تقرير: بايدن شكك في فرص فوز هاريس بالانتخابات الرئاسية

بايدن وهاريس (أ.ب)
بايدن وهاريس (أ.ب)
TT

تقرير: بايدن شكك في فرص فوز هاريس بالانتخابات الرئاسية

بايدن وهاريس (أ.ب)
بايدن وهاريس (أ.ب)

تردد الرئيس الأميركي جو بايدن جزئياً في التخلي عن حملة إعادة انتخابه؛ لأنه شعر وكبار مستشاريه بالقلق من أن نائبة الرئيس، كامالا هاريس، لم تكن مستعدة لمواجهة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وفقاً لثلاثة من مساعدي بايدن المطلعين على المحادثات الأخيرة حول خططه.

ووفق تقرير نشره موقع «أكسيوس» الأميركي، قرر بايدن (81 عاماً) في نهاية المطاف الانسحاب من السباق الرئاسي بعد الضغوط من الحزب الديمقراطي، وأيد هاريس، لكن مخاوفه عكست تساؤلات أوسع بين بعض القادة الديمقراطيين حول هاريس بوصفها مرشحتهم في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

كانت العلاقة بين بايدن وهاريس متوترة في كثير من الأحيان. شعر موظفو البيت الأبيض بأن هاريس لم تكن تجيد العمل ضمن فريق واسع، وابتعدت عن أي مهمة تنطوي على مخاطر. لكن بعض مساعدي هاريس شعروا أيضاً بأن البيت الأبيض، خصوصاً المسؤولة أنيتا دان، لم تكن تساعد نائبة الرئيس. وفي بعض الأحيان، شك مساعدو هاريس في أن فريق بايدن لا يريد منح هاريس فرصاً للتألق لتجنب رؤيتها بديلاً له في الانتخابات الرئاسية.

وقال مساعدون لكليهما للموقع إن بعض التوترات بين فريقي بايدن وهاريس ترجع إلى أن الشخصين لا يتفقان على المبادئ الأساسية. وأضافوا أن هاريس كانت حذرة ومترددة في المشاركة بالأحداث التي لم تكن خاضعة لرقابة مشددة.

في عام 2022، دفع البيت الأبيض هاريس داخلياً لتكون متصدرة «عشاء غريديرون التقليدي» في العاصمة، لكنها قاومت. وفعلت وزيرة التجارة جينا ريموندو ذلك بدلاً منها. كما واجهت هاريس اضطهاداً عنصرياً من بعض المحافظين، وفي بعض الأحيان ركزت على التغطية الانتقادية لها بطرق وجدها مساعدوها غير مفيدة، مثلما حدث عندما شاهدت برنامج «The Five» على قناة «فوكس نيوز».

وأعلن بايدن، أمس، دعمه هاريس؛ بوصفها مرشحته المفضلة للحزب خلال مؤتمره العام في 19 أغسطس (آب) المقبل في شيكاغو. وعلى الرغم من تزكيته هاريس، فإنه لن يتضح على الفور ما إذا كان مندوبو المؤتمر العام للحزب الديمقراطي سيوافقون على ذلك.

وتعهدت هاريس بالفوز بترشيح الحزب الديمقراطي وهزيمة ترمب، وقالت في بيان: «بهذا الصنيع الوطني المتفاني، يفعل الرئيس بايدن ما فعله طوال حياته في الخدمة: وضع الشعب الأميركي وبلدنا فوق كل اعتبار». وتابعت: «يشرفني أن أحصل على تأييد الرئيس، ونيّتي هي كسب هذا الترشيح والفوز به... سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي، وتوحيد أمتنا، لهزيمة دونالد ترمب».


