذا العام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متجر تطبيقات «أبل» المعروف بـ«آب ستور» (أ.ب)

«أبل» تجمع 10 مليارات دولار عمولات «آب ستور» أميركا العام الماضي

جمعت شركة أبل أكثر من 10 مليارات دولار من عمولات تنزيل المستخدمين التطبيقات الموجودة على متجرها الإلكتروني «آب ستور» بأميركا خلال العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد معرض تابع لشركة «سامسونغ» للجوالات في كوريا الجنوبية (رويترز)

«سامسونغ» تتوقع تأثر أسعار الهواتف بسبب الرسوم الجمركية

حذّرت شركة «سامسونغ إلكترونكس» من أن الرسوم الجمركية الأميركية ربما تخفّض الطلب على منتجات مثل الهواتف الذكية؛ مما يجعل التنبؤ بأداء الشركة في المستقبل صعباً.

«الشرق الأوسط» (سيول)

الذكاء الاصطناعي بين الحوكمة والحرية... من يكبح من؟

«ساس»: الشفافية وبناء الثقة عنصران أساسيان لحماية سمعة المؤسسات في ظل الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
«ساس»: الشفافية وبناء الثقة عنصران أساسيان لحماية سمعة المؤسسات في ظل الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
TT

الذكاء الاصطناعي بين الحوكمة والحرية... من يكبح من؟

«ساس»: الشفافية وبناء الثقة عنصران أساسيان لحماية سمعة المؤسسات في ظل الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
«ساس»: الشفافية وبناء الثقة عنصران أساسيان لحماية سمعة المؤسسات في ظل الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

بينما تتسارع وتيرة نشر الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، من قرارات الائتمان إلى التوائم الرقمية، لم تكن الحاجة إلى الحوكمة الواعية والمسؤولة أكثر إلحاحاً من اليوم. على هامش مؤتمر «SAS Innovate 2025» الذي استضافته مدينة أورلاندو الأميركية هذا الشهر، قال ريدجي تاونسند، نائب رئيس وحدة أخلاقيات البيانات في شركة «SAS»: «إن الذكاء الاصطناعي يسمح بالتحرك بسرعة... لكن الحوكمة هي المكابح». ونبّه خلال حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط» أنه حتى الآن «لا يملك كثير من المؤسسات الشجاعة للضغط عليها».

الثقة والحوكمة في القطاع المصرفي

في قطاع البنوك والخدمات المالية، حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي منذ عقود في كشف الاحتيال وتقييم الجدارة الائتمانية، تتضاعف أهمية الحوكمة بسبب حساسية السمعة وشدة التنظيم. وأوضح تاونسند أن لدى البنوك ممارسات ومعايير راسخة، وهي معتادة على بيئات تنظيمية صارمة. لكن الذكاء الاصطناعي اليوم ينتشر خارج أقسام المخاطر، ليصل إلى الموارد البشرية والدعم الفني وسير العمل الداخلي. وأشار إلى أن البنوك اليوم تتبنى نماذج مختلفة، بعضها يدمج فرق إدارة المخاطر ضمن فرق حوكمة الذكاء الاصطناعي الأكبر، بينما تفضّل أخرى إبقاءها منفصلة لضمان الاستقرار. وذكر أن القرار النهائي لا يزال غير محسوم، لكن ما لا يمكن التفاوض حوله هو الحاجة إلى الحفاظ على الثقة. وأكّد تاونسند على أهمية القدرة على شرح سبب حصول هذا العميل على قرض، ولم يحصل الآخر عليه، على سبيل المثال، دون تعريض الأنظمة المعقدة بالكامل للمستهلكين.

ريدجي تاونسند نائب رئيس وحدة أخلاقيات البيانات في شركة «SAS» متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» (ساس)

الحوكمة ليست أداة، بل ثقافة

أطلقت شركة «ساس» وحدة استشارية مخصصة لحوكمة الذكاء الاصطناعي. وأشار تاونسند إلى أن ردود الفعل من العملاء كانت «إيجابية للغاية»، لكن التحدي الأكبر يتمثل في مقاومة التغيير داخل المؤسسات. وقال إن «العمل الحقيقي يبدأ بعد الأدوات.... الحوكمة ليست منتجاً، بل حواراً مع الإدارة العليا وثقافة مؤسسية متجذرة». وذكر أن القطاع العام يواجه تحديات أكبر، إذ يصعب على الجهات الحكومية تعديل هياكلها بسرعة لاستيعاب وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى وجود وعي متزايد، «لكن الهيكل الإداري في كثير من الحكومات لا يسمح بالتحرك بالسرعة المطلوبة».

