السعودية تبدأ تطبيق نظام حماية البيانات الشخصية في 14 سبتمبر المقبل

كيف نحمي أنفسنا من إساءة استخدام بياناتنا الشخصية؟

نظام حماية البيانات الشخصية يمنح الأفراد الحق في معرفة كيفية جمع بياناتهم ومعالجتها (شاترستوك)
نظام حماية البيانات الشخصية يمنح الأفراد الحق في معرفة كيفية جمع بياناتهم ومعالجتها (شاترستوك)
TT

السعودية تبدأ تطبيق نظام حماية البيانات الشخصية في 14 سبتمبر المقبل

نظام حماية البيانات الشخصية يمنح الأفراد الحق في معرفة كيفية جمع بياناتهم ومعالجتها (شاترستوك)
نظام حماية البيانات الشخصية يمنح الأفراد الحق في معرفة كيفية جمع بياناتهم ومعالجتها (شاترستوك)

يجعل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا والبيانات الرقمية حماية البيانات الشخصية محور اهتمام كبير للأفراد والمؤسسات. ومن المتوقع أن تبدأ الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي في الإنفاذ الكامل لنظام حماية البيانات الشخصية بدءاً من 14 سبتمبر (أيلول) المقبل، بعد انتهاء الفترة الانتقالية الحالية للامتثال. يتمتع النظام بنطاق واسع للغاية، وينطبق على جميع الكيانات العاملة في المملكة، وكذلك الكيانات خارجها التي تعالج البيانات الشخصية للأفراد في السعودية دون الحاجة إلى استهداف الأفراد أو مراقبتهم.

ندى خليل مستشارة الحوكمة والمخاطر والالتزام في شركة «Help AG» متحدثة لـ«الشرق الأوسط» (Help AG)

ماهية البيانات الشخصية والحسّاسة

تقول ندى خليل مستشارة الحوكمة والمخاطر والالتزام في شركة «Help AG» إن البيانات الشخصية هي تلك التي يمكن من خلالها التعرف على الفرد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وتشرح في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن هذه البيانات تشمل الاسم ورقم الهوية والعنوان وأرقام التواصل والحسابات البنكية وحتى الصور الشخصية. وتوضح أن «البيانات الشخصية الحساسة» هي تلك المتعلقة بمعلومات أكثر خصوصية، مثل الأصل العرقي أو القبلي والمعتقد الديني أو البيانات الوراثية والصحية.

وتشير ندى خليل إلى أن إساءة استخدام هذه البيانات يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، حيث يمكن للمخترقين استخدام البيانات الحساسة في انتحال هوية الأشخاص، أو بيعها لشركات تسويق بطرق غير قانونية، أو حتى استخدامها لأغراض تجسسية. وتؤكد على أهمية حماية البيانات الشخصية خصوصاً في ظل الخدمات المجانية التي قد تكون على حساب الخصوصية. وتضيف، كما يُقال: «إذا كان المنتج مجانياً، فاعلم أن خصوصيتك هي الثمن».

سيتعين على جميع الكيانات المشمولة في النطاق تنفيذ برنامج امتثال قبل 14 سبتمبر المقبل (شاترستوك)

نظام حماية البيانات الشخصية

في إطار حرص القيادة السعودية على حقوق المواطنين، تم إطلاق نظام حماية البيانات الشخصية بوصفه إطاراً قانونياً يهدف إلى حماية خصوصية الأفراد. تَعد ندى خليل أن هذا النظام يمنح الأفراد حقّ معرفة كل ما يتعلّق ببياناتهم الشخصية، وكيفية جمعها ومعالجتها، ويتيح لهم الوصول إليها، وتصحيحها، والاعتراض على طريقة معالجتها، وطلب حذفها أو التخلّص منها. وتشير إلى أن النظام لا يقتصر على الجهات داخل السعودية فحسب، بل يشمل أيضاً الجهات الخارجية التي تتعامل مع بيانات المواطنين السعوديين.

وتوضح خليل أن انتهاك قانون حماية البيانات الشخصية قد يؤدي إلى فرض غرامات مالية تصل إلى 5 ملايين ريال سعودي والتي يمكن مضاعفتها بسبب تكرار المخالفات، والسجن المحتمل لبعض عمليات الإفصاح عن البيانات الشخصية الحساسة، والتحذيرات، ومصادرة الأموال التي تم الحصول عليها نتيجة الانتهاك، ومطالبات التعويض من الأفراد.

التوافق مع التشريعات الدولية

يتماشى نظام حماية البيانات الشخصية في السعودية مع التشريعات الدولية المماثلة، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) في الاتحاد الأوروبي وقانون خصوصية المستهلك في كاليفورنيا (CCPA). وتنوه خليل بأن هذا التوافق يعزز سمعة المملكة، ويسهل التعاون الدولي في مجال التشريعات المتعلقة بحماية البيانات. وإذا كان لدى كيان ما بالفعل برنامج امتثال للائحة العامة لحماية البيانات، فيمكن توسيع هذا البرنامج ليسري على البيانات المشمولة في نطاق النظام، مع إجراء تعديلات وإضافات خاصة بالمملكة العربية السعودية.

«البيانات الشخصية الحساسة» هي تلك المتعلقة بمعلومات أكثر خصوصية مثل الأصل العرقي أو القبلي والمعتقد الديني (شاترستوك)

دعم الاقتصاد والخدمات الرقمية

يلعب نظام حماية البيانات دوراً مهماً في دعم التحول الرقمي في المملكة، حيث يوفر بيئة آمنة للابتكار، ويجذب الاستثمارات الأجنبية. وتشير خليل إلى أن وجود نظام صارم لحماية البيانات يعزز من ثقة المستثمرين في المملكة، ويدعم تحقيق «رؤية السعودية 2030»، مما يضع المملكة في طليعة الدول المتقدمة تكنولوجياً.

وفي معرض حديثها لـ«الشرق الأوسط»، تستعرض ندى خليل الإجراءات التي يمكن اتخاذها للامتثال بنظام حماية البيانات الشخصية. وتعد أن من أهم هذه الإجراءات هي تحديد وحصر البيانات الشخصية التي يتم جمعها، وإجراء تقييم تأثير الخصوصية لتحديد المخاطر، وتطوير أطر وسياسات لحوكمة البيانات الشخصية. كما تؤكد على أهمية تطبيق التدابير التقنية والأمنية وتدريب العاملين على حماية البيانات.

وتوضح أن شركة «Help AG» يمكن أن تساعد المؤسسات في الامتثال لقانون حماية البيانات الشخصية بوصفها شركة رائدة في مجال الأمن السيبراني، مقدمة حلولاً وأدوات لحماية البيانات الشخصية، وخدمات استشارية تضمن الالتزام بالنظام. لا يعد الامتثال لنظام حماية البيانات الشخصية في السعودية ضرورياً لحماية الأفراد، بل هو أيضاً عامل حاسم في دعم التحول الرقمي والاقتصاد في المملكة لتعزيز مكانتها بوصفها قوة تقنية واقتصادية عالمية.


مقالات ذات صلة

ارتفاع مؤشر نضج التجربة الرقمية بالسعودية إلى 85%

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

ارتفاع مؤشر نضج التجربة الرقمية بالسعودية إلى 85%

أعلنت هيئة الحكومة الرقمية نتائج مؤشر نضج التجربة الرقمية لعام 2024 حيث حقق المؤشر نسبة 85.04 في المائة بمستوى «متقدم»، والذي شمل تقييم 39 منصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا علماء الفيزياء بجامعة أكسفورد يبتكرون مادة جديدة شديدة المرونة يمكن تطبيقها على أي سطح تقريبًا لتوليد الطاقة من الشمس (Martin Small)

طلاء مرن فائق الرقة لتوليد الطاقة من ضوء الشمس

يمكن طلاء المباني والمركبات، وحتى الهواتف المحمولة، بهذه المادة التي يبلغ سُمكها أكثر من ميكرون واحد!

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا بدأت سلسلة هواتف بيكسل من «غوغل» في عام 2016، مع التركيز على تقديم تجربة «آندرويد» نقية وكاميرات متفوقة (غوغل)

تعرف على جديد «غوغل» في مؤتمر «Made by Google 2024»

أثبتت شركة «غوغل» مرة أخرى في عام 2024 أنها واحدة من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا من خلال مجموعة من الإعلانات المثيرة خلال حدث «Made by Google 2024»…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا منصة «X» تزيل جميع الإعلانات لمشتركي خطة «Premium+» البالغة 16 دولاراً شهرياً (أ.ف.ب)

إزالة الإعلانات لمشتركي «بريميوم+» على «إكس»

