اتخذت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بالتنسيق مع بريطانيا، بالإضافة إلى مشرعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، المزيد من المواقف المتشددة حيال عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وأكدت أنها «لن تطبع العلاقات» مع حكومة الرئيس بشار الأسد، غير أن وزير الخارجية الأميركي أقر بوجود «منظور مختلف» بين الولايات المتحدة والدول العربية حيال المقاربة المتعلقة بسوريا.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في واشنطن، قال بلينكن إنهما «لا يعتقدان أن سوريا تستحق إعادة قبولها في جامعة الدول العربية»، مضيفاً: «لن نطبع العلاقات مع الأسد ومع نظامه».
ورأى أن «الحل الوحيد للأزمة التي ألحقها الأسد بسوريا يجب أن يكون متسقاً مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يحدد التوقعات»، وهي «وقف إطلاق النار، والمساعدات الإنسانية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لضمان أن تكون للسوريين حكومة تعكس إرادتهم».
وأوضح أن هناك توافقاً على «توسيع إيصال المساعدات الإنسانية، ومواصلة العمل لإضعاف (داعش)»، بالإضافة إلى «تقليص نفوذ إيران الخبيث ووجودها في سوريا، وكذلك على نطاق أوسع في المنطقة». وأقر بوجود «منظور مختلف» و«مقاييس مختلفة» بين جامعة الدول العربية والولايات المتحدة.
وقال كليفرلي إن المملكة المتحدة والولايات المتحدة «تتقاسمان وجهات نظر متشابهة للغاية» في شأن إعادة قبول سوريا، وأضاف أن بلاده «غير مرتاحة للغاية لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية»، واعتبر أن العودة «يجب أن تكون مشروطة ببعض التغييرات الأساسية في السلوك من دمشق ومن نظام الأسد».
وأكد أنه «يجب ضمان حماية السوريين، إذا اختاروا العودة إلى سوريا من مخيمات اللاجئين في المنطقة. ويجب أن يكون قرار مجلس الأمن 2254 في قلب أي تعامل مع سوريا».
وأصدر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز وكبير السيناتورات الجمهوريين جيم ريش بياناً مشتركاً، نددا فيه بقرار إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية، واصفين إياه بأنه «الأحدث في اتجاه مقلق» لشركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
واعتبرا أن «تحسين العلاقات مع النظام سيوجه رسالة خاطئة إلى داعميه الإيرانيين والروس»، مضيفين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يكرر في أوكرانيا الفظائع التي ارتكبها في سوريا».
ونبها إلى أن «الحجج القائلة بأن التطبيع مع الأسد سيخرج إيران وروسيا بطريقة ما من سوريا ليست مقنعة، لأنهما الضامنان الأساسيان لبقاء الأسد».
ورأيا أنه «علاوة على ذلك، قوبلت الانفتاحات الأخيرة على الأسد من جيرانه بطوفان من الكبتاغون السوري الذي يجري تهريبه عبر الحدود».
وكذلك، اعتبرا أن الرئيس الأسد «لا يزال غير مهتم بالتوصل إلى حل سياسي عادل وشامل - على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2254، وبالتالي فإن جهود التطبيع هذه تهدد بمزيد من تجميد النزاع وتشكل عقبة أمام المساءلة».
وحضّا إدارة بايدن على «توضيح معارضتها لمثل هذه الجهود قبل قمة جامعة الدول العربية المقررة في 19 مايو (أيار)، والإشارة إلى استعدادها لفرض عواقب، بما في ذلك تنفيذ عقوبات (قيصر)، على أولئك الذين يقوضون المساءلة عن فظائع النظام».