نواب ديمقراطيون في رسالة لبايدن: إسرائيل انتهكت القانون الأميركي

«مجاعة شاملة» بعد أكثر من ستة أشهر على الحرب بين إسرائيل و«حماس» والقيود الإسرائيلية الصارمة على توصيل المواد الغذائية إلى الأراضي الفلسطينية (أ.ب)
«مجاعة شاملة» بعد أكثر من ستة أشهر على الحرب بين إسرائيل و«حماس» والقيود الإسرائيلية الصارمة على توصيل المواد الغذائية إلى الأراضي الفلسطينية (أ.ب)
TT

نواب ديمقراطيون في رسالة لبايدن: إسرائيل انتهكت القانون الأميركي

«مجاعة شاملة» بعد أكثر من ستة أشهر على الحرب بين إسرائيل و«حماس» والقيود الإسرائيلية الصارمة على توصيل المواد الغذائية إلى الأراضي الفلسطينية (أ.ب)
«مجاعة شاملة» بعد أكثر من ستة أشهر على الحرب بين إسرائيل و«حماس» والقيود الإسرائيلية الصارمة على توصيل المواد الغذائية إلى الأراضي الفلسطينية (أ.ب)

وجه مشرعون من الحزب الديمقراطي الأميركي رسالة إلى الرئيس جو بايدن، أعربوا فيها عن اعتقادهم بأن هناك أدلة كافية تثبت أن إسرائيل انتهكت القانون الأميركي من خلال تقييد تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي دمرته الحرب، وفق «رويترز».

وجاء في الرسالة التي وقعها 86 من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب أن القيود التي تفرضها إسرائيل على المساعدات «تثير الشكوك» في تأكيداتها بأنها تمتثل لبند في قانون المساعدات الخارجية الأميركي الذي يلزم المستفيدين من الأسلحة الممولة من الولايات المتحدة باحترام القانون الإنساني الدولي، والسماح بالتدفق الحر للمساعدات الأميركية.

وكان بايدن قد أصدر في فبراير (شباط) مذكرة تتعلق بالأمن القومي تقضي بتقديم ضمانات مكتوبة بعد أن بدأ مشرعون ديمقراطيون يشككون في مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي في عملياتها في غزة.

وقال المشرعون إن الحكومة الإسرائيلية قاومت الطلبات الأميركية المتكررة لفتح ما يكفي من الطرق البحرية والبرية لتوصيل المساعدات إلى غزة، واستشهدوا بتقارير تفيد بأنها لم تسمح بدخول ما يكفي من الغذاء لتجنب المجاعة، وفرضت نظاماً للتفتيش و«قيوداً تعسفية» على المساعدات، مما أعاق الإمدادات.

وكتب المشرعون: «نتوقع من الإدارة أن تضمن التزام (إسرائيل) بالقانون الحالي، واتخاذ كل الخطوات الممكنة لمنع وقوع المزيد من الكوارث الإنسانية في غزة».

متطوعون محليون من المطبخ المركزي العالمي يطبخون وجبات ليتم توزيعها على الفلسطينيين المحتاجين في رفح (أ.ف.ب)

وتتطلب المذكرة التي أصدرها بايدن في فبراير (شباط) أن يقدم وزير الخارجية أنتوني بلينكن تقريراً إلى الكونغرس بحلول يوم الأربعاء حول ما إذا كانت هناك تأكيدات ذات مصداقية من إسرائيل بأن استخدامها للأسلحة الأميركية يلتزم بالقانون الدولي.

وأبلغ ما لا يقل عن أربعة مكاتب في وزارة الخارجية الوزير بلينكن الشهر الماضي بأنهم وجدوا أن التأكيدات الإسرائيلية «ليست ذات مصداقية، ولا يمكن الاعتماد عليها».

وإذا تم التشكيك في ضمانات إسرائيل، فسيكون أمام بايدن خيار «معالجة» الوضع من خلال إجراءات تتراوح بين البحث عن ضمانات جديدة، إلى تعليق عمليات نقل الأسلحة الأميركية، وفقاً للمذكرة.

وتنفي إسرائيل انتهاك القانون الدولي وتقييد المساعدات في حربها على حركة «حماس» التي اندلعت بعد هجوم شنته «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وذكرت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 34 ألف فلسطيني لقوا حتفهم خلال القتال المستمر منذ ما يقرب من سبعة أشهر، والذي ألحق دماراً هائلاً بقطاع غزة، وشرد معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسبب في نقص حاد في الغذاء والمياه.