مقالات ذات صلة

شؤون إقليمية الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - د.ب.أ)

تقرير: نتنياهو لن يوجه انتقادات لبايدن في خطابه أمام الكونغرس

أبلغ وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر الإدارة الأميركية بأن الخطاب الذي سيلقيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس لن يتضمن انتقادات لبايدن

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تلقي كلمة في أول ظهور علني لها منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الرئاسة 2024 في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض (رويترز) play-circle 00:40

هاريس تشيد بإنجازات بايدن... والتبرعات تتدفق على حملتها

أشادت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، بإرث الرئيس جو بايدن، في أول ظهور علني لها في البيت الأبيض بعد إعلانه الأحد انسحابه من سباق الرئاسة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نتنياهو يتحدث مع الصحافيين قبل مغادرته إلى أميركا في 22 يوليو 2024 (د.ب.أ)

نتنياهو يزور واشنطن في خضم العاصفة السياسية الداخلية

بينما تتخبط الولايات المتحدة في أزماتها الداخلية غير المسبوقة بعد تنحي بايدن، يستعد نتنياهو للدخول في معترك الأزمة مع زيارته المقررة إلى واشنطن هذا الأسبوع.

رنا أبتر (واشنطن) «الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في حديقة البيت الأبيض (د.ب.أ)

ردود دولية متباينة إزاء قرار بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي

توالت، مساء الأحد ونهار الاثنين، ردود الفعل الدولية على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن سحب ترشّحه لولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة في نوفمبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (عواصم)

ردود دولية متباينة إزاء قرار بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي

الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في حديقة البيت الأبيض (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في حديقة البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

ردود دولية متباينة إزاء قرار بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي

الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في حديقة البيت الأبيض (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في حديقة البيت الأبيض (د.ب.أ)

توالت، مساء الأحد ونهار الاثنين، ردود الفعل الدولية على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن سحب ترشّحه لولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة في نوفمبر (تشرين الثاني) وترشيحه نائبته كامالا هاريس لتحل مكانه لمنافسة الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترمب. وفيما يلي أبرز هذه المواقف التي بدت متباينة:

ملف – الرئيسان الأميركي والروسي يتصافحان خلال اجتماعهما بجنيف في 16 يونيو 2021 (أ.ب)

روسيا «متنبهة» للتطورات

علّق الكرملين على قرار بايدن بالقول إنّه «متنبّه» لتطوّر الوضع في واشنطن الذي قال إنه «لم يكن مفاجأة». وقال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف لموقع «لايف» الإخباري الروسي إنّ «4 أشهر تفصلنا عن الانتخابات. هذه فترة طويلة يمكن أن يتغيّر خلالها الكثير. علينا أن نكون متنبّهين، وأن نتابع ما سيحدث». وتابع بيسكوف أن انسحاب بايدن «لم يكن مفاجأة»، مشيراً إلى أن تقلبات السياسة الأميركية لا تمثل أولوية لروسيا التي تركز على تحقيق أهداف ما يسميها الرئيس فلاديمير بوتين بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

ولدى سؤاله عن موقف الكرملين من حلول هاريس مكان بايدن كمرشحة، قال بيسكوف: «صدرت بعض التصريحات التي كانت مليئة بخطاب غير وديّ حيال بلادنا»، ولم يحدد التصريحات التي يتحدّث عنها.

الرئيس الأوكراني لدى اجتماعه مع الرئيس الأميركي بكييف في 20 فبراير 2023 (رويترز)

زيلينسكي يشكر بايدن على «دعمه الجريء»

في المقابل، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، الرئيس بايدن على «الخطوات الجريئة» التي اتّخذها لدعم أوكرانيا، مرحّباً بالقرار «الصعب» ولكن «القوي» الذي أقدم عليه سيّد البيت الأبيض بسحبه ترشّحه لولاية ثانية. وكتب زيلينسكي على منصة «إكس» أنّ «الوضع الحالي في أوكرانيا وفي كلّ أنحاء أوروبا ليس أقلّ صعوبة. نحن نأمل، مخلصين، من القيادة الأميركية القوية والمستمرة أن تصدّ الشرّ الروسي (عن كييف)، وأن تمنعه من الانتصار». وأضاف أنّ «أوكرانيا ممتنّة للرئيس بايدن لدعمه الثابت لنضالها من أجل الحرية». وتابع الرئيس الأوكراني: «سنظلّ دوماً شاكرين لقيادة الرئيس بايدن. لقد دعم بلادنا في أكثر الأوقات دراماتيكية في تاريخها، وساعدنا في منع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين من احتلال بلادنا، وواصل دعمنا طوال هذه الحرب الرهيبة».

