أميركا تفرض عقوبات على مجموعة قرصنة إلكترونية لها صلات بالصين

صورة توضيحية للقرصنة السيبرانية تعود إلى 13 مايو 2017 (رويترز)
صورة توضيحية للقرصنة السيبرانية تعود إلى 13 مايو 2017 (رويترز)
TT

أميركا تفرض عقوبات على مجموعة قرصنة إلكترونية لها صلات بالصين

صورة توضيحية للقرصنة السيبرانية تعود إلى 13 مايو 2017 (رويترز)
صورة توضيحية للقرصنة السيبرانية تعود إلى 13 مايو 2017 (رويترز)

فرضت الولايات المتحدة، اليوم (الجمعة)، عقوبات على مجموعة قرصنة إلكترونية تتخذ من بكين مقراً، ولها صلات بالحكومة الصينية، اتهمتها باستهداف بنية تحتية «حساسة» للحكومة الأميركية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها استهدفت بالعقوبات شركة «إنتغريتي تكنولوجي غروب» لدورها في هجمات إلكترونية متعددة منذ عام 2021 ضد كيانات أميركية غالبيتها ضمن «قطاعات بنية تحتية حساسة».

وصرّح المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر بأن شركة «إنتغريتي تيك» كانت «متعاقداً كبيراً مع حكومة جمهورية الصين الشعبية ولها صلات بوزارة أمن الدولة».

وأضاف ميلر أن القراصنة الإلكترونيين الذين يعملون لصالح الشركة الصينية، والمعروفين في القطاع الخاص باسم «فلاكس تايفون»: «كانوا يعملون بتوجيه من حكومة جمهورية الصين الشعبية، مستهدفين البنية التحتية الحساسة في الولايات المتحدة وخارجها».

وقال برادلي سميث، نائب وزيرة الخزانة بالإنابة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: «لن تتردد وزارة الخزانة في محاسبة القراصنة ورعاتهم على أفعالهم».

وكانت وزارة الخزانة قد أعلنت، الاثنين، في رسالة موجهة إلى الكونغرس اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، أنها تعرضت لهجوم إلكتروني مدعوم من الصين مطلع ديسمبر (كانون الأول)، لكنه لم يؤدِّ إلى كشف بيانات سرية.

وطال الهجوم، بحسب الرسالة، عدة محطات عمل ووثائق غير سرية في وزارة الخزانة عبر خرق برنامج أمن طورته شركة خاصة اسمها «بيوند تراست»، ونفّذت الهجوم «وفق المؤشرات المتاحة جهة مدعومة مالياً من الصين».

وفي بيانها، الجمعة، قالت وزارة الخزانة إن «جهات فاعلة صينية خبيثة» كانت مسؤولة عن «الاستهداف الأخير للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات الخاصة بوزارة الخزانة»، لكنها لم تتهم شركة «إنتغريتي تيك» بالوقوف وراء الهجوم.


مقالات ذات صلة

«الخزانة الأميركية»: قراصنة صينيون يسرقون وثائق في «واقعة كبيرة»

الولايات المتحدة​ وزارة الخزانة الأميركية (أ.ف.ب)

«الخزانة الأميركية»: قراصنة صينيون يسرقون وثائق في «واقعة كبيرة»

أظهرت رسالة إلى المشرّعين، الاثنين، أن متسللين إلكترونيين صينيين ترعاهم الدولة اخترقوا حواجز أمنية لأجهزة كمبيوتر خاصة بوزارة الخزانة الأميركية وسرقوا وثائق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا صورة توضيحية لمخترق مع عرض شفرة سيبرانية عليه (رويترز)

مجموعة قرصنة مؤيدة لروسيا تتبنى هجوماً إلكترونياً على إيطاليا

قالت وكالة الأمن الإلكتروني في إيطاليا إن قراصنة استهدفوا نحو 10 مواقع إلكترونية رسمية في البلاد اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الاقتصاد صورة لعملة مشفرة «بتكوين» (أرشيفية- رويترز)

سرقة عملات مشفرة بقيمة 300 مليون دولار... واتهامات لكوريين شماليين

اتهمت الشرطة اليابانية والاستخبارات الأميركية مجموعة قرصنة كورية شمالية، بسرقة عملات مشفّرة بقيمة تزيد على 300 مليون دولار، من بورصة البتكوين اليابانية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
تكنولوجيا شعار تطبيق «واتساب» المملوك لشركة «ميتا بلاتفورمز»  (د.ب.أ)

محكمة أميركية تدين شركة برمجيات إسرائيلية بقضية اختراق «واتساب»

أصدرت قاضية أميركية حكماً لصالح شركة «واتساب» المملوكة لشركة «ميتا بلاتفورمز» في دعوى قضائية تتهم مجموعة «إن إس أو» الإسرائيلية باستغلال ثغرة بالتطبيق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كاش باتيل (أ.ف.ب)

تقرير: هجوم سيبراني إيراني استهدف مرشح ترمب لقيادة «إف بي آي»

قال مصدران مطلعان لشبكة «سي إن إن» الأميركية، إن كاش باتيل، المرشح الذي اختاره الرئيس المنتخب دونالد ترمب لتولِّي قيادة «إف بي آي»، تعرّض لعملية قرصنة إيرانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

من الفيضانات إلى حرائق الغابات: لماذا تلاحق الكوارث كاليفورنيا؟

فرق الإطفاء تكافح حريقاً في لوس أنجليس (أ.ب)
فرق الإطفاء تكافح حريقاً في لوس أنجليس (أ.ب)
TT

من الفيضانات إلى حرائق الغابات: لماذا تلاحق الكوارث كاليفورنيا؟

فرق الإطفاء تكافح حريقاً في لوس أنجليس (أ.ب)
فرق الإطفاء تكافح حريقاً في لوس أنجليس (أ.ب)

عانى جنوب كاليفورنيا من كميات مياه ضخمة قبل أقل من عام. بدأت الأمطار الغزيرة تتساقط في ديسمبر (كانون الأول) وبلغت ذروتها في أوائل فبراير (شباط) الماضي. كان شتاءً حافلاً بالعواصف التي غمرت الطرق والسيارات وأثارت مئات الانهيارات الطينية.

