ترمب قلق من «التدفق التاريخي» للأموال لحملة هاريس

250 مليون دولار في الأيام الثلاثة الأولى بعد انسحاب بايدن

المرشح الجمهوري للرئاسة الرئيس السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي مع المرشح لمنصب نائب الرئيس السيناتور جاي دي فانس في ميشيغان (أ.ف.ب)
المرشح الجمهوري للرئاسة الرئيس السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي مع المرشح لمنصب نائب الرئيس السيناتور جاي دي فانس في ميشيغان (أ.ف.ب)
TT

ترمب قلق من «التدفق التاريخي» للأموال لحملة هاريس

المرشح الجمهوري للرئاسة الرئيس السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي مع المرشح لمنصب نائب الرئيس السيناتور جاي دي فانس في ميشيغان (أ.ف.ب)
المرشح الجمهوري للرئاسة الرئيس السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي مع المرشح لمنصب نائب الرئيس السيناتور جاي دي فانس في ميشيغان (أ.ف.ب)

تلقّت الحملة الرئاسية لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ما وصفه البعض بأنه «تدفق تاريخي» للأموال خلال أيام قليلة، بعد الشح النسبي الذي عاناه الرئيس جو بايدن لأسابيع قبل انسحابه من السباق الأحد الماضي، فيما تقدّمت حملة منافسها الرئيس السابق دونالد ترمب بشكوى إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية اعتراضاً على استخدام أموال حملة بايدن لانتخاب هاريس.

وكانت الأموال حُجبت لأسابيع بسبب قلق المتبرعين من صعوبة انتخاب بايدن بعد تعثره وإرباكه في المناظرة الكارثية مع ترمب في 27 يونيو (حزيران) وسط دعوات متزايدة لانسحابه. غير أن تسمية هاريس أعطت المانحين الكبار وجامعي التبرعات طاقة جديدة، سواء في التبرعات للمجموعات السياسية التي تبلغ عن المساهمات أو إلى المنظمات غير الربحية التي لا تفعل ذلك، والتي تمول الكثير من الجهود التنظيمية في الولايات الرئيسية التي ستفيد الترشيح الديمقراطي.

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تحيي حشداً من المؤيدين خلال مناسبة انتخابية في ويسكونسن (رويترز)

وأفادت الحملة الديمقراطية أنها جمعت في غضون الساعات الـ41 الأولى بعد تنحّي بايدن أكثر من مائة مليون دولار من 1.1 مليون مانح. بينما أعلنت مجموعة «فيوتشر فوروارد» الكبرى التزامات بقيمة 150 مليون دولار في الساعات الـ24 الأولى بعيد إعلان ترشيح هاريس الأحد. ونقلت صحيفة «يو إس إيه توداي» عن حملة هاريس أنها في «طريقها إلى النصر» ضد ترمب، مشيرة إلى جمع 126 مليون دولار خلال الأيام الثلاثة التي تلت إعلان بايدن خروجه من انتخابات 2024.

وقالت جين أومالي ديلون، رئيسة حملة هاريس، في مذكرة إن هاريس في «وضع قوي يسمح لها بالفوز»، مشيرة إلى ثلاثة عوامل رئيسية: «دعم هاريس الموثق جيداً» بين الناخبين السود واللاتينيين والشباب، في كل الدوائر الانتخابية الديمقراطية الأساسية، فضلاً عن فرصة توسيع الميزة المتنامية للديمقراطيين لدى الناخبين من خريجي الجامعات، وجاذبية هاريس أمام الناخبين المترددين.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن المدير التنفيذي السابق في «غوغل» نينغ موسبيرغر - تانغ، وهو أحد المانحين الرئيسيين، قوله إن «هذه تبدو حقاً وكأنها لحظة تاريخية سنتحدث عنها بعد عشر سنين أو عقود من الآن»، كاشفاً أنه يخطط لاستضافة حملة لجمع التبرعات لهاريس في الأسابيع المقبلة. وأضاف أنه «أمر لم نشهده منذ فترة طويلة (...) أُصيب الكثير من الأشخاص، وبينهم أنا، بالشلل في الأسابيع القليلة الماضية. الكثير منا لم يكن يعطي المال لأي شيء. والآن نرى أن (التبرعات تنهمر)».

تدفق للطاقة

يوافق الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، ديمتري ميلهورن، على أن تدفّق الطاقة كان مرتبطاً بشكل مباشر بالمعاناة غير المعلنة في الأسابيع السابقة. وقال إن «الوضع المالي مثالي للديمقراطيين، لأن حملة الضغط ضد بايدن خلقت قدراً هائلاً من التوتر الذي كان من الممكن أن يكسر منظمات حملة الديمقراطيين (...) لكنها لم تنكسر»، معتبراً أن «التضحية» التي قدّمها جو بايدن للناس، دفعتهم أيضاً إلى «التضحية».

