قال عدد من المسلمين الأميركيين إنهم يشعرون بالخيانة من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن، بسبب دعمه لإسرائيل في هجومها على غزة، مؤكدين أن دعمهم له كان حاسماً لفوزه في بعض الولايات في عام 2020، وأنهم لن يصوتوا له مرة أخرى بعد موقفه الأخير.
وبينما أعلن بايدن دعمه الثابت لإسرائيل في الأيام التي أعقبت الهجوم الذي نفذته «حماس» في إسرائيل في يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، اتصل أحمد رمضان، مستشار بايدن السابق الذي يشارك الآن في جهود دعم الحزب الديمقراطي في ميشيغان، برئيس الحزب في الولاية لدق ناقوس الخطر بشأن ما يمكن أن يترتب على تصريحات الرئيس الأميركي بشأن وقوفه مع الإسرائيليين، وفقاً لما نقلته شبكة «إن بي سي نيوز».
وتضم ميشيغان واحدة من أكبر تجمعات السكان المسلمين والعرب الأميركيين في البلاد، ويقولون إن دعمهم لبايدن كان له دور فعال في فوزه في الولاية المتأرجحة الحاسمة في انتخابات عام 2020.
لكن الآن، يهدد أولئك العرب والمسلمون بايدن بعدم التصويت له مرة أخرى في الانتخابات المقبلة.
وأجرى رمضان 12 اجتماعاً مع قادة المجتمع الإسلامي خلال الأسبوعين الماضيين، وقد أشار إلى أن النتيجة الرئيسية لهذه الاجتماعات هي أن «الناس يشعرون بخيبة أمل كبيرة، وبأن بايدن قد خانهم وخان ثقتهم به».
وأضاف أن جميع القادة المسلمين الذين اجتمع بهم قالوا إنهم «لن ينسوا أبداً ما فعله بايدن مؤخراً، ولن ينسوا أنه كذب عليهم».
وقال رمضان: «لقد فاز الرئيس الأميركي بأرقام تاريخية في عام 2020، وكنت فخوراً بدعمه، لكن الأسبوعين الماضيين غيّرا الأمور حقاً».
وتابع: «لقد تلقيت أيضاً مكالمات من أشخاص يقولون: يدي ملطخة بالدماء لأنني شجعت الأشخاص على دعمه خلال الانتخابات السابقة».
وقال النائب عن الولاية العباس فرحات، وهو ديمقراطي تضم منطقته مدينة ديربورن، التي تعد موطناً لواحدة من أكبر الجاليات المسلمة والعربية في البلاد: «لقد أدت تصرفات جو بايدن إلى غضب ونفور كل ناخب عربي ومسلم تقريباً في ميشيغان».
وأشار فرحات إلى أن هناك عدداً كبيراً من المسلمين بالولاية لديهم أقارب وعائلات محاصرة في غزة، وأنهم يشعرون بأن الحكومة الأميركية تخلت عنهم تماماً، حيث كانوا يتوقعون أن يبذل بايدن جهوداً للضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار، لكنهم فوجئوا بدعمه الشديد لتل أبيب.
وأضاف: «سيتعين على إدارة بايدن والديمقراطيين القيام بالكثير من العمل لإعادة بناء مستوى معين من الثقة مع المجتمع العربي والإسلامي بأميركا. لم يفت الأوان بعد لفعل الشيء الصحيح».
وفي محادثات متواصلة في ميشيغان وخارجها على مدى الأسبوعين الماضيين، اجتمع المسؤولون المسلمون المنتخبون والناشطون وقادة المجتمع العربي والإسلامي حول خطة لحشد ناخبيهم للتصويت في العام المقبل، لكنهم قالوا إن هذه الخطة تنص على الذهاب للانتخابات مع عدم التصويت لأي ناخب وترك بطاقة الاقتراع فارغة احتجاجاً على موقف بايدن الأخير، وفقاً لما أكدته مصادر مطلعة لـ«إن بي سي نيوز».
ولفتت المصادر إلى أن هناك ناخبين آخرين يخططون للتصويت لصالح الجمهوريين لأنهم يشعرون أن الجمهوريين على الأقل كانوا صادقين معهم بشأن دعمهم المطلق لإسرائيل، في حين أنهم يشعرون بالخداع والاستغلال من قبل الديمقراطيين.
ومن جهتها، قالت النائبة الديمقراطية عن ولاية ميشيغان، رشيدة طليب، في تجمع حاشد دعا إلى وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي: «أيها الرئيس بايدن، ليست كل أميركا معك في دعمك لإسرائيل. عليك أن تستيقظ وتفهم ذلك. سوف نتذكر موقفك هذا إلى الأبد».
ومنذ بدء الحرب في غزة مطلع الشهر الحالي، أكد بايدن دعمه لإسرائيل ووصف الهجوم الذي شنته حركة «حماس» بأنه «إرهاب... وشر خالص».
وطلب الرئيس الأميركي بشكل عاجل مساعدات عسكرية لإسرائيل وأوكرانيا ضمن مخصصات ضخمة للأمن القومي بقيمة 106 مليارات دولار.
واقترحت الولايات المتحدة في وقت متأخر أمس (السبت) مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي ينص على أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وذلك بعد بضعة أيام من استخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة.