ترمب يرفض استبعاد التحرّك العسكري للسيطرة على جزيرة غرينلاند وقناة بنما

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في مار إيه لاغو 7 يناير 2024... في بالم بيتش بولاية فلوريدا الأميركية (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في مار إيه لاغو 7 يناير 2024... في بالم بيتش بولاية فلوريدا الأميركية (رويترز)
TT

ترمب يرفض استبعاد التحرّك العسكري للسيطرة على جزيرة غرينلاند وقناة بنما

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في مار إيه لاغو 7 يناير 2024... في بالم بيتش بولاية فلوريدا الأميركية (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في مار إيه لاغو 7 يناير 2024... في بالم بيتش بولاية فلوريدا الأميركية (رويترز)

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الثلاثاء)، إنه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لإنهاء مخاوفه المتعلقة بقناة بنما وجزيرة غرينلاند. وعندما سُئل في مؤتمر صحافي عما إذا كان يستطيع أن يؤكد للعالم أنه لن يستخدم القوة العسكرية أو الاقتصادية في محاولة السيطرة على هاتين المنطقتين، رد ترمب: «لا أستطيع أن أؤكد لكم، أنتم تتحدثون عن بنما وغرينلاند. لا، لا أستطيع أن أؤكد لكم شيئا عن الاثنتين، ولكن يمكنني أن أقول هذا، نحن بحاجة إليهما من أجل الأمن الاقتصادي»، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وتمثّل نية ترمب رفضاً لعقود من السياسة الأميركية التي أعطت الأولوية لحق تقرير المصير على التوسع الإقليمي.

وقال ترمب، عندما سُئل عما إذا كان سيستبعد استخدام الجيش: «لن ألتزم بذلك. قد يكون عليك أن تفعل شيئاً. قناة بنما حيوية لبلدنا». وأضاف: «نحن بحاجة إلى غرينلاند لأغراض الأمن القومي».

وغرينلاند هي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي تابعة للدنمارك التي هي حليفة قديمة للولايات المتحدة وعضو مؤسس في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

كما طرح ترمب، الجمهوري، فكرة انضمام كندا إلى الولايات المتحدة، لكنه قال إنه لن يستخدم القوة العسكرية للقيام بذلك، قائلاً إنه سيعتمد على «القوة الاقتصادية».

ووعد ترمب بـ«العصر الذهبي لأميركا»، وقال أيضاً إنه سيحاول إعادة تسمية خليج المكسيك باسم «خليج أميركا»، قائلاً إن هذا له «رنين جميل».

مطالبة أعضاء «الناتو» بإنفاق 5 % للدفاع

وحضّ الرئيس الأميركي المنتخب أعضاء حلف شمال الأطلسي على زيادة إنفاقهم الدفاعي ليشكل خمسة في المائة من إجمالي الناتج المحلي، مكررا اتهاماته لهم بالدفع أقل مما يجب مقابل حماية الولايات المتحدة لهم. وقال ترمب للصحافيين: «يمكنهم جميعا تحمّل الكلفة، لكن يجب أن تكون النسبة خمسة في المائة وليس اثنين في المائة».

لطالما شكك ترمب بـ«الناتو» الذي يُعد العمود الفقري لأمن أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وكرر الشهر الماضي تهديده السابق بالانسحاب من الحلف ما لم يوافق أعضاؤه على زيادة الإنفاق. وأفاد ترمب: «إذا كانوا يدفعون فواتيرهم وإذا رأيت أنهم يتعاملون معنا بشكل منصف، فالجواب هو أنني سأبقى بكل تأكيد في (الناتو)».

حددت بلدان الحلف البالغ عددها 32 عام 2023 حدا أدنى للإنفاق الدفاعي تبلغ نسبته 2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، بينما دفعت الحرب الروسية على أوكرانيا «الناتو» لتعزيز أمن خاصرته الشرقية وزيادة الإنفاق. ولا يُعد ترمب المسؤول الرفيع الوحيد الذي يدعو لزيادة الإنفاق، إذ إن الأمين العام لـ«الناتو» مارك روته نفسه قال الشهر الماضي أيضا «سنحتاج إلى أكثر بكثير من 2 في المائة». كما حذّر روته من أن البلدان الأوروبية ليست مستعدة لمواجهة تهديد الدخول في حرب مع روسيا، داعيا الدول الأوروبية إلى زيادة إنفاقها الدفاعي بشكل كبير.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في مار إيه لاغو 7 يناير 2024... في بالم بيتش بولاية فلوريدا الأميركية (أ.ب)

تهديد لكندا

وتعهّد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الثلاثاء باستخدام «القوة الاقتصادية» ضد كندا، الحليف المجاور الذي دعا لضمه إلى أراضي الولايات المتحدة.