ويلاحظ أن المانحين الذين دعوا سابقاً إلى عملية مفتوحة وتنافسية لاستبدال بايدن سلّموا بحقيقة أن هاريس لا تواجه أي تحدٍّ كبير لترشيحها. وأصدر قطب الإعلام مايك بلومبرغ، هو أحد أكبر المانحين للحزب الديمقراطي، بياناً دعا فيه الحزب إلى أخذ وقته للتوصل إلى مرشح، قائلاً إن «القرار مهم للغاية بحيث لا يمكن التسرع فيه». ولكن في غضون ساعات، صار من الواضح أن هاريس ستحظى بدعم أكثرية المندوبين في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، الذي ينعقد بدءاً من 19 أغسطس (آب) المقبل في شيكاغو.

وقال المانح الرئيسي لبايدن، جون مورغان، الذي سبق أن اعترض على نيل هاريس للبطاقة: «تم التوصل إلى اتفاق»، مضيفاً أنه غير متأكد من قدرة هاريس على التغلب على ترمب، ولن يتبرع لها، ولم يكن متأكداً مما إذا كان سيصوّت في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ولكن إذا فعل ذلك، فيحتمل أن يصوت لها. كما لاحظ أن حجم الأموال التي تتدفق إلى خزائن الديمقراطيين في هذه المرحلة جعل قراره بحجب الأموال النقدية غير مهم. واستدرك أنه «مهما كان المال الذي أملكه، سيكون مثل سكب القهوة في فنجان قهوة مليء. (...) الآن، نحن نحبس أنفاسنا فقط».

المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس السيناتور جاي دي فانس ينزل من طائرة «ترمب فورس 2» في مطار رونوك - بلاكسبرغ فيرجينيا (أ.ب)

طفرة تبرعات

تأتي هذه الطفرة في التبرعات عقب سيل من الإعلانات من المانحين الرئيسيين في سيليكون فالي، بأنهم سيُنفقون مبالغ كبيرة لدعم ترمب، بينما يكافح بايدن لتهدئة المخاوف في شأن صحته. وأعلن الرأسمالي المغامر مارك أندريسن دعمه لترمب، معتبراً أن بايدن لم يبذل جهداً كبيراً بما يكفي لبناء علاقة مع قطاع صناعة التكنولوجيا.

وقال كبير مسؤولي الخصوصية السابق في «فايسبوك»، كريس كيلي، الذي ترشّح ضد هاريس لمنصب المدعي العام في كاليفورنيا عام 2010، إن هذا الانتقاد لا ينطبق على هاريس على الإطلاق، مُعلناً أنه يدعم ترشح هاريس للرئاسة ويخطط للتبرع لحملتها. وأشار إلى أن لها تاريخاً طويلاً في التفاعل والعمل مع صناعة التكنولوجيا. وأكّد أن هذا يجعل الناس في سيليكون فالي يشعرون براحة أكبر. وقال: «سيكون لدى كامالا هاريس باب مفتوح، واستعداد لإعادة النظر في بعض أخطاء هذه الإدارة».

وأجرت أجزاء من شبكة المانحين القديمة لهاريس - التي عملت لسنوات إلى حدّ كبير كمجموعة فرعية من حملة بايدن – مكالمة مع المانحين شملت أشخاصاً من اللجنة المالية لحملتها الرئاسية لعام 2020.

كما أفادت شبكة «واي تو وين» للمانحين الديمقراطيين عن زيادة الحماس، واعتبرت أن فوز هاريس يتوقف جزئياً على التوقعات بأن الديمقراطيين يمكن أن يكون لديهم طريق مرة أخرى للفوز بساحات المعارك الجنوبية في نيفادا وأريزونا وجورجيا ونورث كارولينا.

شكوى جمهورية

في غضون ذلك، تقدّمت حملة ترمب بشكوى إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية، معتبرة أنه لا يمكن لهاريس قانوناً استخدام الأموال التي جمعتها حملة إعادة انتخاب بايدن بعدما أنهى محاولته الأحد.

وفي الشكوى التي قدمها المستشار العام لحملة الجمهوريين ديفيد وارينغتون، أفاد بأن هاريس قامت «بعملية استيلاء وقحة على الأموال»، محذراً من أن هاريس بصدد ارتكاب ما وصفه بأنه «أكبر انتهاك لتمويل الحملات الانتخابية في التاريخ الأميركي».

وقال المحامي سوراف غوش في المركز القانوني للحملات الانتخابية، وهو مجموعة رقابية غير حزبية، إنه نظراً لأن هاريس كانت بالفعل جزءاً من حملة بايدن كمرشحة لمنصب نائب الرئيس، فإن استحواذها على أموال التبرعات سليم.


