أعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان عبر تطبيق «تلغرام»، يوم الاثنين، أن قوات الدفاع الجوي الأوكراني أسقطت 59، من أصل 84 طائرة مُسيّرة، أطلقتها روسيا في هجوم جوي على شمال وجنوب وشرق البلاد، خلال الليل. جاء ذلك بعد أن أعلن مسؤولون روس، يوم الأحد، أن أوكرانيا شنّت هجوماً كبيراً بما لا يقل عن 361 طائرة مسيّرة استهدفت روسيا خلال الليل؛ ما أدى إلى اندلاع حريق في مصفاة كيريشي النفطية الضخمة بشمال غربي البلاد، دون تسجيل إصابات.
وفي وقتٍ تبحث فيه القوى الكبرى كيفية إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تتصاعد حرب الطائرات المسيّرة؛ إذ أُسقطت مسيّرات روسية في بولندا العضو في «حلف شمال الأطلسي»، في حين كثّفت أوكرانيا هجماتها على المصافي وخطوط أنابيب النفط في روسيا، ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت ما لا يقل عن 361 طائرة مسيّرة، بما في ذلك أربع قنابل جوية موجهة وصاروخ «هيمارس» أميركي الصنع، من دون الكشف عن تفاصيل حول مواقع الهجمات.
وقال مسؤولون روس إن مصفاة كيريشي، التابعة لشركة «سورجوت نفت غاز»، وهي واحدة من أكبر مصفاتين في روسيا، تعرّضت لهجوم أوكراني بمسيّرات. وأوضح ألكسندر دروزدينكو، حاكم منطقة لينينغراد، أنه جرى تدمير ثلاث مسيّرات في منطقة كيريشي، وإخماد الحريق الذي اندلع نتيجة سقوط الحطام، مؤكداً أن الحادث لم يسفر عن إصابات، وفق ما نقلت وكالة «رويترز».
«ضربة ناجحة»

وأكد سلاح المسيّرات الأوكراني مسؤوليته عن الهجوم على المصفاة، وقال إنه «نفّذ ضربة ناجحة». وتتولى مصفاة كيريشي تكرير نحو 17.7 مليون طن سنوياً (355 ألف برميل يومياً) من النفط الخام الروسي؛ أي ما يعادل 6.4 في المائة من إجمالي إنتاج البلاد.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، صعّدت الولايات المتحدة ضغوطها على دول «حلف شمال الأطلسي» لتشديد العقوبات على قطاع الطاقة الروسي، سعياً لتقليص عائدات موسكو والمساعدة في إنهاء الحرب مع أوكرانيا، وهو صراع يكافح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهائه. وقال ترمب، يوم السبت، إن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات جديدة على روسيا في قطاع الطاقة، شرط أن تتوقف جميع دول الحلف عن شراء النفط الروسي وتطبق إجراءات مماثلة.صاروخ «تسيركون»
وأعلنت روسيا، الأحد، أنها أطلقت صاروخ «كروز» فرط صوتي من طراز «تسيركون» على هدف في بحر بارنتس، وأن مقاتلات «سوخوي سو-34» التي تفوق سرعتها سرعة الصوت نفّذت ضربات في إطار مناورات عسكرية مشتركة مع بيلاروسيا.
من جانبه، قال رادي خبيروف، حاكم منطقة بشكورتوستان الروسية، إن إحدى شركات النفط في المنطقة ستواصل مستويات الإنتاج المعتادة رغم تعرضها لهجوم بمسيّرات، السبت.
وأكد مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مسؤولية كييف عن عمليتي تخريب استهدفتا شبكة السكك الحديدية الروسية في نهاية الأسبوع، وأدّتا إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
وقال المصدر إن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، بالتعاون مع وحدات من الجيش، نفّذت هجوماً السبت في منطقة أوريول الروسية، وآخر صباح الأحد في منطقة لينينغراد.
وأعلن حاكم منطقة لينينغراد، ألكسندر دروزدينكو، عبر «تلغرام» خروج قطارين عن مسارهما صباح الأحد في موقعين منفصلين. وأكّدت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية مسؤوليتها عن أحد هذين الحادثين، موضحة أنها فجّرت جزءاً من خط السكك الحديدية بين مدينتي سان بطرسبرغ وبسكوف.
وأشار الحاكم الروسي إلى أن الحادث أدى إلى خروج قطار بضائع عن مساره من دون وقوع إصابات، في حين ذكرت الاستخبارات الأوكرانية أن «الصهاريج دُمّرت مع وقودها». ونشرت وسائل إعلام روسية صوراً تُظهر انقلاب عدة عربات على طول المسار.وفي المنطقة نفسها، خرج قطار آخر عن مساره صباح الأحد؛ ما أدى إلى مقتل سائقه بالقرب من محطة سيمرينو في منطقة غاتشينا، بحسب الحاكم.
خبراء في إزالة الألغام

وكانت عبوة ناسفة قد انفجرت السبت على خط سكك حديدية في منطقة أوريول غرب روسيا؛ ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخر، وفق ما أفاد به حاكم المنطقة. وأعلنت السلطات مقتل ثلاثة جنود من الحرس الوطني الروسي.
وأشار جهاز الاستخبارات الأوكراني إلى أنه نفّذ العملية لتعطيل الاتصال بين مدينتي أوريول وكورسك، موضحاً أن الجنود القتلى كانوا خبراء في إزالة الألغام أُرسلوا إلى الموقع بعدما عثر موظفو السكك الحديدية الروسية على متفجرات.
وتعرّضت شبكة السكك الحديدية في روسيا خلال الأشهر الأخيرة لحوادث مختلفة؛ من خروج قطارات عن مساراتها إلى انفجارات وحرائق، تقول السلطات إنها نتيجة عمليات تخريب أوكرانية. ورغم أن كييف لا تتبنّى عادة هذه الهجمات، فإنها غالباً ما ترحّب بها، مبرّرة ذلك باستخدام روسيا شبكة القطارات لنقل الجنود والوقود إلى جبهات القتال.هدف مشروع للجيش الروسي
من جهة أخرى، قال روديون مروشنيك، السفير في وزارة الخارجية الروسية لشؤون «جرائم نظام كييف»، يوم الأحد، إن أي قوات عسكرية أجنبية يتم نشرها في أوكرانيا ستُعتبر هدفاً مشروعاً للجيش الروسي.
وأوضح مروشنيك في تصريح لوكالة «تاس» أن إغراق أوكرانيا بالأسلحة ونشر قوات أجنبية هناك «لن يسهما في تسوية النزاع، ولن يقللا من التهديدات العسكرية... هذه المحاولات لا تحمل أي أهمية عملية، وستُقابل برد عسكري مباشر».
وأكد أن موسكو لن تنظر إلى مثل هذه القوات بعين الامتنان، قائلاً: «سيتلقون رداً عسكرياً ملموساً، خاصة أن الأعداد أو المواصفات التي يتحدث عنها الغرب لن تكون قادرة على تغيير الوضع الميداني».
