جنوب أفريقيا تتجه نحو الحظر التدريجي لتربية الأسود بغية صيدها

سائحون يتفاعلون مع شبل أسد في حديقة الأسد والسفاري بالقرب من جوهانسبرغ جنوب أفريقيا 7 فبراير 2020 (رويترز)
سائحون يتفاعلون مع شبل أسد في حديقة الأسد والسفاري بالقرب من جوهانسبرغ جنوب أفريقيا 7 فبراير 2020 (رويترز)
TT

جنوب أفريقيا تتجه نحو الحظر التدريجي لتربية الأسود بغية صيدها

سائحون يتفاعلون مع شبل أسد في حديقة الأسد والسفاري بالقرب من جوهانسبرغ جنوب أفريقيا 7 فبراير 2020 (رويترز)
سائحون يتفاعلون مع شبل أسد في حديقة الأسد والسفاري بالقرب من جوهانسبرغ جنوب أفريقيا 7 فبراير 2020 (رويترز)

قدّمت وزيرة البيئة في جنوب أفريقيا، اليوم (الأربعاء)، خطة لفرض حظر تدريجي على تربية الأسود لأغراض الصيد، في وقت تحاول فيه الدولة الواقعة في الجنوب الأفريقي تحسين صورتها على صعيد الحفاظ على الحياة البرية، حسب وكالة «الصحافة الفرنسية».

ولطالما كان السعي وراء تذكارات الصيد ممارسة مثيرة للجدل في جنوب أفريقيا، وقد حظيت الحملات الخارجية لحظر استيراد هذه التذكارات الحيوانية في السنوات الأخيرة بدعم متزايد في الولايات المتحدة، وأستراليا، وبلدان أوروبية عدة.

وتقوم هذه الممارسة على إطلاق الحيوانات، خصوصاً الأنواع البرية التي تتم تربيتها في حظائر صغيرة، بهدف القضاء عليها على يد صيادين أغنياء، وهم في الغالب أجانب لا يترددون في دفع مبالغ كبيرة ليأخذوا معهم رأس الحيوان المقتول، أو جلده.

وكانت حكومة جنوب أفريقيا قد أعلنت بالفعل في عام 2021 عن نيتها حظر تربية الأسود لأغراض الصيد، وأنشأت لجنة مخصصة للبحث في هذه القضية خلال العامين الماضيين.

وقالت الوزيرة باربارا كريسي في مؤتمر صحافي في كيب تاون إن «اللجنة أوصت بإغلاق قطاع تربية الأسود في الأسر، بما يشمل احتجاز الأسود في الأسر، وكذلك استخدام الأسود الأسيرة لأغراض تجارية».

وقبل الحظر الشامل، سيستفيد المربون من فترة تصل إلى عامين لوقف أنشطتهم طوعاً في القطاع، والانتقال إلى مجالات أخرى.

وكان مجلس وزراء جنوب أفريقيا وافق الأسبوع الماضي على فكرة الإلغاء التدريجي لقطاع تربية الأسود، ووحيد القرن. لكنّ الحظر، الذي لم يُترجم بعد إلى قانون، يواجه معارضة قوية من ممثلي قطاع تربية الحيوانات المربح للغاية، وقد تستغرق مناقشة النص فترة طويلة.

وفي جنوب أفريقيا، تتم تربية ما بين 8000 إلى 12000 أسد في نحو 350 مزرعة، بحسب تقديرات منظمات حقوق الحيوان التي تدين بانتظام ظروف احتجاز الحيوانات في الأسر.

ويعيش نحو 3500 أسد فقط في البرية في البلاد، بحسب منظمة «Endangered Wildlife Trust» (الحياة البرية المهددة بالانقراض) غير الحكومية، ومقرها جنوب أفريقيا.

وتعد جنوب أفريقيا أيضاً موطناً لنحو 80 في المائة من حيوانات وحيد القرن في العالم، وفيها أكثر من 300 مربٍّ لهذه الحيوانات. وتحظى قرون وحيد القرن بتقدير كبير في آسيا لمزاياها العلاجية المفترضة، كما أن الصيد الجائر يقضي على هذا النوع.


مقالات ذات صلة

الحكم بالسجن أكثر من 4 أعوام على رجلين قطعا شجرة شهيرة في بريطانيا

أوروبا صورة جوية للشجرة المقطوعة على طول «جدار هادريان» بالقرب من هيكسهام شمال إنجلترا يوم 28 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

الحكم بالسجن أكثر من 4 أعوام على رجلين قطعا شجرة شهيرة في بريطانيا

حُكم الثلاثاء على رجلين أُدينا بقطع شجرة شهيرة بالمملكة المتحدة، في عمل أثار غضباً واسعاً على مستوى البلاد، بالسجن أكثر من 4 أعوام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق برامج تأهيل واسعة النطاق على كامل مساحة «محمية الإمام تركي بن عبد الله الملكية» تتضمن زراعة مئات الآلاف من الأشجار بما في ذلك أشجار الطلح  (واس)

«السعودية الخضراء» تسجل تقدماً متسارعاً في أرقام «الاستدامة البيئية»

كشفت أرقام جديدة من «مبادرة السعودية الخضراء» عن تقدّم متسارع شهدته البلاد مؤخّراً في مجال الاستدامة البيئية، وجهودها في تنمية الغطاء النباتي.

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق صورة متداولة للبقعة الوردية التي تم رصدها للمرة الثانية خلال فترة قصيرة

رصد بقعة وردية في سماء شمال غربي السعودية

شهدت سماء شمال غربي السعودية، مساء الثلاثاء، ظاهرة جوية استثنائية، حيث ظهرت بقعة دائرية وردية لامعة بعد غروب الشمس في مشهد نادر وغير مألوف.