أكثر من 34 ألف فلسطيني لقوا حتفهم خلال القتال المستمر منذ ما يقرب من سبعة أشهر (أ.ب)

وقالت سيندي مكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تصريحات لشبكة «إن بي سي نيوز» إن هناك الآن «مجاعة شاملة» في شمال غزة.

وأضافت مكين في مقتطفات من مقابلة ستبث الأحد في برنامج واجه الصحافة أنها تأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار حتى يتسنى تسليم المزيد من المساعدات على نحو أسرع.

وتابعت مكين وهي أرملة السيناتور الراحل جون مكين: «هناك مجاعة... مجاعة شاملة في الشمال، وهي تتجه نحو الجنوب. ولذا فإن ما نطالب به باستمرار هو وقف إطلاق النار، والقدرة على الوصول من دون قيود».

ويقول مسؤولون أميركيون إنه رغم أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذت خطوات عززت إدخال المساعدات، فإن الكميات لا تزال غير كافية.

وأدان المشرعون هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر في رسالتهم لبايدن، وأيدوا حق إسرائيل في الوجود، وعبروا عن دعمهم للجهود الأميركية للتوسط لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن.

وأشاروا إلى أن إسرائيل فتحت في الآونة الأخيرة المزيد من طرق المساعدات، ونقاط العبور إلى غزة، مما سمح بدخول عدد أكبر من شاحنات المساعدات.

لكن المشرعين عبروا عن «مخاوف جدية» إزاء سلوك إسرائيل في الحرب «فيما يتعلق بالحجب المتعمد للمساعدات الإنسانية».

وطالبوا بايدن بأن «يوضح لنتنياهو أنه إذا استمرت إسرائيل في فرض قيود بشكل مباشر أو غير مباشر» على دخول المساعدات إلى غزة، فإن الحكومة الإسرائيلية تخاطر بأهليتها للحصول على مزيد من المساعدات الأمنية الهجومية من الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

مسؤول أممي يدعو مجلس الأمن إلى التحرك «لمنع وقوع إبادة» في قطاع غزة

المشرق العربي فلسطينيون يزيلون الأنقاض والحطام بعد غارات إسرائيلية ليلية في جباليا في شمال قطاع غزة، 12 مايو 2025 (أ.ف.ب)

مسؤول أممي يدعو مجلس الأمن إلى التحرك «لمنع وقوع إبادة» في قطاع غزة

دعا منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، اليوم الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي، إلى اتّخاذ إجراءات «لمنع وقوع إبادة» في غزة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي فلسطينيون يعاينون الدمار في خان يونس بعد ضربة إسرائيلية اليوم (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخين أُطلقا من قطاع غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخين أُطلقا من قطاع غزة نحو أراضي الدولة العبرية، الثلاثاء، وسقوط ثالث في منطقة مفتوحة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية دبابات للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة كما تظهر من جنوب إسرائيل... 4 مايو 2025 (أ.ب)

إعلام إسرائيلي: الجيش يستهدف القيادي ﺑ«حماس» محمد السنوار في غارة على خان يونس

أفاد موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بأن الجيش استهدف القيادي بحركة «حماس» محمد السنوار في غارة شنها على خان يونس بجنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي فلسطينيون يشيعون أقاربهم الذين قُتلوا في غارات إسرائيلية شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: ضغوط مكثفة من الوسطاء بحثاً عن اتفاق

ضغوط تتزايد من الوسطاء بشأن استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، صاحبها تهديد من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالتصعيد العسكري بالقطاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بعد اجتماع مع أقارب الرهائن المحتجزين في غزة في تل أبيب الثلاثاء (أ.ف.ب)

ويتكوف يدعو لاستثمار الإفراج عن عيدان... ونتنياهو متمسك بالحرب

كثفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغوط على إسرائيل لدفع صفقة لإنهاء الحرب في غزة.

كفاح زبون (رام الله)

رويترز: الحوثيون لم يعد بإمكانهم التحمل... فطلبوا هدنة مع الأميركيين

دخان يتصاعد في صنعاء إثر ضربة جوية تعرض لها موقع مفترض للحوثيين (أرشيفية - رويترز)
دخان يتصاعد في صنعاء إثر ضربة جوية تعرض لها موقع مفترض للحوثيين (أرشيفية - رويترز)
TT

رويترز: الحوثيون لم يعد بإمكانهم التحمل... فطلبوا هدنة مع الأميركيين

دخان يتصاعد في صنعاء إثر ضربة جوية تعرض لها موقع مفترض للحوثيين (أرشيفية - رويترز)
دخان يتصاعد في صنعاء إثر ضربة جوية تعرض لها موقع مفترض للحوثيين (أرشيفية - رويترز)

قال أربعة مسؤولين أميركيين إنه قبل أيام من اتفاق وقف إطلاق النار المفاجئ بين الولايات المتحدة والحوثيين، بدأت المخابرات الأميركية في رصد مؤشرات على أن الجماعة اليمنية تبحث عن مخرج بعد القصف الأميركي الذي استمر لسبعة أسابيع.