سيتمكّن المشتركون الآن من تجربة خالية تماماً من الإعلانات عبر معظم أجزاء المنصة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد مقر «عزم» في العاصمة السعودية الرياض (موقع الشركة الإلكتروني)

«عزم» السعودية لتقنية المعلومات ترسي عقد تقديم خدمات مع «منشآت»

أعلنت شركة «عزم» السعودية للاتصالات وتقنية المعلومات، الثلاثاء، ترسية مشروع إدارة تقديم قسائم خدمات بتكلفة مدعومة وخدمات مخفضة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«بيكسل 9» من «غوغل» يؤدي دور سكرتير المستخدم

صانع المحتوى أنطونيو كاهون من المكسيك يحمل هاتف «Pixel 9 Pro XL» وهاتف «Nexus 5» الذكي من عام 2013 في حدث Made by Google في ماونتن فيو كاليفورنيا (رويترز)
صانع المحتوى أنطونيو كاهون من المكسيك يحمل هاتف «Pixel 9 Pro XL» وهاتف «Nexus 5» الذكي من عام 2013 في حدث Made by Google في ماونتن فيو كاليفورنيا (رويترز)
TT

«بيكسل 9» من «غوغل» يؤدي دور سكرتير المستخدم

صانع المحتوى أنطونيو كاهون من المكسيك يحمل هاتف «Pixel 9 Pro XL» وهاتف «Nexus 5» الذكي من عام 2013 في حدث Made by Google في ماونتن فيو كاليفورنيا (رويترز)
صانع المحتوى أنطونيو كاهون من المكسيك يحمل هاتف «Pixel 9 Pro XL» وهاتف «Nexus 5» الذكي من عام 2013 في حدث Made by Google في ماونتن فيو كاليفورنيا (رويترز)

عرضت «غوغل»، أمس الثلاثاء مميزات النسخة الجديدة من هواتفها الذكية «بيكسل» Pixel المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مواصلة بذلك سعَيها إلى إنشاء أدوات مساعِدَة قائمة على هذه التكنولوجيا تكون مفصّلة أكثر فأكثر على قياس كل مستخدم.

وتناوَبَ عدد من مسؤولي «غوغل» خلال العرض الذي أقيم في المقر الرئيسي للمجموعة في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا، على إبراز مزايا هواتف «بيكسل 9» وسواها من أجهزة «غوغل» الذكية.

لكنّ نجم اللقاء كان الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ إن «جيميناي»، Gemini، برنامج «غوغل» الرئيسي في هذا المجال، بات مدمجاً في صميم الأجهزة، بحيث يتيح للمستخدمين التواصل المباشر معها.

وقالت جيني بلاكبيرن، وهي من نواب رئيس المجموعة «من خلال عروضنا التوضيحية، يمكنكم أن تروا كيف سيساعدكم (جيميناي) على (أندرويد) من خلال جمعه بين معارف عن العالم الحقيقي، والمعلومات المتعلقة بكم، والتطبيقات التي تستخدمونها كل يوم».

تتمتع «غوغل» بأرجحية كبيرة في المنافسة في مجال أدوات الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنها أن تجمع بيانات المستخدمين بفضل خدماتها الواسعة النطاق، ومن بينها محركها للبحث ونظامها التشغيلي للأجهزة المحمولة «أندرويد»، وتطبيقات مثل «يوتيوب» و«غوغل مابس»، و«جي ميل».

ومن خلال تزويد أداة المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي هذه المعلومات، يمكنها أن تصبح أشبه بسكرتير ذي معرفة كلية، متاح الاستخدام في أي وقت، يستطيع تنفيذ عدد كبير من المهام نيابة عن المستخدم.

بإذن من المستخدم

وعلى الرغم من إمبراطوريتها على الإنترنت، لم تتمكن «غوغل» من فرض نفسها في مجال الهواتف الذكية، إذ تهيمن على السوق جارتها «آبل»، والكورية الجنوبية «سامسونغ» والصينية «شاومي».

لكن «آبل» لم تدخل السباق في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي إلا في الآونة الأخيرة، من خلال إطلاقها «آبل إنتيليجنس» في يونيو (حزيران) الماضي، بعد عام ونصف عام من بدء السباق المحموم الذي أطلقته شركة «أوبن إيه آي» من خلال «تشات جي بي تي».

وتأمل «غوغل» التي تتصدر السباق مع «مايكروسوفت»، في إعطاء زخم جديد لهواتفها الذكية وتعزيز جاذبية «أندرويد».

