«أبل» تبشّر بعصر جديد لأجهزتها بعد تشغيل الذكاء الاصطناعي التوليدي

الشركة ستدمج ميزات «تشات جي بي تي» أيضاً في خدماتها بحلول ديسمبر

جهاز «آيفون 15» معروض في أحد متاجر بالي بإندونيسيا (إ.ب.أ)
جهاز «آيفون 15» معروض في أحد متاجر بالي بإندونيسيا (إ.ب.أ)
TT

«أبل» تبشّر بعصر جديد لأجهزتها بعد تشغيل الذكاء الاصطناعي التوليدي

جهاز «آيفون 15» معروض في أحد متاجر بالي بإندونيسيا (إ.ب.أ)
جهاز «آيفون 15» معروض في أحد متاجر بالي بإندونيسيا (إ.ب.أ)

شغّلت «أبل»، الاثنين، أول نظام ذكاء اصطناعي توليدي لها «أبل إنتلجنس»، على الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر والأجهزة اللوحية العاملة بنظامها التشغيلي «آي أو إس»، ما يمثّل الانطلاق الرسمي للمجموعة الأميركية العملاقة في هذه التقنية التي استحالت محوراً رئيسياً لأنشطة شركات التكنولوجيا.

وكانت الشركة المصنعة لهواتف «آيفون» قدمت لمحة أولى عن نظام «أبل إنتلجنس» في يونيو (حزيران)، لتنضم بذلك إلى الشركات المنافسة في السباق على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي أطلقته «أوبن إيه آي» مع طرحها «تشات جي بي تي» في نهاية عام 2022.

وترى «غوغل» و«مايكروسوفت» و«أمازون» و«ميتا» و«أبل» في هذه التكنولوجيا المحطة المفصلية المقبلة في عالم المعلوماتية.

تستثمر الشركات عشرات مليارات الدولارات في البحث وتصميم أدوات مساعدة بالذكاء الاصطناعي قادرة على التفاعل مع المستخدمين البشريين، والإجابة عن أسئلتهم كتابة أو تحدثاً، وإنتاج جميع أنواع المحتوى حسب الطلب.

وقال رئيس شركة «أبل» تيم كوك، في بيان نُشر الاثنين، إن نظام «أبل إنتلجنس» يبشّر بعصر جديد لأجهزة «آيفون» و«آيباد» و«ماك»، ويقدّم أدوات وتجارب جديدة تماماً ستغيّر ما يمكن لمستخدمينا إنجازه.

وتشتمل ميزات «أبل» الجديدة على أدوات لتلخيص الإشعارات والرسائل، والمساعدة في الكتابة أو العثور على الصور بسهولة أكبر، من خلال وصف بسيط.

كما بات المساعد الصوتي «سيري» الذي لم يشهد في السنوات الأخيرة سوى بعض التطويرات الطفيفة، أكثر كفاءة مع زيادة في قدراته على المحادثة.

وتخطط «أبل» أيضاً لدمج ميزات «تشات جي بي تي» في خدماتها بحلول ديسمبر (كانون الأول).

وتُتوقع إضافة أدوات أخرى بحلول نهاية العام، مثل تلك المستخدمة في إنشاء الصور، وهي وظيفة موجودة بالفعل في مساعدي الشركات المنافسة.

وحرصت الشركة على إعطاء الأولوية لخصوصية المستخدم من خلال البقاء على معالجة البيانات محلياً، مباشرة على الجهاز، أو باستخدام نظام جديد يُسمّى «Private Cloud Compute» (حوسبة سحابية خاصة)، يسمح له بالمرور عبر خوادم الشركة من دون تخزين البيانات هناك.

وبات نظام «أبل إنتلجنس» متاحاً حالياً باللغة الإنجليزية فقط. ومن المتوقع توسعته ليشمل اللغات الصينية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والكورية وغيرها من اللغات في العام المقبل.

وفي الاتحاد الأوروبي، أرجأت المجموعة الأميركية العملاقة إطلاق نظام «Apple Intelligence» إلى أجل غير مسمى، بسبب «شكوك تنظيمية» مرتبطة بالقوانين الجديدة المتعلقة بالأسواق الرقمية.