وعندما سئل عما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية، أجاب ترمب: «لا، القوة الاقتصادية»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وأضاف أن اندماج «كندا والولايات المتحدة سيكون خطوة إيجابية. تخيلوا ما سيبدو عليه الوضع عند التخلص من هذا الخط المرسوم بشكل مصطنع. وسيكون ذلك أيضا أفضل كثيرا على صعيد الأمن القومي»

منشور لترمب على صفحته على منصة «تروث سوشيال»

يأتي ذلك غداة تجديد الرئيس المنتخب دعوته لضم كندا، وذلك عقب إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته. وقال ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الاثنين: «إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك تعريفات جمركية، وستنخفض الضرائب بشكل كبير، وستكون كندا آمنة تماما من تهديد السفن الروسية والصينية التي تحيط بها باستمرار».

شكوى من إجراءات بايدن

كما استخدم ترمب مؤتمره الصحافي للشكوى من أن الرئيس جو بايدن يقوض انتقال ترمب إلى السلطة بعد يوم من تحرك الرئيس الحالي لحظر حفر الطاقة البحرية في معظم المياه الفيدرالية، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

استخدم بايدن، الذي تنتهي ولايته في غضون أسبوعين، سلطته بموجب قانون أراضي الجرف القاري الخارجي الفيدرالي لحماية المناطق البحرية على طول السواحل الشرقية والغربية (للولايات المتحدة) وخليج المكسيك الشرقي وأجزاء من بحر بيرنغ الشمالي في ألاسكا من تأجير النفط والغاز الطبيعي في المستقبل.

منشور لترمب على صفحته على منصة «تروث سوشيال»

وفي المجمل، سحب بايدن حوالي 625 مليون فدان من المياه الفيدرالية من استكشاف الطاقة، في خطوة قد تتطلب قانوناً من الكونجرس للتراجع عنها.

وقال ترمب للصحافيين: «سأعيده (القرار) في اليوم الأول (لتوليه الرئاسة)». وتعهد بإحالة الأمر إلى المحاكم «إذا لزم الأمر».

واعتبر ترمب أن إجراءات بايدن الأخيرة - تقوض خطط ترمب بمجرد توليه منصب الرئاسة.

وقال ترمب: «كما تعلمون، أخبروني أننا سنفعل كل ما هو ممكن لجعل هذا الانتقال إلى الإدارة الجديدة سلساً للغاية». وأضاف: «إنه ليس سلساً».

الرئيس الأميركي جو بايدن بعد أن ألقى كلمة خلال صلاة لضحايا هجوم الشاحنة المميت في رأس السنة الجديدة في كاتدرائية سانت لويس في نيو أورلينز... 6 يناير 2025 (أ.ب)

وفي تصريحات مطولة، انتقد ترمب أيضاً عمل المستشار الخاص جاك سميث، الذي أشرف على الملاحقات القضائية التي تم إسقاطها الآن بشأن دوره في تمرد السادس من يناير (كانون الثاني) في الكابيتول وحيازة وثائق سرية بعد تركه منصبه في عام 2021.


مقالات ذات صلة

بعد تصريحات ترمب عن غرينلاند وكندا... شولتس: «حرمة الحدود تنطبق على كل دولة»

أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ب) play-circle 00:27

بعد تصريحات ترمب عن غرينلاند وكندا... شولتس: «حرمة الحدود تنطبق على كل دولة»

ذكر المستشار الألماني، أولاف شولتس، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب علناً بمبدأ حرمة الحدود، وذلك على خلفية إعلان الأخير عن رغبته في الاستحواذ على غرينلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ ليفيلسبيرغر أطلق النار على نفسه قبل انفجار شاحنة «تسلا سايبرترك» في يوم رأس السنة الجديدة بلاس فيغاس (أ.ب)

منفذ تفجير سيارة «تسلا» في لاس فيغاس استخدم «شات جي بي تي» لتخطيط الهجوم

كشفت الشرطة الأميركية أمس أن الجندي الذي فجّر شاحنة «تسلا سايبرترك» خارج فندق ترمب في لاس فيغاس بالولايات المتحدة الأسبوع الماضي استخدم الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي شنت واشنطن عشرات الغارات على مواقع الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

ضربات أميركية على منشأتين لتخزين أسلحة تابعتين للحوثيين

نفذ الجيش الأميركي ضربات ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الممثل بن أفليك وزوجته السابقة جنيفير لوبيز (رويترز)

بعد زواج دام عامين... جينيفر لوبيز وبن أفليك يتوصّلان إلى تسوية طلاق

توصّل النجمان الأميركيان بن أفليك وجينيفر لوبيز إلى تسوية بشأن طلاقهما، بعد 5 أشهر من الانفصال الذي أنهى زواجهما الذي دام عامين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ طائرة تابعة لشركة «جيت بلو» تقلع من مطار تامبا الدولي بولاية فلوريدا... أعلنت الشركة في 7 يناير الحالي العثور على جثتين في حجرة معدات الهبوط في طائرة تابعة للشركة كانت تقوم برحلة بين نيويورك وفلوريدا (أ.ب)

العثور على جثتين في حجرة معدات هبوط طائرة أميركية

أعلنت شركة «جيت بلو» الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، العثورَ على جثتين في حجرة معدات الهبوط في طائرة كانت تقوم برحلة بين نيويورك وفلوريدا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ترمب يجتمع بالجمهوريين في «الشيوخ» للدفع بأجندته