أما الآن، فتأرجح الطقس في الاتجاه الآخر.

اجتاح الجفاف المناظر الطبيعية في جنوب كاليفورنيا بعد أحد أكثر فصول الصيف حرارةً في المنطقة على الإطلاق، والبداية الأكثر جفافاً لموسم الأمطار على الإطلاق. لقد حول كل النباتات التي نمت في أمطار الشتاء الغزيرة إلى فتيل أشعل أسبوعاً لا يمكن تصوره: انتشرت حرائق الغابات خارج نطاق السيطرة في جميع أنحاء أحياء منطقة لوس أنجليس، مدفوعة بعاصفة رياح تحدث مرة واحدة كل عقد.

وقال دانييل سوين، عالم المناخ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس: «لو شهدنا هطول أمطار غزيرة أو واسعة النطاق في الأسابيع والأشهر التي سبقت هذا الحدث، لما رأينا مدى الدمار الذي نشهده حالياً».

وكاليفورنيا معرضة بشكل فريد لأسوأ ما يلقيه تغير المناخ الناجم عن الإنسان علينا. مناخ البحر الأبيض المتوسط ​​في الولاية تحكمه بالفعل الظواهر المتطرفة؛ فالصيف خالٍ من الأمطار وتهطل غالبية الأمطار في الشتاء. لذا فإن حتى التحولات الصغيرة في أنماط الطقس يمكن أن تدفع الولاية إلى فترات من الفيضانات أو الجفاف الذي يحرق المناظر الطبيعية.

أصبحت هذه التقلبات الهائلة من الظروف الجافة إلى الرطبة إلى الجافة - المعروفة باسم «التقلبات الجوية» - أكثر تواتراً مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وفقاً لدراسة نُشرت يوم الخميس في مجلة «Nature»، وتؤدي هذه التقلبات إلى تفاقم شدة واحتمالات المخاطر مثل حرائق الغابات والفيضانات المفاجئة.

تسببت سلسلة العواصف الغزيرة في كاليفورنيا في الشتاء الماضي بزيادة بنمو النباتات، مما أدى إلى ما قدر سوين أنه ضعف متوسط ​​كمية الغطاء النباتي في المنطقة. وأصبح ذلك بمثابة الوقود لحرائق هذا الأسبوع.

قال سوين، الذي شارك في تأليف الدراسة: «لقد أدى هذا التسلسل من الارتداد في كاليفورنيا إلى زيادة خطر الحرائق مرتين: أولاً، من خلال زيادة كبيرة في نمو العشب والشجيرات القابلة للاشتعال في الأشهر التي سبقت موسم الحرائق، ثم تجفيفها إلى مستويات عالية بشكل استثنائي مع الجفاف الشديد والدفء الذي أعقب ذلك».

الطقس الجاف للغاية كافٍ لإشعال حرائق الغابات. لكن حرائق هذا الأسبوع كانت مشحونة بقوة غير عادية بسبب عاصفة رياح سانتا آنا القوية، وهي إضافة مدمرة إلى الوصفة الخطيرة بالفعل. انتقلت النيران من منزل إلى آخر بواسطة هبات الرياح التي بلغت سرعتها 100 ميل في الساعة، مما يجعل من المستحيل على رجال الإطفاء السيطرة على الحرائق سريعة الحركة.

لقطة جوية تُظهر المنازل المحترقة أثناء حريق باليساديس في لوس أنجليس (أ.ف.ب)

وكلما تأخر هطول الأمطار الشتوية، كلما أصبحت كاليفورنيا ومناخها المتوسطي عرضة لسلوكيات الحرائق المتطرفة.

كان موسم الحرائق في كاليفورنيا ينتهي تاريخياً في أكتوبر (تشرين الأول)، عندما تصطدم الأعشاب والشجيرات التي تحولت إلى فتيل بفعل حرارة الصيف برياح «سانتا آنا»، قبل وصول أمطار الشتاء.

لكن عاصفة الحرائق في لوس أنجليس هي أحدث مثال على عدم وجود موسم حرائق بعد الآن في عالم دافئ.

وفقاً لسوين، كانت هذه بداية الشتاء الأكثر جفافاً على الإطلاق في جنوب كاليفورنيا، ويحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن المنطقة ستظل معرضة لخطر «حرائق كبيرة أعلى من المعدل الطبيعي» حتى يناير.

وستظل الحرائق العنيفة محتملةً حتى يتحول الطقس المتطرف إلى رطب وتتلقى كاليفورنيا أمطاراً غزيرة في الشتاء، حيث إن تغير المناخ يجعل التنبؤ بموعد حدوث ذلك أكثر صعوبة.