وأوضحت المجموعة أن النظام الجديد سيكون متاحاً على أجهزة كومبيوتر «ماك» باللغة الإنجليزية (تحت أحدث إصدار من نظام التشغيل)، وسيبدأ نشره على أجهزة «آيفون» و«آيباد» بدءاً من أبريل (نيسان) المقبل.

وكشفت الشركة الأميركية العملاقة أيضاً، الاثنين، عن جهاز كومبيوتر مكتبي جديد «آيماك» (iMac) يدمج شريحة «إم 4» المصممة داخلياً وذكاء «أبل».


مقالات ذات صلة

«أبل» تكشف عن أحدث إصداراتها من «ماك بوك إير» و«استوديو» وشريحة «إم 3 الترا»

تكنولوجيا «ماك بوك إير» الجديد والمدعوم بشريحة «إم 4» (الشرق الأوسط)

«أبل» تكشف عن أحدث إصداراتها من «ماك بوك إير» و«استوديو» وشريحة «إم 3 الترا»

كشفت شركة أبل الأميركية عن ثلاثة أجهزة جديدة، التي تتضمن «ماك بوك إير» الجديد بشريحة «إم 4»، إلى جانب «ماك استوديو» المحسّن، المدعوم بشريحتي «إم 4 ماكس» و«إم 3…

تكنولوجيا يأتي «أبل آيباد إير» الجديد بتصاميم حديثة وقوة مضاعفة من حيث الأداء (الشرق الأوسط)

«أبل» تكشف عن «آيباد إير» الجديد المدعوم بشريحة «إم 3» ولوحة مفاتيح مطورة

أعلنت شركة «أبل» عن إطلاق جهاز «آيباد إير iPad Air» الجديد، المدعوم بشريحة «M3».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

خلل في هواتف «آيفون» يغيّر كلمة «عنصري» إلى «ترمب»

وعدت شركة «أبل» بإصلاح خلل في أداة الإملاء التلقائي الخاصة بها على هواتف «آيفون»، بعد أن أبلغ بعض المستخدمين أنها اقترحت عليهم «ترمب» عندما قالوا كلمة «عنصري».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لـ«أبل» تيم كوك يتحدث خلال فعالية للشركة بكاليفورنيا في 9 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

«أبل» تضخ 500 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي خلال 4 سنوات

أعلنت شركة «أبل»، يوم الاثنين، خططها لاستثمار 500 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي خلال السنوات الأربع المقبلة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد رجل يمر بجانب لافتة «غوغل من أجل الهند» في نيودلهي (صورة - أرشيفية)

من أجل المنافسة مع «أبل»... «غوغل» تتجه لافتتاح متاجر بيع بالتجزئة في الهند

أفادت ثلاثة مصادر مطلعة بأن شركة «غوغل»، التابعة لشركة «ألفابت»، تقترب من تحديد المواقع لمتاجرها الفعلية الأولى للبيع بالتجزئة خارج الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي )

«إكليبسا»: نظام منافس جديد يغير مستقبل تجسيم الصوتيات من «غوغل» و«سامسونغ»

دعم ممتد من التلفزيونات ونظم التجسيم الحديثة لمزيد من الانغماس
دعم ممتد من التلفزيونات ونظم التجسيم الحديثة لمزيد من الانغماس
TT

«إكليبسا»: نظام منافس جديد يغير مستقبل تجسيم الصوتيات من «غوغل» و«سامسونغ»

دعم ممتد من التلفزيونات ونظم التجسيم الحديثة لمزيد من الانغماس
دعم ممتد من التلفزيونات ونظم التجسيم الحديثة لمزيد من الانغماس

تتنافس الشركات العملاقة في عالم الصوتيات المنزلية لتقديم تجارب سمعية غامرة، ولكن ماردا جديدا يهدف إلى تغيير هذا القطاع بشكل جذري، واسمه «نظام إكليبسا الصوتي» Eclipsa Audio الذي أطلقه تحالف بين «غوغل» و«سامسونغ».

