قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الاثنين، إن تركيا سيكون معها المفتاح للأحداث في سوريا، مؤكداً أن الكثير من الأمور لا تزال غير واضحة في هذا البلد بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ووصف ترمب إطاحة فصائل معارضة بالرئيس السوري بأنها «استيلاء غير ودي» نفذته تركيا، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال ترمب، خلال مؤتمر صحافي عقده حول النزاع في سوريا بمقر إقامته في فلوريدا: «أعتقد أن تركيا ذكية للغاية... لقد قامت تركيا بعملية استيلاء غير ودية، من دون خسارة الكثير من الأرواح. أستطيع أن أقول إن الأسد كان جزاراً، وما فعله بالأطفال كان وحشياً».
وأضاف الرئيس الأميركي المنتخب «أعتقد أن تركيا سيكون لها السيطرة».
ودعمت تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، المعارضة التي أنهت، بتوليها السلطة في دمشق، الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عاماً.
وأعادت أنقرة فتح سفارتها في دمشق، يوم السبت، بعد يومين من زيارة رئيس المخابرات التركي للعاصمة السورية.
وفرّ الأسد إلى روسيا بعد هجوم خاطف لفصائل معارضة قادته «هيئة تحرير الشام»، سيطرت خلاله على مدينة تلو أخرى حتى وصلت إلى العاصمة السورية.
ورغم فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة» عام 2016 وتعديل خطابها بشأن الأقليات، لا تزال «هيئة تحرير الشام» مصنفة «منظمة إرهابية» في دول غربية من بينها الولايات المتحدة.
من جهتها، نفّذت تركيا عمليات عسكرية داخل سوريا، وقالت إنها مستعدة لتقديم دعم عسكري للحكومة الجديدة إذا طلبت الأخيرة ذلك. لكن الأولوية القصوى لأنقرة في سوريا التصدي للمقاتلين الأكراد الذين تصنفهم جميعاً إرهابيين، وهو هدف تدعمه السلطات الجديدة.
«محادثة جيدة» حول «حرب غزة»
وفي سياق آخر، أشار الرئيس الأميركي المنتخب إلى إجرائه «محادثة جيدة للغاية» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول وضع الحرب في غزة.
ووصف ترمب المحادثة بأنها «مكالمة هاتفية موجزة». وأضاف: «لقد أجرينا محادثة جيدة جداً... لقد ناقشنا ما سيحدث»، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وكرر تهديده بأن «مشاكل كبيرة ستحدث» إذا لم تطلق حركة «حماس» سراح الرهائن المحتجزين لديها بحلول 20 يناير (كانون الثاني)، وهو اليوم الذي يتولى فيه ترمب منصبه.وقال: «كما تعلمون، وجهت تحذيراً بأنه إذا لم يعد هؤلاء الرهائن إلى ديارهم بحلول ذلك التاريخ، فإن مشاكل كبيرة ستحدث». وأضاف أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول الوقت الذي يتولى فيه المنصب «فلن يكون الأمر جيداً».
وقال ترمب، قبل نحو أسبوعين، إنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة قبل تنصيبه، فستكون هناك «عواقب وخيمة» في الشرق الأوسط.
وذكر في منشور، على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، أنه «سيتلقى المسؤولون (عن الرهائن) ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية الطويل والحافل». وقال للفصائل الفلسطينية: «أطلقوا سراح الرهائن الآن!».
وقف «المذبحة» في أوكرانيا
وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، فقد أعلن ترمب، اليوم (الاثنين)، أنه سيتحدث مع نظيريه الروسي والأوكراني في إطار مساعيه لإنهاء الحرب.
وقد انتقد ترمب مراراً المساعدات بقيمة مليارات الدولارات التي قدمتها إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا منذ بدء الحرب عام 2022، وتحدث بإعجاب عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال ترمب خلال المؤتمر الصحافي: «سنتحدث إلى الرئيس (فلاديمير) بوتين، وسنتحدث إلى الممثلين، (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي وممثلين من أوكرانيا. يتعين علينا وقف الأمر، إنها مذبحة».
وأضاف أن الحرب دمّرت العديد من المدن التي «لم يعد هناك مبنى واحد قائم» فيها. وقال: «إنها مجرد أنقاض. تماماً كما حدث عندما هدمت مبنى في مانهاتن، وهو في الواقع أسوأ من ذلك، لأننا قمنا بذلك خطوة بخطوة».
وتابع: «لقد تم تدميرها، وبالمناسبة يوجد في تلك المباني العديد من الأشخاص».