برلين تترقب عهد ترمب بقلق

68 % من الألمان يتوقعون تدهور العلاقات

المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يغادر منصبه بعد الانتخابات القادمة في 23 فبراير المقبل (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يغادر منصبه بعد الانتخابات القادمة في 23 فبراير المقبل (د.ب.أ)
TT

برلين تترقب عهد ترمب بقلق

المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يغادر منصبه بعد الانتخابات القادمة في 23 فبراير المقبل (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يغادر منصبه بعد الانتخابات القادمة في 23 فبراير المقبل (د.ب.أ)

وجدت برلين نفسها في موقع الدفاع عن علاقاتها مع واشنطن، قبل ساعات من حفل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مما زاد من القلق في العاصمة الألمانية من تدهور العلاقات الثنائية بشكل جدّي مع تسلم ترمب السلطة، فيما تتجه ألمانيا إلى انتخابات عامة.

ويمكن أن تشهد العلاقات الأميركية - الألمانية خضّات في الشهور المقبلة، خصوصاً أن ترمب هدَّد بفرض ضرائب جمركية مرتفعة على البضائع الأوروبية، تعتقد ألمانيا أنها موجَّهة ضدها تحديداً وضد صناعة سياراتها التي قد تعاني خسائر ضخمة في حال أقدم ترمب فعلاً على فرض تلك الضرائب. وتتخوف ألمانيا أيضاً من مساعي ترمب لزيادة الضغوط عليها لناحية إنفاقها الدفاعي، ومن سحبه المظلة الأمنية التي تعتمد عليها برلين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تدافع عن سفيرها بواشنطن بعد الكشف عن تقرير سرّي كتبه ينتقد فيه إدارة ترمب (د.ب.أ)

وتنعكس هذه المخاوف لدى الألمان وليس فقط السياسيين، إذ أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «يوغوف» أن 68 في المائة من الألمان يتوقعون تدهور العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة في عهد ترمب. ويتوقع هؤلاء أن سياسة ترمب ستُلحق ضرراً بالاقتصاد الألماني الذي يعاني أصلاً من خسائر في الأرباح منذ عامين.

وحسب الاستطلاع، فإن 8 في المائة فقط من الألمان يعتقدون أن العلاقات ستتحسن في عهد ترمب، فيما يعتقد 17 في المائة آخرون أن العلاقة بين البلدين -الشريكين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (جي 7)- ستبقى على حالها تقريباً. كما لا يعتقد أغلب الذين شملهم الاستطلاع أن ترمب يستطيع إنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا خلال الأشهر الستة المقبلة، حسبما صرح من قبل.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك خلال تجمع في واشنطن عشية التنصيب (رويترز)

وستكون العلاقات مع أميركا تحدياً رئيسياً للمستشار الألماني المقبل. فحتى الآن، من المتوقع أن يصبح فريدريش ميرتز، زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، هو المستشار المقبل. ورغم أن ميرتز من المؤمنين بالعلاقات عبر الأطلسي، ويحمل أفكاراً يمينية تقترب من سياسات ترمب خصوصاً حول الهجرة والاقتصاد، فإنه قد يجد المهمة صعبة. فالهامس في أذن ترمب، إيلون ماسك، انتقد ميرتز كذلك بشكل غير مباشر عبر إعادة نشر تغريدات لناشطة ألمانية يمينية متطرفة تنتقد فيها ميرتز، مما يشير إلى أن إدارة ترمب لن تعتمد أسلوباً أكثر لطفاً في التعامل معه.

ويدير ماسك منذ أسابيع حملة تأييد لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، ودعا الناخبين الألمان للتصويت له على اعتبار أنه «الوحيد القادر على إنقاذ ألمانيا»، حتى إنه استضاف زعيمته أليس فايدل في حديث طويل على منصته «إكس» جذب كثيراً من الانتقادات والاتهامات بأنه يتدخل في السياسات الداخلية لألمانيا.

أليس فايدل زعيمة حزب «البديل من أجل ألمانيا (AfD)» اليميني المتطرف تتحدث إلى المندوبين خلال مؤتمره 11 يناير 2025 في ريزا شرق ألمانيا (أ.ف.ب)

وفي حفل تنصيب ترمب، دُعي «البديل من أجل ألمانيا» للمشاركة، ومثله الزعيم المشترك للحزب تينو شروبيلا الذي يعد من الجناح الأكثر تطرفاً داخل الحزب.

وسُربت وثيقة سرّية من سفير ألمانيا في واشنطن، أندرياس ميكايلس، ينتقد فيها إدارة الرئيس الجديد، ويتهمه بالتحضير لاستغلال السلطة لتقويض الحريات والديمقراطية. وكتب ميكايلس في تقرير موجَّه إلى الخارجية الألمانية ومصنَّف «للاستخدام الرسمي فقط»، أن أجندة ترمب هي «حصر السلطات في أيدي الرئيس على حساب الكونغرس والولايات».

ودافعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، عن السفير قائلةً إن عمل السفير هو تحضير ألمانيا للمستقبل، ولكنها انتقدت في مقابلة على القناة الألمانية الثانية، تسريب التقرير، وقالت إنه «سرّي» وكان يجب أن يبقى كذلك. ومع ذلك، شددت بيربوك التي تقترب من ترك منصبها بعد الانتخابات التي ستُجرى في ألمانيا في 23 فبراير (شباط)، على ضرورة الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة.

وسارع كذلك المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي يتعرض هو نفسه لانتقادات لاذعة من إيلون ماسك منذ أسابيع، إلى تأكيد أهمية العلاقات الألمانية - الأميركية، وقال في تصريحات لصحيفة «راينشه بوست» إن بلاده «تحتاج إلى علاقات مستقرة» مع الولايات المتحدة، وإن هذه العلاقات «لها أهمية قصوى» بالنسبة إلى برلين.


مقالات ذات صلة

إيطاليا 2 – ألمانيا صفر

أوروبا رئيس وزراء بلجيكا مع نظيريه البولندي والدنماركي في بروكسل لحضور القمة (رويترز) play-circle

إيطاليا 2 – ألمانيا صفر

ميرتس كان الخاسر الأكبر في القمة التي أكّدت أن ثمة تغييراً واضحاً بدأ يترسّخ في موازين القوى داخل الاتحاد لصالح الحكومات اليمينية والشعبوية

شوقي الريّس (بروكسل)
تحليل إخباري علم الاتحاد الأوروبي داخل بهو مبنى المجلس الأوروبي في بروكسل.(أ.ب)

تحليل إخباري أوروبا غاضبة من رسوم ترمب وسط قلق من تصاعد تداعياتها الاقتصادية

أثار القرار الأميركي بفرض رسوم جمركية بنسبة 30 % على الواردات الأوروبية الذي أعلنه الرئيس دونالد ترمب موجة غضب واسعة في أوساط الاتحاد الأوروبي.

مساعد الزياني (الرياض)
أوروبا أعلام الدول الأعضاء في «الناتو» أمام مقر الحلف في بروكسل (أ.ب)

هل ستبقى روسيا «التهديد الأكبر» بالنسبة لـ«الناتو» زمن ترمب؟

يقول كامي غران الباحث في «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية»، إنه إن كانت الولايات المتحدة تعتبر أن روسيا «ليست هي المشكلة الحقيقية، فإن ذلك يشكل تحدياً للحلف».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث الى الإعلام في مكتبه بالبيت الأبيض (أ.ف.ب) play-circle

تحليل إخباري رحلة في عقل ترمب (2)... سيد الخواتم والمفاوض الأسطوري

قبل أن تطأ قدما دونالد ترمب عتبات السلطة في واشنطن، كان اسمه قد استقر بالفعل في الذاكرة الأميركية لاعباً ماهراً بساحة المفاوضات، وصانع صفقات فريداً.

عبده جادالله
أوروبا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بعد اجتماع مع ممثلي صناعة السيارات الأوروبية بمقر المفوضية الأوروبية في بروكسل الاثنين (رويترز)

رئيسة المفوضية الأوروبية: السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا بالقوة

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الاثنين، إن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا بالقوة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

روسيا: نفذنا «ضربة واسعة النطاق» بأسلحة موجهة على منشآت البنية التحتية الأوكرانية

رجل يخرج من منزل دُمّر بعد غارة روسية على كييف (أ.ب)
رجل يخرج من منزل دُمّر بعد غارة روسية على كييف (أ.ب)
TT

روسيا: نفذنا «ضربة واسعة النطاق» بأسلحة موجهة على منشآت البنية التحتية الأوكرانية

رجل يخرج من منزل دُمّر بعد غارة روسية على كييف (أ.ب)
رجل يخرج من منزل دُمّر بعد غارة روسية على كييف (أ.ب)

ذكرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (السبت)، أنها نفّذت «ضربة واسعة النطاق» خلال الليلة الماضية، باستخدام أسلحة موجهة بدقة بعيدة المدى من البر والجو والبحر، بما في ذلك صواريخ «كينغال» فرط الصوتية الباليستية وطائرات دون طيار على منشآت البنية التحتية للطاقة التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية، بالإضافة إلى «مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني».

وأضافت الوزارة أن الهجوم جاء رداً على هجمات أوكرانية على «أهداف مدنية» في روسيا.