ويطمح هذا النظام إلى تقديم تجربة صوتية تجسيمية متقدمة دون التكاليف الباهظة المرتبطة بتقنيات مثل «دولبي أتموس» Dolby Atmos الذي لطالما كان المعيار المتقدم للصوتيات المحيطية ثلاثية الأبعاد، حيث يقدم تجربة صوتية غامرة تضع المستمع في قلب الحدث. ومع ذلك، فإن استخدام «دولبي أتموس» يتطلب ترخيصا مكلفا، ما يزيد من تكلفة الأجهزة والمحتوى ويُصعّب تبنيه من قبل صناع المحتوى وحتى «يوتيوب». هذا الأمر دفع «سامسونغ» إلى البحث عن بديل يقدم جودة مماثلة بتكلفة أقل.

لماذا «إكليبسا»؟

ترى «سامسونغ» أن مستقبل الصوت المحيطي يجب ألا يكون حكرا على تقنيات مكلفة، ومن هنا جاءت فكرة «إكليبسا»، وهي تقنية صوتية مفتوحة المصدر تهدف إلى خفض التكاليف وزيادة إمكانية الوصول إلى تجارب صوتية غامرة. وتتميز تقنية «إكليبسا» بتكلفتها المنخفضة، مما يجعلها خيارا أكثر جاذبية للمصنعين والمستخدمين على حد سواء. وكونها تقنية مفتوحة المصدر، تتيح «إكليبسا» للمطورين والشركات الأخرى المساهمة في تحسينها وتطويرها، ما يعزز الابتكار والتنوع. ويهدف نظام «إكليبسا» إلى تقديم تجربة صوتية ثلاثية الأبعاد مماثلة لـ«دولبي أتموس» مع التركيز على الدقة والوضوح، إلى جانب قدرته على التكيف مع مختلف أنواع الأجهزة وأنظمة الصوتيات، مثل السماعات المنزلية الشريطية Soundbar والهواتف الجوالة والتلفزيونات الذكية ومنصات بث عروض الفيديو عبر الإنترنت، ما يجعله قابلا للتطبيق في مجموعة واسعة من المنتجات.

وترتكز المنافسة بين «إكليبسا» و«دولبي أتموس» على عدة جوانب رئيسية تشمل التكلفة والانتشار والجودة والمحتوى. وبينما يتطلب «دولبي أتموس» ترخيصا مكلفا، فإن «إكليبسا» يعمل بنظام مفتوح المصدر يقلل من التكاليف بشكل كبير.

وستؤدي هذه الميزة إلى خفض تكلفة الأجهزة التي تدعم «إكليبسا» وجعلها في متناول جمهور أوسع. وتمتاز «دولبي أتموس» بانتشار واسع في السوق، حيث تدعمها العديد من الأجهزة والمحتوى، بينما تحتاج «إكليبسا» إلى وقت لتكتسب نفس القدر من الانتشار، ولكن دعم «سامسونغ» لها يمكن أن يساهم في تسريع هذه العملية، إلى جانب انتشارها في هواتف «آندرويد» من «غوغل». وتواجه «إكليبسا» تحدي توافر محتوى يدعمها، بينما تحظى «دولبي أتموس» بوجود مكتبة واسعة من الأفلام والبرامج التلفزيونية والألعاب التي تدعمها.

العمق التقني لـ«إكليبسا»

ولا تقتصر «إكليبسا» على كونها تقنية مفتوحة المصدر فقط، بل تعتمد على خوارزميات متطورة لتحليل وتوزيع الصوتيات من حول المستخدم. وتسعى التقنية إلى إيجاد تجربة ثلاثية الأبعاد من خلال معالجة الإشارات الصوتية بدقة عالية مما يسمح بتحديد مواقع الأصوات في الفضاء بدقة متناهية وإيجاد تأثير صوتي غامر يضع المستمع في قلب الحدث. كما تقوم التقنية بتوزيع الصوت بشكل ديناميكي بناء على موقع المستمع ومحتوى الصوت، ما يعني أن الأصوات تتغير وتتحرك بشكل واقعي بهدف تعزيز الشعور بالواقعية.