«الشرق الأوسط» (جدة)
بيئة أبقار من نوع «البقرة الشامية» المهدّد في مزرعة كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق (الشرق الأوسط)

انقراض «فلورا الشامية» يهدد الثروة الحيوانية في سوريا

حذر خبراء زراعة في سوريا من انقراض وشيك لـ«البقرة الشامية» بشكلها النقي «فلورا»، كواحدة من السلالات النادرة في العالم.

سعاد جرَوس (دمشق)
سفر وسياحة يُبرز الإنجاز مبادرات الدرعية في الاستدامة البيئية والثقافية والسياحية (الهيئة السعودية للسياحة)

الدرعية ضمن «الوجهات العالمية الصديقة للبيئة»

اُختيرت محافظة الدرعية التاريخية (شمال غربي الرياض) ضمن "الوجهات العالمية الصديقة للبيئة" لعام 2025، التي تعد الأكثر التزاماً بالاستدامة السياحية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مستويات الحرارة القياسية باتت «القاعدة» في بريطانيا

سيدتان تحاولان التبريد بالقرب من الماء وسط درجات الحرارة المرتفعة في لندن (إ.ب.أ)
سيدتان تحاولان التبريد بالقرب من الماء وسط درجات الحرارة المرتفعة في لندن (إ.ب.أ)
TT

مستويات الحرارة القياسية باتت «القاعدة» في بريطانيا

سيدتان تحاولان التبريد بالقرب من الماء وسط درجات الحرارة المرتفعة في لندن (إ.ب.أ)
سيدتان تحاولان التبريد بالقرب من الماء وسط درجات الحرارة المرتفعة في لندن (إ.ب.أ)

أفاد تقرير صادر عن مكتب الأرصاد الجوية البريطاني الاثنين بأن درجات الحرارة القصوى ومستويات المتساقطات القياسية في السنوات الأخيرة في المملكة المتحدة باتت «القاعدة»، مشيراً إلى أن المناخ أصبح «مختلفاً بشكل كبير» عما كان عليه قبل عقود.

ووفقاً لهذه الدراسة الصادرة عن مكتب الأرصاد الجوية، فإن «مناخ المملكة المتحدة يشهد احتراراً مطرداً منذ ثمانينات القرن الماضي» بنحو 0.25 درجة مئوية كل عقد.

وأكدت الهيئة أن درجات الحرارة القياسية والظواهر الجوية القصوى التي سُجلت في العام 2024 (مع ثاني أدفأ ربيع في السجلات، وعواصف متعددة في الخريف) باتت تشكل «القاعدة في المملكة المتحدة».

كانت الحرارة خلال العقد الماضي (2015-2024) أعلى بمقدار 1.24 درجة مئوية من تلك المسجلة في الفترة 1961-1990، ما تسبب بشكل ملحوظ في موجات حر مثل تلك التي ضربت المملكة المتحدة في الأسابيع الأخيرة.

بين العامين 2015 و2024، ازدادت وتيرة هطول الأمطار، وكثافتها، حيث كان نصف العام الشتوي -من أكتوبر (تشرين الأول) إلى مارس (آذار)- أكثر رطوبة بنسبة 16 في المائة مقارنةً بالفترة بين عامي 1961 و1990.

درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)

كذلك شهدت إنجلترا وويلز الشتاء الأكثر رطوبة منذ أكثر من 250 عاماً، من أكتوبر 2023 إلى مارس 2024، مصحوباً بفيضانات، وعواصف.

وأكد عالم المناخ في مكتب الأرصاد الجوية مايك كيندون، المعد الرئيس للتقرير، أن «هذا المعدل من التغير وتراكم المعدلات القياسية المتتالية لا يعكسان تغيرات طبيعية».

وأضاف: «يختلف مناخ المملكة المتحدة حالياً عما كان عليه قبل بضعة عقود فقط، كما تُظهر عمليات الرصد بوضوح».

وبحسب هذه الدراسة المنشورة في «المجلة الدولية لعلم المناخ» التابعة للجمعية الملكية للأرصاد الجوية، فقد تسارع ارتفاع منسوب مياه البحر في بريطانيا بشكل ملحوظ خلال العقود الثلاثة الماضية، بمعدل أسرع من المتوسط العالمي، ما يزيد من خطر الفيضانات الساحلية.

مواطنون يبرّدون أجسادهم بسبب موجة الحرارة غير المسبوقة (أ.ف.ب)

ارتفعت درجات حرارة السطح بالقرب من الساحل بنحو درجة مئوية واحدة مقارنة بالفترة بين عامي 1961 و1990.

في مقابلة مع وكالة الأنباء البريطانية (PA)، صرّح وزير الطاقة إد ميليباند بأن «نمط العيش البريطاني مهدد» بتغير المناخ.

حطم عام 2025 منذ الآن الكثير من الأرقام القياسية المسجلة في عام 2024، بما في ذلك أعلى درجات حرارة في فصل الربيع منذ بدء تسجيلها عام 1884، وشهد جفافاً لم يشهده العالم منذ 50 عاماً.

ويُتوقع أن يكون الصيف استثنائياً، مع ثلاث موجات حر منذ بداية يونيو (حزيران).

ستفرض شركة «تيمز ووتر»، أكبر موزع للمياه في المملكة المتحدة، حظراً مؤقتاً على استخدام خراطيم المياه في جنوب شرقي إنجلترا اعتباراً من 22 يوليو (تموز)، للحفاظ على إمدادات المياه.