رجل يقود دراجة كهربائية أمام مبنى سكني تضرر جرّاء غارة روسية على كييف (أ.ب)

وكانت الوزارة قد ذكرت، في وقت سابق اليوم (السبت)، أن دفاعاتها الجوية أسقطت سبع طائرات مسيّرة أوكرانية فوق منطقتي كراسنودار وأديجيا الروسيتَين الليلة الماضية.

وقالت السلطات المحلية الأوكرانية، في وقت سابق اليوم، إن روسيا شنت هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيّرة على العاصمة الأوكرانية، صباح اليوم، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة أكثر من 20 شخصاً، قبل يوم من بدء المحادثات بين أوكرانيا والولايات المتحدة.

وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في منشور على «تلغرام»، أن روسيا استهدفت أوكرانيا بنحو 500 طائرة مسيّرة و40 صاروخاً من مختلف الأنواع. وأضاف أن الهدف الرئيسي كان الطاقة والبنية التحتية المدنية في كييف. وفي بعض الأحياء بالمنطقة ليس هناك كهرباء ولا تدفئة بسبب الهجمات.

رجال الإنقاذ يعملون في موقع مبنى سكني متعدد الطوابق تضرر جرّاء هجوم صاروخي مكثف على كييف (أ.ب)

وتابع زيلينسكي: «هناك العديد من التساؤلات هذه الأيام. أين الرد الروسي على مقترحات إنهاء الحرب التي قدمتها الولايات المتحدة والعالم؟». وأضاف: «يُجري الممثلون الروس محادثات مطولة، لكن في الواقع تتحدث طائرات (كينزال) و(شاهد) - (طائرات مسيرة) نيابة عنهم».

وقال وزير الداخلية، إيهور كليمنكو، في منشور، إن هناك 10 مبانٍ سكنية متضررة في الهجوم، ويتم إجلاء المواطنين من تحت أنقاض المباني المنهارة


إغلاق المجال الجوي فوق مطار هانوفر الألماني بعد رصد «مسيّرات»

حركة في مطار هانوفر (د.ب.أ)
حركة في مطار هانوفر (د.ب.أ)
TT

إغلاق المجال الجوي فوق مطار هانوفر الألماني بعد رصد «مسيّرات»

حركة في مطار هانوفر (د.ب.أ)
حركة في مطار هانوفر (د.ب.أ)

أدى رصد طائرات مسيرة إلى إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران فوق مدينة هانوفر الألمانية، مساء أمس الجمعة.

وفقاً لمتحدث باسم المطار، استمر الإغلاق من الساعة 47:21 حتى الساعة 16:0، موضحاً أن سبع طائرات تأثرت بهذا الإجراء، وجرى تحويل مساراتها إلى وجهات من بينها بادربورن وبريمن ودوسلدورف وفرانكفورت.

وأضاف المتحدث أن رحلتين لم تتمكنا من الهبوط في هانوفر بسبب الإغلاق، بالتالي لم تستطيعا الإقلاع، اليوم السبت. وكانت الرحلتان متجهتين إلى فرانكفورت وباريس، واضطر المطار إلى إلغائهما.

ولم تتوافر في البداية تفاصيل رسمية حول رصد الطائرات المسيرة. لكن حسب تقرير لصحيفة «هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ»، رُصدت أولاً طائرة مسيرة على ارتفاع نحو 80 متراً قرب مطار مخصص لنماذج الطائرات. وبعد ساعة، أفاد التقرير بأن ما لا يقل عن طائرتين مسيرتين اقتربتا من المطار.

يذكر أنه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اضطر مطار هانوفر إلى الإغلاق لمدة 45 دقيقة بسبب رصد طائرة مسيرة.


الأمن الأوكراني يمنع «مكافحة الفساد» من مداهمة مكاتب في البرلمان

جلسة سابقة للبرلمان الأوكراني (أرشيفية - رويترز)
جلسة سابقة للبرلمان الأوكراني (أرشيفية - رويترز)
TT

الأمن الأوكراني يمنع «مكافحة الفساد» من مداهمة مكاتب في البرلمان

جلسة سابقة للبرلمان الأوكراني (أرشيفية - رويترز)
جلسة سابقة للبرلمان الأوكراني (أرشيفية - رويترز)

وجهت وكالة مكافحة الفساد الأوكرانية الاتهام لعدد من النواب بتلقي رشاوى، وحاولت مداهمة مكاتب في البرلمان، إلا أن القوى الأمنية منعتها، وذلك بُعيد توجه الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة لمناقشة خطّة إنهاء الحرب.

وقالت الوكالة على تطبيق «تلغرام» إنها «كشفت مجموعة إجرامية منظمة تضم نواباً حاليين (...) تلقوا بشكل منهجي منافع غير مشروعة» مقابل تصويتهم في البرلمان، وإن محققيها حاولوا تفتيش مكاتب للجان برلمانية في كييف، لكن قوات الأمن منعتهم.