بايدن يجدد دعمه لإسرائيل ويتهم «حماس» باستخدام أهالي غزة كدروع بشرية 

نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي ببدء هجوم بري على غزة خلال أيام

الرئيس الأميركي جو بايدن متحدثاً في عشاء حملة حقوق الإنسان (ا.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن متحدثاً في عشاء حملة حقوق الإنسان (ا.ف.ب)
TT

بايدن يجدد دعمه لإسرائيل ويتهم «حماس» باستخدام أهالي غزة كدروع بشرية 

الرئيس الأميركي جو بايدن متحدثاً في عشاء حملة حقوق الإنسان (ا.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن متحدثاً في عشاء حملة حقوق الإنسان (ا.ف.ب)

وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، الحرب بين إسرائيل وحماس، بأنها تذكير أن الكراهية لا تختفي أبداً، واصفاً هجوم حماس على إسرائيل -نهاية الأسبوع الماضي- بأنه أسوا مذبحة تعرض لها الشعب اليهودي منذ محرقة الهولوكوست.

وتحدث بايدن مساء السبت في عشاء حملة حقوق الإنسان عن الحرب منتقداً اتخاذ حماس للأطفال وكبار السن كرهائن واحتجازهم، كما أشار إلى الأزمة الإنسانية في غزة، وقال إن الغالبية العظمي من العائلات الفلسطينية في قطاع غزة لا علاقة لها بحماس واتهم حماس باتخاذهم كدروع بشرية.

جثث لإسرائيليين قُتلوا في هجوم لـ«حماس» يتم جمعها لتحديد هوياتها في قاعدة عسكرية بإسرائيل (أ.ب)

وأبدي بايدن تعاطفه مع ضحايا الهجوم قائلاً إن تلقي مكالمة هاتفية للإبلاغ بوفاة شخص عزيز هو أمر مؤلم، وأنه عانى من هذا الموقف في وفاة ابنه، وقال «إن هذه الحرب تذكير أن الكراهية لا تنتهي واإما تختبئ فقط تحت الصخر، ثم تنفجر مرة أخرى».

وقبل الخطاب، تحدث الرئيس الأميركي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ليكرر دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل وتقديم الدعم العسكري.

وقال بيان للبيت الأبيض، إن بايدن ناقش مع نتنياهو الجهود التي تقوم بها واشنطن مع مصر والأردن وإسرائيل لضمان حصول المدنيين الأبرياء على الماء والغذاء والرعاية الطبية، مؤكداً دعمه لجهود حماية المدنيين والفصل بين إدانة حماس باعتبارها منظمة إرهابية، ودعم تطلعات الشعب الفلسطيني.واستمع بايدن إلى خطة نتنياهو العسكرية خلال الأيام القادمة واستعدادات الجيش الإسرائيلي لتنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة.

ووفقا لمسؤول أميركي كبير، لم يطلب بايدن من نتنياهو إبطاء أو تأجيل المرحلة الثانية من الحرب وهي الاجتياح البري للجزء الشمالي من قطاع غزة، لكنه شدد على الالتزام بالقوانيين الدولية للحرب ومراعاة عدم سقوط المزيد من المدنيين.

وقد أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً أكد فيه أنه يستعد للمراحل التالية من الحرب بمجموعة واسعة من الخطط الهجومية العملياتية، والتي تشمل ضربات مشتركة ومنسقة من الجو والبحر والبر، مع التركيز على العمليات البرية.

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، إن شمال غزة سيكون مركز الهجوم القادم لضرب قادة حماس، وأن مدينة غزة هي المكان الذي يتواجد فيه معظم قادة حماس. ومن شأن أي هجوم بري إسرائيلي أن يؤدي إلى تفاقم محنة المدنيين في غزة، الذين يفتقرون إلى الكهرباء والمياه وإمكانية الحصول على المساعدات.

محادثات دبلوماسية مكثفة

وبينما تحدث بايدن مع نتنياهو خمس مرات منذ هجوم حماس السبت الماضي، اجري أول اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء السبت. ووفقا للبيت الأبيض، أبدى الرئيس الأميركي تعاطفه مع المدنيين الأبرياء، وأكد دعمه للجهود المبذولة لحماية المدنيين وضمان وصول الإمدادات الإنسانية إلى المدنيين في غزة، والعمل مع الأمم المتحدة ومصر والأردن وإسرائيل لتحقيق هذا الهدف.

لقاء الرئيس عباس مع الوزير بلينكن في عمّان الجمعة (أ.ف.ب)

وأدان بايدن هجوم حماس مشدداً أنها جماعة لا تدافع عن حق الشعب الفلسطيني، وأكد على الحاجة للحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية التي تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.

