اندفع الآلاف من المهاجرين عبر الحدود الأميركية - المكسيكية، الخميس، مع انتهاء صلاحية «المادة 42» من قانون الصحة العامة الأميركي التي سمحت للسلطات الأميركية بفرض قيود على اللجوء بسبب تفشي جائحة «كوفيد»، وسط خشية من تدفق المزيد من المهاجرين واحتمال إعلان إدارة الرئيس جو بايدن سياسات جديدة يمكن أن تعقد كثيراً إمكانات الدخول إلى الولايات المتحدة.
واعترف الرئيس بايدن بأن الوضع سيكون «فوضوياً»، فيما حشدت السلطات الفيدرالية «أكثر من 24 ألفاً من عناصر أجهزة تنفيذ القانون» على الحدود، بالإضافة إلى 4 آلاف جندي، وذلك في محاولة للتعامل مع تدفق المهاجرين الذي سيتبع رفع هذا الإجراء».
وطلبت السلطات من عناصر حرس الحدود البدء في إطلاق بعض المهاجرين، مع تعليمات للمثول أمام مكتب الهجرة الأميركي في غضون 60 يوماً، وفقاً لمسؤول طلب عدم نشر اسمه.
وأعلنت وزارة الأمن الداخلي، الأربعاء، قاعدة جديدة تجعل من الصعب للغاية على أي شخص يسافر عبر دولة أخرى، مثل المكسيك، التأهل للحصول على اللجوء. كما أدخلت حظر التجول مع نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) للعائلات التي أطلق سراح أفرادها في الولايات المتحدة قبل فحوصات اللجوء الأولية.
وتدفق عدد غير معتاد من المهاجرين إلى تكساس، حيث جردوا من ملابسهم التي وضعوها في أكياس بلاستيكية ليحملوها بأيديهم قبل العبور من ضفة شديدة الانحدار. ومع وصولهم إلى الجانب الأميركي، ارتدوا ملابس جافة وشقوا طريقهم عبر الأسلاك الشائكة.
واستسلم العديدون للسلطات، أملاً في إطلاقهم لاحقاً والإقامة بشكل قانوني على الأراضي الأميركية ومتابعة قضاياهم في محاكم الهجرة. وقال رئيس بلدية إلباسو في تكساس أوسكار ليزر إنه «سيكون ذلك صعباً، صعباً للغاية»، مضيفاً: «لا نعرف ما سيحصل في اليوم التالي، لا نعرف ما سيحصل في الأيام العشرة المقبلة». وأفاد بأن مدينته «تستعد للمجهول».
واعترف وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس بأنه من المحتمل أن تكون «الأيام والأسابيع المقبلة... صعبة للغاية»، مؤكداً أن السلطات تشاهد بالفعل «عدداً كبيراً من الوافدين في بعض الأماكن».
ويقابَل المهاجرون الذين يحتشدون في شمال المكسيك بإجراءات محيّرة، في مواجهة التغييرات في ترتيبات الهجرة وانتشار الشائعات من المهربين، والإجراءات المعقدة عبر الإنترنت. ولذلك، سارع البعض لعبور الحدود قبل ليل الخميس من أجل تقديم طلب لجوء، خوفاً من تغيير القواعد بشكل يمنعهم من فعل ذلك لمدة 5 سنوات. ويأتي المهاجرون بشكل رئيسي من أميركا اللاتينية، وأيضاً من الصين وروسيا وتركيا.
ومنحت «المادة 42»، التي كان يفترض أن تحد من انتشار «كوفيد-19»، الفرصة للسلطات الأميركية لإعادة جميع المهاجرين الذين يدخلون البلاد بشكل فوري، بمن فيهم طالبو اللجوء.
واستُخدمت هذه المادة 2.8 مليوني مرة خلال السنوات الثلاث الماضية. وقبل الحضور عند الحدود، يجب على طالبي اللجوء، باستثناء القصّر غير المصحوبين بذويهم، الحصول على موعد عبر تطبيق هاتفي وضعه حرس الحدود، أو يرفض حق اللجوء في إحدى الدول التي يتم عبورها خلال رحلة الهجرة. كما يُفترض أن طلبهم غير شرعي وقد يخضعون لإجراءات ترحيل معجّلة، تمنعهم من دخول الأراضي الأميركية لمدة 5 سنوات.
وتحرص الإدارة الأميركية الديمقراطية على عرض سياسة هجرة متوازنة، بينما يتّهم الجمهوريون الرئيس جو بايدن، المرشّح مجدّداً لانتخابات عام 2024، بتحويل الحدود إلى «غربال». ومن أجل تشجيع القنوات القانونية للهجرة، خطّطت واشنطن لفتح 100 مركز في الخارج لدراسة الملفّات. ومن المخطّط فتح أول المراكز في هذا المجال في كولومبيا وغواتيمالا.
وبالنسبة للرئيس السابق دونالد ترمب، فإن الخميس «يوم عار»، طبقاً لما قاله عبر شبكة «سي إن إن» الأميركية للتلفزيون، مضيفاً: «سيكون هناك ملايين الأشخاص الذين سيتدفّقون على بلدنا». وأكد أنه إذا عاد إلى البيت الأبيض، فسيعيد سياسة الفصل بين العائلات على الحدود؛ لأنّه «عندما تكون لدينا هذه السياسة، فإن الناس لا يأتون».