لماذا يتتبع الجيش الأميركي تحركات سانتا كلوز لتوزيع مليارات الهدايا حول العالم؟

رجل يرتدي زي سانتا كلوز في نيودلهي (أ.ف.ب)
رجل يرتدي زي سانتا كلوز في نيودلهي (أ.ف.ب)
TT

لماذا يتتبع الجيش الأميركي تحركات سانتا كلوز لتوزيع مليارات الهدايا حول العالم؟

رجل يرتدي زي سانتا كلوز في نيودلهي (أ.ف.ب)
رجل يرتدي زي سانتا كلوز في نيودلهي (أ.ف.ب)

من أستراليا إلى اليابان مروراً بالقارة القطبية الجنوبية وأميركا... بدأت جولة سانتا كلوز أمس (الأحد) تحت مراقبة دقيقة من الجيش الأميركي الذي يتتبّع منذ عقود تحركات الرجل ذي الرداء الأحمر في 24 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام.

وبعد مغادرته قاعدته في القطب الشمالي، حلّقت مزلقته فوق جاكرتا في الساعة 15:38 بتوقيت غرينتش، بحسب القيادة العسكرية المسؤولة عن الأمن الجوي في الولايات المتحدة وكندا (نوراد)، وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتؤكد «نوراد» أن هذه تنقلات سانتا كلوز أسرع حتى من طائرات «إف - 15» التابعة للقوات الجوية الأميركية، لكنها «تتباطأ حتى نتمكن من مواكبتها».

سانتا كلوز يرتدي دراجة في نيودلهي (أ.ف.ب)

هذا التتبّع، الذي أصبح ممكناً بحسب «نوراد» بفضل أجهزة الاستشعار الموجودة في الأنف الأحمر لـ«رودولف»، وهو أحد حيوانات الرنة التسعة التي تجر الزلاجة، بات أشبه بتقليد ميلادي في الولايات المتحدة.

وقد بدأت القصة بخطأ مطبعي في عام 1955، في إعلان لسلسلة متاجر «سيرز»، يدعو عبر إحدى الصحف المحلية في كولورادو للاتصال بسانتا كلوز.

وفيما كان من المفترض أن يكون الرقم الموضوع في الإعلان هو للخط المباشر للرجل الملتحي الشهير، إلا أنه كان في الواقع - في عز الحرب الباردة - هاتف «نوراد» الأحمر.

ورغم الانزعاج الأولي عندما وجد نفسه على الخط مع صبي صغير يسأله عما إذا كان «سانتا كلوز» حقاً، انخرط الضابط المناوب في ذلك اليوم، العقيد هاري شوب، في اللعبة.

وأمر رجاله ببث معلومات حول مكان وجود سانتا، بل واتصل بمحطة إذاعية محلية ليعلن أنه رأى جسماً غريباً في السماء. وبعد مرور ثمانية وستين عاماً، لا تزال «نوراد» مستمرة بهذا التقليد.

وهذا العام، قام الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته جيل بايدن أيضاً بمراقبة تحركات الرجل ذي الرداء الأحمر من كثب.

طفلة تحيي شخصاً يرتدي زي سانتا كلوز في أحد احتفالات الكريسماس في سيول (إ.ب.أ)

وقال البيت الأبيض في بيان: «الليلة، شارك الرئيس والسيدة الأولى في مكالمات متابعة لقيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية مع سانتا كلوز مع الأطفال والعائلات في جميع أنحاء البلاد».

وقد انطلقت جولة سانتا بمحطة أولى جديدة تماماً تمثلت في محطة الفضاء الدولية العائمة حول مدار الأرض، وفق «نوراد».

وبعد عبور منطقة آسيا والمحيط الهادي، حلقت مزلقة سانتا فوق أفريقيا ومحطة بالمر، وهي قاعدة أبحاث أميركية في القارة القطبية الجنوبية.

طفل يرتدي زي سانتا كلوز ويمسك بمجسم صغير يمثله في نيبال (إ.ب.أ)

ثم سافر عبر أميركا الجنوبية باتجاه الولايات المتحدة، ووزع 100 ألف هدية في الثانية على طول الطريق.

وقرابة الساعة العاشرة من مساء الأحد بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينتش الاثنين)، دخل سانتا كلوز وحيوانات الرنة خاصّته المجال الجوي الأميركي، قرب مدينة فورت لودرديل في فلوريدا (جنوب شرق)، المحطة الأولى في الرحلة عبر بقية الولايات المتحدة.