وجاءت مكالمة بايدن مع أبو مازن في وقت يكثف فيه وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن جولاته الدبلوماسية المكوكية في عواصم عربية مهمة لمنع توسع الصراع بين إسرائيل وحماس.

والتقى بلينكن بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض، قبل أن يتوقف في الإمارات العربية المتحدة حيث يسعى إلى إيجاد سبل لمساعدة المدنيين الفلسطينيين المحاصرين، ومعالجة الأزمة الإنسانية المتزايدة.

وشددت السعودية والإمارات على الحاجة إلى توفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين تحت القصف الإسرائيلي في قطاع غزة، وعلى أولوية فتح ممر آمن لأولئك الذين يرغبون في مغادرة غزة.

وفي الرياض، أكد بلينكن وبن فرحان، على أهمية تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين إلى الحد الأدنى بينما تستعد إسرائيل للاجتياح البري المتوقع ضد حماس. وقال وزير الخارجية السعودي، إن المملكة ملتزمة بحماية المدنيين.

كما اتصل بلينكن بوزير الخارجية الصيني وانغ يي، لطلب مساعدة بلاده في منع انتشار الحرب، وطلب من بكين استخدام أي نفوذ لها في الشرق الأوسط. ورفض المتحدث باسم بلينكن وصف رد وانغ لكنه قال إن الولايات المتحدة تعتقد أنها والصين لهما مصلحة مشتركة في استقرار المنطقة.

فلسطينيون يتجمعون حول عدد من قتلى الغارات الإسرائيلية في خان يونس (أ.ب)

وتعكس الجهود الأميركية الواسعة القلق الدولي بشأن عدد المدنيين الفلسطينيين المعرضين للخطر والتداعيات المحتملة لحرب طويلة الأمد، حيث طلبت إسرائيل من سكان غزة التحرك جنوبا، بينما حثت حماس الأهالي على البقاء في منازلهم. ولم تحث إدارة بايدن إسرائيل علنًا على كبح جماح ردها بعد هجوم حماس قبل أسبوع، لكنها أكدت على ضرورة التزام إسرائيل باتباع قواعد الحرب.

حاملة الطائرات «ايزنهاور»

من جانب اخر، أعلن البنتاغون ارسال حاملة الطائرات الثانية يو أس اس دوايت ايزنهاور، إلىي جانب حاملة الطائرات يو اس اس جيرالد فورد التي وصلت بالفعل إلى شرق المتوسط، لإرسال رسالة تحذير أخرى لأطراف إقليمية من التورط في الصراع ومهاجمة إسرائيل.

وقال بيان البنتاغون إن حاملة الطائرات يو اس اس ايزنهاور بدأت في التحرك إلى شرق البحر المتوسط كجزء من جهود ردع الاعمال العدائية ضد إسرائيل وردع أي محاولات تهدف إلى توسيع نطاق هذه الحرب.

حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية «يو إس إس دوايت دي أيزنهاو» (ا.ب)

وقال مسؤول دفاعي كبير، أن مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور، ذات قوة كبيرة ومتعددة الاستخدامات، وتعمل كقاعدة جوية عائمة قادرة على أداء مجموعة متنوعة من المهام، وتحمل 8000 بحار وأربع سفن وأكثر من 70 طائرة، وقد أبحرت بالفعل من محطة نورفولك البحرية، وترافقها حاملة الطائرات USS Philippine Sea ومدمرة الصواريخ الموجهة USS Gravely.

وقال المسؤول الدفاعي: «الهدف من هذه الزيادة في إرسال حاملة الطائرات، أن تكون بمثابة دليل لا لبس فيه على الفعل وليس فقط بالكلمات لدعم الولايات المتحدة للدفاع عن إسرائيل». واضاف: «يجب على هؤلاء الخصوم أن يفكروا مرتين».

وتحدث وزير الدفاع لويد أوستن، يوم السبت مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، وناقشا التطورات بشأن الجهود الأميركية لتعزيز قدرات الدفاع الجوي والذخائر للقوات الإسرائيلية، والتي أشار اوستن إلى أنها تهدف إلى وقف تصعيد الحرب.


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

لا أمل لدى سكان غزة في تراجع الهجمات بعد أمري اعتقال نتنياهو وغالانت

لم يشهد سكان غزة، الجمعة، ما يدعوهم للأمل في أن يؤدي أمرا الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع الفلسطيني، مع إعلان مقتل 21 شخصاً على الأقل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده في معارك بشمال غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، مقتل أحد جنوده في معارك في شمال قطاع غزة. وأضاف أن الجندي القتيل يدعى رون إبشتاين (19 عاماً) وكان ينتمي إلى لواء غيفعاتي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رحّبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية النائب الإسرائيلي غادي آيزنكوت (رويترز)

آيزنكوت يتهم إسرائيل بـ«فشلها في خطة الحرب على غزة بشكل خطير»

قال النائب عن حزب الوحدة الوطنية الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، إن خطة إسرائيل لحربها ضد «حماس» في غزة «فشلت بشكل خطير»، واتهم الحكومة الإسرائيلية بالضياع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إرجاء إصدار الحكم في قضية ترمب بنيويورك إلى «أجل غير مسمى»

صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)
صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)
TT

إرجاء إصدار الحكم في قضية ترمب بنيويورك إلى «أجل غير مسمى»

صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)
صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)

أمر القاضي في قضية الاحتيال المالي ضد دونالد ترمب، الجمعة، بتأجيل النطق بالحكم إلى أجل غير مسمى، ما يمثل انتصاراً قانونياً للرئيس المنتخب بينما يستعد للعودة إلى البيت الأبيض.

وأدين ترمب بارتكاب 34 تهمة جنائية في مايو (أيار) بعد أن خلصت هيئة محلفين إلى أنه قام بالتلاعب بشكل احتيالي بسجلات تجارية للتغطية على دفع مبالغ لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، مقابل صمتها عن علاقة جنسية مفترضة حتى لا تضر بحملته في انتخابات عام 2016.

وعدّ الادعاء أن إخفاء العلاقة المفترضة كان يهدف إلى مساعدته على الفوز بأول ولاية رئاسية له، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وجاء هذا التطور، وفقاً لصحيفة «الغارديان»، بعد تقديم ملفات من قبل المدعين ومحامي الدفاع حول آرائهم بشأن كيفية مضي قضية ترمب قدماً بعد فوزه في انتخابات 2024 ضد كامالا هاريس.

وكان من المقرر أن يصدر الحكم على ترمب في 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، وقد بذل قصارى جهده لإرجاء صدور الحكم قبل عودته إلى الرئاسة في يناير (كانون الثاني).

وقال القاضي خوان ميرشان في قراره: «أمرت المحكمة بالموافقة على الطلب المشترك بإرجاء إصدار الحكم».

طلب محامو ترمب، يوم الثلاثاء، من ميرشان، إلغاء القضية، متمسكين بأن الإلغاء ضروري «لتسهيل انتقال السلطة التنفيذية بشكل منظم».

ارتكز الفريق القانوني لترمب في طلبه إلى حكم صادر عن المحكمة العليا يمنح الرؤساء حصانة شاملة فيما يتعلق بأفعالهم الرسمية.

وقد أكد الحكم التاريخي للمحكمة العليا التي يعد غالبية أعضائها من القضاة المحافظين، أن الرؤساء يتمتعون بحصانة شاملة من الملاحقة القضائية عن مجموعة من الأفعال الرسمية التي ارتكبوها في أثناء توليهم مناصبهم.

في قراره، الجمعة، منح القاضي ترمب الإذن بالسعي إلى إلغاء الإدانة، وهو ما يعني على الأرجح عقد عدة جلسات استماع أخرى قد تتأخر بمجرد أداء ترمب اليمين الدستورية.

وفي قضية منفصلة تتعلق بالتدخل في انتخابات عام 2020، طلب المدعي العام جاك سميث إلغاء المواعيد النهائية، ما أدى إلى تأخير القضية إلى أجل غير مسمى، ولكن لم يتم إسقاطها بعد.

تأتي هذه الخطوة تماشياً مع سياسة وزارة العدل الأميركية القائمة منذ فترة طويلة على عدم مقاضاة الرؤساء الأميركيين المباشرين لمهامهم.

وقد سخر ترمب مراراً من قضية الأموال السرية، ووصفها بأنها جاءت في إطار حملة سياسية، قائلاً: «يجب إسقاطها».

إلى جانب قضية نيويورك التي رفعها ممثلو الادعاء على مستوى الولاية، يواجه ترمب قضيتين فيدراليتين: واحدة تتعلق بجهوده في قلب نتائج انتخابات عام 2020، والأخرى مرتبطة بوثائق سرية يتهم بأنه أساء التعامل معها بعد ترك منصبه. لكن بصفته رئيساً سيكون بوسعه التدخل لإنهاء القضيتين الفيدراليتين.