وقال اثنان من المسؤولين إن قادة الحوثيين بدأوا التواصل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في وقت ما خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر مايو (أيار). وقال أحد المصادر تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لسرده مناقشات داخلية بشأن المعلومات المخابراتية التي لم تنشر من قبل «بدأنا نتلقى معلومات مخابراتية تفيد بأن الحوثيين لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر من ذلك».

وتوضح مقابلات مع مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين ومصادر دبلوماسية وخبراء آخرين كيف أن حملة، كانت القيادة المركزية للجيش الأميركي تتصور في السابق أنها قد تمتد لمعظم أوقات العام الجاري، توقفت فجأة في السادس من مايو (أيار) بعد 52 يوما، مما سمح للرئيس دونالد ترمب بإعلان الانتصار قبل توجهه إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، عطل الحوثيون حركة التجارة بشن مئات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن في البحر الأحمر، زاعمين أنهم يستهدفون سفنا مرتبطة بإسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين خلال حرب غزة.

وأفاد مصدران بأن إيران لعبت دورا مهمًا في تشجيع الحوثيين المتحالفين معها على التفاوض، وذلك في الوقت الذي تمضي فيه طهران في محادثاتها الخاصة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي الرامية إلى إنهاء العقوبات الأميركية التي تقوضها والحيلولة دون تنفيذ ضربة عسكرية من الولايات المتحدة أو إسرائيل.

لكن الإعلان الفعلي لاتفاق وقف إطلاق النار أبرز مدى سرعة إدارة ترمب في التحرك بناء على المعلومات المخابراتية الأولية للتوصل إلى ما كان يبدو في مارس (آذار) أمرا غير وارد على المدى القصير بالنسبة لكثير من الخبراء، وهو إعلان الحوثيين توقفهم عن ضرب السفن الأميركية. وقال مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع إن نهج ترمب غير التقليدي كان من شأنه تجاوز إسرائيل الحليف الوثيق للولايات المتحدة التي لا يشملها الاتفاق والتي لم يتم حتى إبلاغها مسبقا.

ولم يكن الحوثيون وحدهم الذين يشعرون بالضغط. فحملة القصف كانت مكلفة أيضا للولايات المتحدة التي استهلكت ذخائر وخسرت طائرتين وعددا من الطائرات المسيرة. وقال أحد المسؤولين إن وزير الدفاع بيت هيغسيث بعد أن تلقى المعلومات بشأن الحوثيين في أوائل مايو (أيار)، بادر بعقد سلسلة من الاجتماعات في البيت الأبيض صباح الاثنين، وخلص إلى وجود فرصة سانحة مع المقاتلين المتحالفين مع إيران.

وقال مسؤولان أميركيان لرويترز إن مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي كان يقود بالفعل المفاوضات الأميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني، كان يعمل من خلال وسطاء عمانيين وأجرى محادثات غير مباشرة مع كبير مفاوضي الحوثيين والمتحدث باسمهم محمد عبد السلام. وقال أحد المسؤولين أن عبد السلام كان بدوره على اتصال بزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.

وقال أحد المسؤولين إنه تم التوصل إلى اتفاق إطاري في وقت لاحق من يوم الاثنين. وبحلول يوم الثلاثاء السادس من مايو أيار، كان ترمب مستعدا لإعلان الاتفاق، معلنا استسلام الحوثيين. وقال لصحفيين «قالوا من فضلكم توقفوا عن قصفنا مجددا ولن نهاجم سفنكم».

وعند سؤاله عما توصلت إليه رويترز، قال عبد السلام إن الجماعة كانت تتواصل عبر سلطنة عمان فقط، ووافقت على وقف إطلاق النار لأن رد الحوثيين على الولايات المتحدة كان موقفا دفاعيا. وأضاف لرويترز «إذا أوقفوا عدوانهم سنوقف ردنا»، رافضا الإدلاء بمزيد من التصريحات. ولم يرد متحدث باسم ويتكوف بعد على طلب للتعليق.