في المجمل، وزع سانتا كلوز بالفعل ما يقرب من 5.5 مليار هدية حتى الساعة 03:00 من صباح اليوم (الاثنين) بتوقيت غرينتش.


مقالات ذات صلة

أشجار ميلاد السويديين هدايا للأسماك وبيوضها

يوميات الشرق حلّ بيئي يُبقي الأشجار مفيدة (أ.ف.ب)

أشجار ميلاد السويديين هدايا للأسماك وبيوضها

أُلقيت في مياه أستوكهولم الجليدية عشرات من أشجار الميلاد التي تُجمَع بعد العيد، لتشكّل موطناً للأنواع المائية البرّية.

«الشرق الأوسط» ( أستوكهولم)
آسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع أقارب الجنود الروس الذين قُتلوا في أوكرانيا (رويترز)

بوتين يلتقي عائلات جنود قتلى في أوكرانيا... ويتعهد بدعم قواته

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عائلات الجنود الروس الذين لقوا حتفهم في أوكرانيا بالتزامن مع عيد الميلاد

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق الشجرة المُراد منها إيقاظ الضمائر (الشرق الأوسط)

أدوية السرطان المفقودة «تُزيّن» شجرة المتألمين في بيروت

تختار جمعية «بربارة نصار لدعم مرضى السرطان»، زمنَ الأعياد لتُذكّر بصوت في داخل المصابين بهذا الخبيث يستعيد أشهر أشعار المتنبي: «عيد بأية حال عدتَ يا عيدُ».

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق جانب من زينة واحتفالات رأس السنة في مدينة الشيخ زايد غرب القاهرة  (صفحة  Walk of Cairo على «فيسبوك»)

ميادين مصرية تحتفي بالعام الجديد عبر مجسمات وأشكال فنية

تُثير أشجار عيد الميلاد الضخمة التي تُزيّن الميادين والشوارع الرئيسية في مصر، حالةً من البهجة التي يتلمس بها المارة أمنيات عام جديد أكثر هدوءاً واستقراراً.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق الكعكة الأغلى في العيد (حساب الخباز في «إكس»)

ماذا تحوي أغلى كعكة ميلاد في العالم؟

هي كعكة مستديرة، محشوَّة بالفواكه المجفّفة من النوع الذي يتناوله الإيطاليون، والأوروبيون عموماً، بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة. فما سرُّها؟

«الشرق الأوسط» (باريس)

حريق غابات ضخم يجبر آلافاً على مغادرة منازلهم في كاليفورنيا (صور)

رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
TT

حريق غابات ضخم يجبر آلافاً على مغادرة منازلهم في كاليفورنيا (صور)

رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

اضطر نحو 4 آلاف شخص إلى مغادرة منازلهم في كاليفورنيا جراء حريق ضخم وعنيف كان يواصل تمدده بشكل خطير، (الجمعة)، على الرغم من تدخل 1700 من عناصر الإطفاء، ما يثير قلق السلطات.

ودمر حريق «بارك فاير» أكثر من 720 كيلومتراً مربعاً من الغابات و134 مبنى منذ اندلاعه بعد ظهر الأربعاء، في شمال الولاية التي يطلق عليها «غولدن ستايت».

عربة محاطة بألسنة اللهب في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)

وأعلنت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا عدم السيطرة على الحريق، وأن نسبة «احتوائه 0 في المائة».

ويتمدّد الحريق بسرعة رجل يمشي، في منطقة ريفية تقع على بعد ثلاث ساعات بالسيارة شمال شرقي سان فرانسيسكو.

وأفاد مصور في «وكالة الصحافة» بأن الحريق يولّد عموداً هائلاً من الدخان الأسود، كبيراً جداً لدرجة أنه يشبه السحب خلال العواصف الشديدة في الغرب الأميركي.

وأعلن حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، مساء (الجمعة)، حالة الطوارئ في مقاطعتين مهددتين بالحرائق، بهدف تسريع إجراءات السلطات.

جانب من حريق الغابات في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

وأجبرت النيران أربعة آلاف شخص على إخلاء قريتي كوهاسيت وفوريست رانش، بعد تمدّد النيران إلى بلدة تشيكو الصغيرة.