يضاف إلى ذلك أن التقنية مصممة لتكون متوافقة مع مجموعة واسعة من أنظمة الصوتيات، بما في ذلك مكبرات الصوت التقليدية وأنظمة الصوت التجسيمي المتقدمة مما يسمح للمصنعين دمجها في مختلف أنواع الأجهزة. كما توفر التقنية مرونة كبيرة في تكوين أنظمة الصوت، مما يسمح للمستخدمين بتخصيص التجربة الصوتية وفقا لتفضيلاتهم، حيث يمكنهم ضبط إعدادات الصوتيات وتحديد مواقع مكبرات الصوت لتحقيق أفضل أداء.

تقنية تجسيم متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي وبتكلفة منخفضة

«إكليبسا» في عصر الذكاء الاصطناعي

ويعتمد مستقبل «إكليبسا» على عدة عوامل تشمل دعم الشركات الأخرى وتوافر المحتوى وتطوير التقنية نفسها. دعم «سامسونغ» لها يشير إلى مستقبل واعد. ولتحقيق النجاح، تحتاج «إكليبسا» إلى بناء نظام بيئي قوي يشمل الأجهزة وأنظمة الصوتيات والمحتوى والخدمات، مع ضرورة توفير محتوى يدعمها لجذب المستخدمين مما يتطلب التعاون مع شركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني وشركات برمجة الألعاب.

دعم ممتد من «كروم» و«يوتيوب» و«آندرويد» و«نتفليكس» و«أمازون»

ومن المتوقع أن نشهد هذه التقنية في تلفزيونات «سامسونغ» (مثل سلسلة تلفزيونات «كريستال يو إتش دي» Crystal UHD و«نيو كيوليد 8كيه» Neo QLED 8K) و«إل جي» (مثل تلفزيون G5 OLED) و«تي سي إل» TCL الذكية المقبلة في عام 2025، إضافة إلى التلفزيونات التي تعمل بنظام التشغيل الخاص بـ«غوغل» والشرائط الصوتية الجديدة (مثل شريط Samsung HW-Q990F المقبل) وشاشات الكومبيوتر (مثل شاشة Dell S3225QC QD-OLED). كما ستدعم «غوغل» هذه التقنية من خلال متصفح «كروم» ومنصة «يوتيوب» للفيديوهات ونظام التشغيل «آندرويد» مما يعد بزيادة انتشار كبيرة، مع تواصل «سامسونغ» مع «نتفليكس» و«أمازون» لدعم هذه التقنية في فيديوهات المنصتين.

ومع تطور الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يكون لـ«إكليبسا» دور مهم في تطوير تجارب صوتية ذكية ومخصصة، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستخدمين وتفضيلاتهم وتخصيص تجربة الصوت المكاني وفقا لذلك. كما يمكن دمجها مع المساعدات الصوتية لتقديم تجارب صوتية تفاعلية وغامرة. ويمكن كذلك استخدامها في تطبيقات الواقع الافتراضي والمعزز لإنشاء تجارب صوتية واقعية، ويمكن استخدامها في أنظمة الصوتيات في السيارات لتقديم تجارب صوتية مخصصة وأكثر انغماسا في قطاع لم يشهد تطويرات كبيرة في مجال التجسيم الصوتي.

وتمثل «إكليبسا» خطوة جريئة نحو مستقبل الصوتيات التجسيمية المنزلية. ومن خلال تقديم تقنية مفتوحة المصدر وفعالة من حيث التكلفة، تسعى «إكليبسا» إلى جعل تجارب الصوت المحيطي في متناول الجميع. ومع استمرار تطور التقنية ودعم الشركات والمطورين، يمكن أن تصبح هذه التقنية قوة دافعة للابتكار في صناعة الصوتيات. وفي نهاية المطاف، فإن المنافسة بين «إكليبسا» و«دولبي أتموس» ستؤدي إلى تطوير وتحسين التقنيات الصوتية بشكل عام، ما يفتح آفاقا جديدة لعالم الصوتيات المنزلية يعود بالنفع على المستخدمين.