مقالات ذات صلة

المستثمرون العالميون يعززون محافظهم لتفادي تقلبات الانتخابات الأميركية

الاقتصاد تلفزيون في بورصة نيويورك يُظهر نائبة الرئيس الأميركي تتحدث بينما متداول يراقب تطور الأسهم (أ.ب)

المستثمرون العالميون يعززون محافظهم لتفادي تقلبات الانتخابات الأميركية

سارع المستثمرون إلى تعزيز محافظهم العالمية، في مواجهة التقلبات الشديدة في السوق، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس تصفق بينما يتعانق جو بايدن وباراك أوباما (أ.ف.ب)

تقرير: أوباما يعتزم دعم هاريس في السباق الرئاسي

ذكرت شبكة «إن بي سي نيوز»، الخميس، أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما يعتزم دعم ترشيح الحزب الديمقراطي لنائبة الرئيس كاملا هاريس لخوض سباق الرئاسة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (أ.ف.ب)

العائلة والأصدقاء والمساعدون القدامى يهيمنون على الدائرة الداخلية لهاريس

تتمتع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بشبكة واسعة من المساعدين لكن المرشحة الرئاسية الديمقراطية المتوقعة أبقت دائرتها الداخلية ضيقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الخطاب الذي ألقاه من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)

بايدن يؤكد أن الدفاع عن الديمقراطية أهم من المنصب... ويبرر انسحابه من السباق الرئاسي

في أول خطاب منذ إعلان انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية، قدّم الرئيس الأميركي شرحاً لقراره الانسحاب من سباق 2024، مستعرضاً إنجازاته خلال ثلاث سنوات ونصف.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس جو بايدن خلال خطابه إلى الأميركيين (رويترز)

بايدن يبرر انسحابه بالحاجة إلى «توحيد حزبه»... ويشيد بـ«قوة» هاريس و«قدراتها»

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الأربعاء، أنّه تخلّى عن الترشّح لولاية رئاسيّة ثانية لأنّه توجّب عليه «توحيد» صفوف الحزب الديمقراطي قبل الانتخابات الرئاسيّة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

قطب الإعلام مردوخ يخوض معركة قانونية عائلية بشأن خليفته

رجل الأعمال روبرت مردوخ خلال حضوره اليوم الرابع من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في منتدى فيسيرف ميلووكي في ويسكونسن (أ.ف.ب)
رجل الأعمال روبرت مردوخ خلال حضوره اليوم الرابع من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في منتدى فيسيرف ميلووكي في ويسكونسن (أ.ف.ب)
TT

قطب الإعلام مردوخ يخوض معركة قانونية عائلية بشأن خليفته

رجل الأعمال روبرت مردوخ خلال حضوره اليوم الرابع من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في منتدى فيسيرف ميلووكي في ويسكونسن (أ.ف.ب)
رجل الأعمال روبرت مردوخ خلال حضوره اليوم الرابع من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في منتدى فيسيرف ميلووكي في ويسكونسن (أ.ف.ب)

أفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس (الأربعاء)، بأن قطب الإعلام روبرت مردوخ، يخوض معركة قانونية ضد 3 من أبنائه؛ لضمان بقاء نجله الأكبر وخليفته المختار لاكلان مردوخ مسؤولاً عن إمبراطوريته الإعلامية.

نقل تقرير الصحيفة عن وثيقة مختومة من المحكمة أن مردوخ يحاول توسيع نفوذ لاكلان التصويتي في «صندوق إدارة ثروة عائلة مردوخ»؛ كي يضمن له الأغلبية وضمان ألا يتحداه إخوته. تشمل حيازة الصندوق، ومقره رينو بولاية نيفادا الأميركية، أسهم الأسرة في مجموعة ضخمة من شبكات التلفزيون والصحف التي يملكها مردوخ من خلال شركتي «نيوز كورب» و«فوكس كورب».

ولاكلان مردوخ هو رئيس مجلس إدارة «نيوز كورب»، التي تشمل إصداراتها صحيفتي «وول ستريت جورنال» و«ذا صن»، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ«نيوز كورب». ويضم هذا الصندوق حالياً 8 أصوات، منها 4 لمردوخ، والأصوات الـ4 المتبقية لأبنائه الـ4 من زيجتيه الأولى والثانية. ولا تتمتع ابنتاه من زوجته الثالثة بحق التصويت في الصندوق.

وجاء في التقرير أن مردوخ يخشى من أن يؤثر «غياب الإجماع» بين أبنائه الـ4 «في الاتجاه الاستراتيجي لكلتا الشركتين بما يشمل توجهاً جديداً محتملاً للسياسة التحريرية والمحتوى». وذكر التقرير استناداً إلى قرار من المحكمة أن مردوخ يرغب أيضاً في تسليم لاكلان السيطرة «الدائمة» و«الحصرية» على الشركة.

ولم ترد «فوكس كورب» أو «نيوز كورب» أو محامي مردوخ على طلبات من «رويترز» للتعليق. ولم يتسنَّ الوصول إلى محامي الأبناء الـ3 المنخرطين في المعركة القانونية للتعقيب.