بين الحذر والأمل

قدّم تاونسند نظرة دقيقة ومتحفظة عن أخلاقيات استخدام البيانات الاصطناعية والتوائم الرقمية. وقال: «إذا استخدمت البيانات الاصطناعية بطريقة خاطئة، يمكن أن تضخم التحيزات القائمة. لكن إذا استُخدمت بحكمة، يمكن أن تساعدنا في اكتشاف هذه التحيزات ومعالجتها».

وأقرّ تاونسند، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) يمثل تحدياً جديداً بالكامل. وشرح أنه داخل «ساس» يتم تضمينه في منتجات مثل «كوبايلوت» (Copilot)، لكن ضمن ضوابط واضحة مثل تقنيات «RAG» للحدّ من الانحرافات. وأشار إلى أن الشركة تطور حالياً أدوات جديدة لحوكمة «GenAI»، تتضمن «Model Manager» وبطاقات النماذج، إلى جانب منتج شامل للحوكمة سيُعلن عنه قريباً.

يرى خبراء أن البيانات الاصطناعية والتوائم الرقمية قد تعزز التحيز إذا أُسيء استخدامها (غيتي)

الحوسبة الكمية... كن مستعداً جيداً

وحول مستقبل الحوسبة الكمية، دعا تاونسند إلى التريث، قائلاً: «الحوسبة الكمية تعني السرعة، لكننا لسنا مستعدين بعد لنشر الضرر بسرعة».

تنصح «ساس» باستخدام إطار حوكمة يسمى طبقة التفعيل (Activation Layer)، يتضمن الرقابة والعمليات والضوابط والثقافة. وأوضح أن قلة من المؤسسات اليوم جاهزة فعلياً لاستخدام القدرات الكمية. ونقل أن «معظم المؤسسات لا تزال تكافح مع أساسيات الذكاء الاصطناعي. فلنبدأ أولاً بتنظيف بياناتنا».

توحيد قوانين الذكاء الاصطناعي عالمياً

رغم التفاؤل بشأن التعاون الدولي، يشكك تاونسند في إمكانية توحيد القوانين عالمياً. وقال إنه «لن نحصل على لغة موحدة، لكن يمكننا بناء مستوى من الاتساق يسمح بالتعاون الدولي. ويبين جهود منظمات مثل (OECD) والمنتدى الاقتصادي العالمي، بالإضافة إلى مبادرات في الاتحاد الأوروبي وكوريا واليابان». ويفصّل أن المستقبل يكمن في التوافق التقني، مثل بروتوكولات «عميل لعميل» (Agent-to-Agent) التي تعمل عليها شركات كبرى، مثل «غوغل» و«أنثروبيك». واستشهد تاونسند بمثال واضح قائلاً: «كما أن الكهرباء تعمل رغم اختلاف المقابس، والإنترنت يعمل رغم اختلاف الحدود، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعمل ضمن تناغم وظيفي عالمي».

فجوة المعرفة... ومعركة الثقة

في نهاية المطاف، يرى تاونسند أن «أمية الذكاء الاصطناعي» هي التحدي الأكبر قائلاً إن «معظم الناس يخافون من الذكاء الاصطناعي لأنهم لا يفهمونه. لا يمكنك تنظيم ما لا تفهمه». ونوّه إلى الحاجة «إلى مجتمع يعرف ما يطلبه من الشركات. من دون ذلك، ستبقى الثقة هشّة».

وفي نهاية حديثه، يجزم تاونسند أن «الحوكمة ليست قضية تقنية، بل قضية قيادة». ويقول إن «ساس» تسعى من خلال وحدة أخلاقيات البيانات إلى ترسيخ ثقافة مساءلة تحفّز العملاء والمؤسسات على التفكير بعمق، والعمل بحذر، ونشر الذكاء الاصطناعي بحكمة. ويختتم قائلاً: «نحن لسنا هنا لبيع برامج فقط... بل لنطرح سؤالاً؛ هل الذكاء الاصطناعي الذي نبنيه يعكس أفضل ما فينا؟».