ترمب في مؤتمر صحافي في مارالاغو في 7 يناير 2025 (أ.ف.ب)
ترمب في مؤتمر صحافي في مارالاغو في 7 يناير 2025 (أ.ف.ب)
TT

ترمب يجتمع بالجمهوريين في «الشيوخ» للدفع بأجندته

ترمب في مؤتمر صحافي في مارالاغو في 7 يناير 2025 (أ.ف.ب)
ترمب في مؤتمر صحافي في مارالاغو في 7 يناير 2025 (أ.ف.ب)

لم ينتظر الجمهوريون وصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض للبدء بإقرار بنود أساسية على أجندته، فسارعوا إلى العمل وافتتحوا جلسة التصويت الأولى في مجلس النواب للموافقة على مشروع قانون متعلق بأحد أبرز ملفات ولايته الثانية: الهجرة.

المشروع الذي أُطلق عليه اسم «لايكن رايلي»، تيمّناً بالطالبة الأميركية من ولاية جورجيا التي قُتلت على يد مهاجر من فنزويلا، حصد دعماً واسع النطاق امتد إلى بعض الديمقراطيين الذين صوّتوا لصالحه، فتم إقراره بأغلبية 264 صوتاً مقابل 159، بدعم 48 مشرّعاً ديمقراطياً. ويتطلب المشروع احتجاز أي مهاجر تم القبض عليه بتهمة السرقة، حتى قبل المحاكمة والإدانة.

زيارة ترمب

رئيس مجلس النواب مايك جونسون يتحدث عن مشروع الهجرة الذي أقره المجلس في 7 يناير 2025 (إ.ب.أ)

تحرك لافت يسلط الضوء على عزم الحزب الجمهوري تطبيق أجندة طموحة واستغلال الأغلبية الضئيلة التي يتمتعون بها في المجلسين، لإقرار مشاريع قوانين سعوا جاهدين لتمريرها في ظل إدارة جو بايدن من دون نجاح يذكر.

فالهجرة وأمن الحدود، هما من الأمور التي تتصدّر أولويات الجمهوريين وترمب، ومن القضايا التي أسهمت في فوزهم في الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ومن الواضح أنهم سيسعون لتوظيف الحماسة التي تطغى على أعمال الكونغرس الجديد لمحاولة إقرار هذه الأولويات، خصوصاً في المائة يوم الأولى من حكمهم.

لكن التحدي الأكبر في تمرير المشاريع يكمن في مجلس الشيوخ، ومن هنا عمد ترمب إلى زيارة المشرعين الجمهوريين في معقلهم في المجلس، الأربعاء، لإجراء لقاء مغلق يهدف إلى رسم استراتيجية منسقة لتسهيل إقرار أجندته الطموحة. وستكون هذه المرة الأولى التي يعمل فيها ترمب مباشرة مع زعيم الأغلبية الجديد جون ثون، الذي فاز بزعامة حزبه بعد تنحي سلفه ميتش مكونيل الذي جمعته علاقة مضطربة للغاية بترمب.

ويواجه ثون مُهمّة صعبة في موازنة مطالب الرئيس المنتخب بفرص إقرار هذه المطالب في المجلس. فرغم سيطرة الأغلبية الجمهورية على المجلس، فإنها أغلبية هشة، إذ يتمتع الحزب بـ53 مقعداً مقابل 47 للديمقراطيين، ما يعني أنهم سيحتاجون إلى رصّ الصف أو بعض التعاون من حزب الأقلية لإقرار بنود أجندتهم، كمشروع الهجرة مثلاً، أو تمويل المرافق الفيدرالية الذي واجه مصاعب في الإقرار في دورة الكونغرس الماضية، ما أدى إلى تمديده حتى منتصف شهر مارس (آذار) فقط.

مصادقة على التعيينات

زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ يقف وراء سلفه في المنصب ميتش مكونيل في 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

بالإضافة إلى المشاريع الكثيرة على جدول الأعمال التشريعية، يدفع ترمب مجلس الشيوخ لتسريع عملية المصادقة على تعييناته الوزارية ليكون لديه فريق متكامل يوم تنصيبه في العشرين من الشهر الحالي.

لكنها مهمة صعبة، فعملية المصادقة معقدة وتتضمن جلسات استماع طويلة، والطريقة الوحيدة لضمان التصويت السريع على أي تعيين هي حشد دعم كل أعضاء المجلس الـ100 للمضي قدماً بعملية التصويت، ولعلّ الاسم الأبرز الذي يحظى بدعم من هذا النوع هو السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، مرشح ترمب لمنصب وزير الخارجية.

أمّا فيما يتعلق ببقية الأسماء، فمن المرجح أن تبدأ جلسات الاستماع الأسبوع المقبل، مع التركيز بشكل أساسي على التعيينات المرتبطة بالأمن القومي والاستخبارات. وبالانتظار، سيدخل ترمب إلى البيت الأبيض بفريق غير مكتمل، آملاً ألا تتم عرقلة أي من تعييناته، خاصة تلك المثيرة للجدل كمديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الصحة روبرت كيندي جونيور.