وتقع بلدة تشيكو على بعد نحو 20 كلم إلى الغرب من بلدة بارادايز التي دمّرها في عام 2018 حريق غابات قضى فيه 85 شخصاً، وكان الحريق الأكثر حصداً للأرواح في تاريخ كاليفورنيا. والمنطقة حالياً في حالة تأهب، ويستعد سكانها لأي احتمال.

وقال كوري هونيا، عمدة مقاطعة بوتي، مساء الخميس، للسكان: «عليكم أن تكونوا مستعدين للمغادرة». وأضاف: «إذا تمدّد الحريق. لا أستطيع أن أعدكم أو أضمن لكم أننا قادرون على إنقاذ حياتكم».

«سوريالي»

وشدّد هونيا، الجمعة، خلال مؤتمر صحافي جديد، على أن «الوضع متغيّر»، مذكراً بأن الحريق «اجتاز» قرية كوهاسيت خلال الليل.

وتحدّث سكان لوسائل إعلام محلية عن فرارهم الصعب من النيران عبر الطريق الوحيد في الغابات الذي يمكن سلوكه في المنطقة، حيث بالكاد اخترقت إنارة مصابيحهم الأمامية الدخان الأسود. وقال نيكو شيلتون لصحيفة «ساكرامنتو بي» إنه «كان من المقلق بالطبع معرفة أن هذا هو السبيل الوحيد للخروج». وقالت جوليا ياربو، التي دمرت النيران منزلها، عبر قناة «سي بي إس»: «أنا في حالة صدمة. الأمر سوريالي».

وترى السلطات أن الحريق سببه إجرامي. وتم توقيف رجل يبلغ 42 عاماً، صباح الخميس، يشتبه بأنه أشعل الحريق «بعدما شوهد رجل مجهول يدفع سيارة تشتعل فيها النيران» إلى موقع قريب من المكان الذي اندلع فيه الحريق، وفق بيان للمدعي العام في مقاطعة بوتي مايك رامزي.

تظهر مركبة مشتعلة بينما يستمر حريق بارك في الاشتعال بالقرب من باينز كريك في مقاطعة تيهاما غير المدمجة - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

وميدانياً، أُرسلت تعزيزات من عدة مناطق في كاليفورنيا. وأصدرت الأرصاد الجوية الوطنية، الجمعة، إنذاراً باللون الأحمر، بسبب رياح قوية قد تعزز تمدد الحريق.

وقال مسؤول جهاز الإطفاء بيلي سي، الجمعة، بشأن الحريق: «نشهد تصاعداً هائلاً في الشمال». وأكد أن عمّال الإطفاء يبذلون ما في وسعهم، ويركزون جهودهم على حماية المناطق المأهولة.

وقال: «نأمل أن تتحسن الظروف الجوية بشكل ملحوظ بدءاً من نهاية هذا الأسبوع، مع انخفاض درجات الحرارة وزيادة الرطوبة النسبية، ما سيسمح لنا بالوصول بسهولة أكبر إلى مكان (الحريق) نفسه، بدلاً من البقاء في موقف دفاعي».

«أرقام قياسية»

وقال دانييل سوين، المتخصص في ظواهر الطقس المتطرفة في جامعة كاليفورنيا، مساء الخميس: «إنه فعلاً أول حريق خلال السنوات الأخيرة في كاليفورنيا يمكنني أن أصفه بأنه غير عادي، وهذا ليس بالأمر الجيد».

وقارن الخبير هذا الحريق الضخم بالحرائق التي دمرت كاليفورنيا في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وكانت من بين الأسوأ في تاريخ هذه الولاية الأميركية الغربية.

استمرار حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

وأضاف: «الخبر السار الوحيد هو أنه لا توجد مدن رئيسية في المسار المباشر للحريق»، مقدراً أن يستمر الحريق «لأسابيع أو حتى أشهر».

وبعد فصلي شتاء ممطرين، يشهد الغرب الأميركي منذ يونيو (حزيران) موجات حر أدت إلى جفاف الغطاء النباتي، ما يساعد على انتشار النيران.

وقال الخبير: «حطمنا أرقاماً قياسية (في درجات الحرارة)، وذلك في منطقة واسعة جداً، تمتد من شمال غربي المكسيك إلى غرب كندا».

وتشتعل حالياً مئات الحرائق في كل أنحاء المنطقة، لا سيما في ولاية أوريغون وفي كندا.

ويقول علماء إن موجات الحرّ المتكررة دليل على ظاهرة الاحتباس الحراري المرتبطة بتغير المناخ الناجم عن اعتماد البشرية على الوقود الأحفوري.