تتميز طرازات «بيكسل 9» بشريحة مصممة خصيصاً لـ«جيميناي»، قادرة على فهم البيانات وإنتاجها في شكل نصوص وأصوات وصور وسوى ذلك.

وقالت شيناز زاك، إحدى المسؤولات عن منتجات «بيكسل»، خلال مؤتمر صحافي، إن «(جيميناي) يمكن أن يوفر للمستخدمين مساعدة شخصية لا مثيل لها، من خلال ولوجه، بإذن منهم، المعلومات المناسبة في بريدهم الإلكتروني، وفي تقويمهم calendar، وفي الكثير غيرهما».

وسيكون في وسع أداة المساعَدة القائمة على الذكاء الاصطناعي مثلاً تحديد موعد مع مصفف الشعر أو الميكانيكي، وكتابة الرسائل، والعثور على لقطات الشاشة واستخراج المعلومات منها، والاطلاع على دعوة لحضور نشاط ما، والتحقق من إمكان مشاركة المستخدم فيه، وسوى ذلك من المهام.

وأكدت زاك أن هذا البرنامج «يتعامل مع هذا النوع من الطلبات المتشابكة من دون إرسال بيانات المستخدم الشخصية إلى مزود ذكاء اصطناعي تابع لجهة ثالثة قد لا يعرفها المستخدم أو لا يثق بها»، في إشارة ضمنية إلى «آبل» التي تحالفت مع «أوبن إيه آي» لتوفير وظائف من هذا القبيل.

وعلّقت المحللة غريس هارمون من «إي ماركتر» قائلة إن «بعض الأدوات الجديدة تبدو ذات فائدة هائلة، ولكن يمكن اعتبارها غازية». ورأت أن «المستخدمين سيقررون ما إذا كانوا يجدونها مفيدة أم مخيفة جداً».

وتعرضت شركة «مايكروسوفت» لانتقادات في مايو (أيار) بعدما كشفت النقاب عن «كمبيوتر شخصي قائم على الذكاء الاصطناعي»، بسبب وظيفة تتيح للكمبيوتر تذكُّر كل ما يراه المستخدم على الشاشة.

تسجيل المكالمات وتلخيصها

لكنّ جيني بلاكبيرن اعتبرت في عرضها «جيميناي لايف»، وهو تطبيق للدردشة شفهياً مع أداة المساعَدة، متاح باللغة الإنجليزية على كل الهواتف الذكية التي تعمل بنظام «أندرويد»، أن «أداة المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي تكون فعلاً مفيدة وشخصية إذا كانت تستطيع إجراء المحادثات».

وينبغي أن تتيح هذه الأداة للمستخدم تبادل الأفكار والتدرّب قبل مقابلة للحصول على وظيفة مثلاً.

وهذا هو الهدف النهائي لشركات «التكنولوجيا»، وهو توفير أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي مفصّلة بدرجة كبيرة على قياس كل مستخدم، وتكون قادرة على التفكير مثل البشر.

كذلك حققت «ميتا» («فيسبوك» و«إنستغرام») تقدماً كبيراً في تصميم ونشر هذه الأدوات الرقمية الجديدة التي يمكن وصفها بـ«الصديقة».

فنظاراتها الذكية من ماركة «راي بان» كفيلة توفير بُعد جديد لـ«ميتا إيه آي»، وهو برنامج مساعدة يمكنه «رؤية» و«سماع» بيئة المستخدم الذي يضع هذه النظارات.

أما هواتف «غوغل» الجديدة فستكون قادرة على تسجيل المكالمات الهاتفية وتلخيصها مباشرة على الجهاز.

وسيباع هاتف «بيكسل 9» بسعر يبدأ من نحو 990 دولاراً، في حين أن الطرازات الأكثر تطوراً التي تسمى «برو» Pro ستباع بسعر يبدأ من 1210 دولارات، والطراز القابل للطي بسعر 2090 دولاراً.

وبعيداً من الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا تزال تُطرح بفضل الذكاء الاصطناعي الصِرف منتجات جديدة أكثر كفاءة من أي وقت مضى، وخصوصاً من حيث كاميراتها وأدوات تحرير الصور، وحتى... الهواتف.

ووعدت زاك بأن وظيفة «كلير كولينغ» Clear Calling «ستساهم في تحسين جودة الصوت في المكالمات».