رئيس الوزراء الإسرائيلي لدى استقباله الرئيس الأميركي أثناء زيارته لإسرائيل وسط الصراع بين إسرائيل و«حماس» في تل أبيب يوم 18 أكتوبر 2023 (رويترز)

إسرائيل تشكر بايدن على «دعمه الثابت»

وشكر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بايدن على «دعمه الثابت لإسرائيل على مرّ السنين». وكتب غالانت في منشور على منصة «إكس» إنّ «دعمكم الثابت، خصوصاً خلال الحرب، كان لا يقدّر بثمن. نحن ممتنّون لقيادتكم وصداقتكم». وبدوره، شكر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ نظيره الأميركي «على دعمه الثابت للشعب الإسرائيلي». وقال هرتسوغ في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي «أود أن أتقدم بخالص شكري إلى رئيس الولايات المتحدة جو بايدن على صداقته ودعمه الثابت للشعب الإسرائيلي على مدى عقود من مسيرته المهنية الطويلة». وأضاف: «بوصفه أول رئيس أميركي يزور إسرائيل في زمن حرب... وبوصفه حليفاً حقيقياً للشعب اليهودي، فهو رمز للرابطة التي لا تتزعزع بين شعبينا».

وأشاد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ببايدن، قائلاً إنّ الرئيس الديمقراطي جعل «الديمقراطية أقوى».

وخاطب توسك، الرئيس الأميركي، عبر منشور على منصة «إكس»، قائلاً: «لقد اتخذتم كثيراً من القرارات الصعبة، بفضلها أصبحت بولندا وأميركا والعالم أكثر أماناً، وأصبحت الديمقراطية أقوى». وأضاف: «أعلم أنه كانت لديكم نفس الدوافع عندما أعلنتم قراركم النهائي، القرار الأصعب على الأرجح في حياتكم».

ألمانيا: قرار يستحق الاحترام

ورحّب المستشار الألماني أولاف شولتس بقرار يستحقّ «الاحترام». وكتب شولتس على منصة «إكس»: «لقد أنجز صديقي جو بايدن الكثير: لبلاده، ولأوروبا، وللعالم»، مشدّداً على أنّ «قراره عدم الترشح مرة أخرى يستحق الاحترام».

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مساء الأحد، إنه «يحترم» قرار الرئيس الأميركي. وأضاف في منشور على منصة «إكس»: «أعلم أنه كما فعل طوال حياته المهنية الرائعة، فإنه سيكون قد اتخذ قراره بناءً على ما يعتقد أنه الأفضل للشعب الأميركي».

كما كتب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على «إكس»: «أعرف الرئيس بايدن منذ سنوات. إنه رجل عظيم، ويسترشد في كل ما يفعل بحبّه لبلاده. بصفته رئيساً، فهو شريك للكنديين وصديق حقيقي».

وأشاد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بـ«قيادة» بايدن، والتزامه «القيم الديمقراطية والأمن الدولي والازدهار الاقتصادي والعمل المناخي للأجيال الحالية والمستقبلية».

مادورو: قرار عقلاني

بدوره، رحّب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالقرار «العقلاني» و«الصائب» الذي اتّخذه الرئيس بايدن. وقال الزعيم اليساري خلال فعالية انتخابية في باريماس (غرب): «أعتقد أنّه اتّخذ القرار الأكثر عقلانية وصواباً. لقد أعطى الأولوية لعائلته ولصحته، وأدرك أنه في هذا العمر، ومع صحته الضعيفة، لم يعد قادراً على الإمساك بزمام بلاده وحتى أقلّ من ذلك خوض الانتخابات الرئاسية».